|
بعض ملامِح الوضع في الأقليم
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 5194 - 2016 / 6 / 15 - 16:37
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعض ملامِح الوضع في أقليم كردستان : * تراكُمات رُبع قرن ، من توزيع السلطة والثروة ، بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والإتحاد الوطني الكردستاني ، تحت يافطة الفيفتي / الفيفتي ، سيئة الصيت ... تأتي ثمارها اليوم . * فإلى جانب تقسيمهما ، واردات المنافِذ الحدودية بينهما ، مع الفارق الكبير ، حينها ، بين واردات إبراهيم الخليل العائد الى الديمقراطي ، مقارنةً مع باشماغ العائد الى الإتحاد الوطني [ في ذلك الوقت ، حيث ان الفارق تقلص في الفترة الأخيرة ، بعد إنتعاش تجارة النفط وغيرها مع إيران ] ، فأنهما تقاسما أيضاً كافة الرسوم والضرائب الداخلية . وليسَ هذا فقط ، فلقد إحتكرا السُلطة والحُكم كذلك . * الحزبان ، يتقاسمان مسؤولية الحرب الداخلية الحمقاء ، التي راح ضحيتها الآلاف ، وإرتميا على أثَرها في أحضان ، تركيا وإيران ، بل وإستعانا بجيش صدام والمخابرات الإيرانية والتركية ، ضد بعضهما . * حين ظهرتْ بوادر ، الثروة النفطية في الأقليم ، تزامُناً مع زوال حُكم صدام ، فأن التنسيق بين الحزبَين الديمقراطي والإتحاد ، إرتقى إلى مُستوى " الإتفاق الإستراتيجي " والذي على أثره ، تم تقسيم مناصب الكُرد في بغداد والسُلطة في الأقليم ، بينهما ، وتفاهَما على الخطوط العامة ، لتقسيم الثروة الهائلة ، القادمة من بغداد ، إضافةً إلى واردات ملف النفط والغاز . * إذن .. كُل قيادات الحزب الديمقراطي والإتحاد الوطني ، مُشتركون بطريقةٍ أو أخرى ، في عملية إدارة الأقليم ، منذ 1992 ولغاية اليوم . علماً ان قيادة " حركة التغيير / كوران ، كانتْ فاعلة وتتحمل حصتها من المسؤولية لغاية إنشقاقها في أواخر 2008 " ، أي ان نوشيروان ورفاقه في التغيير ، يتحملون وزر الأخطاء والخطايا التي مورست ، من 1992 لغاية 2008 ، ناهيك عن الفترات السابقة أيضاً ، جنباً الى جنب جلال الطالباني وقيادات الإتحاد الوطني . هل يُمكن وضع " جميع " قيادات الإتحاد الوطني والحزب الديمقراطي ، في سّلة الفساد والمُساهمة في سوء الإدارة ؟ . كلا . هنالك بعض الإستثناءات ، فعلى سبيل المثال لا الحصر ، لايمكن مُقارنة الراحلَين " جوهر نامق " و " فلك الدين كاكيي " و " رمزي شعبان " ، مع آخرين يمتلكون عشرات الملايين والعقارات ... الخ . ولا مع بعض قادة البيشمركة او مُحتكري قطاعات إقتصادية وتجارية . هذا في جانب الحزب الديمقراطي . كذلك ليس من العَدل ، مُقارنة " عدنان المفتي " و " فريد أسسرد " و " عادل مُراد " وحتى " برهم صالح " ، مثلاً وليس حصراً ، مع آخرين من أساطين المال والمصالح الكبيرة او بعض قادة البيشمركة المتنفذين . وهذا في جانب الإتحاد الوطني . * لا يمكن إعفاء الأحزاب الأخرى من بعض مسؤولية الفشل الحالي، تلك الأحزاب التي قبلتْ بالفُتات الذي قُدِمَ لها مِنْ قِبَل الحزبَين الحاكمَين ، مما دّجنها أكثر وأسْكتَها وأدى إلى تهميشها عملياً . * حركة التغيير / كوران ، إذا أرادتْ أن تُمّثِل الوجه الآخر ، أي النزاهة والإخلاص والوطنية ، حقاً ، مُقابِل فشل وفساد وسوء إدارة الحزبَين الحاكمَين ، فينبغي أن تتخلص من إرث مشاركة قادتها في الأخطاء والخطايا السابقة . أما كيف ؟ فبالإعتراف الصريح بمشاركتهم لسنوات طويلة في تهيئة الأجواء للإقتتالات الداخلية والتصفيات الجسدية وكذلك الفساد ، وطلب الصفح من عوائِل الضحايا . وإرجاع الأموال والعقارات العامة التي حصلتْ عليها خلافاً للقانون . حين تقوم كوران بذلك ، سيزداد عدد مؤيديها أضعافاً مضاعفة . ............................... لو سلمنا جدلاً ، بأن الحزب الديمقراطي الكردستاني ، هو المُتسّبِب الأول ، في الأزمات الخانقة الحالية التي تعصف بالأقليم ، وأنهُ المسؤول عن الجزء الأهَم من الأموال الضخمة المفقودة ، طيلة السنوات الماضية . لكن لايمكن إغفال ، بأن الديمقراطي ، كان له شريكٌ في الفساد وإحتكار السُلطة ، وهو الإتحاد الوطني . والآن ، هل في إمكان إتفاقية التغيير / الإتحاد ، تفعيل الحَد من الفساد ؟ .. لنفترض جدلاً ، ان الحزب الديمقراطي ، سيعترِض ويُقاوِم بِقوة ، التخّلي ولو عن جزءٍ من ( مكاسبه وإمتيازاته ) .. لكن حتى ذلك البعض من قيادات الإتحاد الوطني ومتنفذيه ، الذين حصلوا من ممارستهم للسلطة خلال العشرين سنة الماضية ، على ثرواتٍ هائلة ... هل سيتنازلون عن طيب خاطر ، عن ملياراتهم وملايينهم ويُعيدوها لخزينة الدولة ؟ أشكُ في ذلك كثيراً . وإذا لم يشمل " الإصلاح الجذري الموعود والوارد في بنود إتفاقية الإتحاد / التغيير " .. إذا لم يُحاسِب هؤلاء الفاسدين المنضوين تحت راية الإتحاد الوطني [ علماً انهم ، أي أصحاب الثروات الضخمة ، ليسوا أنفاراً عاديين ، بل يحتلون مواقع في صدارة الإتحاد ] ... فما جدوى الإتفاق أساساً ؟ . إذا لم تُقّدِم حركة التغيير / كوران ، نفسها ، كنموذجٍ ، وتعلن تخّلي ( البعض القليل ) من كوادرها عن الرواتب الخاصة والتقاعدات الخاصة والإمتيازات ، وحتى إرجاع قسمٍ من ( التّلة ) العتيدة ، الى الدولة ، والإحتفاظ بالقسم الضروري لمقراته وإعلامه [ بعد تسديد ثمنه الحقيقي للحكومة ] .. إذا لم يفعل ذلك ، فكيف يطلب من الآخرين ، ان يفعلوا ؟ ................. ببساطة ... يمكن إعتبار الحزب الديمقراطي ، كياناً مُتراصاً ذو تَوّجُهٍ واضِح مفادهُ : لن نتخّلى عن مفاصِل السلطة الأساسية ، مَهما يكُن / نمتلك القوة العسكرية الكافية ، للدفاع عن مصالحنا ومكتسباتنا / لن نعترف بأي أغلبية برلمانية إذا كانتْ ترمي إلى إبعادنا عن مراكزنا الأولى . يمكن إعتبار حركة التغيير / كوران ، كياناً مُتراصاً ، ذو توّجهٍ واضِح مفادهُ : لن نقبل بإسلوب الحُكم الحالي المُحتكِر للسُلطة والمال / نطالِب بعودة الشرعية للبرلمان والحكومة / الشفافية ولا سيما في ملف النفط . يمكن إعتبار الإتحاد الوطني ، كياناً غير مُتراص ذو توجهات ضبابية : فقسمٌ ما زالَ يُغازِل الحزب الديمقراطي ويأمل ان يتوصل معه إلى تفاهمات / وقسمٌ آخر يرى ان التنسيق الكامل مع حركة التغيير هو الحل الأمثل / والبعض الآخر ، ضائعون بين هؤلاء وأولئك . ................ لم نبلُغ الرُشد ، سياسياً ، بعد ، كما يبدو . ولا زلنا بحاجةٍ إلى ضغوط وتدخلات خارجية قوية ، لكي يّجُروا آذاننا ويدفعوننا دفعاً ، إلى تنازلات متبادلة ، والإلتقاء في منتصف الطريق ، للخروج من هذا النفق المعتم . وبالفعل .. فلقد بدأت الوفود العلنية والسرية ، بالوصول إلى الأقليم ، لتعقيلنا ! .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إتجاهات الرِياح
-
مُصارَعة إستعراضية
-
لن نغرَق
-
سوء فِهم
-
رواتب مُتأخِرة
-
لا تُعانِق الخَوَنة
-
ليسَ إلا
-
الشريعة .. وقَضم الأظافِر
-
مُلاحظات أولية حول إتفاقية كوران / الإتحاد
-
- شعبان تحت الصِفر -
-
جّبار أبو العَرَق
-
بُندقية جدّي
-
مرآة السُلطة
-
مُلاحظات حول إقتحام البرلمان
-
- وطنٌ مُهّدَدٌ وشعبٌ بليد -
-
الجميعُ أعداء - القَبَج -
-
الصَمت .. والصامتون
-
مُحاصَصة .. ومُكّونات
-
مُراهَنات
-
على فِراش الموت
المزيد.....
-
بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة
...
-
أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية
...
-
الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2
...
-
صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير
...
-
الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط
...
-
تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2
...
-
صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
-
-بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
-
بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|