في ذكرى -سايكس بيكو-.. انقسامات وصراعات وأزمات كردية وتهديدات خارجية

سامان نوح

الحوار المتمدن-العدد: 5161 - 2016 / 5 / 13 - 20:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

سامان نوح
- بعد اربعة ايام تمر الذكرى المئوية لاتفاقية سياكس بيكو، التي قسمت ارض كردستان الى اربع دول فاشلة بأنظمة دكتاتورية، كما قسمت اراض المنطقة لاحقا الى دول ودويلات.
- بعد اربعة ايام يقرر السلطان اردوغان، مصير حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، وسط توقعات باغلاق الحزب، ورفع الحصانة عن نحو 30 نائبا تمهيدا لادخالهم السجن المؤبد بتهمة الارهاب ودعم حزب العمال الكردستاني.
- بعد ايام سيعلن عن الاتفاق "الاستراتيجي" بين حركة التغيير والاتحاد الوطني الكردستاني، وهو الاتفاق الذي سيدخل الاقليم بمرحلة جديدة من التحولات والمتغيرات، وربما الصراعات السياسية التي ستزيد الأزمات والانقسامات والمناطقية وربما تزيد الفساد والسطوة الحزبية واللا ثقة واللا شفافية وووو.......... في الاقليم المنهك اصلا بالأزمات.
- بعد ايام يسعى الحزب الديمقراطي لانجاز تغييرات في الحزب، ويتوقع من خلال لجنة الاصلاح ان تظهر أسماء فاسدين جدد ويعلن عن التحقيق معهم على "امل المحاسبة"، فيما تصفه كوادر في الحزب مقربة من رئيس الحكومة الحالي نيجيرفان بارزاني بأنها عملية تستهدف في الغالب جناحا في الحزب على حساب جناح، لتنتهي في الختام بازاحة رئيس الحكومة عن منصبه.
- بعد أيام ستتضح معالم خطط واتفاقات الغرف السرية لدول الجوار، لضرب الكرد في تركيا وسوريا وربما حتى العراق... وستتضح خطط تركيا الجديدة لتكثيف ضرباتها لقواعد حزب العمال في تركيا والعراق وايران، ووحدات حماية الشعب بسوريا، وربما حتى من يخالفها الرأي من احزاب اقليم كردستان.
- برلمان اقليم كردستان مغلق منذ اكثر من ستة أشهر، والحكومة مشلولة ومدينة بالمليارات، والاقتصاد منهار، والقضاء مريض، والمؤسسات لا وجود لها ولا أثر، والجيش والأمن منقسمان على حزبين، والبيشمركة تقاتل على عدة جبهات بسلاح قديم وبمعاشات تأتي بالقطارة... والناس تواجه الفقر والبطالة وسلسلة مركبة من الامراض الاجتماعية.
- الاحزاب "القومية" تتصارع وتغلق الحدود والمعابر في وجوه بعضها، وتتقاتل على وزارة اكثر في بغداد، ومقعد اضافي في البرلمان الكردستاني، وسلطة اكبر في بلدة نائية، وعلى الهيئات المستقلة حتى تظل غير مستقلة، وعلى منصب الوكيل والمدير والمسؤول والفراش في الوزارة والهيئة والبلدية ............
- يحدث ذلك فيما معظم المنصات الاعلامية الكردستانية (المحلية، والعالمية) الحزبية ونصف الحزبية، بألوانها المختلفة وانتماءاتها المتعددة، منشغلة بآخر أخبار شيخ السلفية في كردستان عبداللطيف السلفي... منشغلة حتى العظم والى حد الدهشة بمتابعة قصص وروايات وحكايا وماضي وحاضر ومستقبل الشيخ وزوجته الثالثة.
- عشرات الاخبار والتقارير وربما التحقيقات. عشرات التصريحات من شيوخ دين وسياسية وثقافة وعلوم، وعشرات الآلاف من بوستات وتعليقات الفيس بوك.
- اخيرا وجدنا شيئا يوحدنا.. شيئا نتفق على مواجهته وادانته والتحرك الجماهيري والقضائي والسياسي والاداري ضده.. خلال ايام ربما سيشتعل الاقليم بالتظاهرات المنددة بالشيخ وبحكاية او لعبة زواجه الجديدة.
- كان الله في عوننا.

تنويه: من الطبيعي ان يتحدث ويتابع المعنيون بحقوق المرأة وسلامة البناء المجتمعي وتطبيق القوانين (من منظمات، وجمعيات، وشخصيات، ومحامين، ورجال دين وحتى لجان حزبية) تفاصيل الزواج الثالث لشيخ السلفية، ومن الضروري ان يطالبوا بمعالجة الخلل الاجتماعي والقانوني وحتى الشرعي في الأمر، لكن ان تنشغل الامة كلها بذلك وسط كل التحديات التي تترصدها فهذا هو الغريب الصادم.

#سامان_نوح (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل