أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منير ابراهيم تايه - الف شمس مشرقة لخالد حسيني














المزيد.....

الف شمس مشرقة لخالد حسيني


منير ابراهيم تايه

الحوار المتمدن-العدد: 5151 - 2016 / 5 / 3 - 08:47
المحور: الادب والفن
    


عنوان الراوية "ألف شمس مشرقة" يشير الى قصيدة "كابول" التي كتبها الشاعر الفارسي صائب التبريزي (1601-1677م). وهو يرمز ايضا الى شخصية مريم، انها أكبر شمس مشرقة في الرواية.
مريم تلك الفتاة يتيمة الأب وهو حي يتيمة الأم وهي حبيسة وجعها... ترمى إلى قدمي رجل يكبرها ضعف عمرها مطلق من أجل التخلص منها، تنطفئ وتظلم تحت طبقات كثيرة جدا من الظلم والقهر النفسي والجسماني لانها طفلة غير شرعية لرجل غني من خادمته نانا، وهو جليل المتزوج من ثلاثة نساء. ولان مريم ابنته غير الشرعية يوفر جليل لها ولوالدتها منزل في منطقة مهجورة في هيرات غرب افغانستان. وهناك تكبر مريم بعيدا عن العالم .
تقرر مريم زيارة والدها في منزله عند زوجاته الشرعيات وحين تعود تجد ان والدتها قد انتحرت شنقا خشية من عدم عودة ابنتها لها فتنتقل الفتاة غير الشرعية الى منزل جليل. وهناك ترتب زوجات جليل الثلاثة زواجا لمريم من رجل بشتوني يدعى رشيد، يعيش ويعمل في العاصمة كابول. حينما تصبح مريم حامل يتحدث رشيد مع زوجته بطريقة تقول ان المولود القادم لا بُد من ان يكون من جنس الذكور.
شمس اخرى تشرق الى جانب مريم .. انها ليلى صاحبة قلب عفوي مغرم محطم ، يجمع بينهما ذاك الزوج المسمى رشيد... تقترب الشمسان ثم تلتحمان وتصيران شمسا واحدة ...
ليلى. ذات الـ14 عاما عندما يقتل والديها حكيم وفريبا بصاروخ استهدف منزلهم في كابول. تكون ليلى على علاقة سرية مع صديق طفولتها طارق. تحمل ليلى طفلا من طارق بينما يريدها رشيد زوجته الثانية. الرواية تدور فيما بعد حول الفاصل بين زوجتي رشيد، مريم وليلى، ثم الصداقة فيما بينهن في نهاية المطاف كضحيتين لهذا لرجل القذر.
وحين تحاول الزوجتان الهرب من منزل رشيد يخونهن رجل افغاني في محطة الباصات عن طريق استيلاءه على اموال ليلى، وهذا ما يجعل رشيد اكثر اهانة وكرها لزوجتيه.
وبعد سنوات حين تسيطر حركة طالبان على البلاد وتصل الى كابول تقتل مريم رشيد لانقاذ ليلى من محاولته قتلها. تعدم طالبان مريم وتهرب ليلى الى باكستان للزواج من طارق. تعود ليلى الى افغانستان للعمل في دار للايتام بعد زوال حكم طالبان.
قصة انسانية من الدرجة الاولى تخطف الانفاس تشدك حتى اخر صفحة من صفحاتها... تجعلك قطعا تكره الرجال جميعا بقصد او بدون قصد المتمثلين في شخصية رشيد الزوج وجليل الاب المتخاذل.. من أكثر ما أثر فيي لحظة قتل رشيد ... وكذلك عودة طارق كانت اكثر من مفاجأة.. يكتب خالد حسيني ليعكس صورة (مريم وليلى ) خلال الحرب الأفغانية معالجا قضايا الأنثى وزواج القاصرات والصراعات الإثنية ودور المرأة وأحقيتها في التعليم ودورها الرئيس في بناء المجتمع.
يتحدث خالد حسيني عن الحياة في افغانستان حسب آرائه الشخصية. يستورد الكثير من الافكار الليبرالية التي تسود المجتمع الامريكي ليروي الحياة والثقافة الافغانية من خلال كاميرا امريكية واثنية.
لكن المؤلف، الذي يملك ثقافة غربية يحاول عكسها على الثقافة الشرقية في بلاده فقط ليسترضي الجمهور الغربي. هل يشعر القارىء ان ليلى فتاة افغانية ام فتاة فرنسية؟!
يكرر كتابات المستشرقين عبر التاريخ الاستعماري من ان الرجل المسلم يضطهد المرأة والرجل المسلم هو نموذج للوحش الجنسي والفجور والى اخره "جليل متزوج من ثلاثة نساء"، "قلب الرجل هو رديء، شيء رديء. لا يوجد مثل رحم الام"، "رشيد يميز بين ابنه وابنته على أساس الجنس"، "رشيد يجبر مريم على ارتداء البرقع، بينما يخبيء المجلات الاباحية في صناديقه".
بينما الصورة الايجابية الوحيدة للمسلم في الرواية هو شخصية الملا فيض الله: "رجل مسن يزور مريم بانتظام لتعليمها القران الكريم".
كما يكرر ايضا المعركة حول الحجاب. على الرغم من ان الرواية مليئة بالايمان بالله، لم يشر المؤلف الى ان هناك نساء يخترن بانفسهن تغطية رؤوسهن واجسادهن وفقا للتقاليد او الديانات، برأيي الشخصي أعتقد ان المؤلف لم يحترم اختيارات وحرية المرأة.
كذلك يكرر المؤلف المكائد الاستعمارية بين المجموعات العرقية، انا اعلم ان هناك صراع بين الجماعات الاثنية في افغانستان، ولم يكن بحاجة الى تقسيم الاسر والافراد في الرواية حسب الاثنيات والاعراق. صدقا لقد شعرت ان كاتب الراوية كأنما هو هنري كيسنجر.
كما يعتقد ان الاحتلال السوفيتي قد قام ببناء البنية التحتية من اجل الشعب وعمل على تحسين تعليم النساء في البلاد ولكن وعلى مر التاريخ يبني الاستعمار في المستعمرات لخدمة نفسه وبهدف خداع الشعوب بالشعارات البراقة، فهذا هو الاستعمار بالتاكيد. رغم انه نجح في كشف جرائم الاحتلال السوفيتي لافغانستان وكان هذا شيئا ايجابيا.
الرواية مليئة بالاحداث منها المؤلم وهو ما يطغى على الرواية ومنها المفرح وهو النادر.. البداية مؤثرة ثم يخفت التأثير مع بداية القسم الثاني حين تتحول الاحداث من قصة الى اخرى، ليعود التشويق واللعب على أوتار مشاعر القارئ في القسم الثالث ثم حين تندمج قصة مريم وليلى اللتان تتمحور حولهما الرواية
كانت تجربة.. مؤلمة.. رغم سوء الترجمة .. وتحيز الكاتب .. لكن لو استطعت ان تفصل كل هذه المغالطات التاريخية لاستمتعت بقراءة حالة انسانية...
العنوان عبقري والرواية بحق رائعه



#منير_ابراهيم_تايه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -عزازيل- يوسف زيدان.. تشابك المتخيل والتاريخي
- الفكاهة والهزل في الادب
- -الذرة الرفيعة الحمراء- لمو يان.. عوالم روائية مدهشة
- العلم الحديث بين التعريب والعبرنة
- بابيون او الفراشة لهنري شاريير والصراع من اجل الحرية
- -عساكر قوس قزح- لأندريا هيراتا.. قصة المنسيين
- الحلاج.. مأساة عاشق؟!!
- ابن باجة الاندلسي والمدن غير الفاضلة
- ساق البامبو .. والبحث عن الوطن .. في غربة الانسان
- -طوق الحمامة- لابن حزم ... الحب بمبضع الأدب
- الخط العربي .. فن يتحدى الزمن
- الناس كما هم / قصص قصيرة
- قصص قصيرة بجدم راحة اليد 5
- 1984 لجورج اورويل.. مقاومة الديكتاتورية بالادب
- حجي جابر في رواية -سمراويت-.. وازمة البحث عن هوية
- قصص قصيرة بحجم راحة اليد 4
- قصص قصيرة بحجم راحة اليد 3
- للخيال جماله ولذته وسحره -رسالة التوابع والزوابع- لابن شهيد
- قصص قصيرة بحجم راحة اليد (2)
- قصص قصيرة بحجم راحة اليد


المزيد.....




- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منير ابراهيم تايه - الف شمس مشرقة لخالد حسيني