أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منير ابراهيم تايه - الناس كما هم / قصص قصيرة














المزيد.....

الناس كما هم / قصص قصيرة


منير ابراهيم تايه

الحوار المتمدن-العدد: 5086 - 2016 / 2 / 26 - 10:06
المحور: الادب والفن
    


قرب الباب شجرة صغيرة، تمد أغـصانها النحـيلة بلين ومودة، لا تخدش أكمام الفتيات أثناء الدخول.. والإضاءة تعطي انطباعا بين عيون الجالسين الذين يتحدثون بفرح لأنهم أصدقاء، لديهم كلام كثير يقولونه.. كل شيء جميل وآمن في هذا المقهى.. الطعام جيد والاضاءة مبهجة والنادل حنون وطيب مثل الام الكبيرة والكلام يطير في الهواء ليصل إلى سمع الآخر، يسمعه ببهجة.. ثم يتحدث متأنيا وبوضوح، فالوقت هنا ليس على عجلة من امره..
الطاولة من خشب سميك عتيق، ألواح متماسكة ومتصالبة بقسوة. يحبون وضع ارغفة الخبز على سطح الطاولة، يخرجون الخبز من السلة السعفية ويضعونه على سطح الطاولة النظيف، لذلك امتلأت الشقوق بذرات الطحين. يتعمدون لمس خشب الطاولة الاملس والذي اكتسب لونا أسمر بفعل الأبخرة المتصاعدة من الأطعمة والشاي
امرأة تقف قريبا من النافذة تستند بمرفقها الايسر على الطاولة الكبيرة.. تلبس ثوبا رماديا شاحبا ويتحدث اليها رجل يلبس بدلة رمادية شاحبة ايضا، قال شيئا اثناء ﺍ-;-ﻟ-;-ﺤ-;-ﺪ-;-ﻳ-;-ﺚ-;- وهي تستمع اليه بابتسامة، فنسي ماذا يقول، نظر من النافذة ثم تحسس باصابعه كم ثوبها.. اسند مرفقه الأيمن على المنضدة البنية الكبيرة ليتأمل وجهها...
رجل يرتدي معطفا بنيا.. سحب كرسيا وجلس واضعا مرفقيه على الطاولة، تكلم مع النادل ثلاث كلمات، استمع النادل ثم رد بابتسامة فابتسم الرجل. اقترب النادل من الطاولة، مد نحوه كأس الماء وقال كلمة، كلمة واحدة ولكنها صغيرة، وحين وصلت إلى اذن الرجل الآخر الجالس إلى الطاولة، ابتسم، حينها اقترب النادل من الطاولة وقال كلمة أخرى، فحرك الرجل رأسه بإيماءة وصارا يضحكان كصديقين.. –


لم أر ابي وامي يوما ما يتفقان على شيء.. عند الافطار كانت تأكل امي الزعتر والزيت مع رغيف خبز اسمر صغير وابي يلتهم صحنا من الفول وعدد لا يحصى من اقراص الفلافل وارغفة الخبز تتطاير من هناك وهناك وتلك هي بقاياه .. وعند الغداء طبقا من الارز الابيض مع اليخني باللحم بينما امي تأكل الخضراوات والزيتون وفي المساء يلتهم نصف دجاجة مشوية مع مقبلاتها بينما تأكل امي قطعة صغيرة من الخبز مع المربى..
يحب ابي الواقع لذا فانه يتابع اخبار هذا العالم البائس وحين كان ابي يتابع افلام العنف حينها تلجأ امي الى غرفتها المنعزلة.. والسؤال الذي يؤرقني: كيف اتفقا على مجيئي لهذا العالم؟

جلست بين احفادها تحيك كنزة من الصوف لاحدهم بالوان قوس قزح حين تستشعر برده لتدفئه.. هكذا هي الجدة تتفانى في حياكة الدفء فلا وقت لديها تبدده في الانتظار..
وبينما هم يشاهدون على التلفزيون برنامجا للفوازير.. سأل مقدم البرنامج سؤالا محيرا يقول: ما الشيء الذي يأكله الانسان يوميا لا هو بنبات ولا حيوان؟؟ ارادوا ان يستبقوا جواب مقدم البرنامج، سألوا جدتهم بعد ان عجزوا عن الوصول للاجابة الصحيحة فقالت وهي تمتلأ ثقة واعتزازا بالنفس انه ملح الطعام يا احفادي..

كلما اشعلت سيجارة.. رحت اطارد دخان الكلمات وهي تحرقني

وصل الى خريف العمر .. لديه زوجتان احداهما مسنة والاخرى شابة في ربيع عمرها، كليهما تحبانه وكل واحدة منهما تتمنى لو انه يفضلها على ضرتها..
بدأ الشيب يغزو شعر الرجل فلم يعجب ذلك الزوجة الشابة لان يبدو زوجها عجوزا فاعتادت كل ليلة ان تمشط شعر زوجها لتقتلع الشعيرات البيضاء ليبدو اكثر شبابا وليتناسب مع عمرها.. في حين ان الزوجة المسنة كانت سعيدة للشيب في شعر رأس زوجها فكانت حين تمشط شعر رأسه تقتلع الشعيرات السوداء حتى يبدو اكثر شيبا وكهولة وليتلاءم مع سنها هي.. وسرعان ما وجد الرجل نفسه اصلعا...!!!

كانت الحافلة الوحيدة التي تقف في المحطة، ازدحم الناس وكل له وجهته وهو يقف بالمنتصف.. رآها تعبر الطريق فقرر العودة فهو لا يحب التواجد في الأماكن المزدحمة ولا في القلوب المزدحمة؛ وانطلقت الحافلة الا منه ومنها..



#منير_ابراهيم_تايه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصص قصيرة بجدم راحة اليد 5
- 1984 لجورج اورويل.. مقاومة الديكتاتورية بالادب
- حجي جابر في رواية -سمراويت-.. وازمة البحث عن هوية
- قصص قصيرة بحجم راحة اليد 4
- قصص قصيرة بحجم راحة اليد 3
- للخيال جماله ولذته وسحره -رسالة التوابع والزوابع- لابن شهيد
- قصص قصيرة بحجم راحة اليد (2)
- قصص قصيرة بحجم راحة اليد
- فرنسا تنعى انسانيتها
- انا وظلي
- انا وظلي/ اقاصيص صغيرة
- ماسح الاحذية/ وقصص اخرى قصيرة
- اسرائيل التي تخاف
- الصدفة والضرورة/ قصص قصيرة
- شاي بالنعناع/ قصص قصيرة
- حياة اخرى وقصص اخرى قصيرة
- محطات في فكر مالك بن نبي
- الكواكبي.. ومئة عام من الديكتاتورية
- شوق الدراويش ل -حمور زيادة- رواية تتكىء على التاريخ
- الحمار/ قصة قصيرة


المزيد.....




- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...
- طهران تحت النار: كيف تحولت المساحات الرقمية إلى ملاجئ لشباب ...
- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...
- باللغة الفارسية.. شيخ الأزهر يدين استمرار الغارات الإسرائيلي ...
- “اخر كـلام “موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان 195 الموسم السابع في ...
- فيلم -المخطط الفينيقي-.. كم تدفع لتصبح غنيا؟
- حرارة الأحداث.. حين يصبح الصيف بطلا صامتا في الأفلام


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منير ابراهيم تايه - الناس كما هم / قصص قصيرة