أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - وليد يوسف عطو - الموسيقى في بلاد الرافدين ومصر















المزيد.....

الموسيقى في بلاد الرافدين ومصر


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 5148 - 2016 / 4 / 30 - 13:50
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    



لعبت الموسيقى والغناء دورا مهما في اولى الحضارات الزراعية في العالم, مثل الحضارة السومرية والاشورية والبابلية ,وحضارة مصر وسوريا القديمتين .وكانت اساطير وملاحم الخلق تقرا , او تجود على شكل اغنية , وانتقل ذلك التقليد عبر التاريخ الى الشيعة في محرم .

اذ يجري تمثيل مقتل الامام الحسين بن علي بن ابي طالب واعطائه زخما تراجيديا لامثيل له . حيث يبكي الجميع على مقتله نسوة ورجالا.
لقد كانت تصاحب المناسبات العظيمة , كراس السنة البابلية ( عيد اكيتو )طقوس للرقص خصصت لهذه المناسبة .وهنالك احتمال بان تلك الرقصات كانت متتمة للفعل والخطاب الديني الاسطوري – الميثولوجي .

لقد اصبح سكان بلاد الرافدين خبراء في الرياضيات بدءا من الالفية الثانية قبل الميلاد . وتمكنوا من تطوير الحانهم على القيثارة ذات الاوتار التسعة . ويبدو انهم توصلوا الى المعادلة الحسابية بين طول الوتر والصوت الصادر منه .

يقول الباحث في الانثروبولوجيا الدكتور فالح مهدي في كتابه :
(الخضوع السني والاحباط الشيعي :نقدالعقل الدائري )انه يمكننا الافتراض انهم اكتشفوا الوتر الذي له ثلثا طول وتر آخر يسمح بايصال نغمة اعلى بخمس مرات من قاعدتها النغمية . وتمكنوا من تنظيم الاجراءات النغمية القابلة للتعديل داخل النظام القطري ذي الاوتار السبعة.

اشهر آلتين في العراق القديم كانتا القيثارة والكنارة . ومن المحتمل ان العازفين على هاتين الالتين كانوا يدفنون احياء وهم يعزفون عند موت الملك .
ارتبطت القيثارة من الناحية الرمزية بالثور ,رمز الخصوبة والقوة والجبروت الالهي , حيث صممت على هيئة راس ثور.

وطور البابليون تلك الالة , وجعلوها اصغر حجما وقابلة للحمل .وكانت تتم مصاحبة الرقص الطقسي في العراق القديم وسائل مساعدة اخرى , كالتصفيق والطبول الواسعة الحجم والصنوج .يعتقد بعض الباحثين ان النظام الصوتي الذي اوجده السومريون وطوره البابليون,كان الاساس النظري للموسيقى في اليونان , الهند والصين , فالنظام الموسيقي البابلي ادى الى توليد انماط مختلفة من الوحدات داخل نفس الوحدة الثمانية .

لم تكن الحضارة المصرية اقل براعة .فقداحتوى المعبد المصري على (2000) آلة موسيقية .تم ترميز عدد كبير منهاعلى شكل رؤوس الحيوانات . وهي تعبر عن العالم الزراعي والرعوي.
وبمرور الوقت تحولت الى الانسنة .فعلى سبيل المثال : الاله الصقر الذي يستمد منه الفرعون قوته , تحول بعد حين الى ابن اوزيريس وقدم كطفل في المهد كما سنرى ذلك في ولادة يسوع لاحقا .

تنوع العبادات في مصر ادى الى عدم مركزية الدين . ومن ثم الى تنوع موسيقي مذهل خارج المعابد والقصور الملكية .وعلى العكس من موسيقى وادي الرافدين , فقد وجدنا نصوص اغاني حب , اغاني رعاة,واغاني عمال .

عدد من الرسوم في المعابد المصرية والقصور الملكية تشير الى شيوع الموسيقى .اضافة الى الكنارة والقيثارة , كانت هنالك الات موسيقية اخرى . وكانت براعة المصريين في العزف والغناء محل احترام افلاطون . يفترض الباحث فالح مهدي ان المصريين طوروا انماطا وخبرات قريبة من الموسيقى في العالم العربي الاسلامي .

استعمل الباحث فالح مهدي مصطلح ( الموسيقى الاسلامية). وهذا المصطلح غير علمي وغير دقيق .وربما كتبه سهوا .فالموسيقى لغة عالمية لاتنتمي الى دين معين . فلا يمكننا الحديث عن الموسيقى المسيحية, لان الغناء والتراتيل في الكنائس المشرقية يختلف جذريا عنه في الكنائس الغربية .

لم يخترع المسيحيون المشرقيون الموسيقى والغناء , بل ورثوه من الحضارات والعبادات القديمة والسابقة للمسيحية , ثم تم تطوير الموروث لاحقا .وكما يقول الباحث في الانثروبولوجيا فراس السواح فان المعابد تبقى في مكانها دائما ولا تتغير , ويتم بناء معابد الديانات الجديدة فوق انقاض معابد الديانات القديمة .

هكذا هي الموسيقى في تاريخ الشعوب , فهي تمثل تراكما لعدة انواع من الموسيقى لعدة عصور وعدة ديانات على نفس ارض المعبد . مثال ذلك : المسجد الاموي الذي بني في كنيسة يوحنا المعمدان ثم ازيلت الكنيسة وبقي المسجد .وكنيسة يوحنا المعمدان بنيت بدورها على انقاض معبد كنعاني قديم .

لقد بقيت الموسيقى في بلاد المشرق مثل العراق والشام حبيسة الحيز العمودي – السماوي . يشير فالح مهدي الى كتاب الفارابي :
(كتاب الموسيقى الكبير )ويتضمن مباديء النغم والايقاع ,ونجده متاثرا بالفلسفة الاغريقية , ولاسيما الافلاطونية الحديثة . فحاول ان يربط بين الموسيقى والرياضيات ظنا منه ان اليونانيين هم اول من توصلوا الى ذلك ,في حين ان السومريين هم اول من ربطوا بين الموسيقى والرياضيات.

يعتبر الباحث فالح مهدي ان الموشحات النبوية من اقدم اشكال الغناء الجماعي المقدس لدى المسلمين .ومن يستمع الى الاغاني في الكنائس ومنها الغناء الغريغوري يلمس بوضوح العلاقة بين ذلك الطراز من الغناء والموشحات النبوية . علما ان الغناء الغريغوري هو من ثمار الوجود العربي- الاسلامي في اسبانيا .

وفي اعتقادي الشخصي ان الكثير من الموشحات الدينية والاناشيد والردات الدينية عند المسلمين, خصوصا عند الشيعة نجد جذورها ممتدة عميقا في ارض وادي الرافدين بجذورها المندائية – المسيحية – الاسلامية المشتركة .انها صيرورة وتراكم ثقافي عبر العصور حيث استحدثت تراتيلها من التراث الرافديني السابق للمسيحية .

في العالم الاسلامي نجد ان الفرق والطرق الصوفية بطقوسها ورقصها الدائري التركي البكتاشي او بغناء القوالين في الهند والباكستان من مكونات الموسيقى في هذا العالم الدائري .

ان طقوس الاحتفال باستشهاد الحسين عندالشيعة في العراق , ايران , البحرين ,باكستان , الهند ولبنان , تعيد في كل عام بناء تلك الطقوس وتنوع اساليب القراء بتنوع غنائهم وخلفياتهم الثقافية.ان ترتيل وتجويد القران هو شكل من اشكال الموسيقى .

كلمة ( اقرا ) في القران لاتعني قراءة نص مكتوب , بل ترتيل , او تجويد , وتكرار لنص شفاهي متداول بنغمة موسيقية.قام المسلمون نتاج الفكر الصحراوي في عصور الانحطاط برفض الموسيقى والغناء والرقص رغم بقاءالسلم الموسيقي والايقاع في الترتيل والتجويد القراني .
برزت اسماء كبيرة من شيوخ الترتيل والتجويدامثال الشيخ محمد رفعت وعبد الباسط عبد الصمد ,وابو العينين شعيشع ,وعبد الفتاح الشعشاعي وغيرهم .

يذكر الباحث العراقي الراحل هادي العلوي في احدى مؤلفاته ان صديقا له كان يشرب الخمر ويسكر على صوت احد قراء القران المصريين المشهورين .

في العصر العباسي كانت تتلى قصص الف ليلة وليلة من على المنابر شفاهيا .لم تخرج الموسيقى في العالم العربي من الحيز العمودي – السماوي الا في بدايات القرن العشرين مع عصر النهضة عند العرب , حيث وجدت الموسيقى منفذا لها في الحيز الفردي في اعمال سيد درويش والاخوين رحباني وفيروز ومحمد عبد الوهاب والاحيال اللاحقة .



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيئة مكة والمدينة والمطر
- بدايات المسيحية في فلسطين وخارجها
- تصنيع اسطورة عبدالله بن العباس
- صراع الاجيال والطبقة الوسطى المدينية
- التوظيف الايديولوجي للحديث النبوي - ج 3 والاخير
- يسوع من الناموس الى درب الصليب
- التوظيف الايديولوجي للحديث النبوي - ج 2
- طائفة قمران : قراءة اضافية
- النسخة البولسية من المسيحية
- التوظيف الايديولوجي للحديث النبوي - ج1
- ظهور الاكليروس في الكنيسة المسيحية
- البحث في الحيز الجماعي
- الموقف من المراة والمال :تحول جديد في المسيحية
- الراسخون في الابتذال!
- تشابه القيم والتشريعات في الحيز الدائري
- غسيل الدماغ وصناعة الخضوع للجماهير
- نقد نظرية علي الوردي في البداوة - ج 2
- ازدواج المعايير في الحيز الدائري الاسلامي
- نقد نظرية علي الوردي في البداوة - ج 1
- الايديولوجيا والطوباوية - ج 2


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - وليد يوسف عطو - الموسيقى في بلاد الرافدين ومصر