أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - أديب في الجنة (54) * الرقص في الزمن المتوقف في المكان الكوني !















المزيد.....

أديب في الجنة (54) * الرقص في الزمن المتوقف في المكان الكوني !


محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)


الحوار المتمدن-العدد: 5122 - 2016 / 4 / 3 - 01:49
المحور: الادب والفن
    


أديب في الجنة (54)
* الرقص في الزمن المتوقف في المكان الكوني !
شعر الإمبراطور بذكائه أن ثمة توقفا للزمن أراده الملك لقمان . وإذا كان الزمن لا يقاس إلا بحركات الكائنات فيه ، فإنها هنا ما تزال تتحرك في محاولة منها لكسر القاعدة، فالموائد تدور حول نفسها في الوقت الذي تدور فيه حول مركزكوكب الجزر ، فكيف يمكن أن يتم هذا الأعجاز ليبدو الزمان الخارجي غير مرتبط بحركة المكان ؟! ما جعله يشعر بذلك هو مرور الكثير من الوقت دون أن ينتهي الليل ودون أن ينبثق فجر أو تبزغ شمس ، حتى أن الإحساس بالشبع من تناول الطعام لم يحدث ،والأمر نفسه ينطبق على الإحساس بالسكر، فهو شبه معدوم رغم تناول الخمر اللذيذ الذي لم يشرب أحد مثله قط ، إلا أن النشوة المطمئنة للنفس قد حققت تأثيرها كما يبدو من انتشاء المحتفلين، الذين كانوا يرقصون بالملايين على وقع موسيقى كونية لم يسمع مثلها قط . إنس مع حوريات وجن مع إنسيات يتمايلون ويتحاضنون ويتبادلون القبل الحارة في لحظات تجلت فيها وحدة الخلق العظيم بوحدة الخالق الأعظم ، ليشعر الجميع بذلك وليتمنوا جميعا أن يتوقف الزمن على هذا الجمال الخلاق بل وأن تتوقف حياتهم عليه ولو بالموت .
كان الإمبراطور متمتعا برقصة الأمبرطورة مع الملك الجني شمنهور الجبار الذي كان يراقص الإمبراطورة برقص إنساني أقرب منه إلى الرقص الجني المثير، بعد أن خاطبه الملك لقمان تخا طرا بمراعاة التكوين الإنساني للإمبراطورة وأن لا يشرع في شقلبتها بما هو غير ممكن لإنسان أن يقوم به ، ويبدو أن شمنهور راعى طلب الملك بحدود حين جعل الإمبراطورة تتشقلب على يديه بحركة بطيئة لثلاث شقلبات متتالية جعلت الإمبراطورة في غاية الفرح ، فلم تشعر إلا وهي تعانق الملك شمنهور بحرارة بعد الشقلبة التي أثارت دهشة الجميع ، خارجة بذلك عن الحدود الرسمية الإمبراطورية التي لا تحبذ ذلك ! وبدا أن الإمبراطور بدوره فرح للشقلبة التي كانت بهلوانية ساحرة وإن لم يكن راضيا عن القبلة المثيرة التي كانت حقا قبلة فريدة من نوعها وخاصة حين تفاعل الملك شمنهور مع القبلة ولم يكتف بالتهام شفتي الإمبراطورة بل راح يوسع من دائرة شفتيه ليحتوي أنفها وخدودها ولولا أن الملك لقمان نهاه تخاطرا أن يتوقف ويعود إلى الوضع الطبيعي لابتلع رأس الإمبراطورة كله في فمه ! بدت الإمبراطورة الشابة في غاية المتعة والسعادة وهي تلقي رأسها على صدر الملك شمنهور الذي أضفى عليها بدورة عاطفة بالغة الحنان مما دفعها إلى الإحساس بأن تبقى في حضنه إلى الأبد وأن يتوقف الزمن على تلك اللحظة .
أما عن رقصة الملكة نور السماء مع شاب وسيم من الإمبراطورية فقد حفلت بكل ما هو ممكن من الإعجازات الجنية / فكانت الشقلبة حركة عادية أمام الحركات المتبادلة والمتناظرة التي كانت تقوم بها مع الشاب . ففي الشقلبة شقلبت نفسها معه لينحسر فستانها الملون وليبدو جسدها فائق الجمال لا يستره من أسفل النهدين إلا سروال صغير أسود التصق بين فخذيها وردفيها ،وتكررت الشقلبة في خمس دورات كانت سرعتها تزيد ثم تتباطأ ليقفا على رأسيهما للحظات ثم يتشقلبان ليقفا في الهواء على مسافة من مسرح الرقص ولتضم الشاب إليه وتبادله قبلة ثم تقذفه في الهواء وتتبعه محلقة ليتمددا في استقامة في الفضاء شابكين أصابع أيديهما وليقوما بالدوران في الفضاء ببطء ثم بسرعة فائقة وفائقة جدا ففائقة جدا جدا بحيث بديا كمتحركين دائريين يدوران في الفضاء في أشكال مختلفة سطحية وعرضية وشاقولية ، وتمنى الملك لقمان أن لا تزيد الملكة سرعة الدوران لتبلغ سرعة الضوء ، حيث سيتحولان حينها إلى طاقة ولا يعرف بعد ذلك إلا الخالق الشكل الذي سيتمخضان عنه إذا ما عادا إلى إبطاء سرعتهما ..
عادت سرعة دورانهما إلى التباطؤ شيئا فشيئا إلى أن عادا إلى طبيعتهما . هبطا محلقين إلى الأرض ووقفا ليؤديا التحية إلى الملك والإمبراطور والجمهور وليتعانقا في قبلة دامت لبضع دقائق أغمي على الشاب بعدها من شدة المتعة التي شعر بها ،ولم يعرف المشاهدون ما إذا كان ذلك ملحقا للرقصة أم أنه جرى بفعل القبلة ، حتى بعد أن رشت الملكة عطرا على وجه الشاب الذي مددته على أرضية مسرح الرقص وقبلت شفتيه بعمق ليصحو ولينهضا معا ويؤديا التحية للجمهور !
فوجئ المحتفون بموسيقى شرقية تنبعث وبأستير تقتحم صالة الرقص كعاصفة هوجاء بجسد يهتز كل شيء فيه برقص فائق الإبداع ،وبملابس رقص شرقية ذهبية تبدي كافة مفاتن جسدها ، فلم يستر نهديها فائقي الجمال إلا دائرة ذهبية صغيرة مشعة ألصقت على الحلمتين،فيما انتشرت دائرة من ذرات ذهبية وفضية مشعة حول سرتها، و أحاطت خصرها بنطاق ذهبي دقيق تدلى منه قطعتان مستطيلتان طويلتان من قماش ذهبي ملون تخللهما ثنيات صغيرة مستطيلة بدورها. وإذا كان الرقص في الواقع الواقعي لا يتيح لراقصة أن تهز نهديها كل نهد على حدة ، فإن أستير فعلتها ، فبعد أن كان نهداها يهتزان معا باهتزازات سريعة في الإتجاهين أوقفتهما معا بإيقاع من ضربة موسيقية وحين سمعت الضربة الثانية راحت تهز نهدها الأيسر وحده يمينا وشمالا وسط دهشة الجميع الذي شرعوا في التصفيق ،وما لبثت أن ألقت نظرة على النهد الأيمن وكأنها تقول له " تحرك " غيرأن النهد بدا وكأنه يرفض دون أن يتوقف النهد الأيسر عن الرقص فنظرت نحو الأيسر فتوقف لتنظر إلى الأيمن لينطلق في الإهتزاز بجنون وليزداد التصفيق اشتعالا .. وما لبثت أن نظرت إلى الأيسر فانطلق مهتزا ليتناغم مع النهد الأيمن وليتناغم النهدان مع اهتزاز الردفين والخصر وأرجفة الساقين باهتزازات سريعة ،ولتدور أستير على نفسها كعاصفة وشريحتا القماش ترتفعان لترسما دائرة متصلة حول جسدها دون أن تتوقف اية حركة أخرى في جسدها عن فعلها ، فبدا فخذاها وساقاها الفاتنان وهما يدوران بها بسرعة فائقة ليدورا بجسدها ليبدو كعاصفة تدور حول نفسها أو كبركان فجر كل ما في دخيلته وراح يدور بمقذوفاته حول نفسه !
حين أنهت أستير رقصتها العاصفة . انحنت لتبادل الجمهور الإحترام وتوزع قبلاتها على الجميع .
هب الجميع وقوفا وهم يصفقون .
ما أن جلسوا حتى همست الملكة نور السماء للملك " متى يا حبيبي تلبي رغبة أستير في ممارسة الحب معك "؟
أجاب الملك هامسا أيضا :
- لم تعد في حاجة إلي بعد أن ابتاعات أربعة قضبان من أمام المعبد !
- أشك في أن القضبان ستغنيها عنك ! وربما أهملتها أو كسرتها !
- وأنا ؟
- ما بك أنت ؟
- أصبحت تهملني بتفكيرك الدائم في الخلق والخالق !
- معذرة يا حبيبتي أنا رجل عجوز كما تعرفين ولم أعد شابا ولا أرغب في منح جسدي طاقة جديدة إن كنت قادرا على ذلك .
- ولو من أجلي !
- قد يحدث ذلك يوما ! وفي مقدورك أن تتدبري أمرك دون أخذ رأيي !
- الشاب الذي رقصت معه هام بي !
- عليك به وأتمنى لك لحظات جميلة وممتعه معه !
ولم تجد إلا أن تضم رأس الملك وتقبله على خده ليقبلها بدوره . وأطرقت للحظات وهي تفكر في أن الملك لقمان ليس هو الملك لقمان الذي عرفته في رحلته السماوية الأولى . لا تكاد تصدق نفسها وهي تفكر في ممارسة الحب مع إنسي آخر غير الملك لقمان . بدا لها الأمر غير أخلاقي رغم أن الملك لا يمانع في الأمر .
قطع الإمبراطور صمتهما ليسأل :
- هل تخبرني جلالتكم أين نعيش الآن ، فهل نحن خارج الزمان والمكان أم أننا نعيش خارج الزمان وحده . وليس هذا إلا شطر واحد من السؤال . أما الشطر الثاني وهو الأهم : فهل كانت الهيولى البدئية تحمل عقلا في مادتها نتج عنه خيال نتج عنه الإنفجار الكوني إذا صحت نظرية الإنفجار الكوني . وهل كانت المادة الأولى تحمل دماغا بما ان العقل لا ينجم إلا عن دماغ والخيال لا ينجم إلى عن عقل ؟!
أدرك الملك لقمان صعوبة الأسئلة .. قال :
- سأجيب جلالتكم لكن بعد تناول المزيد من الطعام والشراب فنحن في حاجة إلى طاقة متجددة !!
ورفع الملك كأسه ليشرب نخب الجميع فيما كانت الموائد تدورببطء شديد حول نفسها وحول الجزر الدائرة بدورها حول نفسها ،وليدور الكل حول مركز الكوكب وليدور الكل بدوره حول مركز الكون المتحرك إلى ما لا نهاية في تناغم مبدع لا يمكن أن يكون إلا من صنع خالق عظيم .
يتبع .



#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أديب في الجنة 53 * الدخول في الأسئلة الصعبة !
- أديب في الجنة 52 في رحاب الخالق العظيم !!
- أديب في الجنة 51 * ألخالق العظيم !
- أحلام مادية طاقوية ! (1) شاهينيات 1178
- مفهوم الألوهة الملتبس بين وجود إله أو عدمه ! شاهينيات ( 1177 ...
- في الألوهة وشرط وجودها ! شاهينيات (1176)
- لماذا لم يبن الله مدينة واحدة على الأرض ؟ شاهينيات 1175
- في العقل الكوني. شاهينيات 1174
- ( القصيدة الكاملة المعدلة انطلاقا من مذهب وحدة الوجود حسب فه ...
- إلى المرأة الحبيببة والأم والأخت في عيدها
- أديب في الجنة (50) * الملك لقمان في ضيافة الإمبراطور الإله !
- أديب في الجنة (49) * الالوهة مادة وطاقة !!!
- في الوعي الديني ! شاهينيات ( 1170)
- أديب في الجنة (48) * آلهة بلا حدود !
- أديب في الجنة (47) * مهرجان القضيب المقدس !
- أديب في الجنة ( 46) * الله على المسرح السماوي!
- لن أموت جوعا ولن أتشرد أكثر مما تشردت !!
- الخالق والفهم البشري ! شاهينيات ( 1168)
- تخاطر مع حبيبتي الشمس ! شاهينيات (1167)
- أديب في الجنة (45) * نسور لقمانية تنفذ أحكام القضاء!


المزيد.....




- الكويت.. تاريخ حضاري عريق كشفته حفريات علم الآثار في العقود ...
- “نزلها لعيالك هيزقططوا” .. تردد قناة وناسة 2024 لمتابعة الأغ ...
- تونس.. مهرجان الحصان البربري بتالة يعود بعد توقف دام 19 عاما ...
- مصر.. القضاء يحدد موعد الاستئناف في قضية فنانة سورية شهيرة ب ...
- المغربية اليافعة نوار أكنيس تصدر روايتها الاولى -أحاسيس ملتب ...
- هنيدي ومنى زكي وتامر حسني وأحمد عز.. نجوم أفلام صيف 2024
- “نزلها حالًا للأولاد وابسطهم” .. تردد قناة ميكي الجديد الناق ...
- مهرجان شيفيلد للأفلام الوثائقية بإنجلترا يطالب بوقف الحرب عل ...
- فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي ...
- انقاذ سيران مُتابعة مسلسل طائر الرفراف الحلقة  68 Yal? Capk? ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - أديب في الجنة (54) * الرقص في الزمن المتوقف في المكان الكوني !