أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - اسماء محمد مصطفى - بإتجاه طائفة الفرح .. أيها الوجع














المزيد.....

بإتجاه طائفة الفرح .. أيها الوجع


اسماء محمد مصطفى
كاتبة وصحفية وقاصّة

(Asmaa M Mustafa)


الحوار المتمدن-العدد: 5112 - 2016 / 3 / 23 - 00:01
المحور: حقوق الانسان
    


بإتجاه طائفة الفرح .. أيها الوجع

أسماء محمد مصطفى

على الرغم من أنني لم أعرفها شخصياً ، لكنني أرسم ملامحها بريشة تخيلاتي كلما تذكرتها بحرقة تدفعني الى إطلاق الدموع بوجه الألم المستبد ، حتى أشعر بأنّ صدري ماعاد يحتمل الذكرى الموجعة لحكايتها التي تطفو على سطح رأسي كلما مددت يدي الى بحر الذاكرة اللامتناهي، لالتقط منه صور الماضي القريب او البعيد .
هي شابة ممتلئة بأحلام تتعلق بسفينة حياتها الزوجية التي تخوض عباب بحر الحياة في بلد مستعر لم يهدأ ولم يستقر منذ سنوات .. وكان زوجها من طائفة غير طائفتها تحابا وتعايشا كأي اثنين لايعنيهما فارق ديني او قومي .. إلاّ أن وحوش الكراهية التي حاولت ولاتزال تحاول زرع الفرقة بين أفراد هذه الطائفة وتلك ، توحد بينهم في أثناء الموت إذ تستخدم أدوات القتل نفسها لتصفيتهم ، ولهذا قُضيت المرأة التي اتحدث عنها وزوجها لأسباب طائفية .. فقد اختطفته أيادي الغدر وطعنتنه بسكين وألقته في الشارع تاركة أحلامه تنزف الى أن أسلم الروح وذهب ضحية زارعي الفتنة .. فياللسخرية المبكية .. أن يموت الإنسان على الهوية في بلده !!
وبعد مقتله بنحو سنة قتلت هي بشظية ضربت عنقها بعد أن تطايرت من سيارة مفخخة استهدفت جمعاً من طائفة زوجها ، وكانت هي بالمصادفة قريبة من ذلك الجمع ! فالقتلة لايفرقون في الموت بين منتمٍ الى هذه الطائفة او تلك ، لأن هدفهم الفتنة وتشويه سمعة الطوائف والقوميات في بلد لطالما تعايش فيه الناس بعيدا عن أي طائفية .
قبل مغادرتها الى مرقدها الأخير كان وجعها وجعين : فراق زوجها وحقيقة أنها ستواجه الحياة وحدها مع طفلين . لم يفارقها حزنها ، فقد ارتدته وجعلته ثوبها الذي لايفارق جسدها وقلبها ، إذ إنّ رحيل زوجها فاجعة غيّرت نظرتها للحياة .. ولم تعلم أنّ فاجعة ثانية بانتظار طفليها .. تمثلت بفقدانهما لها أيضا .
حين رحلت عن هذا العالم افتقدتها طفلتها التي كانت في السنة الأولى من عمرها ، وأخذت تطرق أبواب غرف البيت بحثا عنها حاملة في قلبها الشوق الى حضنها .
أما شقيقها الذي كان في الرابعة من عمره ، فقد شاهد أمه تقتل أمام عينيه في الطريق ، وأصيب بالهلع وظل يصف الحادثة بكلمات طفولية تدمي قلب من يسمعها ..
هذه واحدة من حكايات الوجع والفقدانات المتكررة الناجمة عن الأمراض الطائفية والمخططات الإجرامية التي استهدفت تمزيق البلد وأهله ، فكم من حكاية وحكاية تشبهها في النهايات الدامية ؟ وكم زوجاً وزوجة خطفهما غول الحقد الدامي تاركاً عيون الأطفال متسمرة أمام مرايا الهلع ؟ وكم عائلة عراقية نكبت بمفخخة وعبوة ناسفة واغتيال ؟ وكم بيتاً اتشح جداره بلافتات الحداد ؟ وكم طفلاً تشرد او لم يجد حضناً يعوضه عن حضن الأم او الأب ؟ وكم دمعة انثالت على خدود وجوه الأرامل والأيتام؟ وكم صرخة حرمان أطلقت بلاجدوى في فضاء من لايسمع نداءات المساكين+؟
وبعد أداة الاستفهام "كم" التي تتردد كالصدى اللامنتهي بين جدران حياة ليست بحياة ، يرتفع صوت " متى " مطلقا ً صداه : متى يتوقف هذا السُعار ؟! ومتى يخفت صوت الوجع الذي بقي وسط الطوائف طائفة لوحده وبلون واحد يتشاركه الجميع .. أما آن الأوان لطائفة الفرح أن تزحف على حياتنا وتنتمي الينا وتجمعنا تحت رايتها ؟ ، نحن الشعب الذي بقي عصيا على الطائفية التي حاولوا نشرها بيننا ، إلاّ أنه نال مانال من أوجاع وفقدانات بسبب المفخخات والاغتيالات وسلسلة الفساد السياسي الذي سرق ثرواته وتركه وحده يقابل مصيره وسط القحط .. ولكن آن الأوان لنغير حياتنا بإتجاه الأفضل ..
فقط المطلوب منا التوحد ورفع أصواتنا باسم الانتماء الى العراق بعيدا عن أي انتماء آخر .. بعيدا عن الولاء لشخصيات او جهات او مصالح شخصية ضيقة .. ومادمنا لم نسمح للطائفية أن تفرقنا ، فليس صعبا أن نتفق على حمل راية التغيير نحو الأفضل .. نازعين عنا انتماءنا الى طائفة الوجع ، بإتجاه طائفة الفرح التي من المؤمل أن ينتمي اليها الجميع .



#اسماء_محمد_مصطفى (هاشتاغ)       Asmaa_M_Mustafa#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حياتها .. خيارُها
- عن أي جيش وطني يتحدثون ؟
- من قلبي كلمة .. من عقلي أخرى / 9
- التراث الجميل ، كالشعوب ، يستحق الحياة / التراث الثقافي غير ...
- حال الدنيا / (1) : و .. من حاسدٍ الى محسود !!
- من قلبي كلمة .. من عقلي أخرى / 8
- الأمهات لايمتن أبداً !
- أفكار في سطور (4)
- أفكار في سطور (3)
- دولة عبود !
- عن .. قصص الحبّ التي لاتُعد .. !!
- عن القراءة ، والجمال الذي لايشيخ
- الرواتب .. خط أحمر أم أسود ؟!
- قصة قصيرة : نقطة
- الإرهاب ضد المرأة
- تجربة القراءة .. رحلة حياة
- سبعة أعوام من رحلة تعزيز الموروث الثقافي
- من حياتي : درس بحرارة الماء
- لمناقشة قضايا المرأة وحقوق الإنسان والأقليات .. هناء أدور في ...
- رحلة الألف ميل من المحبة .. تبدأ بنبضة واحدة / تجربتي .. مع ...


المزيد.....




- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...
- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - اسماء محمد مصطفى - بإتجاه طائفة الفرح .. أيها الوجع