أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - خليل الجنابي - خواطر 13 / مقياس ريختر ومقياس العبادي














المزيد.....

خواطر 13 / مقياس ريختر ومقياس العبادي


خليل الجنابي

الحوار المتمدن-العدد: 5082 - 2016 / 2 / 22 - 09:33
المحور: المجتمع المدني
    


هناك تشابه وإختلاف بين مقياس ريختر ومقياس السيد العبادي ، حيث يتم في الأول رصد الزلازل وشدتها وقوتها التدميرية على المنطقة التي تحدث فيها ، وفي الثانية يتم رصد الزلزال الإقتصادي والإجتماعي والثقافي والسياسي الذي حدث في العراق والذي أدى إلى تدمير كامل للبنى ( الفوقية والتحتية ) .
ويحمل المقياس الذي بدأ العمل به في عام 1935 اسم عالم الفيزياء الاميركي تشارلز ف. ريختر من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا الذي طوره من خلال الانماط التي اكتشفها من دراسته لاكثر من 200 زلزال سنويا.
وعلى ضوئه تم وضع درجات قوته التي تبدأ على التوالي ( دقيق ، صغير ، ضعيف ، معتدل ، قوي ، كبير ، خارق ) . ومن خلالها يمكن تسجيل مدى قوتها التدميرية التي تنحصر بين الدقيق التي لا يمكن أن يحس بها إلا الحيوان وبين الخارقة التي لم تحدث إلى الآن والتي تفوق قوتها على مقياس ريختر 10 درجات .
وإذا طبقنا مقياس العبادي الذي لو إلتزم بحصص الكيانات السياسية وأعطى لكل حزب حصته بما يملكه من مقاعد في البرلمان وأتى بكابينة وزارية مشابهة لما هو موجود ، ويكون التغيير في الوجوه فقط على غرار ( زيد بعمر أو بالعكس ) ، ففي هذه الحالة ستكون قوته ( مدمرة ) على المجتمع ، لأنه سوف لن يستطيع تقويم الإعوجاج الذي شمل كل مناحي الحياة وأدى إلى ( خراب البصرة ) .
وعليه سيكون هناك مضيعة للوقت وتأزم أكثر في العلاقات بين الأطراف المتصارعة على السلطة والمال والنفوذ ، وستدخل البلاد في متاهات يصعب الخروج منها .
أمام السيد العبادي خيار واحد لا غير ، هو إلغاء كل ما جاءت به المحاصصة الطائفية المقيته منذ عام 2003 ولحد الوقت الحاضر وما جاء على ضوئها من دستور ملغوم ومأزوم ، وهيئات غير مستقلة عديدة وقانون إنتخابي أعوج وقضاء منحاز ، ولعمري أنه مطلب صعب لا سيما وأن السيد العبادي ينتمي إلى حزب الدعوة أحد أركان العملية السياسية الذي يعمل على ديمومة حصته . كما ليس من الوارد أن نطلب منه التخلي عن حزبه الذي جاء به إلى سدة الحكم .
ورغم الضعف الذي يشكله الإعتماد على العبادي في إتمام هذه المهمة الخطرة ، إلا أنه الخيار المُتاح حالياً لو أنه تجرد في الوقت الحاضر على الأقل من بعض المعوقات التي تعرقل عمله ، ويحيط نفسه بكادر نزيه وكفوء وغير مُسيس ولا ينظر سوى للمصلحة العامة .
ليس هناك مستحيل في مختلف العلوم ولا سيما في العلوم السياسية والإجتماعية . لكن الشيء المستحيل هو النجاح في حالة إتباع نفس النهج والأسس الخاطئة السابقة والتي جاء التعامل بها طيلة السنوات العجاف الماضية .
لا بأس من إستشارة السيد العبادي لهذا وذاك من داخل حزبه ومن داخل العملية السياسية وخارجها ، لكن الشيء المطلوب أن لا تكون هذه الإستشارة مبنية على حس طائفي وحزبي ومصلحي ضيق ، ومتى ما كانت متجردة هدفها مصلحة الشعب والوطن سوف يُكتب لها النجاح ، وعداها ستكون إجترار لكل ما حدث ويحدث من أزمات وعقد وخراب ودمار ، وسيضيع الوطن وتضيع معه الأمنيات العظام في بناء دولة مدنية ديمقراطية ترفرف فوقها رايات المحبة والألفة والسلام بين كافة مكوناته القومية والدينية والمذهبية ، ويعود العراق مُعافى بشعبه وجيشه المدافع الأمين عن حدوده وأراضيه المستباحة من داعش وقوى الإرهاب والجريمة … لنبني العراق الجديد الذي طال إنتظاره .




#خليل_الجنابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خواطر 12 / حكومة التكنوقراط الموعودة !!
- خواطر - 11 / لكي لا ننسى يوم 8 / شباط الأسود 1963
- خواطر - 10 / مستمرون ... حتى تحقيق مطالب المتظاهرين
- خواطر - 9 ... في ذكرى تأسيس الجيش العراقي الباسل
- خواطر - 8 ... أمنياتنا لأعياد الميلاد والعام الجديد 2016
- خواطر - 7 ... العزف على القانون
- خواطر - 6 ... الدولة والحكومة وما بينهما
- خواطر - 5 ... لعبة حرق الأعلام
- خواطر - 3 ... V علامة النصر
- خواطر - 4 ... الأسلاك الشائكة
- خواطر - 2 - وين الوعد يعبادي
- خواطر - 1 أيام المزبن كضن ...
- قُدسية ساحة التحرير ونصب الحرية وجسر الشهداء عند العراقيين .
- بعض أشكال النضال السلمي اللاعنفي
- ريبوراج عن الوقفة التضامنية لمنظمات المجتمع المدني العراقية ...
- الشعراء ومساهمتهم في الإجتماع التضامني لمنظمات المجتمع المدن ...
- رسالة من منظمات المجتمع المدني العراقية في نيوزيلندا إلى الس ...
- دعوة من منظمات المجتمع المدني العراقية في نيوزيلندا إلى جالي ...
- دعوة لتشكيل لجنة جماهيرية لقيادة التظاهرات ومتابعة مطالبهم
- الإحتفاء في نيوزيلندا بالفنان الخلاق خليل شوقي


المزيد.....




- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - خليل الجنابي - خواطر 13 / مقياس ريختر ومقياس العبادي