أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل الجنابي - خواطر - 1 أيام المزبن كضن ...














المزيد.....

خواطر - 1 أيام المزبن كضن ...


خليل الجنابي

الحوار المتمدن-العدد: 4986 - 2015 / 11 / 15 - 10:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



من المفيد أن نعود بين الفينة والأخرى لإستعادة بعض الأقوال والمفردات المؤثرة التي قيلت وتُقال في هذا الشأن أو ذاك من حياتنا العامة والخاصة وفي الحالة الإقتصادية والإجتماعية والثقافية والسياسية . القصد من وراء هذا المنحى هو توجيه الضوء إلى معاني ما قيل على لسان بعض الشعراء والأدباء والفنانين والمثقفين والسياسيين وحتى عامة الناس . حيث أن ما يقال هو بلا شك ناتج عن مُعاناة أو شعور بالغبن ، أو إستقراء للأحداث أو أن الحاسة السادسة تكون نشطة عند البعض ليقرأ صاحبها ما بين السطور .
سأفتتح هذه السلسلة والتى أطمح أن تكون متواصلة بأن أضع لها عنواناً مميزاً وهي على شكل ( خواطر ) لأبدأها بأبيات من الشعر الشعبي للرائع مظفر النواب في قصيدته المشهورة ( أيام المزبن كضن ) .
والنواب بحسه الفطري ومقدرته العالية على التحليل إستطاع أن يدخل في أعماق الناس وهم يتطلعون إلى الأيام الخوالي التي كانت تعتبر أياماً ثابتة كثبات الليل والنهار لا تتغير ، لكن في نهاية المطاف وصلها التغيير المنشود .
وحين يقول :
دك راسك براس العشك
وإصعد مراجف للدف
أيام المزبن كضن
تكضن يا أيام اللف
وأيام المزبن عند النواب هي تلك الأيام التي تعاقبت والتي كان الناس فيها يعيشون في حالة من العوز والفاقة والجهل والتخلف والمرض إبتداءاً من تشكيل الحكومة العر اقية عام 1921 في العهد الملكي وحتى يومنا هذا . أيام حدثت فيها تقلبات كثيرة ، صغيرة منها وكبيرة ، لكنها بقيت محفورة في ذاكرة التأريخ ، وحين نعود إليها نرى فيها ( الغث والسمين ) .
أسماء لامعة صعد بريقها وهوت ، وأحزاب سياسية كانت لها الحضوة فهوت هي الأخرى ، ولم يبق منها غير ( شواهد قبورها ) ، وما قدموه للوطن بقي هو الآخر في ضمير الناس تتناقله الأجيال جيلاً بعد جيل .
الشعب يحفظ عن ظهر قلب السيرة الذاتية لمن وضع بصمة في تأريخ العراق السياسي ، منهم من عمل بالضد من مصلحة الشعب والوطن وكان أداة طيعة بيد المستعمر ، ومنهم من وضع دمه على راحة كفه من أجل خير العراق وأهله .
إعتلى منهم المشانق وهم يهتفون لسعادة الشعب وحريته وإستقلاله .
الحال الذي تكلم عنه شاعرنا الكبير النواب من أن الأيام السوداء مهما طالت فإنها سوف تنتهي إن عاجلاً أم آجلاً ، ودورة الحياة هي الأخرى متغيرة ولا تبقى على حال . والذي يبقى منها هو ما ينفع الناس .
ورغم أن التراجع كان في كل شيء ، في حياة الناس وفي تفكيرهم ، في معاناتهم من أجل الحصول على لقمة الخبز ، في كفاحهم ضد الجهل والتخلف والمرض ، في سعيهم الحثيث للعبور إلى الجانب الآخر حيث الفضاءات الواسعة من الأمن والإستقرار والحياة الهانئة والسعيدة ، إلا أن هذه المسيرة الظافرة سوف لن تتكلل بالنجاح مالم تتخلى عن الطرق السقيمة في معالجة مشاكلها الإقتصادية والإجتماعية والثقافية والسياسية ، وهذا لن يحدث إلا بإعطاء الفرصة للأكفاء والمخلصين في العمل لتقديم أفضل الخدمات والإرتقاء بالمجتمع إلى مستويات عالية من التطور والرقي .
المشكلة هنا أصبحت واضحة وبينة ، وتعتمد إعتماداً كلياً على القدوة الذين يتصدرون الواجهة ، وبعبارة أوضح على النخبة من رِجالات الحكم والأحزاب السياسية الذين يمتلكون مشروعاً وطنياً كاملاً ويتحركون بموجبه ويكونون تحت الأضواء لرصد حركاتهم ومدى إلتزامهم بما وعدوا فيه .
لا يمكن وصف الحالة التي نحن عليها الآن من تدهور في كل مجالات الحياة غير القول بأن الوضع أصبح مأساوي ، وأنه بهذه المواصفات أصبح إصلاحه يتطلب مشرط ( الطبيب الأخصائي ) ، أي إقتلاعه من جذوره وعدم ترك أي أثر لخلايا أخرى تنمو من جديد .
ومما يزيد من سوء الأوضاع وتدهورها هو وجود ( داعش ) التي إحتلت أجزاء واسعة من الوطن نتيجة للتخبط في معالجة العلاقات بين الأطراف السياسية المتناحرة ( الشيعية والسنية ) والتي أدت إلى زرع العداوة والبغضاء بين أبناء الوطن الذي أصبح فريسة سهلة بعد أن إستقوت هذه الأطراف بقوى خارجية ساعدت في تمزيقه .
ولو عدنا إلى ساحات التظاهر والمتظاهرين ومطالبهم في كل أطراف الوطن لوجدنا عناوين كثيرة يمكن الكتابة عنها بشكل مفصل ، فمن الفساد المالي والإداري المستشري والسرقات للمال العام إلى إنعدام الخدمات من الكهرباء والماء الصالح للشرب والفقر والبطالة والمرض والتعليم والنزاهة والقضاء والأمن والأمان والعصابات والمليشيات المنفلتة ، إلى المماطلة والتسويف في تنفيذ حزمة الإصلاحات التي وعد بها رئيس مجلس الوزراء السيد حيدر العبادى وكذلك البرلمان وأيدتهم المرجعية الدينية . لقد تفاءل الناس بها خيراً إلا أنها مع الأسف توقفت عند حدود الكلام وتم الإلتفاف عليها وأصبحت حبراً على ورق . وأن حيتان الفساد المتغلغلة في كل أطراف الدولة أصبحت الآمر والناهي والمشرع للقوانين .
ورغم هذا وذاك لا زال الأمل يحدونا بأن المتظاهرين سيواصلون نضالهم السلمي ويرتقوا به إلى فضاءات أوسع وأرحب رغم القتل والإختطاف والمطاردة والمنع ووضع الأسلاك الشائكة في طريقهم … وأيام المزبن السوداء التي إنتهت تعطينا الأمل بأن أيام اللف مهما طالت ستنتهي هي الأخرى .



#خليل_الجنابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قُدسية ساحة التحرير ونصب الحرية وجسر الشهداء عند العراقيين .
- بعض أشكال النضال السلمي اللاعنفي
- ريبوراج عن الوقفة التضامنية لمنظمات المجتمع المدني العراقية ...
- الشعراء ومساهمتهم في الإجتماع التضامني لمنظمات المجتمع المدن ...
- رسالة من منظمات المجتمع المدني العراقية في نيوزيلندا إلى الس ...
- دعوة من منظمات المجتمع المدني العراقية في نيوزيلندا إلى جالي ...
- دعوة لتشكيل لجنة جماهيرية لقيادة التظاهرات ومتابعة مطالبهم
- الإحتفاء في نيوزيلندا بالفنان الخلاق خليل شوقي
- نحتفي بخليل شوقي ... الفنان الخلاق
- ندوة ثقافية للتيار الديمقراطي العراقي في نيوزيلاند
- سيبقى 8 شباط 1963 يوماً أسوداً في تأريخ العراق المعاصر
- منظمات المجتمع المدني العراقية في نيوزيلاند تساند أهلنا المس ...
- الحملة التضامنية مع أهلنا المسيحيين في العراق ضد عصابات الإر ...
- سِلال الطماطة .. ما أشبه اليوم بالبارحة .
- تموز ... هل عاد إلينا التتار من جديد ؟!
- حسن سريع لك المجد ولرفاقك الأبطال .
- بيان من التيار الديمقراطي العراقي في نيوزيلاند بشأن الخطر ال ...
- لائحة أخلاقيات وشرف المهنة - قَسَّم المهنة .
- جمعية الثقافة العربية النيوزيلندية المتضامنة تحتفل بعيد الأم ...
- تقرير سريع عن نتائج الإنتخابات البرلمانية العراقية في نيوزيل ...


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل الجنابي - خواطر - 1 أيام المزبن كضن ...