أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - خليل الجنابي - قُدسية ساحة التحرير ونصب الحرية وجسر الشهداء عند العراقيين .














المزيد.....

قُدسية ساحة التحرير ونصب الحرية وجسر الشهداء عند العراقيين .


خليل الجنابي

الحوار المتمدن-العدد: 4954 - 2015 / 10 / 13 - 13:14
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    



ساحة التحرير التي أخذت تُردد إسمها هذه الأيام وكالات الأنباء الصديقة والعدوة وينطق بحروفها اللامعة الصغير والكبير ، نساءً ورجالاً ، شباباً وكهولاً ، عمالاً وفلاحين ، فقراء ومعدمين ، أساتذة وأطباء ومهندسين ، معلمين وطلاب ، كتاب وفنانين وموسيقيين ، متقاعدين وعاطلين عن العمل ، مرضى ومقعدين ، أرامل وأيتام ومشردين ومن كل ألوان الطيف الشمسي العراقي الأصيل ، القومي والديني والمذهبي . هذه الجموع الهادرة الغاضبة خرجت ولا زالت تخرج في مظاهرات صاخبة مطالبة بالإصلاحات وتوفير الخدمات الضرورية من كهرباء وماء صالح للشرب وخبز وصحة وتعليم وتوفير فرص عمل للعاطلين ومحاربة الفساد والسرقة وحل مشكلة الشباب الذي أخذ يهاجر بعد أن يئس من إيجاد حل لمشاكله المستعصية ، ومن أجل توفير الأمن ومكافحة الإرهاب بكل أنواعه وفي مقدمته داعش والمتعاونين معها ، أصوات تتعالى يوماً بعد يوم وتجد لها صدى في داخل الوطن وخارجه .
إن الناظر إلى ساحات التحرير في معظم مدن العراق ينظر بفخر إلى نصب الحرية في بغداد بإعتباره رمزاً وطنياً ، هذا الصرح الذي صممه ونفذه النحات العراقي جواد سليم وسط هذه الساحة التي كان لها دوراً مهماً في بعض الثورات والمسيرات والإنتفاضات التي شهدتها مدينة بغداد ، وسميت بساحة التحرير نسبة إلى التحرر من الإحتلال والإستعمار الإجنبي .
ولا غرابة في أن يجد المتظاهرون الإطمئنان تحت هذا النصب والطود الشامخ والذي يذكرهم بأمجاد المناضلين القدامى من الرعيل الأول والذين صدحت أصواتهم عالياً بحب الشعب والوطن والدفاع عن إستقلاله وسيادته .
الأصدقاء من كل حدب وصوب عندما يتحدثون مع بعضهم البعض عبر الهاتف يتفقوا أخيراً على اللقاء في ساحة التحرير وتحت ظلال نصب الحرية ، وبعد أن يلتقطوا الصور التذكارية ينصرفوا إلى أماكن أخرى محببة بالنسبة إليهم ، وهذا ما جرى للعديد من الأعزاء المغتربين حين زيارتهم لبغداد فأول ما يخطر في بالهم هو زيارة ساحة التحرير ونصب الحرية مطبقين القول ( الما يزور التحرير عمرة خسارة ) ، وكم يشعر الزائر إليها بالغبطة والسرور وهو يتطلع إليها بإحترام ووقار ، منتشياً ومنتصباً بشموخ لا يوصف وكأنه يحس أن شُحنات كهربائية ( ثورية ) دبت إلى جسده المُتعب والمُثقل بوجع الإغتراب الذي دفعه مُرغماً خارج الحدود .
إن ما يسُر هو مساهمة المرأة في التظاهرات التي عمت أطراف الوطن ولو أنها لازالت أقل من الطموح لكنها بوادر خير لأن مشاركة النساء في الإحتجاجات المطالبة بالإصلاحات وتوفير الخدمات يعني الكثير ، يعني أن الأم والأخت والزوجة والإبنة والقريبة التي تشكل النصف المهم في المجتمع قد تململت ولم تعُد تطيق ما وصل إليه حال الوطن . فقد رضع منها المناضلون الأوائل ( الحليب الطاهر ) الذي طالما يتفاخر به بنات وأبناء الوطن حين يقول عنهم القائل ( راضعة أو راضع حليب أمه ) .
المرأة العراقية قدمت التضحيات الجسام على مر التأريخ الوطني والسياسي ، ومنذ ثورة العشرين وهي تزغرد لتدفع الأبناء والأخوة وتُحشمهم في معترك الدفاع عن الوطن عندما صدح أبطال ثورة العشرين في أهازيجهم ( الطوب أحسن لو مكواري ) ، وما تلاها من إنتفاضات ووثبات ( عمال كاورباغي في كركوك ، وثبة كانون الثاني عام 1948 ، وإنتفاضات 52 - 54 - 56 - والتي تتوجت بثورة 14 / تموز / 1958 .

أسماء لامعة لا تُعد ولا تُحصى تصدرن المشهد الثقافي والأدبي والسياسي من أمثال ( أسماء الزهاوي ، حسيبة جعفر ، بولينا حسون ، أمينة الرحال ، وجيهة محمد الشبيبي ، الدكتورة لميعة عباس زكي ، الدكتورة سانحة أمين زكي ، الدكتورة سلوى عبد الله سلوم . صبيحة الشيخ داود ، عفيفة رؤوف ، الدكتورة نزيهة الدليمي ، روز خدوري ، فكتوريا نعمان ، عفيفة البستاني ، نظيمة وهبي ، سعاد خيري ) وغيرهن العشرات ممن تركن بصماتهن في مجرى النضال الوطني العام .

وإن ننسى فلا يمكن أن ننسى ( بهيجة - فتاة الجسر ) التي سقطت مخضبة بدمائها الطاهرة فوق جسر المأمون أو الجسر العتيق الذي شُيد عام 1940 ، ذلك الجسر الذي خلد إسمها وإسم الشهداء الآخرين ( قيس الآلوسي ، شمران علوان ، جعفر مهدي الجواهري - شقيق شاعرنا الكبير محمد مهدي الجواهري ) ، وعشرات غيرهم ، فأطلقت علية ثورة 14 / تموز / 1958 بـ ( جسر الشهداء ) .
وبعملية بطولية رفعت بهيجة راية حمراء مع عباءتها وهي تتوسط الجموع فوق الجسر للعبور إلى الجانب الآخر للإلتقاء مع متظاهري جانب الرصافة ، لكن نيران القناصة من فوق العمارات والمآذن التي كانت تحيط بالجسر أسكتت صوتها ، لكنها ألهبت الحماس في صفوف اللآلاف من المتظاهرين ، وإلتقت الجموع في موج متلاطم أرعب حكام النظام الملكي آنذاك مما إضطرهم على إلغاء معاهدة بورتسموث التي كانوا قد عقدوها للتو وسقوط وزارة صالح جبر التي كانت قد أبرمتها مع بريطانيا إمتداداً لمعاهدة 1930 .
فهذا هو جسر ( الشهداء ) خلدته بهيجة وخلدته الأجيال من بعدها وأصبح رمزاً للمطالبين بحقوقم المغتصبة .
إن التضحيات الجسام التي تُقدم على مذبح الحرية سوف لن تنتهي ، ومنذ بداية التظاهرات عام 2011 وإلى الآن سقط ولا زال يسقط الأبناء الغيارى لوطنهم وقضيته العادلة والمطالبين بالحقوق المدنية والإصلاحات الإقتصادية والإجتماعية والثقافية والسياسية ، وتحسين أوضاعهم المعيشية التي تدهورت إلى أبعد الحدود ، وإحتجاجاً على الفساد وتردي الخدمات وشعارات أخرى ( خبز .. حرية .. دولة مدنية ) .
وهنا لا يسعني إلا أن أُردد مع الناشط المدني الرائع ( أحمد جويعد ) :
التحرير ليست إلا قلب العراق
ينبض بالمدنية
ويتنفس رائحة رغيف الخبز
بطعم الملح
ولون القمح



#خليل_الجنابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعض أشكال النضال السلمي اللاعنفي
- ريبوراج عن الوقفة التضامنية لمنظمات المجتمع المدني العراقية ...
- الشعراء ومساهمتهم في الإجتماع التضامني لمنظمات المجتمع المدن ...
- رسالة من منظمات المجتمع المدني العراقية في نيوزيلندا إلى الس ...
- دعوة من منظمات المجتمع المدني العراقية في نيوزيلندا إلى جالي ...
- دعوة لتشكيل لجنة جماهيرية لقيادة التظاهرات ومتابعة مطالبهم
- الإحتفاء في نيوزيلندا بالفنان الخلاق خليل شوقي
- نحتفي بخليل شوقي ... الفنان الخلاق
- ندوة ثقافية للتيار الديمقراطي العراقي في نيوزيلاند
- سيبقى 8 شباط 1963 يوماً أسوداً في تأريخ العراق المعاصر
- منظمات المجتمع المدني العراقية في نيوزيلاند تساند أهلنا المس ...
- الحملة التضامنية مع أهلنا المسيحيين في العراق ضد عصابات الإر ...
- سِلال الطماطة .. ما أشبه اليوم بالبارحة .
- تموز ... هل عاد إلينا التتار من جديد ؟!
- حسن سريع لك المجد ولرفاقك الأبطال .
- بيان من التيار الديمقراطي العراقي في نيوزيلاند بشأن الخطر ال ...
- لائحة أخلاقيات وشرف المهنة - قَسَّم المهنة .
- جمعية الثقافة العربية النيوزيلندية المتضامنة تحتفل بعيد الأم ...
- تقرير سريع عن نتائج الإنتخابات البرلمانية العراقية في نيوزيل ...
- من أجل عراق أفضل , من أجل عراق مدني ديمقراطي , لنساهم جميعاً ...


المزيد.....




- بيان المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي
- حزب يساري بألمانيا يتبنى مقترحا بالبرلمان لدعم سعر وجبة -الش ...
- الشرطة الألمانية تفرق مئات المتظاهرين الداعمين لغزة في جامعة ...
- -لوسِد- تتوقع ارتفاع الإنفاق الرأسمالي لعام 2024
- بيرني ساندرز يقف في مواجهة ترامب ويحذر: -غزة قد تكون فيتنام ...
- الشرطة الهولندية تداهم مخيم متظاهرين طلبة مؤيدين لفلسطين وتع ...
- طلبة محتجون في نيويورك يغلقون أكبر شوارع المدينة تضامنا مع غ ...
- تايمز: مجموعة ضغط إسلامية تحدد 18 شرطا للتصويت لحزب العمال ا ...
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- استطلاع يورونيوز: تقدم اليمين المتطرف في إيطاليا قبل الانتخ ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - خليل الجنابي - قُدسية ساحة التحرير ونصب الحرية وجسر الشهداء عند العراقيين .