أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - واثق الجلبي - مدينتي














المزيد.....

مدينتي


واثق الجلبي

الحوار المتمدن-العدد: 5071 - 2016 / 2 / 10 - 14:40
المحور: الادب والفن
    


مــديــنــتي
واثق الجلبي
وجوه غريبة أراها تجول في هذه المدينة الصغيرة أناس غرباء يذرعون الشوارع جيئة وذهابا ويطلقون الرصاص وينعتون اهلنا بأسوأ النعوت .. جاءوا من خارج الحدود جباههم لا تعرف الضوء ووجوهم مكفهرة تحمل ضغائن التاريخ لتصبها لعنة على ذوي الرؤوس السود كلهم متجمهرون على مدينتي الجميلة حولوها الى ساحات لتصفية حساباتهم الساقطة من سجلات التاريخ .. اسلحتهم المميتة دمرت بيوتنا وحولتها الى خرائب ومستنقعات للفوضى ومصائد وفخاخ للقتل والتنكيل . صباح مدينتي لم يعد كما كان ولا المساء المتشح بالمحبة والسلام يستطيع العودة . من يطرد الغرباء ؟ الحقول الخضر صارت ترتدي ثوب الحداد والغيوم الهاربة تم اعتقالها في سجن كبير . مدينتي صارت مرتعا للعصابات والمرتدين عن القانون واللصوص وقطاع الطرق . لا نعلم أين معالمنا فقد ضاعت مع ملامح المدينة المخدرة بضباب التكفير والقتل . رحيل المدينة رافقته هجرة الاعشاش فبقيت الطيور على حيرتها في البحث عن صغارها الضائعين في الدخان . تابوتنا لم يعد له عمر ولا عمرنا الآفل بالخسران يستطيع منحنا القوة اللازمة للاندفاع الباهر لركوب أجنحة الطير . اللذة حين تم فقدها ضاعت رائحة المدينة بين لهاثات الأقبية المتحجرة وأبواب البيوت الخجولة ، تلك الأرصفة بلا عنوان دائم ولا حتى مياه الأهوار العتيقة الطيور لا تمنح الطمانينة فكيف بك وأنت ترى الأسلحة تصوّب نحو صدرك ولها ألف فم وأنت تمتلك صدرا واحدا ؟ مدينتي هذه رسالة رجل لا يمتلك الا شهيقا يتيما وحبا عظيما يكتب لك ما يمسك التاريخ علّ الأيام تكشف نقاب سوداويتها لنرى ما يشعرنا بالدفء . هجرتنا السومرية لم تعرف طعم النوم ولا القيلولة حتى عبّدنا المقابر بألواح السفينة وملأنا الأرض بغبار طلعنا الخاص ليمتزج بالماء فيخرج الغرباء من جيوب النواعير وتأكل الخيول ما تدوسه البغال . أي طعم لنا في بيوت التين ؟ فكل شمس زائغة لا يرافقها قمر أخرس فوداعا ايتها المدينة المصّورة في قلبي بدموع النيازك .

[email protected]



#واثق_الجلبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هدهد
- رائي
- صَبير
- آدابا
- افتراس
- الشاعر العراقي الكبير محمد حسين آل ياسين في حوار ه الاخير
- كتب الدهر علينا
- معتقلات
- خزعل الماجدي حوار حر
- أ .. أنام
- ارصفة
- مش .. وار
- يوسف
- إكراه
- المرأة
- فائضون
- وج ها ن
- قرشت
- بايبل .. كلمة في داخلها تعني بابل
- واثق الجلبي ..الكتابة السردية بوصفها وعيا بالمغامرة


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - واثق الجلبي - مدينتي