أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نهرو عبد الصبور طنطاوي - السنة ما لها وما عليها: الفصل السابع عشر: (هل نهى رسول الله عن تدوين أحاديثه؟)















المزيد.....



السنة ما لها وما عليها: الفصل السابع عشر: (هل نهى رسول الله عن تدوين أحاديثه؟)


نهرو عبد الصبور طنطاوي

الحوار المتمدن-العدد: 5070 - 2016 / 2 / 9 - 03:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا يخفى على أحد مدى مراوغات وانتقائية الأريكيين، فتراهم يعلنون في صرامة وحسم نبذ جميع كتب التراث الإسلامي، من تاريخ وسيرة وقواميس لغوية وأحاديث وفقه وتفسير، هكذا على إطلاقه، وأن ذلك التراث لا خير فيه ولا حق ولا صواب، بل كله شر وخطأ وباطل وكذب وزور، وإن قلت لأحدهم لا يوجد شيء في الدنيا كله شر وكله خطأ وكذب وباطل وزور، رد عليك بقوله: هذا تراث لا خير فيه ولا فائدة منه ترتجي ويجب حرقه وذره في الرياح، وزعموا أن التراث الإسلامي قد دخله الدس والأكاذيب من قبل اليهود والنصارى الذين اعتنقوا الإسلام في الظاهر بينما هم يبطنون الكفر، بغية التلاعب بالتاريخ الإسلامي والسيرة النبوية والتفاسير وكتب الفقه ووضع الأحاديث المكذوبة لتشويه الدين الإسلامي وتشويه سيرة النبي الأكرم عليه الصلاة والسلام، وفي الوقت نفسه لا يجد الأريكيون في أنفسهم قطرة من خجل أو حياء تمنعهم من اللجوء إلى كتب التراث للحط والنيل من كل ما له علاقة بتاريخ المسلمين ورموزهم وعقائدهم ومناسكهم وعباداتهم وفقههم من قريب أو بعيد، كي يحولوا تاريخ المسلمين ورموزهم وعقائدهم ومناسكهم وعباداتهم وفقههم إلى حريق لا يرى منه سوى الدخان، ثم تراهم في أعلى قمة هرم تناقضهم ومراوغتهم وانتقائيتهم وهم يستشهدون بكتب التراث في تشويه المسلمين وتشويه تاريخهم ورموزهم وعقائدهم ومناسكهم وكأنهم يستشهدون بالحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

وإذا سألت أحد الأريكيين كيف ستفهمون النص القرءاني وهو بهذه الكثافة والغزارة والعلو والإباء في استجلاء معانيه ودلالاته ومفاهيمه، وأنتم قد نبذتم كل ما له علاقة بتاريخ وتراث القرءان، والبيئة التي نزل فيها، والشخوص الذين نزل عليهم وفيهم وبينهم وبلسانهم القرءان الكريم؟؟!!.

سيسارع بالقول: إن القرءان سهل وميسر ويمكن لأي أحد مهما بلغت ضحالته الفكرية والعلمية أن يفهم القرءان بسهولة ويسر، والقرءان يفسر بعضه بعضا، ونستطيع بكل يسر أن نفهم القرءان بالقرءان، ويزعم أن القرءان من فرط يسر فهم مدلولاته ومقاصده ومفرداته لا يحتاج لأي مصدر من خارجه، فلسنا بحاجة إلى علوم اللغة من "نحو وصرف وقواميس وبلاغة" وغيرها، ولسنا بحاجة إلى تاريخ ولا فقه ولا سيرة ولا أحاديث ولا تفاسير، نحن نقرأ القرءان ونفهمه بالقرءان ولا شيء غير القرءان.

وما إن تأتي لهم ببعض المفردات من القرءان الكريم مثل: (دلوك، طاغوت، قسورة، فطرة، رجع، صدع) وعشرات المفردات غيرها بل وعشرات الجمل والعبارات والأساليب اللسانية التي أعيت جهابذة علماء التفسير واللغة واللسانيات، فما إن تأتيهم بشيء من هذا وتطالبهم بأن يأتوا بمفاهيم ودلالات لها من القرءان الكريم فلن تجد لديهم جوابا، أو يهرولون خلسة إلى كتب التراث كي يأتوا بالأجوبة دون أن يذكروا مصدر تلك الإجابات في دهس واضح للأمانة العلمية بأقدامهم، وفي الوقت نفسه كي لا يظهروا أمام الناس بأنهم قد خالفوا طريقتهم التي تمنع عليهم الاستعانة بأي مصدر غير القرءان الكريم.

ثم لا يستنكف الأريكيون أن ينتقوا من أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام ما يرون فيه أنه يؤيد أفكارهم وما ذهبوا إليه، في خروج واضح على طريقتهم التي ألزموا أنفسهم بها وألا يستعينوا على فهم القرءان بمصدر آخر من خارجه، فينتقوا من أحاديث الرسول ما تقول وفق فهمهم أن الرسول قد منع الصحابة من تدوين أحاديثه وسنته، وإيهام الناس بأن الرسول لم يأت بغير القرءان الكريم ولم يوح إليه بشيء غير القرءان الكريم فحسب، ويتغافلون عمدا عن بقية الأحاديث الأخرى التي تحدث فيها الرسول عن وجوب اتباع سنته وأحاديثه كوجوب اتباع القرءان الكريم، فاتبع الأريكيون سنة الفاسقين من أهل الكتاب الذين حكى الله عنهم أنهم يبدون بعض آيات الكتاب ويخفون بعضها، ويؤمنون ببعض ويكفرون ببعض.

لكن ترى هل ما قاموا بانتقائه من أحاديث للرسول وأقوال ومواقف لبعض صحابة الرسول يدل حقا على أن الرسول وصحابته قد نهوا عن تدوين سنة الرسول وأحاديثه؟، أو أن الرسول لم يوح الله إليه بشيء غير القرءان الكريم؟، أو أن دين الإسلام ليس له غير مصدر واحد هو القرءان الكريم فحسب؟ أم أن الأريكيين لم يفقهوا دلالات أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام في حقيقتها واختطفوا بضع روايات وتغافلوا عمدا عن روايات آخرى لو جمعنا بعضها إلى بعض لاستخلصنا منها مفاهيم ومدلولات أخرى غير تلك التي فهمها الأريكيون؟، الآن نضع كل الروايات على طاولة البحث والنقد العلمي والموضوعي، سواء تلك الروايات التي أبداها وأظهرها الأريكيون ظنا منهم أنها تؤيد مذهبهم، وتلك التي أخفوها بتغافلهم وتعاميهم عنها عمدا، ولنرى هل حقا نهي رسول الله عن تدوين سنته وأحاديثه أم لا؟.

الأحاديث التي استدل بها الأريكيون على إنكار سنة النبي الأكرم وأقواله وأفعاله ونفي أي مصدرية للدين الإسلامي غير القرءان الكريم فحسب، لا تشير من قريب أو بعيد إلى ما فهمه الأريكيون من هذه الأحاديث، هم لم يفقهوا ولن يريدوا أن يفقهوا أن الدين الإسلامي يتكون من شقين أساسيين، الأول: هو النص القرءاني "وهو وحي من الله لرسوله". الثاني: هو هيئة تطبيق النص القرءاني في واقع عملي على الأرض" وهو وحي من الله لرسوله كذلك". فالنص القرءاني هو الأساس وهو المرجع الأول للدين الإسلامي، وأقوال الرسول وأفعاله وتقريراته هي الهيئة العملية للامتثال والتطبيق الفعلي للنص القرءاني، فمثلا القانونيون من السادة القراء يعلمون جيدا أن جميع النظم القانونية المعمول بها في جميع دول العالم الآن يوجد من بين أقسام القانون فيها لونان من القانون أو قسمان هما: "القانون الموضوعي" و"القانون الإجرائي".
فأما القانون الموضوعي: فهو عبارة عن القواعد القانونية الموضوعية التي تبين الحقوق والواجبات التي للمواطنين وعليهم، وتنظم تنظيما موضوعيا الروابط الاجتماعية بينهم، مثل القانون الدستوري، والقانون المدني، والقانون التجاري، وقانون العقوبات. وبعبارة أخرى: القانون الموضوعي عبارة عن القواعد القانونية النظرية التي تنظم علاقات الناس وحياتهم الواقعية وفق قواعد العدل والحق المتعارف عليها.
أما القانون الإجرائي _ويطلق عليه القانون الشكلي_: عبارة عن القواعد القانونية الإجرائية أو الشكلية التي تبين الأوضاع والإجراءات والكيفية والهيئات الواجب اتباعها للحصول على الحقوق وأداء الواجبات المنصوص عليها في القوانين الموضوعية "الدستوري، والمدني، والتجاري، والعقوبات"، والقوانين الإجرائية أو الشكلية مثل قوانين المرافعات المدنية والتجارية وقانون الإجراءات الجنائية أو الجزائية، وتتضمن تعريف الأفعال المجرمة وتبيين أنواعها التي إما تأتي في هيئة: "مخالفات، أو جنح، أو جنايات"، وطريقة إيقاع العقوبات على الأفراد في حال مخالفتهم للقوانين الموضوعية، وتتضمن كيفية رفع الدعوى وطرق التحقيق الشرطي والقضائي، وبعبارة موجزة "القانون الإجرائي أو الشكلي" هو القانون الذي يحدد وسائل وأساليب وكيفيات وهيئات وآليات تنفيذ القانون الموضوعي.

فالقرءان الكريم هو بمثابة "القوانين الموضوعية" أي: "الدستوري والمدني والتجاري والعقوبات ...إلخ"، وسنة النبي الأكرم وأحاديثه هي بمثابة "القوانين الإجرائية أو الشكلية" التي تبين وتحدد الوسائل والأساليب والكيفيات والهيئات والآليات التي من خلالها يتم تنفيذ وتطبيق نصوص القرءان الكريم في واقع عملي على الأرض.
ونضرب بضعة أمثال على هذا على النحو التالي:

نص دستوري "موضوعي":
قال تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الخَمْرُ وَالمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ). (90_ المائدة).
هذه الآية الكريمة بمثابة قانون الموضوعي أي: نص دستوري أو مادة دستورية، وبكل تأكيد هذا القانون الموضوعي يحتاج إلى قانون إجرائي أو شكلي يبين لنا ويحدد ماهية "الخمر"، وكيفية اجتناب الخمر، فالآية الكريمة "القانون الموضوعي" لم تبين ولم توضح لنا ماهية الخمر ولا كيفية اجتنابه، فهل هو اجتناب شربه أو بيعه أو شرائه أو صناعته؟.
فكان لابد من أن يوحي الله لرسوله بالقانون الإجرائي الذي يبين ويحدد الوسائل والأساليب والكيفيات والهيئات والآليات التي من خلالها يتم تنفيذ وتطبيق هذا النص القرءاني في واقع عملي على الأرض.
فجاءت القوانين الإجرائية المتعلقة بهذه الآية على النحو التالي:
عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (كل مسكر خمر وكل مسكر حرام). (رواه مسلم).
وعن جابر بن عبد الله أنه سمع رسول الله يقول عام الفتح، وهو بمكة (إن الله حرم بيع الخمر). متفق عليه
وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لعن الله الخمر، وشاربها، وساقيها، وبائعها، ومبتاعها، وعاصرها، ومعتصرها، وحاملها، والمحمولة إليه). (سنن أبي داوود)
وعن خوات بن جبير، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (ما أسكر كثيره فقليله حرام). (رواه الحاكم في مستدركه)

نص دستوري "موضوعي":
قال تعالى:
(وَأَحَلَّ اللَّهُ البَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا). (275_ البقرة).
هذه الآية الكريمة كذلك بمثابة قانون موضوعي أي: نص دستوري أو مادة دستورية، هذا القانون الموضوعي يحتاج إلى قانون إجرائي أو شكلي يبين لنا ويحدد ماهية "البيع" وماهية "الربا"، وبكل تأكيد هذه الآية ورد لها عشرات الأحاديث "القوانين الإجرائية" التي تبين وتوضح وتحدد أنواع البيوع، الحلال منها والمحرم، وكذلك أنواع الربا، وبالطبع لا يمكننا هنا أن نسرد كل هذه الأحاديث المتعلقة بالبيع والربا وهي كثيرة جدا، وإنما فقط نذكر بضعة أحاديث على النحو التالي:
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يحل سلف وبيع، ولا شرطان في بيع، ولا ربح ما لم يضمن، ولا بيع ما ليس عندك). رواه الخمسة.
وعن رفاعة بن رافع أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل: أي الكسب أطيب؟ قال: (عمل الرجل بيده، وكل بيع مبرور). (رواه البزار والحاكم)
وعن ابن مسعود قال: سمعت رسول الله يقول: (إذا اختلف المتبايعان وليس بينهما بينة، فالقول ما يقول رب السلعة أو يتتاركان). رواه الخمسة وصححه الحاكم.

نص دستوري "موضوعي":
قال تعالى:
(وَلاَ تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ). (188_ البقرة).
هذه الآية الكريمة كذلك بمثابة قانون موضوعي أي: نص دستوري أو مادة دستورية، هذا القانون الموضوعي يحتاج إلى قانون إجرائي أو شكلي يبين لنا ويحدد ماهية صور وأشكال "أكل أموال الناس بالباطل"، وبكل تأكيد هذه الآية ورد لها عشرات الأحاديث "القوانين الإجرائية" التي تبين وتوضح وتحدد صور وأشكال "أكل أموال الناس بالباطل"، وهذه بضعة أحاديث تكشف عن صور وأشكال "أكل أموال الناس بالباطل":
عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لعنة الله على الراشي والمرتشي). (رواه أحمد).
عن أبي الحمراء قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بجنبات رجل عنده طعام في وعاء، فأدخل يده فيه، فقال: (لعلك غششته من غشنا فليس منا). (رواه ابن ماجة).
وعن مسلمة: أن الضحاك بن قيس خطب يوما فنهى عن الاحتكار، وقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن المحتكرين. (رواه البلاذري).
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من احتكر يريد أن يغالي بها على المسلمين فهو خاطئ، وقد برئت منه ذمة الله). (رواه البيهقي).
وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: (من احتكر طعاما فقد برئ من الله وبرئ الله منه). (رواه البزار).
وروى البيهقي بإسناده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يكسب عبد مالا حراما فينفق منه فيبارك له فيه، ولا يتصدق منه فيقبل منه، ولا يتركه خلف ظهره إلا كان زاده إلى النار، إن الله لا يمحو السيئ بالسيئ ولكن يمحو السيئ بالحسن).

وهناك مئات الآيات القرءانية التي تحتاج إلى قوانين إجرائية لتبين وتوضح وتحدد هيئة وشكل وكيفية تطبيقها في واقع عملي على الأرض.

وهنا قد يسأل سائل السؤال السمج الذي طالما يردده الأريكيون: إذا كانت أفعال وأقوال الرسول وممارساته هي بالفعل بوحي من الله فلماذا لم يتعهد الله بحفظ ذلك الوحي كما تعهد بحفظ القرآن الكريم؟. ولماذا هناك أحاديث متناقضة مع القرآن ومختلفة ومتناقضة مع غيرها من الأحاديث وكيف نتعامل مع وضع كهذا؟.

الجواب: أن (القرءان الكريم هو وحي نصي، وسنة النبي الأكرم هي وحي تزكية وتعليم) يا ليت الأريكيين يفقهون هذه العبارة، أعيدها مرة ثانية لعلهم يفقهون: (القرءان الكريم هو وحي نصي، وسنة النبي الأكرم هي وحي تزكية وتعليم). ومن مهام الرسول أن يتلو علينا آيات الكتاب الكريم (نص القرءان الكريم) الموحى به من الله، ومن مهامه كذلك أن يزكينا ويعلمنا الكتاب والحكمة، والتزكية والتعليم موحى بهما من الله كذلك، قال تعالى: (كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ). (151_ البقرة). والتزكية وتعليم الكتاب والحكمة ليست نصوصا كنصوص القرءان، إنما هي الممارسات العملية والشروح النظرية في كلمات وأفعال الرسول وتقريراته، وهي موحاة من الله كذلك وليست عن اجتهاد شخصي من الرسول، فهي ليست نصوصا حرفية جامدة مصمتة متلوة كنصوص القرآن، وإنما هي عبارة عن مشاهدات ومتابعات ورؤية من قبل أتباع الرسول لأفعاله وممارساته وأقواله عليه الصلاة والسلام، وهو يزكيهم ويعلمهم الكتاب ويعلمهم الحكمة في أفعال وممارسات وأقوال وتقريرات، وليست موحاة في نصوص كنصوص القرءان، فكل صحابي من صحابة الرسول قام بنقل هذه الأفعال وهذه الممارسات وهذه الأقوال وفق ما شاهده ولاحظه ورأه أمامه من رسول ثم نقله وحكاه كما رآه، فالله أوحى لرسوله بهيئة وكيفية التزكية وتعليم الكتاب والحكمة والرسول بين بقوله أو مارس بفعله أو تقريره والصحابي قام بنقل هذه الأفعال والأقوال والممارسات كما شاهدها وكما حدثت أمامه، وبالتالي فالصحابة وهم يروون سنة النبي الأكرم يعلمون جيدا أنهم لا يقومون بنقل أو بحفظ نصوص حرفية مصمتة يجب أن ينقلها كما هي كنصوص القرآن الكريم، وإنما هو رواية ما شاهدوه وما رأوه وما سمعوه من رسول الله، ولحسن الحظ أن هناك ضابط وميزان لهذه الروايات وهو القرءان الكريم كما أمر الرسول بمعايرة كل ما يبلغنا عنه بمعيار القرءان الكريم كما سنبين بعد قليل، فبالتالي إن كان للفعل الواحد أو القول الواحد أو الممارسة الواحدة من قبل رسول الله عدة روايات، فمن يجد في نفسه ملكة القراءة العلمية أو من يمتلك منا القدرة العلمية والفكرية والموضوعية على البحث وقراءة الروايات في ضوء القرآن الكريم وفي ضوء غيرها من الروايات ويستطيع تفحص نصوص الروايات بدقة وعلم وفكر وموضوعية فبكل تأكيد سوف يستطيع أن يصل إلى المدلول الصواب والصحيح والمغزى المراد من هذه الروايات وخاصة التي لا تتعارض مع القرآن الكريم. فالله سبحانه قد حفظ سنة نبيه الأكرم على أيدي المسلمين في كتب الصحاح والمسانيد ولم يضع منها شيء، كما حفظ القرءان الكريم رغم تعدد قراءاته ورواياته، كما حفظ التوراة والإنجيل رغم كثرة عدد الأسفار والأناجيل في الكتاب المقدس، ربما تكون هناك زيادات من هنا وهناك لكن الأصل موجود ولم يضع ومن يريده فليبحث عنه بعلم ونظر وتفكر فسيجد كتاب الله كاملا وسنة نبيه الأكرم كاملة صافية ناصعة، وسيجد توراة موسى وإنجيل عيسى لم يضيعا، أما قصيري النفس ومن هم نزقون كالأطفال ولا يمتلكون أدوات العلم والبحث والقراءة والنظر والموضوعية فليصمتوا إلى الأبد وليرفعوا أيديهم عن القرءان الكريم وليكتفوا بتمضية أوقاتهم في مشاهدة التلفاز وأفلام الكارتون والأكشن يكن خيرا لهم وأكرم من العبث بدين الله.

وبالعودة للأحاديث التي استدل بها الأريكيون على إنكار سنة النبي الأكرم وأقواله وأفعاله ونفي أي مصدرية للدين الإسلامي غير القرءان الكريم فحسب، لو تأملنا هذه الأحاديث لوجدناها لا تشير من قريب أو بعيد إلى ما فهمه الأريكيون من هذه الأحاديث، من أنها تنفي السنة وتنفي أحاديث رسول الله، والحقيقة إن هذه الأحاديث ينهي فيها رسول الله عن تدوين أحاديثه في نفس الصحف التي يدونون فيها القرءان الكريم، فحديث أبي سعيد الخدري، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (لا تكتبوا عني شيئا سوى القرآن، من كتب عني شيئا سوى القرآن فليمحه). (رواه الحاكم). لو تأملنا قوله عليه الصلاة والسلام "فليمحه" نرى أنه يطلب منهم تخليص النص القرءاني وتمحيصه من أن يختلط به أي كلام آخر من غير القرءان الكريم، ويؤكد هذا المفهوم الرواية التي وردت في صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (لا تكتبوا عني، ومن كتب عني غير القرآن فليمحه، وحدثوا عني ولا حرج ومن كذب عليَّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار). (رواه مسلم). ففي هذه الرواية لا ينفي رسول الله الحديث عنه ولا ينفي الحديث عن سنته بدليل قوله: (وحدثوا عني ولا حرج)، وأمر الرسول لصحابته بالحديث عنه يدل دلالة واضحة على أن المقصود بالنهي عن التدوين هو تخليص وتمحيص النص القرءاني من أن يختلط به كلاما آخر من غير القرءان، وكذلك رواية أبي هريرة التي قال فيها: كنا قعودا نكتب ما نسمع من النبي صلى الله عليه وسلم ، فخرج علينا ، فقال:"ما هذا تكتبون؟" ، فقلنا: ما نسمع منك، فقال: "أكتاب مع كتاب الله؟"، أمحضوا كتاب الله وأخلصوه"، قال: فجمعنا ما كتبنا في صعيد واحد، ثم أحرقناه بالنار، قلنا: أي رسول الله أنتحدث عنك؟، قال: "نعم تحدثوا عني ولا حرج، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار). (رواه أحمد)، كذلك هذه الرواية تؤكد ما قلناه من أن رسول الله كان يقصد بمنع تدوين أحاديثه مع القرءان الكريم حتى لا يختلط النص القرءاني بأحاديثه عليه الصلاة والسلام، بدليل قول أبي هريرة: (نكتب ما نسمع من النبي). أي كل ما يسمعوه من قرءان أو غيره، وهذا يمثل خطرا على القرءان أن يختلط بغيره، ولا يفهم من ذلك أنه منع كتابة حديثه في غير القرءان، بدليل قوله في هذه الرواية صراحة: (أمحضوا كتاب الله وأخلصوه)، أي: أن يكون محض كتاب الله خالصا من أي كلام غيره، وفي الوقت نفسه لم يمنع من التحديث عنه كما جاء في الرواية: (حدثوا عني ولا حرج). هذه هي الروايات التي يتشدق بها الأريكيون في إنكار سنة النبي عليه الصلاة والسلام، وإخفائها، وإخفاء أقواله وأفعاله وتقريراته، كما كان يفعل الفاسقون من أهل الكتاب الذين كانوا يبدون ما يشاءون من الكتاب ويخفون كثيرا، كما حكى عنهم القرءان الكريم.

** هل نهى رسول الله عن تدوين أحاديثه بمفردها؟:

لم يحدث على الإطلاق أن نهى رسول الله عن تدوين أحاديثه وسنته عليه الصلاة والسلام بمفردها بعيدا عن تدوينها مع القرءان الكريم، ولم ترد رواية واحدة عنه عليه الصلاة والسلام ينهي فيها أحدا من صحابته عن تدوين أحاديثه وأقواله بمفردها بعيدا عن القرءان الكريم، بل هناك عدة روايات يسمح فيها رسول الله بكتابة وتدوين أقواله وأحاديثه عليه الصلاة والسلام بعيدا عن تدوين القرءان الكريم، ونذكرها على النحو التالي:

## عن عبد الله بن عمرو، قال: قالت لي قريش: تكتب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما هو بشر يغضب كما يغضب البشر، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، إن قريشا تقول: تكتب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما هو بشر يغضب كما يغضب البشر، قال: فأومأ إلى شفتيه، فقال: (والذي نفسي بيده ما يخرج مما بينهما إلا حق فاكتب). (رواه الحاكم).

## وروى أحمد والبيهقي في المدخل من طريق عمرو بن شعيب عن مجاهد والمغيرة بن حكيم قالا: سمعنا أبا هريرة يقول: (ما كان أحد أعلم بحديث رسول الله مني إلا ما كان من عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب بيده ويعي بقلبه، وكنت أعي ولا أكتب، استأذن رسول الله في الكتاب عنه فأذن له).

## عن أبي هريرة قال لما فتحت مكة قام النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الخطبة خطبة النبي صلى الله عليه وسلم قال: فقام رجل من أهل اليمن يقال له أبو شاه فقال: يا رسول الله اكتبوا لي فقال: (اكتبوا لأبي شاه). (رواه أبو داوود)

## عن عمرو بن شعيب ، أن شعيبا ، حدثه ومجاهدا ، أن عبد الله بن عمرو، حدثهم أنه قال: يا رسول الله، أكتب ما أسمع منك؟ قال: نعم قلت عند الغضب وعند الرضا؟ قال: نعم إنه لا ينبغي لي أن أقول إلا حقا. (رواه الحاكم).

## عن رافع بن خديج قال: قلت: يا رسول الله، إنا نسمع منك أشياء أفنكتبها؟ قال: (اكتبوا ولا حرج). (رواه ابن شاهين).

## عن أبي هريرة قال: كان رجل من الأنصار يجلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيسمع من النبي الحديث ، فيعجبه ولا يحفظه ، فشكا ذلك إلى النبي، فقال : يا رسول الله إني أسمع منك الحديث فيعجبني ولا أحفظه ، فقال رسول الله: (استعن بيمينك) وأومأ بيده للخط. (جامع الترمذي)

** هل منع الرسول أحدا من الحديث عنه؟:

لم يمنع رسول الله عليه الصلاة والسلام أحدا من الحديث عنه، بل كان يحفز أصحابة بالتبليغ والتحديث عنه، وكان يحذر أشد التحذير من الكذب عليه، وكان يأمر أصحابه بتحري الحق والصدق فيما يقولونه عنه. وهذه الرويات تثبت ذلك:

## عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نضر الله امرأ سمع منا حديثا، فبلغه كما سمعه، فرب مبلغ أوعى من سامع). (صحيح بن حبان).

## عن أبي قتادة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على هذا المنبر: (إياكم وكثرة الحديث عني، فمن قال علي، فليقل حقا، أو صدقا، ومن تقول علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار). (رواه ابن ماجة).

## عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اتقوا الحديث عني إلا ما علمتم، فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار، ومن قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار). (جامع الترمذي) قال أبو عيسى: هذا حديث حسن .

** هل نفى رسول الله أن يكون له سنة وهدي؟:

## عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ إِذَا خَطَبَ احْمَرَّتْ عَيْنَاهُ, وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ حَتَّى كَأَنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ يَقُولُ : " صَبَّحَكُمْ وَمَسَّاكُمْ " وَيَقُولُ : " بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ " وَيفَرِّقُ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ : السَّبَّابَةَ وَالْوسْطَى , وَيَقُولُ : " أَمَّا بَعْدُ , فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ , وَخَيْرَ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ , وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا , وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ " ثُمَّ يَقُولُ : " أَنَا أَوْلَى بِكُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ نَفْسِهِ , مَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِأَهْلِهِ وَمَنْ تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيَاعًا فَإِلِيَّ وَعَلِيَّ". (صحيح مسلم)

## وفي رواية عَنْ نَاسٍ مِنْ أَصْحَابِ مُعَاذٍ مِنْ أَهْلِ حِمْصَ عَنْ مُعَاذٍ أَنَّ النَّبِىَّ قَالَ لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ حِينَ بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ فَذَكَرَ « كَيْفَ تَقْضِى إِنْ عَرَضَ لَكَ قَضَاءٌ ». قَالَ أَقْضِى بِكِتَابِ اللَّهِ. قَالَ « فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِى كِتَابِ اللَّهِ ». قَالَ فَسُنَّةُ رَسُولِ اللَّهِ. قَالَ « فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِى سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ ». قَالَ أَجْتَهِدُ رَأْيِى وَلاَ آلُو . قَالَ فَضَرَبَ صَدْرِى. فَقَالَ « الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى وَفَّقَ رَسُولَ رَسُولِ اللَّهِ لِمَا يُرْضِى رَسُولَهُ. (رواه أبو داوود، والترمذي، وأحمد)

## وعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، الْأَمْرُ يَنْزِلُ بِنَا لَمْ يَنْزِلْ فِيهِ قُرْآنٌ وَلَمْ تَمْضِ فِيهِ مِنْكَ سُنَّةٌ قَالَ : "اجْمَعُوا لَهُ الْعَالِمِينَ" أَوْ قَالَ : " الْعَابِدِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاجْعَلُوهُ شُورَى بَيْنَكُمْ وَلَا تَقْضُوا فِيهِ بِرَأْيٍ وَاحِدٍ". (رواه الخطيب في جَامِعُ بَيَانِ الْعِلْمِ).

## وعن العرباض بن سارية قال: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما بعد صلاة الغداة موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب ، فقال رجل : إن هذه موعظة مودع، فماذا تعهد إلينا يا رسول الله؟ قال: (أوصيكم بتقوى الله، والسمع، والطاعة، وإن عبد حبشي فإنه من يعش منكم يرى اختلافا كثيرا، وإياكم ومحدثات الأمور فإنها ضلالة، فمن أدرك ذلك منكم فعليه بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ(. (جامع الترمذي).

## وعن أبي أمامة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لعينك حظ، ولجسدك حظ، ولزوجك حظ، فصم وأفطر، ونم وقم، وائت زوجك، فإني أنا أصوم وأفطر، وأنام وأقوم، وآتي النساء، فمن أخذ بسنتي فقد اهتدى، ومن تركها ضل). (المعجم الكبير للطبراني).

## عن جابر بن عبد الله، أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال لكعب بن عجرة: (أعاذك الله من إمارة السفهاء، قال: وما إمارة السفهاء؟ قال: أمراء يكونون بعدي لا يقتدون بهديي، ولا يستنون بسنتي، فمن صدقهم بكذبهم، وأعانهم على ظلمهم، فأولئك ليسوا مني، ولست منهم، ولا يردوا علي حوضي، ومن لم يصدقهم بكذبهم، ولم يعنهم على ظلمهم، فأولئك مني وأنا منهم، وسيردوا علي حوضي، يا كعب بن عجرة الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة، والصلاة قربان، أو قال: برهان يا كعب بن عجرة، إنه لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت، النار أولى به، يا كعب بن عجرة، الناس غاديان فمبتاع نفسه فمعتقها، وبائع نفسه فموبقها). (رواه أحمد).

## عن عروة بن الزبير، فذكر قصة حجة الوداع، قال: ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم على الراحلة، وجمع الناس وقد أراهم مناسكهم، فقال: (يا أيها الناس اسمعوا ما أقول لكم، فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا في هذا الموقف)، ثم ذكر خطبته، وقال في آخرها: (اسمعوا أيها الناس قولي, فإني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به لن تضلوا أبدا أمرين بينين: كتاب الله وسنة نبيكم). (دلائل النبوة للبيهقي).

## عن عبد الله قال: (من سره أن يلقى الله غدا مسلما، فليحافظ على هؤلاء الصلوات، حيث ينادى بهن، فإن الله شرع لنبيكم، سنن الهدى، وإنهن من سنن الهدى). (صحيح مسلم).

## عن العرباض بن سارية من بني سليم من أهل الصفة قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقام فوعظ الناس ورغبهم وحذرهم وقال ما شاء الله أن يقول، ثم قال: (اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا، وأطيعوا من ولاه الله أمركم، ولا تنازعوا الأمر أهله ولو كان عبدا أسود، وعليكم بما تعرفون من سنة نبيكم والخلفاء الراشدين المهديين، وعضوا على نواجذكم بالحق). (رواه الحاكم).

## عن أبي مسعود الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يؤم القوم، أقرؤهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواء، فأعلمهم بالسنة، فإن كانوا في السنة سواء، فأقدمهم هجرة، فإن كانوا في الهجرة سواء، فأقدمهم سلما، ولا يؤمن الرجل الرجل في سلطانه، ولا يقعد في بيته على تكرمته إلا بإذنه). (صحيح مسلم).

** هل كان عمر بن الخطاب ينكر أحاديث وسنة الرسول؟:

لم يحدث إطلاقا أن عمر بن الخطاب كان ينكر سنة النبي الأكرم عليه الصلاة والسلام، ولكن كان عمر ابن الخطاب قلقا من تدوين سنة الرسول التي لم يكن ينكرها، قلقا من أن يكون فعله هذا مشابها لأهل الكتاب الذين كانوا يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله، هذا هو كان جل قلق ابن الخطاب من تدوين السنة، فكان اجتهاده هو ألا يدونها خشية أن يكون قد صنع ما صنعه أهل الكتاب من قبل، وهذا كان اجتهادا شخصيا منه لم يرتكن فيه على حديث ولا على آية من كتاب الله، بدليل أنه أراد أن يكتب السنن وأخذ يستخير الله شهرا، وهذه هي الرواية التي ذكرت عنه ذلك:

## عن عروة أنّ عمر بن الخطّاب أراد أن يكتب السنن فاستشار في ذلك ، فأشاروا عليه أن يكتبها، فطفق عمر يستخير الله فيها شهراً، ثم أصبح يوماً وقد عزم الله له فقال: إني كنت أريد أن أكتب السنن، وإني ذكرت قوماً كانوا قبلكم كتبوا كتباً فأكبوا عليها وتركوا كتاب الله، وإني لا أشوب كتاب الله بشيء أبداً). (رواه الخطيب البغدادي في جامع بيان العلم وفضله)

فهل مثل هذه الرواية عن عمر وغيرها من الروايات التي كان يمنع فيها بعض الصحابة من كثرة التحديث عن رسول الله هل تعني أن عمر ابن الخطاب كان ينكر سنة الرسول وينكر أحاديثه عليه الصلاة والسلام؟ أم أنه كان حريصا على نفسه من أن يقع فيما وقع فيه أهل الكتاب من قبل؟، بدليل أن هناك كثير من الروايات التي وردت عن عمر بن الخطاب وهو يحرص فيها أشد الحرص على اتباع سنة النبي الأكرم عليه الصلاة والسلام والالتزام بها والقضاء بها، وهذه بضع منها:

## عَنْ شُرَيْحٍ ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَتَبَ إِلَيْهِ : (إِنْ جَاءَكَ شَيْءٌ فِي كِتَابِ اللَّهِ فَاقْضِ بِهِ وَلَا تَلْفِتْكَ عَنْهُ الرِّجَالُ ، فَإِنْ جَاءَكَ مَا لَيْسَ فِي كِتَابِ اللَّهِ فَانْظُرْ سُنَّةَ رَسُولِ اللَّهِ، فَاقْضِ بِهَا ، فَإِنْ جَاءَكَ مَا لَيْسَ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَلَمْ يَكُنْ فِيهِ سُنَّةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ، فَانْظُرْ مَا اجْتَمَعَ عَلَيْهِ النَّاسُ فَخُذْ بِهِ، فَإِنْ جَاءَكَ مَا لَيْسَ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَلَمْ يَكُنْ فِي سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ، وَلَمْ يَتَكَلَّمْ فِيهِ أَحَدٌ قَبْلَكَ فَاخْتَرْ أَيَّ الْأَمْرَيْنِ شِئْتَ: إِنْ شِئْتَ أَنْ تَجْتَهِدَ برأْيكَ ثُمَّ تَقَدَّمَ فَتَقَدَّمْ، وَإِنْ شِئْتَ أَنْ تتأخَّرَ فَتَأَخَّرْ، وَلَا أَرَى التَّأَخُّرَ إِلَّا خَيْرًا لَكَ). (سُنَنُ الدَّارِمِيِّ).

## وعَنْ عُمَرِ بْنِ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: (إِيَّاكُمْ وَأَصْحَابِ الرَّأْيِ فَإِنَّهُمْ أَعْدَاءُ السُّنَنِ أَعْيَتْهُمُ الْأَحَادِيثُ أَنْ يَحْفَظُوهَا, فَقَالُوا بِالرَّأْيِ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا). (السُّنَنِ الْكُبْرَى لِلْبَيْهَقِيِّ).

## وعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: (أَصْبَحَ أَهْلُ الرَّأْيِ أَعْدَاءَ السُّنَنِ أَعْيَتْهُمُ الْأَحَادِيثُ أَنْ يَعُوهَا وَتَفَلَّتَتْ مِنْهُمْ أَنْ يَرْوُوهَا فَاسْتَبَقُوهَا بِالرَّأْيِ). (جَامِعُ بَيَانِ الْعِلْمِ).

## وعَنْ صَدَقَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ يَقُولُ: (إِنَّ أَصْحَابَ الرَّأْيِ أَعْدَاءُ السُّنَنِ أَعْيَتْهُمْ أَنْ يَحْفَظُوهَا وَتَفَلَّتَتْ مِنْهُمْ أَنْ يَعُوهَا، وَاسْتَحْيَوْا حِينَ سُئِلُوا أَنْ يَقُولُوا: لَا نَعْلَمُ، فَعَارَضُوا السُّنَنَ بِرَأْيِهِمْ فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ). (جَامِعُ بَيَانِ الْعِلْمِ).

## وعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: (إِيَّاكُمْ وَمُجَالَسَةَ أَصْحَابِ الرَّأْيِ, فَإِنَّهُمْ أَعْدَاءُ السُّنَّةِ, أَعْيَتْهُمُ السُّنَّةُ أَنْ يَحْفَظُوهَا, وَنَسَوَا الْأَحَادِيثَ أَنْ يَعُوهَا, وَسُئِلُوا عَمَّا لَا يَعْلَمُونَ , فَاسْتَحْيَوْا أَنْ يَقُولُوا لَا نَعْلَمُ, فَأَفْتَوْا بِرَأْيِهِمْ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا كَثِيرًا , وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ, إِنَّ نَبِيَّكُمْ لَمْ يَقْبِضْهُ اللَّهُ حَتَّى أَغْنَاهُ اللَّهُ بِالْوَحْيِ عَنِ الرَّأْيِ, وَلَوْ كَانَ الرَّأْيُ أَوْلَى مِنَ السُّنَّةِ لَكَانَ بَاطِنُ الْخُفَّيْنِ أَوْلَى بِالْمَسْحِ مِنْ ظَاهِرِهِمَا). (الْفَقِيهُ وَالْمُتَفَقِّهُ لِلْخَطِيبِ الْبَغْدَادِيِّ).

## وعَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: (السُّنَّةُ مَا سَنَّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، لَا تَجْعَلُوا خَطَأَ الرَّأْيِ سُنَّةً لِلْأُمَّةِ). (جَامِعُ بَيَانِ الْعِلْمِ للبغدادي).

فهل بعد كل هذه الروايات يخرج من يقول إن عمر ابن الخطاب نهى عن تدوين السنة أو نهى عن التحديث عن رسول الله؟؟.

** هل كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه ينكر السنة والأحاديث؟:

ظن بعض الأريكيين أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه كان ينكر السنة أو ينهي عن تدوينها بسبب هذه الرواية عن عائشة:
ورد عن عائشة أنَّها قالت: (جَمَع أبي الحديث عن رسول الله (ص) وكانت خمسمائة حديث، فبات ليلته يتقلّب كثيرا قالت: فغمّني، فقلت: أتتقلّب لشكوى أو لشيء بَلَغك؟ ، فلمّا أصبح قال: أي بُنيّة، هَلُمِّي الاَحاديث التي عندك، فجئته بها، فدعا بنار فحرقها. فقلت: لِمَ أحرقتها؟ ، قال: خشيت أن أموت وهي عندي فيكون فيها أحاديث عن رجل قد ائتمنته ووثقتُ به، ولم يكن كما حدّثني فأكون نقلت ذلك) (أخرجه الذهبي في تذكرة الحفاظ).

لكن الرواية لا تقول أن أبا بكر كان ينكر السنة بدليل أنه رضي الله عنه جمع عددا كبيرا من الأحاديث بلغ (خمسمائة حديث)، إذ من المحال أن أبا بكر ينكر أحاديث النبي وفي الوقت نفسه يجمع كل هذا العدد من الأحاديث، إنما الذي أقلق أبا بكر الصديق رضي الله عنه كما ذكر هو في الرواية: (خشيت أن أموت وهي عندي فيكون فيها أحاديث عن رجل قد ائتمنته ووثقتُ به، ولم يكن كما حدّثني فأكون نقلت ذلك). فورعه رضي الله عنه من أن ينقل حديثا مكذوبا على رسول الله هو الذي أقلقه ودفعه إلى إحراقها، خاصة أن هذه الأحاديث لم يسمعها هو بنفسه من رسول الله وإنما حدثه بها أناس آخرون، بدليل قوله: (فيكون فيها أحاديث عن رجل قد ائتمنته ووثقتُ به، ولم يكن كما حدّثني فأكون نقلت ذلك). وبالتالي فلا يمكن أن نفهم من هذه الرواية أو يفهم منها من لديه أدنى درجة من الوعي أن أبا بكر كان ينكر أحاديث رسول الله أو ينكر سنته أو يمنع من تدوينها أو التحديث بها، ويدل على هذا ما جاء في سنن البيهقي عنه رضي الله عنه على النحو التالي:

## عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ: (كَانَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِذَا وَرَدَ عَلَيْهِ خَصْمٌ نَظَرَ فِي كِتَابِ اللَّهِ, فَإِنْ وَجَدَ فِيهِ مَا يَقْضِي بِهِ قَضَى بِهِ بَيْنَهُمْ, فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فِي الْكِتَابِ, نَظَرَ هَلْ كَانَتْ مِنَ النَّبِيِّ فِيهِ سُنَّةٌ؟ فَإِنْ عَلَمِهَا قَضَى بِهَا, وَإِنْ لَمْ يَعْلَمْ خَرَجَ فَسَأَلَ الْمُسْلِمِينَ فَقَالَ: أَتَانِي كَذَا وَكَذَا, فَنَظَرْتُ فِي كِتَابِ اللَّهِ, وَفِي سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ, فَلَمْ أَجِدْ فِي ذَلِكَ شَيْئًا, فَهَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ قَضَى فِي ذَلِكَ بِقَضَاءٍ؟, فَرُبَّمَا قَامَ إِلَيْهِ الرَّهْطُ فَقَالُوا: نَعَمْ, قَضَى فِيهِ بِكَذَا وَكَذَا, فَيَأْخُذُ بِقَضَاءِ رَسُولِ اللَّهِ. قَالَ جَعْفَرٌ وَحَدَّثَنِي غَيْرُ مَيْمُونٍ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ يَقُولُ عِنْدَ ذَلِكَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ فِينَا مَنْ يَحْفَظُ عَنْ نَبِيِّنَا، وَإِنْ أَعْيَاهُ ذَلِكَ دَعَا رُءُوسَ الْمُسْلِمِينَ وَعَلَمَاءَهُمْ, فَاسْتَشَارَهُمْ, فَإِذَا اجْتَمَعَ رَأْيُهُمْ عَلَى الْأَمْرِ قَضَى بِهِ، قَالَ جَعْفَرٌ: وَحَدَّثَنِي مَيْمُونٌ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ, فَإِنْ أَعْيَا أَنْ يَجِدَ فِي الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ, نَظَرَ: هَلْ كَانَ لِأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِيهِ قَضَاءٌ؟ فَإِنْ وَجَدَ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَدْ قَضَى فِيهِ بِقَضَاءٍ قَضَى بِهِ, وَإِلَّا دَعَا رُءُوسَ الْمُسْلِمِينَ وَعُلَمَاءَهُمْ, فَاسْتَشَارَهُمْ, فَإِذَا اجْتَمَعُوا عَلَى الْأَمْرِ قَضَى بَيْنَهُمْ). (السُّنَنُ الْكُبْرَى لِلْبَيْهقِيِّ).

وهكذا كان جميع صحابة رسول الله رضوان الله عليهم ونذكر بضعة أحاديث تؤكد مدى إيمانهم واتباعهم وتحريهم لسنة النبي الأكرم عليه الصلاة والسلام لاتباعها والقضاء بها على النحو التالي:

## عَنِ الضَّحَّاكِ الضَّبِّيِّ , قَالَ : لَقِيَ ابْنُ عُمَرَ جَابِرَ بْنَ يَزِيدَ فَقَالَ : لَهُ: (يَا جَابِرُ , إِنَّكَ سَتَبْقَى , فَلَا تُفْتِيَنَّ إِلَّا بِكِتَابٍ نَاطِقٍ أَوْ سُنَّةٍ مَاضِيَةٍ فَإِنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ غَيْرَ هَذَا هَلَكَتْ وَأَهْلَكْتَ). (الفقيه والمتفقه للخطيب البغدادي)

وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: (مَنْ أَحْدَثَ رَأَيَا لَيْسَ فِي كِتَابِ اللَّهِ , وَلَمْ تَمْضِ بِهِ سُنَّةُ رَسُولِ اللَّهِ, لَمْ يَدْرِ عَلَى مَا هُوَ مِنْهُ إِذَا لَقِيَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ). (الْفَقِيهُ وَالْمُتَفَقِّهُ لِلْخَطِيبِ الْبَغْدَادِيِّ).

وعَنْ أَبِي فَزَارَةَ ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: (إِنَّمَا هُوَ كِتَابُ اللَّهِ وَسُنَّةُ رَسُولِهِ ، فَمَنْ قَالَ بَعْدَ ذَلِكَ بِرَأْيِهِ فَمَا أَدْرِي أَفِي حَسَنَاتِهِ يَجِدُ ذَلِكَ أَمْ فِي سَيِّئَاتِهِ) (جَامِعُ بَيَانِ الْعِلْمِ للبغدادي)

وعَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ مُخَلَّدٍ ، أَنَّهُ قَامَ عَلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ فَقَالَ: (يَا ابْنَ عَمِّي أُكْرِهْنَا عَلَى الْقَضَاءِ, فَقَالَ زَيْدٌ: اقْضِ بِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي كِتَابِ اللَّهِ , فَفِي سُنَّةِ النَّبِيِّ, فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي سُنَّةِ النَّبِيِّ, فَادْعُ أَهْلَ الرَّأْيِ , ثُمَّ اجْتَهِدْ وَاخْتَرْ لِنَفْسِكَ , وَلَا حَرَجَ). (السُّنَنُ الْكُبْرَى لِلْبَيْهقِيِّ).

بل هناك رواية تؤكد أن صحابة رسول الله إن لم يكونوا يدونون السنة والأحاديث إلا إنهم كانوا يعتنون بها حفظا في صدورهم كما كانوا يفعلون مع القرءان الكريم. عن أبي بردة قال: قال لي أبي: (ما تسمع مني؟ قلت: بلى، قال: فائتني به. فقلت: أنا أكتبه، قال: فائتني به. فأتيته به فمحاه، ثم قال: احفظ كما حفظنا عن رسول الله). (مسند البزار).

** هديه عليه الصلام في قبول أحاديثه وسنته:

لم يكن النبي الأكرم عليه الصلاة والسلام ليذر المؤمنين يختلفون من بعده فيما ينسب إليه من أحاديث من دون ضابط أو رابط أو ميزان أو معيار، بل وضع النبي الأكرم المعيار والميزان لأحاديثه التي تروى عنه من بعده على النحو التالي:

## عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: (إنكم ستختلفون من بعدي، فما جاءكم عني فاعرضوه على كتاب الله، فما وافقه فعني، وما خالفه فليس عني). (مسند الربيع بن حبيب).

** نبؤته عليه الصلاة والسلام في الأريكيين منكري سنته وأحاديثه:

لم يحدث في تاريخ المسلمين منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام أن أنكر أحد من طوائف المسلمين على اختلافهم وتصارعهم وخصومتهم أن أنكرت طائفة منهم أو شخص واحد من المسلمين سنته عليه الصلاة والسلام أو أنكر أحاديثه بالكلية كما فعل الأريكيين اليوم، ومع هذا ظلت نبوءته عليه الصلاة والسلام بمجيء وظهور هؤلاء الأريكيين منكري سنته تتناقلها كتب الحديث جيلا بعد جيل وقرنا بعد قرن حتى تحققت في عصرنا هذا، بل إن ظهور هؤلاء الأريكيين الآن بعد كل ذلك الزمان الطويل يعد من دلائل نبوته عليه الصلاة والسلام، وأنه لا يقول إلا حقا وصدقا، وأن مثل هذه النبوءة هي من الغيب الذي أظهره الله عليه قبل حدوثه بأربعة عشر قرنا من الزمان. وهذا ما ورد عنه في هذا الشأن على النحو التالي:

## عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه, فيقول: ما أدري، ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه). (رواه الحاكم في مستدركه).

## وعن أبي رافع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال والناس حوله: (لا أعرفن أحدكم يأتيه أمر من أمري قد أمرت به, أو نهيت عنه وهو متكئ على أريكته, فيقول: ما وجدنا في كتاب الله عملنا به وإلا فلا). (مستدرك الحاكم).

## وعن الحسن بن جابر أنه سمع المقدام بن معدي كرب يقول: حرم النبي صلى الله عليه وسلم أشياء يوم خيبر منها الحمار الأهلي وغيره، فقال رسول الله: (يوشك أن يقعد الرجل منكم على أريكته يحدث بحديثي, فيقول: بيني وبينكم كتاب الله، فما وجدنا فيه حلالا استحللناه، وما وجدنا فيه حراما حرمناه، وإنما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حرم الله). (مستدرك الحاكم).

## وعن المقدام بن معدي كرب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنه قال: (ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته، يقول: عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه، ألا لا يحل لكم لحم الحمار الأهلي ولا كل ذي ناب من السبع ولا لقطة معاهد، إلا أن يستغني عنها صاحبها، ومن نزل بقوم فعليهم أن يقروه فإن لم يقروه فله أن يعقبهم بمثل قراه). (سنن أبي داوود)

** "الأريكيون" طائفة من الخوارج الذين تنبأ بهم النبي عليه الصلاة والسلام:

"الخوارج" ليسوا كما يظن كثير من الناس، أولئك القوم الذين قاتلهم علي بن أبي طالب في موقعة "النهروان" فحسب وهزمهم شر هزيمة، إنما الخوارج هم طوائف وأقوام يظلون يخرجون كل حين من الدهر، ويظلون يخرجون حتى آخر الزمان، وكلما خرجت منهم طائفة أو كلما خرج منهم قوم قطعه الله وقضى عليه، وهذا الكلام لا أقوله من تلقاء نفسي، إنما هذا الكلام ورد في أحاديث النبي الأكرم عليه الصلاة والسلام ونبوءاته التي أخبر بها عليه الصلاة والسلام أمته يحذرهم من هؤلاء الخوارج، وأنهم سيظلون يخرجون حتى آخر الزمان، وأنهم في كل زمان يخرجون فيه ستكون لهم سمات يعرفون بها، وما يؤكد أن "الخوارج" ليسوا هم أولئك الطائفة أو القوم الذين قاتلهم علي بن أبي طالب وهزمهم في موقعة "النهروان" فحسب، ما ورد في أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام يحدد الأزمان التي سيخرجون فيها من بعده، وأنهم لن يخرجوا لمرة واحدة فحسب، بل سيخرجون ويقضى عليهم ثم يخرجون ويقضى عليهم ....إلخ مرات كثيرة. فقد وردت روايات الخوارج ومنهم من قال فيهم الرسول: (إن فيكم فرقة). وفي رواية: (يخرج فيكم قوم). لاحظ قوله: (فيكم). أي: في الصحابة، وهنا يقصد بهؤلاء القوم الخوارج الذين خرجوا في زمان الصحابة وقاتلهم علي بن أبي طالب. ومنهم من قال فيهم: (إن بعدي من أمتي). و(سيكون بعدي من أمتي). أي بعده ولكن ليس بزمان بعيد. وما يدل أنهم سيظلون يخرجون على مر الأزمان قوله: (لا يزالون يخرجون حتى يخرج آخرهم مع المسيح الدجال). وما يدل أن منهم من سيخرج في آخر الزمان قوله: (يخرج قوم فى آخر الزمان). وقوله: (يخرج قوم من أمتى فى آخر الزمان). ومنهم من سيخرج ولكن لم يحدد لهم زمان بعينه ما جاء بقوله: (يخرج قوم من أمتى). وما يدل على أنهم أقوام متعددون قوله: (أقوام من أمتي).

ومن السمات التي ذكرها رسول الله لهؤلاء الخوارج أنهم كثيروا العبادة وتظهر عليهم سيماء الاجتهاد فيها، ومنهم من ينشغلون بقراءة القرءان ويحسنون القيل (كلامهم معسول) ولكنهم يسئون الفعل والعمل، ومنهم من يقرءون القرءان ويظنون أنه لهم وهو عليهم، ومن سيماهم أنهم يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان، وهم الخوارج الذين كفروا وقتلوا صحابة رسول الله في زمن علي بن أبي طالب، وهم الجماعات التكفيرية التي تكفر وتقتل المسلمين اليوم ويتركون أهل الأوثان، ومنهم من نحتقر صلاتنا مع صلاتهم وصيامنا مع صيامهم فهم من أشد الناس وأكثرهم عبادة وتعبدا، وهم المتشددون المتعصبون الذي يبغضون الله ودينه إلى الناس، ومنهم من يعادي المسلمين ويكفرهم ويصف اليهود والنصارى بأنهم مسلمون مؤمنون، وهم الأريكيون "القرءانيون" ومن شاكلهم ممن يكفرون جموع المسلمين بدعوى أنهم يشركون مع كتاب الله كتب الأحاديث ويتبعون سنة رسول الله، والعجيب أن هؤلاء الأقوام جميعا يشتركون في سيما واحدة وهي عدم رضاهم عن رسول الله ولا عن قسمته ولا عن سنته وجميعهم يتمسحون بالقرءان الكريم ويدعون الإيمان والتمسك به.

وأصنف لكم الآن أحاديث الرسول حسب الأزمان التي سيخرج فيها هؤلاء الخوارج منذ صحابة الرسول وحتى آخر الزمان على النحو التالي:

** الخوارج الذين خرجوا في زمن صحابة الرسول عليه الصلاة والسلام وقاتلهم علي بن أبي طالب وهزمهم:

## عن أنس بن مالك قال: ذكر لى أن نبى الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن فيكم فرقة يتعبدون ويدينون حتى يعجبوا الناس وتعجبهم أنفسهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية). (رواه أحمد).

## وعن أبى سعيد أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (يخرج فيكم قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم، وصيامكم مع صيامهم، وأعمالكم مع أعمالهم ، يقرؤن القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية). (رواه البخارى ومسلم).

## عن يزيد الفقير قال: قلت لأبى سعيد: إن منا رجالا أقرؤنا للقرآن، أكثرنا صلاة وأوصلنا للرحم، وأكثرنا صوما، خرجوا علينا بأسيافهم. فقال أبو سعيد: سمعت النبى صلى الله عليه وسلم يقول: (يخرج قوم يقرؤن القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية). (رواه أحمد).

** الخوارج الذين يخرجون على مر الأزمان:

## قال على رضى الله عنه: يا أيها الناس إنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (يخرج قوم من أمتى يقرأون القرآن ليس قراءتكم إلى قراءتهم بشئ ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشئ، ولا صيامكم إلى صيامهم بشئ، يقرأون القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم). (رواه مسلم وأبو داود).

## عن أبى سعيد الخدرى قال: (أقبل رجل غائر العينين ناتئ الجبين كث اللحية مشرف الوجنتين محلوق الرأس فقال : يا محمد اتق الله ، فقال : من يطيع الله إذا عصيته ؟ يأمننى على أهل الأرض ولا تأمنونى، قال: فسأل رجل من القوم قتله _أراه خالد بن الوليد_ فمنعه، فلما ولى، قال: إن من ضئضئ هذا قوم يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان، لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد). (رواه البخارى).

## عن عبد الله بن عمر يقول: لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (يخرج من أمتى قوم يسيئون الأعمال يقرؤن القرآن لا يجاوز حناجرهم كلما طلع منهم قرن قطعه الله كلما طلع منهم قرن قطعه الله ، كلما طلع منهم قرن قطعه الله). فردد ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرين مرة أوأكثر وأنا أسمع. (رواه أحمد).

## عن شهر بن حوشب قال : لما جاءتنا بيعة يزيد بن معاوية ، قدمت الشام فأخبرت بمقام فأخبرت بمقام يقومه نوف البكالى ، فجئته فجاء رجل فانتبذ الناس عليه خميصة فإذا هو عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (سيخرج ناس من أمتى قبل المشرق يقرؤن القرآن لا يجاوز تراقيهم كلما خرج منهم قرن قطع حتى عدهم عشر مرات ، كلما خرج منهم قرن قطع حتى يخرج الدجال فى بقيتهم). (رواه أحمد وأبو داود).

## عن أبى ذر رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن بعدى من أمتى قوم يقرؤن القرآن لا يجاوز حلاقيمهم يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية لا يعودون فيه شر الخلق و الخليقة). (رواه مسلم).

** الخوارج الذين سيخرجون في آخر الزمان:

## عن أبي برزة، أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بمال, فقسمه فأعطى من عن يمينه، ومن عن شماله، ولم يعط من وراءه شيئا, فقام رجل من ورائه، فقال: يا محمد، ما عدلت في القسمة؟ رجل أسود مطموم الشعر عليه ثوبان أبيضان، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم غضبا شديدا، وقال: (والله لا تجدون بعدي رجلا هو أعدل مني، ثم قال: يخرج في آخر الزمان قوم كأن هذا منهم يقرءون القرآن، لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، سيماهم التحليق, لا يزالون يخرجون حتى يخرج آخرهم مع المسيح الدجال).
لاحظ أن هذا الرجل لم يرضى بقسمته عليه الصلاة والسلام، ولاحظ قوله عليه الصلاة والسلام (يخرج في آخر الزمان قوم كأن هذا منهم). ما يعني أن هؤلاء القوم يكونون مثله لا يرضون بقسمة الرسول ولا بسنته، ولاحظ قوله: (سيماهم التحليق)، ولاحظ قوله عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ (لا يزالون يخرجون) يعني يخرجون ثم يخمدون، ثم يخرجون ثم يخمدون.

## قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يخرج قوم من أمتى فى آخر الزمان أحداث الأسنان سفهاء الأحلام، يقولون من قول خير البرية يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم _قال عبد الرحمن لا يجاوز إيمانهم حناجرهم_ يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية). (أخرجاه فى الصحيحين من طرق الأعمش).

## عن عبد الله ابن مسعود رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يخرج قوم فى آخر الزمان سفهاء الأحلام، أحداث– أو حدثاء– الأسنان، يقولون خير قول الناس يقرأون القرآن بألسنتهم لا يعدوا تراقيهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية). (رواه أحمد والترمذى).

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سيكون فى أمتى اختلاف وفرقة وقوم يحسنون القيل ويسيئون الفعل، يقرؤن القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ثم لا يرجعون حتى يرتد السهم فوقه، هم شر الخلق و الخليقة، يدعون إلى كتاب الله وليسوا منه فى شئ قالوا: يارسول الله ما سيامهم ؟ قال: التحليق). (أخرجه أبو داود وابن ماجة من حديث عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن أنس وحده).

** كيف يحرف الأريكيون كلام الله عن مواضعه؟:

لا يخفى على ذي بصيرة وعلم كم التحريف المنظم والممنهج من الأريكيين لكلام الله حتى يتوافق مع طرحهم وأفكارهم الموتورة، وها هو بعض قليل جدا من التحريف الفكري لكلام الله على النحو التالي:

الله يقول:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ). (59_ النساء).
والأريكيون يقولون:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا "القرءان"). (59_ النساء).

الله يقول:
(مَن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ). (80_ النساء).
والأريكيون يقولون:
(مَن يُطِعِ "القرءان" فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ). (80_ النساء).

الله يقول:
(وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ البَلاغُ المُبِينُ). (54_ النور).
والأريكيون يقولون:
(وَإِن "تُطِيعُوا القرءان" تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ البَلاغُ المُبِينُ). (54_ النور).

الله يقول:
(وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ). (64_ النساء)
والأريكيون يقولون:
(وَمَا أَرْسَلْنَا مِن "قرءان" إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ). (64_ النساء)

الله يقول:
(وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ). (29_ التوبة).
والأريكيون يقولون:
(وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ و"القرءان"). (29_ التوبة).

الله يقول:
(قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ). (32_ آل عمران).
والأريكيون يقولون:
(قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ "فَاتَّبِعُواِ القرءان" يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ). (32_ آل عمران).

الله يقول:
(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ). (107_ الأنبياء).
والأريكيون يقولون:
(وَمَا "أَرْسَلْنَا القرءان" إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ). (107_ الأنبياء).

الله يقول:
(وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ). (52_ الشورى).
والأريكيون يقولون:
(وَ"إِنَّ القرءان ليَهْدِي" إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ). (52_ الشورى).

الله يقول:
(لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً). (21_ الأحزاب).
والأريكيون يقولون:
(لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي "القرءان" أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً). (21_ الأحزاب).

الله يقول:
(وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ). (83_ النساء).
والأريكيون يقولون:
(وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى "القرءان" لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ). (83_ النساء).

الله يقول:
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَسُولِ رَأَيْتَ المُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُوداً). (61_ النساء)
والأريكيون يقولون:
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى "القرءان" رَأَيْتَ المُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُوداً). (61_ النساء)

الله يقول:
(كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ.). (151_ البقرة).
والأريكيون يقولون:
(كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا "وَيُزَكِّيكُمْ بتلاوة القرءان" وَيُعَلِّمُكُمُ "تلاوة الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ" وَيُعَلِّمُكُمْ "القرءان" مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ.). (151_ البقرة).

الله يقول:
(وَيَتَنَاجَوْنَ بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرسول). (8_ المجادلة).
والأريكيون يقولون:
(وَيَتَنَاجَوْنَ بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ "القرءان"). (8_ المجادلة).

الله يقول:
(وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ العِقَابِ). (7_ الحشر).
والأريكيون يقولون:
(وَمَا آتَاكُمُ "القرءان" فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ العِقَابِ). (7_ الحشر).

الله يقول:
(فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاًّ مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً). (65_ النساء).
والأريكيون يقولون:
(فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُون "القرءان" فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاًّ مِّمَّا قَضَى "القرءان" وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً). (65_ النساء).

الله يقول:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ). (24_ الأنفال).
والأريكيون يقولون:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ "وللقرءان) إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ). (24_ الأنفال).

الله يقول:
(فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ). (63_ النور).
والأريكيون يقولون:
(فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ "القرءان" أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ). (63_ النور).

الله يقول:
(وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ). (44_ النحل).
والأريكيون يقولون:
(وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ "ليُبَيِّنَ القرءان" لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ). (44_ النحل).

الله يقول:
(وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ). (64_ النحل).
والأريكيون يقولون:
(وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الكِتَابَ إِلاَّ "لِيبَيِّنَ القرءان" لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ). (64_ النحل).

الله يقول:
(ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ). (125_ النحل).
والأريكيون يقولون:
(ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ "بالقرءان" وَ"مَوْعِظَةِ القرءان الحَسَنَةِ" وَجَادِلْهُم "بِالقرءان الّذِي هِو" أَحْسَنُ). (125_ النحل).

الله يقول:
(الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ المُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ). (157_ الأعراف).
والأريكيون يقولون:
(الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ "القرءان" الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ المُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا "القرءان" أُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ). (157_ الأعراف).

الله يقول:
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ). (5_ المنافقون).
الأريكيون يقولون:
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ "القرءان" لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ). (5_ المنافقون).

الله يقول:
(إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ الَذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَّمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ). (62_ النور).
والأريكيون يقولون:
(إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ الَذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ "والقرءان" وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَّمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوا "القرءان" إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَ "القرءان" أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ "والقرءن"). (62_ النور).

هكذا يحرف الأريكيون كلام الله عن مواضعه بشكل منظم وممنهج حتى يتوافق مع طرحهم وأفكارهم الموتورة.


(للحديث بقية في الفصل: الثامن عشر).

فصول دراسة (السنة ما لها وما عليها):
الفصل الأول: (عرض تمهيدي لقضية السنة)
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=293175
الفصل الثاني: (الصحابة والسلف بين التقديس والشيطنة)
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=293537
الفصل الثالث: (تاريخ نقد وإصلاح التراث الإسلامي وتنقيحه)
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=294154
الفصل الرابع: (تاريخ إنكار السنة ونشأة القرآنيين)
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=294768
الفصل الخامس: (القرآنيون ومأزق حفظ وجمع القرآن)
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=295266
الفصل السادس: (القرآنيون والتفريق بين النبي والرسول)
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=295917
الفصل السابع: تابع (القرآنيون والتفريق بين النبي والرسول)
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=296491
الفصل الثامن: (هل القرآن كافٍ وحده؟).
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=296924
الفصل التاسع: (البلاغ، الأسوة، ما ينطق عن الهوى).
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=297432
الفصل العاشر: (طاعة الرسول).
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=298124
الفصل الحادي عشر: (هل أنزل الله على رسوله وحيا غير القرآن؟)
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=299391
الفصل الثاني عشر: (مفهوم السنة، وما هي سنة الرسول؟)
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=324509
الفصل الثالث عشر: (أثر عقيدة التجسد المسيحية في إشاعة الفكر التكفيري بين المسلمين)
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=327008
الفصل الرابع عشر: (هل حفظ الله كتاب القرءان الكريم؟)
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=348560
الفصل الخامس عشر: (القرءان الكريم رواية آحاد وليس رواية متواترة)
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=498942
الفصل السادس عشر: (هل جمع الرسول القرءان الكريم قبل موته)
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=503027


نهرو طنطاوي
كاتب وباحث في الفكر الإسلامي _ مدرس بالأزهر
مصر _ أسيوط
موبايل : 01064355385 _ 002
إيميل: [email protected]
فيس بوك: https://www.facebook.com/nehro.tantawi.7
مقالات وكتابات _ نهرو طنطاوي:
https://www.facebook.com/pages/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D9%86%D9%87%D8%B1%D9%88-%D8%B7%D9%86%D8%B7%D8%A7%D9%88%D9%8A/311926502258563



#نهرو_عبد_الصبور_طنطاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السنة ما لها وما عليها: الفصل السادس عشر: (هل جمع الرسول الق ...
- السنة ما لها وما عليها: الفصل الخامس عشر: (القرءان الكريم رو ...
- نقد العلمانية والعلمانيين المصريين والعرب - الجزء السابع الأ ...
- نقد العلمانية والعلمانيين المصريين والعرب - الجزء السادس
- نقد العلمانية والعلمانيين المصريين والعرب – الجزء الخامس
- نقد العلمانية والعلمانيين المصريين والعرب – الجزء الرابع
- نقد العلمانية والعلمانيين المصريين والعرب – الجزء الثالث
- نقد العلمانية والعلمانيين المصريين والعرب – الجزء الثاني
- نقد العلمانية والعلمانيين المصريين والعرب – الجزء الأول
- (مسيحيون أم نصارى)؟ حوار رمضاني مع الأستاذ (أسعد أسعد)
- نبضة قلب في حياة ميتة
- لماذا توقفت عن كتابة مقالي اليومي في (روزاليوسف)؟
- (الإلحاد) هو الابن الشرعي للعقائد المسيحية
- (ليندي انغلاند) (أنجلينا جولي): يد تبطش والأخرى تداوي وتطبطب
- الفرق بين الإنسان الواقعي والإنسان الافتراضي
- الفرق بين -حقائق الأشياء- و-زخرف الكلمات- و-عوالمنا الخاصة-:
- آخر الهوامش: هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -ثورة 25 ي ...
- هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -ثورة 25 يناير- (26)
- هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -ثورة 25 يناير- (25)
- هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -ثورة 25 يناير- (24)


المزيد.....




- هجوم حاد على بايدن من منظمات يهودية أميركية
- “ضحك أطفالك” نزل تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ج ...
- قائد الثورة الإسلامية يدلى بصوته في الجولة الثانية للانتخابا ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف 6 أهداف حيوية إسرائيلية بص ...
- -أهداف حيوية وموقع عسكري-..-المقاومة الإسلامية بالعراق- تنفذ ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- المقاومة الإسلامية بالعراق تستهدف قاعدة -عوبدا- الجوية الاسر ...
- “وفري الفرحة والتسلية لأطفالك مع طيور الجنة” تردد قناة طيور ...
- “أهلا أهلا بالعيد” كم يوم باقي على عيد الاضحى 2024 .. أهم ال ...
- المفكر الفرنسي أوليفييه روا: علمانية فرنسا سيئة وأوروبا لم ت ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نهرو عبد الصبور طنطاوي - السنة ما لها وما عليها: الفصل السابع عشر: (هل نهى رسول الله عن تدوين أحاديثه؟)