أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - أديب في الجنة 25 * الرحيل إلى الخلود الأبدي في حفل بهيج !














المزيد.....

أديب في الجنة 25 * الرحيل إلى الخلود الأبدي في حفل بهيج !


محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)


الحوار المتمدن-العدد: 5043 - 2016 / 1 / 13 - 14:46
المحور: الادب والفن
    


وهو يتجول مع الرئيسة "نسمة الغدير" أصيل اليوم التالي في حدائق قصر الضيافة ، سألها عن نظامهم الإقتصادي على الكوكب فأجابت :
- في الحقيقة لدينا أكثر من نظام اقتصادي ، نحن نحاول أن نفيد من معظم النظم الإقتصادية التي مر بها كوكبنا من رأسمالية وإشتراكية وما يتبعها من جمعيات خيرية ومؤسسات تعاونية ومؤسسات مشتركة بين القطاعين العام والخاص . النظام الرأسمالي محدود لأن العمال يأخذون حقهم من الأرباح ولا يكتفون بالأجرة . ثم إننا حدينا من انتشار العمال الآليين . فلا يوجد مصنع واحد يدار كل العمل فيه من قبل عمال آليين . التطور الصناعي التكنولوجي نعمة ونقمة في الوقت نفسه . بالتأكيد الثراء الفاحش معدوم عندنا خاصة إذا ما ارتبط بشخص واحد . حق العلم والعمل والضمان الصحي مكفول لكل إنسان من ولادته حتى مماته .
وهنا تذكر الملك لقمان الموت الإختياري في كوكب الجنات فسأل الرئيسة :
- مررت بكوكب متطور قضى على الشيخوخة واستطاع صنع كافة أعضاء الجسم بحيث أصبح الموت لدى سكانه اختياريا ، فهل الأمر عندكم كذلك ؟
- لا ! لقد وضعنا حدا أعلى لعمر الإنسان وهو 300 عام ! فتجدد الحياة في حاجة إلى الموت بقدر حاجته إلى الحياة نفسها !
- وماذا حين يصل الإنسان إلى هذا العمر ، كيف يختار طريقة موته ؟
- في الحقيقة يندر أن يرغب إنسان في العيش حتى اكمال أل 300 عام . وحين يقرر أن يرحل إلى العالم الآخر يخبر أقرب الناس إليه فيقيمون له حفلا وداعيا يتناولون فيه ما لذ وطاب من الطعام والشراب. وتعزف فيه الموسيقى وتصدح الأغاني ويقام الرقص بكافة أشكاله . وفي آخر الحفل يختار الإنسان طريقة رحيله كأن يجلس خاشعا أو يستلقي على سرير أو يشرع في الرقص مع محبوبته أو يغني أو يعزف لتعطى له حبة دواء نسميها ( حبة الرحيل الرحيم ) في الوقت الذي تصدح فيه الموسيقى بألحان خاصة يرافقها تراتيل وجودية تنشد الخلود الأبدي بانضمام طاقة جسد من سيرحل إلى طاقة الألوهة السارية في الكون ليكون جزءا منها ومشاركا في عملية الخلق بينما تنضم مادة جسده إلى مادة التربة بتحللها وعودتها إلى عناصرها الأولية لتقوم بتغذية التربة وتجديد إخصابها . معظم الناس يفضلون الخشوع وإحاطتهم بتراتيل وجودية يكون الرحيل فيها مؤثرا جدا . في اليوم التالي يقام له حفل تشييع مهيب . يوضع الجسد في كفن أبيض في تابوت يتم دفنه في التراب .
- ألا يشعر الناس بالحزن وهم يرون إلى إنسان يفارق الحياة أمامهم ؟
- ثمة لحظات يختلط فيها الحزن بالفرح يصعب وصفها . المسألة تتعلق بمدى إيمان الإنسان بالفكرالذي يحمله ،كلما ازداد الإيمان كلما قل الحزن وعم الفرح. فهل هناك ما هو أجمل من أن ينضم الإنسان إلى الألوهة نفسها ويكون خالقا ؟ يكون في كل مكان وخارج حدود المكان ، فلا يحده مكان ولا يحسب عمره بزمان !
مر في مخيلة الملك لقمان بعض أبيات شعر الحلاج الصوفي. وتمنى من الرئيسة أن تدعوه إلى حفل وداع من هذا النوع ، فأبدت موافقتها وتابعت :
- كان أجدادنا القدماء يؤمنون بحياة أخروية مع الله نفسه في جنة في السموات أقامها لمن يؤمنون به . ومع ذلك كانوا يحزنون ويبكون بل ويقيمون الحداد على الراحلين ، رغم أنهم ذاهبون للحياة مع الله نفسه وفي نعيمه الذي لا حدود له . وكانوا يعتقدون أن معتقداتهم هي نتاج وحي إلهي وغير قابلة للشك .. ومع ذلك كانوا يتألمون ويبكون.. فإذا كانت هذه هي الحال مع الفكر الإلهي غير القابل للشك ، فما بالك مع الفكر الإنساني الذي أبدعه فلاسفتنا وعلماؤنا والذي لا يرقى إلى حقائق مطلقة ؟! الحياة عزيزة على الإنسان ويبدو أن أي معتقد لن يكون قادرا على جعل فراقها سعيدا .
- ما هي نظرة الناس إلى هذا الفكر ؟
- الإنسان لدينا أصبح مؤمنا بالعلم . وهذا الإعتقاد هو اعتقاد علمي فلسفي كونه يعتمد مبدأ المادة والطاقة . ولم يتوصل علماؤنا إلى ما هو غير ذلك . أي وجود خالق أو إله خارج المادة والطاقة أو قبلهما حسب فكر أجدادنا الذين أوجدوا الخالق أولا . والناس عندنا يعتقدون بصواب هذا الفكر بغض النظر عما إذا كانت عملية الخلق بحد ذاتها تعزى إلى خالق أو ألوهة ، حسب ما يعتقد كثيرون . على أية حال ليس هناك ما يمنع من أن تكون الألوهة في كل شيئ وكل شيء في الألوهة !
- إذا كان الوجود حسب العلم يقوم على قوى أربع في الكون هي : القوة الكهرومغناطيسية . وقوة الجاذبية ،والقوة النووية الشديدة ،والقوة النووية الضعيفة ، فهل طاقة الخلق تتألف من هذه القوى ، أو من غيرها حتى أصبح علماؤكم يطلقون عليها " طاقة الطاقات " أو" الطاقة الخالقة الكلية "؟
- للأسف جلالتك هذا ما اصطدمت أمامه قوانين الفيزياء حتى الآن . وما هو شبه مؤكد أن هناك قوى كونية غير مكتشفة حتى الآن . كما أنه لا يمكن الجزم بأن القوى الأربع المكتشفة أو إحداها هي القائمة بعملية الخلق . فحسب نظريات حديثة أن هناك قوة ذات جوهر غير مادي حسب تعريف المادة . وهذا يعني أن العلم لم يعرف المادة تمام المعرفة حتى الآن ،أو أن هناك مادة ذات جوهر غير مادي فعلا يحتاج العلم إلى اكتشافها! على أية حال يظل اعتقادنا بأن الإنسان في حاجة إلى الإيمان الإنساني المنطقي الأقرب إلى العلم منه إلا الخرافات والأساطير . إيمان يعلي من إنسانية الإنسان ويسمو بها إلى مقامات سامية عليا ، وهذا ما فعلناه ونفعله .
- هل هناك من يعتبر هذا الفكر إلحادا ؟
- كان ذلك قبل دهور لكن ليس الآن . الجميع يؤمنون بأن الوجود واحد وليس وجودين وإن تعددت أشكال الموجودات . وأن الإعتقاد بوحدة الوجود هو إيمان وليس إلحادا.
بدا الملك لقمان مرتاحا لهذه الإجابة خاصة وأن كثيرين كانوا يعتبرونه ملحدا حسب فكر خالقه الأدبي !
أشارت الرئيسة إلى مقعد تحت عريشة لتجلس هي والملك عليه . وما أن جلسا حتى راح يشكرها على هذا الحوار الممتع . وأعلن عن إقامة حفل عشاء على شرف الرئيسة وأعوانها في الكوكب . ويبدو أن الملك لن يغادر هذا الكوكب على عجل كما فعل في الكواكب الأخرى ، خاصة وأنه وجد فيه بعض ضالته .
***
يتبع



#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أديب في الجنة 24 * حب بلا شروط وأمهات منجبات !
- القدس تاريخيا بين منطق العقل ومنطق الجهل والخرافة !*
- أديب في الجنة 23 كوكب الحب والجنون والأحلام !
- أديب في الجنة (22) الوجود تحقق خيال !
- أديب في الجنة (21) فصل الختام في رحلة الملك لقمان الفضائية ا ...
- أديب في الجنة (20) * البشر والجن على موائد الله !!
- أديب في الجنة (19) * فرحة الأمم بالمحبة والسلام !
- أديب في الجنة (18) * دولة النساء الديمقراطية العلمانية !
- أديب في الجنة (17)غلمان الخليفة وحلم الملك لقمان بدولة تحكمه ...
- الجنون في الأدب !
- أديب في الجنة (16) ثورة النساء على ظلم الرجال والحكام !
- أديب في الجنة (15) تعاليم لقمانية واغتصاب جماعي !
- أديب في الجنة (14) الله يمثل في قلوب الناس !
- أديب في الجنة (13) حين يرتعب الجنرالات !
- تأملات وخواطر ومقولات ومقالات في الخالق . الخلق . المعرفة . ...
- أديب في الجنة . (12)
- أديب في الجنة . (11)
- أديب في الجنة (10)
- أديب في الجنة (9)
- أديب في الجنة.(8)


المزيد.....




- يتصدر السينما السعودية.. موعد عرض فيلم شباب البومب 2024 وتصر ...
- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - أديب في الجنة 25 * الرحيل إلى الخلود الأبدي في حفل بهيج !