أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - إنتصارنا النهائي ليس بعودة الموصل إلى حضن الوطن














المزيد.....

إنتصارنا النهائي ليس بعودة الموصل إلى حضن الوطن


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 5037 - 2016 / 1 / 7 - 04:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في كلمته بمناسبة الذكرة الخامسة والتسعين لتأسيس الجيش العراقي قال السيد رئيس الوزراء "حيدر العبادي" إن هذا العام سيكون عام تحقيق الإنتصار النهائي وعودة الموصل لحضن الوطن"، فهل بعودة الموصل وغيرها من المدن والبلدات والأراضي المحتلّة الى السيادة الوطنية سيكون إنتصارنا النهائي.

إن تحرير الأراضي والمدن العراقية من سطوة داعش ليست سوى مسألة وقت ليس الا خصوصا بعد التدخل الروسي في سوريا وقلب المعادلة السياسية والعسكرية من جهة لصالح النظام الى حد بعيد، ووصول الأرهاب الداعشي وأمثاله الى عقر دار الدول التي لعبت دورا مباشرا مستفيدة من الشدّ الطائفي في تأجيج الصراعات بمنطقة الشرق الاوسط كفرنسا على سبيل المثال والتي تدخلت هي الاخرى بشكل مباشر عبر طيرانها وبالتنسيق مع روسيا من جهة أخرى، إضافة الى زحف مئات الآلاف من اللاجئين صوب أوربا طلبا للجوء فيها وتأثير هؤلاء في زيادة شعبية اليمين واليمين المتطرف على حساب الأحزاب التقليدية الحاكمة. فهذه العوامل وغيرها حسمت أمر القضاء على داعش عسكريا ويبقى القضاء عليها فكريا وهذا يحتاج الى وقت طويل وبرامج تعليمية وتربوية وثقافية قد تأخذ عقودا من الزمن.

لا أظن أن السيد العبادي قد أصاب في كلمته هذه وهو يتحدث عن "الأنتصار النهائي" كون الأنتصار النهائي ليس بالعسكري فقط بل هو بحاجة الى أنتصار الدولة بمؤسساتها المختلفة على كل أشكال الفساد الذي لا يقل وحشية عن الأرهاب وداعش، أننا بحاجة الى أنتصار الارادة الوطنية وليس الطائفية من أجل بناء وطن آمن مستقل يحترم فيه الأنسان العراقي بغضّ النظر عن أنتماءه الديني والطائفي والقومي، أننا بحاجة الى دولة لا دور فيها للميليشيات التي سيكون خطرها وتأثيرها كبيرين جدا وأمراءها يبحثون عن مساحة أوسع ودور أكبرعلى مسرح "السياسة" العراقية المتهالك.

إن تجربة 13 عاما من الحكومات الطائفية أثبتت أن أقطاب السلطة ومنها حزب الدعوة الحاكم الذي يقود البلاد منذ عشر سنوات غير قادرين على بناء دولة بل العكس هو الصحيح، فهذه القوى وعلى مختلف تلاوينها الطائفية والقومية ساهمت مساهمة مباشرة في أنهيار الدولة وتهديد وجودها، وعليه فأن أي حديث عن أي أنتصار وأستمرار نفس القوى بالهيمنة على مقدّرات البلد ليس سوى أضغاث أحلام.

على السيد العبادي أن يعرف جيدا من أنه وكامل الطاقم السياسي الفاسد الذي يقود ما تبقى من بلد وشعب غير مؤهلين لتحقيق أي إنتصار ولا يسعون لتحقيق أي إنتصار، لأن هذا الإنتصار إن تحقق فأنه يعني هزيمة الفكر الطائفي وأحزابه وأنحسار دورهم عن المشهد السياسي، فهل العبادي وحزبه الحاكم وبقية القوى المتحاصصة تريد أنتصار العراق وشعبه!؟

هناك أمر واحد يحقق أنتصار العراق أيها السيد العبادي، وهذا الامر لا تمتلكه ولا حزبك ولا كل القوى المتحاصصة التي أوصلت بلدنا الى شفير الهاوية، وهو الوطنية التي جعلتموها على رفّ مهمل يأكله الغبار في خضرائكم المحصّنة أو أنكم قد بعتموها الى أي سمسار وهذا هو الأرجح. لذا فأن أنتصارنا النهائي لا يكون بعودة الموصل وغيرها الى الوطن بل بأنتصارنا عليكم نحن الجماهير التي عانت وتعاني من فسادكم وسرقاتكم ونهبكم للمال العام وميليشياتكم .

قيل للأمام علي : صف لنا العاقل. فقال: هو الذّي يضع الأشياء مواضعها. فقيل: فصف لنا الجاهل: فقال: قد فعلت. ولو كان الامام علي حاضرا اليوم وسألناه عن الوطنية لأسهب في شرحها أو أختصرها بعدم الفساد والسرقة والقتل وبيع الوطن، ولو سألناه عن خيانة الوطن لأشار اليكم جميعا ايها السيد العبادي قائلا : فعلت.

السيد العبادي أن أنتصارنا النهائي سيكون بعودة الوطنية الى حضن الوطن وهذا ما لا تملكوه لا أنت ولا بقية المتحاصصين.



#زكي_رضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ستفشل السعودية وحلفائها في جرّ إيران الى حرب إقليمية
- نادية مراد
- معمّم شقي في شارع المتنبي .. آني شعليه
- هل الخمر سبب بلوى العراق !
- نجاح الأربعينية لا تعني أنتصار معركة الإصلاح
- داعش تشرب النفط ولا تبيعه لتركيا!!
- أيها الدعاة أيها المتحاصصون ... لقد بان معدنكم الردي
- هل ستدعو المرجعية الزوار بالتوجه للخضراء بعد الزيارة؟
- يد العبادي مغلولة إلى عنقه
- أيها الدعاة من سرق أموال العراق إذن ؟
- الحسين قيمة .. وليس قيمة*!
- تأريخ البارزانيين على المحك
- يا فقراء العراق إشربوا الماء المعقّم !!
- هجرة العراقيين بين الإمام علي والسيد السيستاني
- داوود الشريان يكذب ويكذب ويكذب
- كُلّكُم معاوية وإن إعتَمَرتُم بعمامة علي
- لكل نبي مزار .. فليكن للنبي -آلان- مزار *
- الشيوعيون والصدريون
- إعلان إرهابي تحت أنظار العبادي!!
- قراءة في بعض ما جاء في خطبة المرجعية الاخيرة


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - إنتصارنا النهائي ليس بعودة الموصل إلى حضن الوطن