أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - الكاتبة لونا قصير عالمها عراقي عربي مفتوح النوافذ على العالم والكون















المزيد.....

الكاتبة لونا قصير عالمها عراقي عربي مفتوح النوافذ على العالم والكون


وجدان عبدالعزيز

الحوار المتمدن-العدد: 5016 - 2015 / 12 / 17 - 20:38
المحور: الادب والفن
    


تابعت ابداعات الكاتبة لونا قصير طوال هذه الفترة ، فوجدتها تنحو منحى السرد الحكائي الشاعري، اي ان هناك عبور من جنس السرد الى جنس الشعر ، وهذا ان دل على شيء انما يدل على ان الالوان القولية كالشعر والقصة ، هي الوان متجاورة ، وقد تشكل بينهما عولمة ثقافية .. وهذا يحلينا الى تاريخية نشوء القصة وصراعها مع التاريخ وقضية تأريخانية فن القصة والرواية، وقابلية التصديق بأنها قد تكون واحدة من المراجع الأساسية في البحث حول تاريخ الشعوب والأقطار، فإن هذه النقطة تحديداً تظل هامشية في فن القصة التي أراها. لأن التاريخ، على عكس القصة، يشترط التقيّد بالحقائق والوقائع في حين أن القصة لا تعيش في مثل هذه الأجواء المقيّدة ، وبالتالي فإنه من الممكن أن تخلق القصة تاريخاً لا أن يتحوّل التاريخ إلى قصّة. أو أن يُصاغ التاريخ في قالب قصصي. لأن التاريخ لا يهتم بالإنسان، إنما يهتم بمنتجاته ومخرجاته عبر سلسلة من الأحداث. بينما نجد أن الحكاية يمكنها بشكل منطقي جداً أن تكون ماعوناً جيداً للتاريخ. وإلى هنا يصبح من الواضح جداً أن الفارق الجوهري بين فن القص : القصة والرواية وبين الحكاية يمكن أساساً في نقطتين هما: استحواذية الخيال والرمزية على الأولى وفي الوقت ذاته تفرّد الثانية بمعطيات السردية الدرامية القائمة على تسلسل الأحداث. ومن ناحية أخرى، اهتمام الأولى بالإنسان واعتباره عنصراً رئيسياً قائماً بحد ذاته ، بينما تهتم الثانية بمنتوجات ومخرجات الإنسان لا بالإنسان نفسه. وأخيراً فإنه من غير المنطقي افتراض القصة معاوناً للتاريخ، بينما يمكننا افتراض ذلك في الحكاية. اذن الكتابة القصصية مضمونها الخلجات الانسانية والبحث المستمر عن حقيقة الانسان والكون والوجود وهذا لاحظته على كتابات لونا قصير بين القصة والشعر ومحاولة التناص بين الموروث الثقافي للامة العربية في اقطارها المختلفة ، والتناص ونشأته وبداياته الأولى كمصطلح نقدي نجد أنه كان يرد في بداية الأمر ضمن الحديث عن الدراسات (اللسانية) وقد وضح مفهوم التناص العالم الروسي (ميخائيل باختين) من خلال كتابه (فلسفة اللغة) وعرف باختين التناص بأنه : (الوقوف على حقيقة التفاعل الواقع في النصوص في استعادتها أو محاكاتها لنصوص أو لأجزاء من نصوص سابقة عليها)، وقد أفاد منه بعد ذلك العديد من الباحثين، حتى استوى مفهوم التناص بشكل تام على يد تلميذة باختيين الباحثة (جوليا كرستيفا)؛ وقد أجرت كرستيفا استعمالات إجرائية وتطبيقية للتناص في دراستها (ثورة اللغة الشعرية) وعرفت فيها التناص بأنه (التفاعل النصي في نص بعينه) كما ترى جوليا أن (كل نص يتشكل من تركيبة فسيفسائية من الاستشهادات، وكل نص هو امتصاص أو تحويل لنصوص أخرى) . تقول الكاتبة لونا قصير :

(عالمي اسمه العراق ...

لماذا لا تأتي إلى عالمي ؟
سأنشد لك أغنية
لم تسمعها من قبلُ
لم تعرفها سوى أوتار عود
عاش بين بغداد والأندلس
سأرقص رقصة الجوبي،
لا يتقنها أحد سوى أنا...

في عالمي
تكتشف سحر جنائن بابل المعلّقة
تحلق في أحلام، لا يطالها أحد،
تمشي على أرض مرشوشة بالعطر
عطر زهرة البنفسج التي
تنتظر حبيبها في ألوان وزينة
فراشة عاشقة ترفرف وحيدة
إحترقت من شوق بلا نوى
سأرسم لك ابتسامة تؤنسك
في وحدتك..

لوحتي ألوانها قوس قزح رسمتها
يد فنان من أساطير الزمن
لوحات وأسرار خالدة عجز
عن تفسيرها بشر....
لا يعرف سحرها سوى أنا...)

وهنا تفاعلت الكاتبة مع فنون عراقية وربطت الحال بالحضارة العربية التي تركها العرب في بلاد الاندلس .. لتعبر عن خلجاتها الانسانية من خلال اجترار ما تحمله من ثقافة تعرف مساراتها كما في قولها : (سأرقص رقصة الجوبي،/لا يتقنها أحد سوى أنا...) ، اذن لا احد يعرف هذا الفن الراقص الجميل الا هي كونها عاشت اجواءه ودرست جذوره التاريخية ، وانه لم يأت عن فراغ انما هو امتداد لحضارة وتاريخ ، ثم تقول قصير :

(في عالمي
تكتشف سحر جنائن بابل المعلّقة
تحلق في أحلام، لا يطالها أحد،
تمشي على أرض مرشوشة بالعطر
عطر زهرة البنفسج التي
تنتظر حبيبها في ألوان وزينة
فراشة عاشقة ترفرف وحيدة
إحترقت من شوق بلا نوى
سأرسم لك ابتسامة تؤنسك
في وحدتك..)

وهنا تواصل رسم عالمها العراقي العربي الخاص ، رغم انها ليست عراقية ، ولم تعش على ارض العراق ، لكن كون العراق جزء من وطن كبير يسمى الوطن العربي وان الكاتبة معنية بدراسة ارثه وحضارته ، اضافة الى انها حملت مسؤولية الكتابة والتعبير عن خلجات الانسان داخلها ، وهي تكتشف حضارة بلدها العراقي وخاصة حضارة بابل العالمية .. فلا شك أن العمل الأدبي يساهم في تأسيس لغته أومادته الواصفة، وتطوير صيغة نقدية ذات طابع خاص، وذلك تبعا لما ينفرد به من أرضية واقعية فنية، يجب اعتبارها عند النقد والدراسة، ومن ثم فإن أي عمل أدبي عربي تمتزج معطياته الأصلية وعناصره المتلاحمة في بوتقة واحدة، من أدب وتاريخ وفكر وعقيدة وغيرها من المكونات الرئيسة التي يكمل بعضها بعضا، كماأنّ أحد أهم أركان القراءة المتميزة والفاعلة والمنتجة المتمثل في مسألة اختيار "المنهج النقدي" المناسب لموضوع الدراسة الأدبية، واعتماد رؤية و قراءة نقدية مؤهلة لمحاورة ومعالجة أعمال أدبية لها واقعية محددة، وطبيعة معينة والأحق بالاعتبار حسب اجتهادنا هو الخطاب الأدبي سواء الشعري منه أم النثري بقيمه التعبيرية والشعورية، لأنه أولا وأخيرا يعد بعضا من النسيج الثقافي والفكري الإنساني. ومن هنا وجدت نفسي امام كاتبة تمزج بين الالوان الابداعية التي تتطلب مني تطبيق اكثر من منهج نقدي يساعدني في استرداد المعنى التي تريد ايصاله للمتلقي .. فهي كالنحلة تتنقل بين رياحين الحضارة العربية ، لتنقي لنفسها وللقراء ذلك المعنى المتخفي بين ثنايا كتاباتها ومقاصد الكتابة ، لهذا تردد قائلة :

(سأقرأ قصائد من نيبور
أختار اجمل كلمات حب
من ملاحم أساطير عشتار
أطوف بلاد الرافدين بحثاً
عن طيفك ...
لأرويها لك على ضفة
نهري دجلة والفرات
انا بنت شهرزاد وألف ليلة و ليلة
لماذا لا تأتي الى عالمي ؟)

اذن عالمها عراقي عربي مفتوح النوافذ على العالم والكون ، بعلة حمله حضارة انسانية انحدرت اصولها من حضارة وادي الرافدين الاصلية ، لتكون مفاتيح الوعي الانساني في نهضة اروبا وتنامي الوعي الغربي الذي استثمر هذه الحضارة وتقدم في ركب الانسانية فكانت لونا قصير بنت شهرزاد والف ليلة وليلة التي متح منها ادباء العالم الكثير الكثير ، وبهذا ستكون لونا قصير اديبة تحمل مسؤولية الحضارة العربية والاشارة لها والتغني بامجادها التي تغنى بها كل الكون وشرب من مواردها الثرة ، ووتركت الكاتبة لونا قصير الكثير من الكتابات في الوطنية والقومية والحب والجمال تحتاج لتحليلات كثيرة يطول بنا المقام، لكن لنا عودة اخرى لتحليلات كتاباتها الاخرى التي تنم عن اعماق جميلة وحساسة تجاه الواقع بخيال ورؤية وموقف .



#وجدان_عبدالعزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعرة سيدة بن علي / ترفض القبح والعداوة وتقبل الجمال والحب
- الحضور لا الغياب/ قصيدة(الشاعر يتقدم) لصادق الطريحي أنموذجا
- الحوار وحسن الظن بالله وبياض النية/وقصيدة (حكيمة الغيم) للشا ...
- الشاعر علي الامارة/يرثي الناقد محمد الجزائري بالتذكير
- الشاعرة مها الصافي /تحرك الذائقة بحضور نثري شعري متميز/ديوان ...
- رباعيات القاسمي / مواقف باتجاه القبول والرفض
- (إلى عدنان طعمة ، المفجوع بابنه سجاد) ، قراءة في قصيدة الشاع ...
- الثلاثية الشعرية الحوارية/والعبور بالحلم من اسيا الى افريقيا
- خزعل الماجدي/كينونة شعرية مشرعة النوافذ !!
- الشاعرة اسماء القاسمي/وميلاد يقظة اليقين
- الشاعر صابر العبسي : يفترض ويرفض الافتراض
- جرأة الطروحات في كتاب ( اجندة نسوية) للناقدة عالية خليل
- معاني متخفية في صور متحركة /ديوان (ناي الغريبة) أنموذجا
- الشاعرة سيدة بن علي تحاول احتواء غربة المكان بتأمل اصيل
- مخاض الحيرة ورسالة الحب في ديوان (كوميديا الذهول)
- لتجليات الجسدية والايروتيكية وتمظهرات الغياب والحضور في الشع ...
- الاستثمار والتحول في رؤى الشاعر نمر سعدي
- حنان بديع بين الهجوم ضد الاستلاب والبحث عن الجمال
- الفن ولذة الحياة عند حيدر عبد الله الشطري
- وجيهة عبد الرحمن تصعد مع المطر وتنزل مع الحب


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - الكاتبة لونا قصير عالمها عراقي عربي مفتوح النوافذ على العالم والكون