أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عماد علي - بقاء التاريخ مرتبط ببقاء الصراع الطبقي














المزيد.....

بقاء التاريخ مرتبط ببقاء الصراع الطبقي


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 5015 - 2015 / 12 / 16 - 20:05
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


ما اعنيه هنا بالتاريخ هو ما نعيش فيه و ما يتصف به العالم من الناحية الفكرية الفلسفية الانسانية و ما تراكمت جراء مساره و الزمن الذي استقره، و ليس مسير التاريخ بشكل مجرد كما يعتقد البعض انه يصل الى نهايته بعد الوصول الى وضع و واقع لا يجوز ان يكون هناك دافع للصراع الطبقي، و الذي اعتمده صاموئيل هنتغتون في صراع الحضارات و اختزله فوكوياما في نظام ليبرالي براغماتي، لانه اعتقد ان الحياة وصلت الى افضل حالها، و هي الخيار الاخير و نهاية الصراع المحتدم بين القوى الكبرى . و كما بيّنه و وضحه فرانسيس فوكوياما وفق نظريته و نظرته الى العالم الراسمالي الليبرالي و بين ندمه الى حد ما في كتابات اخرى فيما بعدها، و وفق ما ذهب اليه انه يعتقد اننا نصل الى تاريخ لا داعي لتسجيله، لانه سيبقى على حال لا يمكن التفريق بين يوم و اخر او التمييز بين مرحلة و اخرى على طول مساره الطويل الى مالانهاية . اما هذا اعادة لعقارب الساعة باعتماد على مفهوم مشابه و قصة مثيرة للجدل في السابق، و اثبتت خطاها، الا انه من الممكن ان يحدث ذلك قبل نهاية التاريخ و هو نهاية الصراع الايديولوجي عند تحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية و عيش بالامان و السلام و التوصل الى حلول بالحوارات و ضمان العيش الرغيد للمجتمع الانساني و و تكافؤ الفرص للجميع في حياتهم المعيشية . و لا يحدث هذا طالما كانت هناك طبقات مختلفة عن بعضها من كافة النواحي سواء من جانب امكانياتهم ااتية او في وجودهم على البنى التحتية المختلفة عن بعضها او حملهم و اعتناقهم و ايمانهم ببنى فوقية مختلفة ايضا، و هذا يحتاج الى الاف السنين و ربما الملايين لتسويته. و من بعد ذلك يمكن ان نعتقد بان الحياة يمكن ان تسير على نمط واحد هاديء بعيد عن التخلخل و الفوضى .
استعجلت امريكا في عمل مطابخها الخلفية من عملية نضج فكر او ايديولوجيا باسم من اختارتهم مخازنها الفكرية الاستراتيجية العاملة لفرض فكر فوقي كما فعلت من الناحية السياسية العسكرية، سواء غير عالمة بانه ليس بمقدورها تصدير فكر او فلسفة غير حقيقية مقارنة بسياسة او توجه . فاصطدمت بواقع مغاير وانكشف زيف ادعاءات نهاية التاريخ و سيطرة الليبرالية البراغماتية، و واجهت عراقيل لا حصر لها في اثبات احقيتها .
و هذا امر طبيعي، لا يمكن ان يصح الحقيقة في اي امر فلسفي باجحاف او فرض فوقي، و ان تمكنت لمدة معينة فانه سينكشف امره في النهاية . طالما نحن نعيش في عالم فيه من الصراعات الطبقية اللامحدودة لها، و تشهد كل بقعة صراعا و احتداما، و لم تصل الانسانية الى ما يعتقد الانسان بانه في افضل حالاته، فلابد ان يستمر الصراع و تدوم المنافسة و هذا يعني لانهاية للتاريخ في المستقبل المنظور
اما ما خططته مراكز الفكر المجتهدة لدى امريكا، لم كن في وقته او موقعه، و انما جاء نتيجة انبهارها و سعادتها المبالغة من انهيار الاتحاد السوفيتي، و محاولة الدوام في الضربات بعد ذلك من اجل الضربة القاضية للعالم الاشتراكي بشكل نهائي، معتقدة بانها ستتمكن من خدع العالم بتضليلات فكرية خارجة من مافع و مصالح ذاتية فقط .
و من الاختلافات الموجودة بين عامة الناس، بحيث تقف الطبقات ،على مسافات مبتعدة عن البعض و هي تصارع من اجل مصالح ذاتية، لابد ان تنتج عنها افكار متوائمة مع الواقع، اي كلما تغير الواقع او حياة الناس انبثقت افكار مخالفة لما قبلها و تنبثق منها بالتالي عوامل تغيير تدفع الى مرحلة مغايرة، و من هنا يمكن ان نجد ما ينبثق من فكر و ايديولوجيا جديدة مستند على فلسفات مغايرة نتيجة تغيير الثقافات و سعة فهم الناس لما هو المتغير حتما لما قبله . و نستدل من هذا كيفما اسدل الستار عن ترويج نهاية الايديولوجيات من قبل سيكون مصير نهاية التاريخ للمرحلة الحالية كما هي، و به ستكون اداعاءت فوكوياما مجرد تمنيات وراءها قوى و افكار راسمالية امريكية بحتة و تدفعها مصالح و طمع و جشع امريكي لاهث وراء التسلط على العالم بكل ما تملك، و كما نرى فشلت في ذلك في اقصر مدة .
فان ادعاءت نهاية التاريخ و سيطرة العولمة فكرا و ثقافة جوبهت بما هو الراسخ من الحقيقة على الارض، من ان ما تدفع اليه امريكا والعالم الراسمالي ليس الا اضغاث احلام و سعي اناني لانهاء و اخراج فكر اليسار والشيوعية من اذهان الناس، غير انهم لم ينتبهوا الى الحقائق على الارض التي تمنع التضليل و التلفيق الفكري الفلسفي، و ان نجحت حامليه باساليب ملتوية مقنعة للعموم الناس او السذج منهم الى حد معقول، و الاهم هو عدم امكان اي احد من اختزال التاريخ في فكر معين مصلحي، او دفعه الى زاوية من انعكافه على تقبل فكر واحد ذات اتجاه واحد و ان كان غير حقيقي و بعيد عن الواقع .
فان تشدقت امريكا بانتهاء التاريخ مع انهيار الاتحاد السوفيتي، و ما وصلت اليه اعتقدته كاهم عوامل اعلانها لنهاية التاريخ و سيطرة العولمة على الناس، فماذا تقول اليوم من بروز قوى مختلفة في العالم لا تؤمن بنهاية سيطرة امريكا، بل اصبحت امريكا طرفا ضعيفا في الصراع التاريخي المحتدم، و هي تسيَر الامور بمساعدة من يتبعها من جهة او من يخاف بروز روسيا او الاخرين من جهة اخرى . فلا يمكن ان يبقى العالم منتظرا امريكا لتفرض ما لديها، بل الصراع الطبيعي الجاري نتيجة المصالح المتداخلة ستبرز قوى لها امكانية ان تبرز صدرها و تنبثق من جراء فعاليتها ما يضع فكر نهاية التاريخ من الماضي ، اي طالما بقت قوى و دول ذات امكانية و الطبقات المتباعدة مع البعض، لا يمكن الخضوع لكل ما يصدر من امريكا بدوافع مصالحها و ما يهتم به نظامها السياسي الاقتصادي و ما يهم شعبها فقط .
و نهاية التاريخ في نهاية الطبقات، و بداية التاريخ الجديد هو ما نراه عند تضيق الاختلافات من كافة النواحي، اي بروز بداية مرحلة المساواة و الشيوعية كمرحلة نهائية للصراع الطبقي، و عندئذ، اي بعد ان تعم المساواة بشكل طبيعي و عفوي في العالم، لا يمكن ان نقول بان التاريخ يشهد تفاوتا و منحنيات كما يشهده اليوم، و يمكن ان يحمل وضع التاريخ تسمية او مفهوما اخر غير نهايته .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هناك البعث الجديد يقف ضد الكورد في العراق الان ؟
- هل العراقي يتحاور ام يتجادل ؟
- اليسار الكوردستاني و الموقف من مستجدات المنطقة
- ما بين الكبت و المواضبة في الحياة
- ألم تحارب روسيا داعش ام يدعمه الاخرون ؟
- استمرار تركيا في استفزازاتها !
- الهدف الرئيسي لتركيا هو عزل اقليم كوردستان عن كوردستان سوريا ...
- تنسيقات متناقضة بين اطراف محاور الشرق الاوسط الجديد
- ما يحدث في سوريا بداية للتوجهات العالمية الجديدة ؟
- عدم احتراز اقليم كوردستان لاي احتمال مستقبلي
- لماذا يخافون الاعلام اكثر من اي عدو؟
- حادثة البعشيقة و ما وراءها
- الهدف الغاء البعض لاكتساح المنطقة مستقبلا
- البرزاني يقامر على حساب الشعب الكوردي
- هل تنجح انقرة في فرض المنطقة العازلة في سوريا ؟
- شهر سيفه و لم يعد بامكانه ان يعيده الى غمده !!
- هل اردوغان ينقذ تركيا و نفسه من المطبات التي وقع فيها ؟
- اصرار العراق على خروج القوات التركية لاول مرة !!
- يزيدون الحطب الجزل لنيران تفرقهم و تشتتهم
- ما البرلمان العراقي من مجلس العموم البريطاني ؟


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عماد علي - بقاء التاريخ مرتبط ببقاء الصراع الطبقي