أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عذري مازغ - حكامنا خنازير















المزيد.....

حكامنا خنازير


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 5010 - 2015 / 12 / 11 - 01:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في أوربا، الناس العاديون، القطيع بتعبير آخر، العامة كما في عرفنا الجمعوي، لا يهمها شيء عن الإطلاق بخصوص ما يقع في العالم، حتى المظاهرات العارمة التي تخرج للتنديد بالحرب مثلا، خصوصا عندما يشارك بلد أوربي فيها، يحضرها نقد ورع حساس للغاية ومرتبط بالإقتصادي: لماذا الإستثمار في الحرب في وقت أزمي يكفي كل رأس مفجر العيش لأكثر من عائلة لمدة اشهر، وأكثر من ذلك، في المظاهرات نفسها تحضر جمعيات خيرية تطلب الإعانة للبلد المنكوب بالحرب، متطوعون شباب، طلبة يتقنون ذلك الخطاب الإنساني الجميل: “نحن طلبة كذا، نقوم بحملة تحسيسية بمشكلة البلد كذا ونجمع بعض التبرعات"، لكن الغريب في الأمر وأمام هذا الخطاب التحسيسي الجميل أن تجد قلة قليلة هي التي لا تحتاج إلى تفهم أكثر، متعاطف مبدئي، مناضل يساري أو إنساني في أحسن الأحوال هو من يتبرع بدون سماع تلك الشروحات التحسيسية الإنسانية الجميلة، الكثير من عامة الناس يرفضون بشكل منرفز، بعضهم يتجنب المتطوع(ة) الحسن (ناء) بشكل متعمد، والفاجرون منهم يقولونها بشكل صريح: "هل أنا من تسبب في تشريد ذلك الشعب"، في ثناء الشرح والنقد يصل الطرفان إلى خلاصة، القوى الدولية هي من تسببت في ذلك التشريد.. هل يستطيع أحد أن يخفي هذه الحقيقة؟ بشكل ما السؤال يضع تلك الجمعيات الإنسانية الخيرية في صلب السؤال : كيف نصنف عملها؟ هل يحتاج شعب ما في بلده إلى مساعدتنا؟ أقصد المساعدة الإنسانية، هل هناك في العالم بلد تنقصه موارده؟.
في عالمنا المتنوع الثقافات واللغات، ولن أسميه العالم العربي كما دأبت العادة، لدينا كثلة من حكام تستحيل أية لغة ان تصفهم على واقعهم، إنهم وبدون مبالغة، وبرغم أن هذا التعبير لا يحتويهم تماما، تعبير تقريبي تماما: إنهم خنازير برية تساندهم طبقة عريضة من الخنازير المدجنة، صنعوا من بلدانهم أكبر تجمع من الحمقى في العالم: شعوب لازالت حائرة حول تقديم الرجل اليمنى أو اليسرى عند الدخول للغوط في مرحاض، بينما شعوب أخرى تنظر بلا اكتراث للأمر: إن أقسى ترنيمة يسمعها مهاجر في الغرب جاء من بلد الخنازير هي: "ناضلوا كما ناضلنا"، "مساعدات حكومتنا لكم هي تنويم مغناطيسي لكم"، إن مثل هذا الخطاب وجيه جدا، مساعدات ملغومة طبعا لشعوب لا تعرف أن الحق في العمل هو بالفعل حق وجود، في محاربة الهجرة مثلا تقوم الدول المصدرة، في تصريف المساعدات الدول المستقبلة في إنشاء شبكات أمنية مكثفة، إنه منطق خنزيري قح بامتياز، لو أخذنا يعين الإعتبار كل تلك الأرقام منذ ولادة الظاهرة لكانت تكفي لإنشاء حلول حقيقية بدل التكثيف من إنشاء وحوش همجية كرجال الأمن بشكل عام، لكن مع ذلك تبقى تلك المساعدات ملغومة كما أسلفت، فهي مساعدات مشروطة بشروط البلد المستقبل أساسها العملي أن لا تخلق مناطق رفاه لدى الآخرين.. إن ما يحكم المنطق الراسمالي العالمي هو خلق مزارع للتدجين: انتقال الرفاه إلى مناطق أخرى ينقص من المنافسة، يحد من تكدس الثروة لدى الأغنياء .. هي بشكل عام تركيبة بنيوية مترابطة لقتل منافسين جدد.. إن روسيا على سبيل المثال تعي جيدا هذه اللعبة القدرة، هذا الوعي الذي لا تعيه خنازرنا المتوحشة، فشركاتها خسرت الإستثمار في العراق ثم ليبيا وهي الآن تريد رد الإعتبار لنفسها كقوة كبيرة.. أتفهم جيدا تدخل روسيا في سوريا ولا يهمني نقيع المعارضات الذيلية.. إيران أحسن بكثير من كل الدول العربية برغم هذه اللعنة الثقافية الزائدة عليها في الشرق الأوسط، فهو البلد الوحيد في المنطقة الذي يعي جيدا مواقفه الإستراتيجية، إيران هي أكبر دولة ديموقراطية في الشرق الأوسط. هذا راي جريء سيصطدم بالقول بان ولاية الفقيه هي ديكتاتورية إيران، سأرد بأن ولاية الفقيه عند أوربا هو البنك المركزي وهو الديكتاتوري بدون منازع : إيران والدول الأوربية جمعاء تقيم انتخابات حرة ونزيهة لكن لكل منها ولاية فقيهه. والآن أضع السؤال: في أي شيء يختلف الفقهي والإقتصادي؟ أليس كلاهما يعبر عن مصالحه؟ أيس كلاهما يشكلان أساسا بنك مركزي ، ولاية الفقيه في إيران هي أيضا بنك مركزي، الوهابية السعودية هي أيضا بنك مركزي وهلم: داعش ليست شيئا لولا هذا البنك المركزي.
إن المال هو من يحكم السلوك السياسي.
إنها قاعدة عامة في واقعنا، وقد لا تصلح غدا، لكنها في ظروف خاصة كالتي نعيشها، يمكن اعتبار أي إرهابي، مهما كان، بأنه ينتمي إلى بنك مركزي وهذا مفهوم جيدا: أسرة اغتنت لأن ابنها تفجر يثير الكثير من التساؤل؟؟؟ أمر طبعا لم ينتبه له آخرون .! وآخرون بوعي ديني يثيرون الوهم الديني فقط: الوعد بالجنة..
عندما أقول بان حكامنا خنازير بامتياز، فذلك لسبب بسيط: هم الحكام الوحيدون في العالم الذين لا يفكرون في مصلحة شعوبهم، لماذا؟ لانهم ببساطة لا يعتبرونهم شعوب. هنا تقف تلك الجملة لمواطن أوربي: نحن نمنحكم مساعدات لتنويمكم مغناطيسيا..
أفهم جيدا هذا التلميح الجيد أيضا، لماذا نحن مضطرون لقبول المساعدة؟ بالتأكيد لاننا متسولون بالفطرة.. والحقيقة أن لدي حكايات طويلة في التسول المغربي، حتى في السياسة: احزابنا اليسارية في المخزن كانت تتسول أن يتنازل الملك على بعض خصوصياته.. أليس أمر مؤلم أن يكون حزب يفتقد إلى شرعيته لتصبح شرعية رضاء الملك: هنا فقط تفتقد لدى الحزب منظومته الفلسفية الحرة: كم من حزب يساري عندنا هو حزب يسار يد الملك: ليست لدينا راية جمهورية كتمني : رايتنا هي من صنيع القائم الفرنسي بالمغرب .!!!
التزوير في الإنتخابات عندنا هو ببساطة شكل التحايل على واقع بؤس: يظهرونه مظهر السعادة لكي يستمروا في الحكم.
أن يستمر الحاكم عندنا في الحكم خير بكثير أن يعيش شعبه تعسا، غياب النخوة كما عندنا في المغرب حين يصبح العهر الذكوري شماتة متميزة، لا أحد يفهم العهر الذكوري؟ وأنا جدير بان أعريه اليوم: عندما كنت طالبا، كان لي أصدقاء يتلقون منح خاصة من دول أوربية، والحقيقة كن عاشمات أوروبيات يمنحن صدقات عهر لهؤلاء: يقضين الصيف الجميل مع ذكور يافعة، هذا كل الأمر وكان مفخرة: مفخرة العهر الذكوري. ليس النساء فقط من يمارس العهر، على الأقل بالمعنى الأوربي: العهر هو الجنس بمقابل . هنا تحصل المساواة: أن تدفع للمراة فهي عاهرة، أن تدفع للرجل فهو عاهر.. كم هو جميل الحسم الأوربي في العهر: العهر هو الجنس بمقابل، ويستوي الجنسان في الأمر .
سأعود إلى أمر سياسي: موقفي من سوريا هو كالتالي، وهو للأسف أمر غير واقعي: شعب يثور ضد حاكمه بدون تدخل أجنبي.. هذه ثورة مثالية، الحقيقة هو انه لا وجود للبراءة في الأمر: لست لا مع الأسد ولا مع المعارضات الوهابية: مع الشعب حين يبلور موقفه. لست تروتسكيا، ماركس سبق تروتسكي في البيان الشيوعي عندما تكلم : "ياعمال العالم اتحدوا"، البيان لا يتكلم على طبقة عاملة في وطن معين، البيان يتكلم عن نظام عالمي.
أصدق تروتسكي في تقييمه للأمر، لا يمكن القيام بثورة اشتراكية إلا في قالب عالمي ، حتى الآن مع هذا الحدس التروتسكي وإن لا يعجب آخرين،، لا يعني هذا أني تروتسكي، يعني فقط أنه مرجع أساسي بالنسبة إلي عكس الذين يهاجمونه دون ان يقرأوه.
القراءة ممتعة بالفعل لكن أجمل القراءات هي أن تقرأ نقيضك .



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القومية من منظور مختلف
- خواطر ملبدة
- نقض لاطروحة الأستاذ عصام الخفاجي في حواره في الحوار المتمدن
- حرب اللاجئين
- رد على أبراهامي حول مقاله -لم يفهموا ماركس يوما ما-
- رحلة في الباتيرا (3)
- دقة المرحلة
- رحلة في الباتيرا 2
- رحلة في الباتيرا
- احترام المسلم للإختلاف لا يعدو أكثر من نكتة سمجة
- التدين جريمة في حق الإنسانية
- اللينينية هي الثورية (نقد ذاتي حول مقالاتي السابقة حول اليسا ...
- -النص السياسي- والمتلقي العربي (أزمة اليونان نموذجا) محاولة ...
- علاقة اليسار الجديد بالقديم هي علاقة قطيعة وليست علاقة تماثل
- مؤذن الجزيرة القطرية
- دولة التسيب
- إسبانيا على أبواب فجر جديد
- وجهة نظر حول تداعيات فيلم -الزين اللي فيك-
- كابوس الجهوية بالمغرب
- قرأنة ماركس، شكل لإلغاء طابع الثورية في الماركسية


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عذري مازغ - حكامنا خنازير