سناء بدري
الحوار المتمدن-العدد: 5008 - 2015 / 12 / 9 - 17:39
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
منما لا شك فيه ان المسيحين هم جزء اصيل من نسيج مجتمعاتنا فهم ليسوا دخلاء في اوطاننا لا بل انهم اصحاب الارض الشرعين كانوا قبل مجيء الاسلام في بعض المناطق .هم من قبلوا او ارغموا على قبول المسلمين بينهم. وجودهم في اوطاننا ليس منه من احد ولا فضل عليهم كما يحاول بعض المسلمين تسويق رواية قبولهم بظهرانيننا.هم ليسوا اقليه بل ان اعدادهم قلت نتيجة الهجره والنزوح.
لقد اثرى المسيحين في حياة مجتمعاتنا وكان لهم دور و بصمه في كافة المجالات السياسيه والاقتصاديه والاجتماعيه. اثروا الحياة العامه في العلم والابداع والفن والتقدم وكانوا شركاء في الاوطان حملوا نفس الهموم هم واقرانهم اخوانهم المسلمين في النضالات السياسيه والاقتصاديه والعلميه واجهوا نفس التحديات والمصائر ولم يتخلوا ولا بيوم من الايام عن هويتهم القوميه و الوطنيه الا عندما اجبروا على ذلك.
ان هذا التنوع الثقافي والتناغم في حياة مجتمعاتنا والجسر الذي كان يربط بين الشرق والغرب لهو بتأثير من وجود المسيحين في اوطاننا .
لسنا بصدد الكتابه عن انجازات المسيحين السياسيه والاقتصاديه او اثرائهم بالحياة العامه في مجتمعاتنا لكننا اليوم نطرح سؤالا هاما::
لمصلحة من يهجر المسيحين من اوطاننا؟؟؟؟
ما الذنب الذي اقترفه المسيحين لكي يحاربوا ويهجروا ويمارس عليهم كل انواع المضايقات.
الم يكونوا اخوة للمسلمين وما هي الاضرار او المصائب والكوارث التي حلت بالمسلمين جراء وجودهم في اوطاننا.
هل طالبوا يوما بالاستقلال الذاتي
هل طالبوا يوما برحيل المسلمين عن فلسطين او لبنان او مصر او سوريا او العراق او او او.
هل فجروا جوامع للمسلمين هل قتلوا رجال دين هل اغتصبوا نساء, نهبوا طالبوا بدفع الجزيه .
هل قام المسيحين بانقلابات ومؤمرات على نظام عربي اسلامي واحد ممكن احدنا الاشارة اليه.
هناك الكثير الكثير منما نورده ولكن سؤالنا ما الغرض لما يتعرض له المسسيحين الاقباط في مصر من مضايقات وتفجير كنائس واعتداءت.
ما قامت به داعش واخواتها في سوريا والعراق من قتل واباده واغتصاب ونهب لالاف المسيحين وتهجير لمصلحة من .
حتى تنظيم جبهة النصره الذي من يدعون انه معتدل مارس الارهاب على المسيحين في سوريا وطالب بالجزيه.
بالامس فجرت كنيسه كاثوليكيه في اليمن وسويت بالارض .ما دخل الكنيسه بالصراع الدائر على الارض غير الكراهيه للمسيحين وكم عددهم باليمن.
قد يقول البعض ان الارهاب المتأسلم لا يمثل الاسلام وهذا صحيح وان هناك قطاعات كبيره من المسلمين انفسهم يتعرضون لهذا الارهاب من المتطرفين والمتشددين.
لكننا اليوم لا نتحدث فقط عن الارهاب المتأسلم تجاه المسيحين. نحن نتحدث عن الموروث الديني الذي يكفر المسيحين,نحن نتحدث عن الخطاب الديني الذي يلقى في الجوامع تحريضا وكراهية تجاه المسيحين,نحن نتحدث عن الكراهيه في الشارع المسلم ,عن العداء الصريح والمبطن ,عن دعم دول عربيه لتنظيمات ارهابيه وهي تعلم انهم ينكلون بالمسيحين دون تحذيرهم او حتى التنويه لهم بذلك, لا بل تبارك.نحن نتحدث عن الفتاوي ضد القاء السلام عليهم والتهنئه باعيادهم ومشاركتهم الافراح والاحزان.
هل احتجت السعوديه او قطر ومجمل دول الخليج وتركيا المسلمه رغم انهم الداعمين للتنظيمات الارهابيه على الابادات والتهجير والاغتصاب والقتل الذي مورس على مسيحي سوريا والعراق.
هل تحرك الاسلام المعتدل في دوله عربيه واحده احتجاجا على ما يلقاه مسيحي العراق وسوريا او ذبح الاقباط في ليبيا مثلا على يد الدواعش.
لست من هواة نبش التاريخ والحديث عن قرون مضت وعن صراعات دينيه مضت, نحن نتحدث عن اليوم وحاضرنا, عن الاخوه الاسلاميه المسيحيه التي تغنينا بها للامس القريب و التي لم يبقى منها حتى الشعار.
رياح داعش والكراهيه وصلت الى كل اقطارنا العربيه .
نحن على ابواب اعياد الميلاد للمسيحين ورأس السنه الجديده وترديد فتاوي وخطب وتحريض ضد المسيحين اصبحت ظاهره تكرر سنويا بعدم الاحتفال مع المسيحين ولا تهنئتهم باعيادهم لا بل بتقيد حركتهم ومحاولة مضايقتهم بكافة السبل.
لقد حاولت القاء الضؤ على ما يمارس على مسيحي الشرق الاوسط وبمجتمعاتنا العربيه بشكل عام. وهنا اتطرق بالحديث عن ما يواجهه مسيحي فلسطين والاراضي المحتله واسرائيل.
لقد اورد المستشرق والباحث والكاتب الفلسطيني الكبير ادوارد سعيد يوما في احد مقولاته :اننا نحن العرب المسيحين مسلمين في عاداتنا وتقاليدنا وحتى ثقافتنا ولكننا مسيحين بديننا واجمعنا على حب الاوطان معا مسلمين ومسيحين.
في العام الماضي اصدر جزء من الحركه الاسلاميه في اسرائيل منشورا في مدينة الناصره دعوا فيها بعدم الاحتفال باعياد المسيحين وتقيد حركتهم وما عليهم ان يلبسوا او يأكلوا وما هومسموح وما هوممنوع وعن رفض الاحتفالات بأضاءة شجرة العيد.
هذا العام ايضا اصدرت الحركه الاسلاميه منشوراتطاولا وتحريضا على المسيحين, في عاصمة الدوله الفلسطينيه المحرره تحت ادارة الاحتلال الاسرائيلي تطالب بالغاء الاحتفالات واضائة الشجره في رام الله وكذلك رفض مظاهر الاحتفالات في بيت لحم.
رفض الاحتفال واطلاق الالعاب الناريه والاقتصار فقط على اضاءة الشجره لان مدينة بيت لحم هي الواجه السياحيه واستعراض القداس الاحتفالي بليلة العيد الذي هو مناسبه دبلوماسيه سياسيه للسلطه لفتح باب التبرع والشحده من الدول الغربيه بحجة التعايش الاسلامي المسيحي, الذي هو بالاسم فقط.
اصدار المناشير باسم الحركه الاسلاميه اصبحت عاده لمجموعات كبيره من المسلمين كارهي التعايش والاخوه وهو مصتلح عام لا يحدد الجهه المعنيه تحديدا.
لكن المؤسف هو ان هناك اصوات داخل السلطه من فتح تتخذ مواقف الحركه الاسلاميه بادعاء الحداد على ارواح الشهداء والاوضاع السياسيه.في المقابل الرئيس ابو مازن شري مري يشارك في احتفالات كل الشعوب الصديقه في العالم.
السؤال المطروح هو لماذا هذا التخصيص فقط باعياد المسيحين من كل عام.
وبتسأل الشارع... ان حياة الشعب الفلسطيني خلال السبعين عاما واكثر كانت كلها شهداء ومأسي ومصائب هل توقف عن الاحتفال بمظاهر الاعياد..
هل توقف المسلمين عن الاحتفال بشهر رمضان واعياد الاضحى يوما ام اننا كنا دائما نسمع كيف لبست نابلس ورام الله والقدس وحتى غزه حلة الاعياد في عزايام القصف والاجتياحات الاسرائيليه.
يشتم من المناشير والاحاديث والخطب الدينيه واللقاءات كثير من العداء والكراهيه تجاه المسيحين والتي اصبحت ظاهره مقلقه حتى في المجتمع الفلسطيني.
المسيحين الفلسطينين يواجهون العداء والكراهيه من قطاعات كبيره من المسلمين في الوقت الذي يواجهونه ايضا من اليمين المتزمت والمتشدد الاسرائيلي.
هذه وغيرها من اسباب تسارع هجرة المسيحين الى الخارج.
هل المسلمين واليهود معنين بهذا لجعل الصراع اسلامي يهودي في فلسطين وعدم وجود المسيحين هو الافضل.
#سناء_بدري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟