أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - احمد سعد - ماذا يختمر تحت سطح حكومة كارثية تتأرجح على كف عفريت؟















المزيد.....

ماذا يختمر تحت سطح حكومة كارثية تتأرجح على كف عفريت؟


احمد سعد

الحوار المتمدن-العدد: 1367 - 2005 / 11 / 3 - 11:32
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


لا نبالغ اذا قيّمنا بان حكومة الكوارث الائتلافية بين اكبر حزبين، الليكود والعمل، حكومة شارون – بيرس، تتأرجح على كف عفريت، تواجه ازمة البقاء والاستمرارية في الحكم. ونبني تقييمنا هذا بناء على عدة مؤشرات ومعطيات تعكس مدى عمق الازمة التي تواجهها هذه الحكومة، والتي لا مخرج من دوامتها الا بغروب ليل هذه الحكومة، سقوطها او اسقاطها والذهاب الى انتخابات برلمانية مبكرة للكنيست. وخلفية الازمة تكمن في فشل سياسة هذه الحكومة في معالجة وايجاد الحلول الجذرية للقضايا المركزية الثلاث المطروحة على اجندة التطور في اسرائيل وتشغل بال المجتمع الاسرائيلي – القضية السياسية التي في مركزها الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني – العربي وغياب أي افق استراتيجي للتسوية العادلة على اجندة الحكومة القائمة، والقضية الاجتماعية الملتهبة في ظل زيادة حدة الفقر وزيادة عدد الفقراء التي ترافق سنويا وبزيادة طردية اتساع وتعمق فجوات التقاطب الاجتماعي بين الاغنياء والفقراء من جراء السياسة النيوليبرالية الممارسة منهجيا، والقضية القومية التي تتجسد في مواصلة وتصعيد سياسة القهر القومي والتمييز العنصري السلطوية المنهجية ضد الاقلية القومية العربية الفلسطينية في اسرائيل، ضد حقها بالمساواة القومية الجماعية وبالمساواة المدنية الفردية. هذه القضايا الثلاث التي تشتد حدتها على ساحة التطور والصراع وبشكل ابرز من ذي قبل في السنوات الاخيرة، تعكس اثرها على الخارطة السياسية – الحزبية في اسرائيل، وداخل الاطر الحزبية، وتؤلف الخلفية للتناقضات الحاصلة داخل عدد من الاحزاب الصهيونية الموجودة داخل اطار الائتلاف الحكومي وخارج اطاره.
ولن ادخل في سياق معالجة اليوم الى تشريح طابع الخارطة الحزبية وما يعتمل في داخلها من تناقضات وازمات، ساقتصر الحديث عن طابع ومدلول حكومة تنخر التناقضات عظام مكوناتها الحزبية، وبقاؤها في الحكم يؤلف خطرا كارثيا على السلام العادل وعلى الدمقراطية وعلى التقدم الاجتماعي. فهذه الحكومة الائتلافية تستند الى قاعدة برلمانية مؤلفة من ستة وستين عضو كنيست في مركزها حزبا الليكود والعمل، ولكن الوقائع تؤكد انه لا يوجد انسجام تام داخل هذا الائتلاف واحزابه في القضايا الجوهرية الاساسية.
وهذا يبرز على سبيل المثال عند تحديد الموقف من هوية وطابع وحدود التسوية السياسية والحل الدائم المرتقب مع الشعب العربي الفلسطيني وحقوقه الوطنية. فداخل هذا الائتلاف واحزابه يوجد اتفاق تام في الموقف من الهدف الاستراتيجي الاساسي، ان يكون الحل للقضية الفلسطينية منقوصا، بحيث لا عودة الى حدود الرابع من حزيران وضم مناطق فلسطينية محتلة الى اسرائيل، ولا لحق العودة للاجئين الفلسطينيين وعدم قيام دولة فلسطينية ذات مقومات طبيعية قابلة للحياة. الاختلاف والتناقض داخل اطر الاحزاب الائتلافية الحكومية حول حدود "التنازلات" التي يمكن للمحتل الاسرائيلي ان يتكرم بها ويقدمها للشعب الفلسطيني المستباح وطنه من قبل المحتل وسوائب مستوطنيه الداشرة. التناقض الاساسي والصراع الاساسي هو بين تيار يمثله شارون في الليكود وشمعون بيرس في "العمل" ينطلق من اهمية مواصلة تعزيز التحالف الاستراتيجي مع الامبريالية الامريكية ومواصلة القيام بدور مخفرها الاستراتيجي الاساسي في المنطقة والاندماج في خدمة استراتيجيتها العدوانية في المنطقة التي تتساوق مع مصالح العدوانية الاسرائيلية وتخدم مصالحها الصهيونية التوسعية الاقليمية، على حساب العرب. فهذا التيار رأى من مصلحة اسرائيل العدوان الانضواء تحت علم استراتيجية عولمة ارهاب الدولة المنظم الذي ترفعه وتمارسه الادارة الامريكية بهدف الهيمنة المباشرة على منطقة الشرق الاوسط الهامة استراتيجيا بموقعها الجغرافي وبثروتها النفطية الغنية. وخدمة هذا العلَم الامريكي يتطلب الانضواء تحت يافطة "السلام الامريكي" في المنطقة الذي مدلوله الاساسي التوصل الى تسوية امريكية تقدم للشعب الفلسطيني اقل من أذن الجمل من حقوقه الوطنية الشرعية، ومقابل ذلك تقدم للمحتل الاسرائيلي نفسا طويلا وردحا طويلا من الزمن لخلق وقائع كولونيالية واستيطانية جديدة على الارض الفلسطينية لتسهيل عملية ضمها الى اسرائيل في الوقت المناسب وحرمان الشعب الفلسطيني من حقه الوطني بالدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة فعلا. كما ان تسوية امريكية كهذه تستغلها ادارة عولمة الارهاب الامريكية لتعزيز وجودها الاحتلالي في العراق المحتل وللضغط ولتدجين النظام السوري ووضع لبنان على طوالة حظيرة خدمة مخطط الهيمنة الامريكية في المنطقة وتقديم المبررات للانظمة العربية المدجنة امريكيا اصلا للسجود ركعات اكثر في المحراب الامريكي.
لقد قيّمنا في حينه ومنذ اليوم الاول لاعلان شارون عن "خطة فك" الارتباط" مع قطاع غزة وشمال الضفة الغربية ان هذه الخطة تندرج في اطار المخطط الاستراتيجي الامريكي للهيمنة في المنطقة، وانها خطة كارثية تستهدف مقايضة "الانسحاب" من غزة بتعزيز قوائم الاحتلال والاستيطان في الضفة الغربية ودفن الحق الفلسطيني بالدولة المستقلة القابلة للحياة فعلا. وهذا ما نشهده منذ اتمام عملية اعادة الانتشار في غزة، مسابقة الزمن في عملية تهويد القدس العربية المحتلة وفي توسيع وتعبئة الاستيطان الكولونيالي والعودة الى تصعيد جرائم القتل والتصفيات والعقوبات الجماعية ضد شعب الانتفاضة الفلسطينية، العودة الى ترديد اباطيل انه لا يوجد عنوان وشريك فلسطيني للتفاوض معه، وذلك بسبب عدم خنوع السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس الى الاملاءات الاسرائيلية بتفجير حرب اهلية فلسطينية – فلسطينية تحت يافطة "محاربة الارهاب الفلسطيني". فحكومة شارون – بيرس اقفلت جميع المنافذ المؤدية الى استئناف المفاوضات السياسية مع القيادة الشرعية الفلسطينية واعربت عمليا عن موقفها المعادي للتسوية السياسية وللحل السلمي العادل.
اما التيار الآخر الذي يمثل ايتام ارض اسرائيل الكبرى من قوى اليمين المتطرف والفاشية العنصرية داخل حزب الليكود وخارجه فان موقفه يتلخص بحل مع الفلسطينيين لا يشمل قلع اية مستوطنة او تقليع أي مستوطن وتحويل الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع الى عبيد في عزبة الاحتلال الاسرائيلي مع احتمال، اذا حسّن الفلسطينيون سلوكهم، ان يمنوا عليهم بحكم ذاتي مدني. يتصدر هذه المجموعة ويتزعمها عوزي لانداو وبنيامين نتنياهو وتشمل 12 عضوا من ليكود شارون كما تشمل من خارج الائتلاف الحكومي احزاب الاستيطان واليمين المتطرف امثال "المفدال" و "هئيحود هلئومي" وشاس وموليدت وغيرهم.
لقد حاول هذا التيار الاطاحة بشارون وتنصيب نتنياهو مكانه في مركز حزب الليكود، وذلك عن طريق تقديم موعد الانتخابات التمهيدية داخل الليكود. ولا يزال هذا المعسكر يشكل قوة معارضة لشارون ومعسكره داخل الليكود، وحتى كتابة هذه السطور ظهرًا (قبل موعد التصويت مساء) يعلن اعضاء الكنيست من هذا المعسكر انهم لن يصوتوا على اقتراح الحكومة بضم ثلاثة وزراء الى الائتلاف الحكومي من معسكر شارون وقد يسقط الاقتراح في التصويت. ويعلن احد زعماء المفدال الذي انتقل الى عضوية "هئيحود هلئومي" انه سيطرح يوم الاربعاء غدا اقتراح قانون حل الكنيست والذهاب الى انتخابات برلمانية مبكرة. اذا صوت المتمردون على شارون مع هذا الاقتراح الذي يتطلب 61 عضو كنيست، فسيجري حل الكنيست والاتفاق بين الاحزاب حول موعد الانتخابات للكنيست.
ما نود قوله، ان احتمال حدوث انقسام داخل الليكود بين معسكر شارون ومعسكر نتنياهو – لانداو قائم وبقوة. ولا نستبعد ان يبادر شارون، الذي يهمه التمسك بالكرسي والبقاء على رأس هرم السلطة، ويوافق على تقريب موعد الانتخابات. فهو اضافة الى موقف "المتمردين" من حزبه فانه لا توجد ضمانة بان ينجح في تمرير مشروع الميزانية للعام الفين وستة في القراءتين الثانية والثالثة في الكنيست، فمع ان رئيس حزب "العمل" ونائب رئيس الحكومة، شمعون بيرس، يعمل السبعة وذمتها لبقائه وحزبه في الحكم، الا ان اوساطا داخل قيادة وكوادر هذا الحزب خاصة ممن يتطلعون لزعامة هذا الحزب، امثال عمير بيرتس وغيره، وفي اجواء احتمال تقريب موعد الانتخابات البرلمانية يطالبون بفك الشراكة مع الليكود والخروج من الحكومة اذ كان هدف "العمل" ان يكون بديلا لليكود في تسلم مقاليد السلطة، وان يجري التركيز في مواجهة الليكود على نقطتين اساسيتين: الاولى ان لدى شارون لا توجد خطة سياسية للتقدم في العملية السياسية بعد خطة اعادة الانتشار في غزة. والثانية ان لدى الليكود لا توجد خطة جدية لمحاربة الفقر اذ وصل في عهد النيولبرالية (بمشاركة العمل في السلطة أ.س) عدد الفقراء الى اكثر من مليون ونصف مليون فقير.
لم اتطرق الى الجماهير العربية وجرائم سياسة السلطة الممارسة نحوها، فهذا يحتاج الى معالجة خاصة، فالاقلية القومية العربية الفلسطينية اكثر من غيرها معنية بانقلاع هذه الحكومة الكارثية وسياستها الاجرامية، ولكن بالرغم من ذلك فان ما ذكرناه يكفي للدلالة على حقيقة الازمة التي تواجهها حكومة اصبح مصيرها يتأرجح على كف عفريت، واصبح احتمال تقديم موعد الانتخابات قائما. والسؤال الذي يطرح نفسه منطقيا هو ما العمل في حالة تقديم موعد الانتخابات؟ هذا السؤال ايضا بحاجة الى معالجة جدية، خاصة فيما يتعلق بما العمل لقطع الطريق في وجه عودة قوى اليمين المتطرف والمغامر والعدواني الى سدة الحكم وايصال موازنة جديدة في الكنيست تشمل مكبس ضغط ناجع من قوى السلام والدمقراطية والمساواة والعدالة الاجتماعية، اليهودية والعربية، يكون بمقدوره التأثير سياسيا لدفع العجلة نحو التسوية السياسية العادلة والمساواة والتقدم الاجتماعي.



#احمد_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أكثر من مجرد نقاش مع مجموعة سلامية اسرائيلية!!
- تقرير ميليس ينسجم مع استراتيجية -الفوضى البنّاءة- الامريكية
- مؤشرات لبداية مرحلة من الصراع هل بدأ اليسار يستردّ أنفاسه وي ...
- حسابات السرايا ليست كحسابات القرايا ألمدلول السياسي للقاء عب ...
- ألابر المشرّمة
- لمواجهة استراتيجية المجرمين في العراق وفلسطين المحتلين
- يلوح في الافق احتمال انقسام مرتقب في الليكود ألمدلولات السيا ...
- ماذا وراء التصعيد العدواني الجديد على قطاع غزة؟
- لمواجهة معسكري الرفض، المطلق والنسبي
- ألاعلام الطبقية الحمراء ترتفع بقوة في المانيا
- ألرسالة الحقيقية لشارون في معادلة الصراع الداخلي والاسرائيلي ...
- في الذكرى السنوية ال 60 لقيامها: ألامم المتحدة في قمة احتفال ...
- ألمدلول الحقيقي لخطة اولمرت في -مواجهة الفقر-
- في الذكرى السنوية الرابعة للحادي عشر من ايلول 2001
- شنْيورك بنْشر العجال
- فصل الاقتصاد عن السياسة والقطاع عن الضفة على بساط المؤامرة
- إخلاء المستوطنات مسمار -عشرة- يُدقّ في نعش -ارض اسرائيل الكب ...
- لبلورة استراتيجية كفاحية: من أجل مواجهة ما بعد الفصل مع غزة
- الخيط الرفيع الرابط بين مجزرة شفاعمرو واستقالة نتنياهو
- نذالة -الكتكوت-


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - احمد سعد - ماذا يختمر تحت سطح حكومة كارثية تتأرجح على كف عفريت؟