أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - عودة الروح في المجلس الوطني الكردي وأسئلة السياسي والثقافي















المزيد.....

عودة الروح في المجلس الوطني الكردي وأسئلة السياسي والثقافي


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 5003 - 2015 / 12 / 2 - 19:25
المحور: الادب والفن
    


عودة الروح في المجلس الوطني الكردي
وأسئلة السياسي والثقافي
إبراهيم اليوسف
استطاعت المظاهرات الأخيرة التي دعا إليها المجلس الوطني الكردي في عدد من مدن وبلدات منطقة الجزيرة: كركي لكي- ديرك- قامشلو- الحسكة أن تفعل مايمكن وسمه ب"عودة الروح*" بلغة توفيق الحكيم-1898-1987 وهي خطوة تسبق بلغة هذا الكاتب المصري ماسماه ب"عودة الوعي"، لاسيما ذلك الجانب النقدي في إنتاجه الأخير، هذا. وبعيداً عن العودة إلى الكتابة حول عملي الحكيم المذكورين،لاسيماأننا كمثقفين كرد نكاد نفتقد بيننا من يستطيع وضع أصبعه على جراحات شعبه، من دون أن يكون تحت سطوة التخندقات التي ظهرت، حيث تدفعه مهمته الأخلاقية للسموعلى الخلافات، للتنطع للكتابة عنها، بروح نقدية، وإن كانت هناك ثمة تحديات أمامه، ليس من قبل السياسي الذي يريده تابعاً-فحسب-بل ومن قبل الثقافي المحابي، غيرالمسؤول الذي قد يتحول إلى أداة قامعة، حتى بحق من يفترض أنه نظيره الثقافي، وهوما أفقد المثقف الكردي هيبته، لاسيما بعيد الثورة السورية، ومنذ أن بات يكرج، لاهثاً، في الاتجاهات كافة.
ما يجري في الفضاء الكردي هوأشد إيلاماً، وكأننا نعيش في حقبة رزوح مصرتحت صنوف استبداد الأجنبي، أو من توصل إلى السلطة، تحت يافطة الشعارات، وإن كانت طباعة كتاب الحكيم ستتأخرإلى مابعد مرحلة وفاة عبدالناصر، بسنوات، ماجعل الكاتب محمد حسنين هيكل يقرعه، ويعنفه، ليسجل عليه جبنه، كي يرد عليه الحكيم، بمامعناه:" لنتفق على كلمة فصل بيننا، أنا كنت جباناً، بينما أنت كنت انتهازياً...!"
إن المثقف الحقيقي مطالب بألا يقبل بهاتين المنزلتين: الجبن والانتهازية، وأن يكتب بدم قلبه، وهومافعله الحكيم في كتابه الثاني-بعيد وفاة عبدالناصر- بعد أن كان باب مكتب وبيت عبدالناصرمفتوحاً له يدخله، متى شاء، بل وهوالذي أغمي عليه أثناء تشييع عبدالناصر، وقال كلمته المعروفة: اعذرني يا جمال. القلم يرتعش في يدي. ليس من عادتي الكتابة والألم يلجم العقل ويذهل الفكر.
عود على بدء:
جاء تأسيس المجلس الوطني الكردي في 26-10- 2011بعيد انطلاقة شرارة الثورة السورية، لدواع كثيرة، وتحت تأثير حراك الشباب الكردي، واستطاع أن يستقطب الشارع الكردي، من أقصاه إلى أقصاه، برغم أن تشكيله تم على أساس بنية فكرية موحدة، بل أنه لم يتخلص من المثبطات التي طالما وقفت معوقاً كابحاً في طريق تطلعات أبناء شعبنا، وكمثال هنا، فإن شبه المثقف، الهش، المراوغ، والجبان، الذي كان يدعو إلى المصالحة مع النظام، علناً، وممارسة،ويعمل على إسكات أي صوت يقف في وجه طغمة بشارالأسد، هوالآخر انتظم ضمن هذا المجلس، ولو كمستقل مستقتل على موقع له" والوطنية صفة جامعة للحزبي والمستقل الصادقين في آن" يهرول إليه، هذا"المستقتل""والمستقيل" لاحقاً، متوحِّماً،وعبرخديعة انتخابية،وبات يقفز، ببهلوانياته غيرالرشيدة، وغيرالمحمودة، ودون أن يكون ماء وجهه محفوظاً، إلى المواقع المتمثلة ليكون ممثله، من الداخل،أوفي ما سمي من الداخل بهيئة الخارج، ناهيك عن السياسي الذي تحول إلى أداة لكبح الحراك الشبابي، كما فعل الاتحاد الديمقراطي، وظهرهناك من يفكك التنسيقيات الشبابية، من خلال تمويل بعض ضعاف النفوس فيها. وإذا كنت أتحدث عن مثل هذين المثالين السلبيين، أثناء تشكيل المجلس الكردي، فإن أطراف الحركة الكردية، التقليدية، التي استطاعت أن تكون ضميرالشارع الكردي، تبعاً لظروف كل مرحلة، كونت نواة هذا المجلس، بيد أن الظروف التي رافقت هذه المرحلة، ومنها:سياسة العنف التي بات يواجه بها، من طرف كردي، ناهيك عن تبوء بعض الضعاف سدة المسؤولية في المجلس، جعل المجلس يتفرغ-تدريجياً- من ملامحه الرئيسة، ويصبح قوة مهمشة، مضعضعة، في الوقت الذي كان الاتحاد الديمقراطي يسيرعلى أكثرمن اتجاه، حيث يشكل قوته العسكرية، ضمن مشروعه الحزبي الصرف،ليمنع من ظهورأية قوة موازية، كما أن هذا الطرف بات يمكن نفسه، وهولا يمثل-وحتى الآن- أكثرمن عشرة بالمئة من الشارع الكردي، على حساب تحجيم ممثل القوة الفعلية، ليقدم نفسه-كبديل عنه- بل كممثل للشعب الكردي برمته، دون أن يقبل بأية تشاركية، وإن كانت اتفاقات: هوليرودهوك قد أعطته النصف، بماهوخارج إرادة الحياة الكردية.
تشخيص الفايروس:
تفاقمت الانتهاكات في الداخل، تحت دعاوى حماية أبناء شعبنا، رغم أن مروجيها أنفسهم وراء التشكيك بهذه الحماية نفسها، لأن من هوحريص على كرامة وحياة أهله، من الأغيار،الإرهابيين، لايسترخصهما بنفسه،ولايرهبهما بنفسه، من أجل إخضاعهما، بل أنه لا يرى في نفسه- وهوممثل الجزء اليسيرجداً- في موقع استعادة قبضة النظام، على نحومضاعف، ومن بين ذلك ماتم من عمليات خطف، وقتل، وتجنيد إجباري، وأتاوات القبضاياتية، بل وتسويغ الاستيلاء على ممتلكات المغتربين، ناهيك عن تشكيل جوقات من زعران الإنترنت، والإعلام، المنفلتين، العاطلين، لتشويه صورة كل من هومختلف معهم، وعدم الاكتفاء بذلك، بل الذهاب إلى أدلجة المناهج، واعتماد راية حزبية بدلاً من الراية الكردستانية التي اعتبرها الشعب الكردي رمزاً. ومؤكد أن مثل هذا الواقع بات يدفع إلى انحسار الحزب التقليدي ذي الجذورالتاريخية، كي يتمدد في المقابل، من هوفي حقيقته: طارىء على الحياة الكردية، وبدت الخطورة الأكبر أمام تضاعف وتيرة الهجرة الخارجية، وباتت المناطق الكردية تفرغ من أهلها.
يبدو، أن المراجعة من قبل المجلس الوطني، وهوفي الداخل، تمت، ولو جد متأخرة، وهو الذي يتحمل جزءاً من المسؤولية، من خلال الانصياع أمام الواقع، خشية الانجرارإلى المواجهة الكردية/ الكردية، هذه المواجهة المرفوضة، حقاً، من قبلنا جميعاً.وكان جديراً به أن ينأى بنفسه عن أية هيمنات وصائوية من داخله، لاسيما عندما يكون هناك من بينه من يسمح لنفسه بتشكيل مجلس محلي له-في الخارج- بعيداً عن إرادة من هم في هذا المغترب أو ذاك، نفسيهما، وذلك نتيجة-مزاج شخصي- من قبل قيادي، ساذج، غير مؤهل، ولايمكن تناسي احتضان بعض الفاسدين، بل بعض من قفزوا إلى عربة المجلس من مهربين، وحرامية، ونشالين، وأبطال محدثين، إلى جانب اتخاذ بعض القرارات الارتجالية، من قبل من عد نفسه وصياً على المجلس، لاسيما أثناء بدايات تأسيسه، وهوما أساء بشكل كبيرإلى مخلصيه المجربين، وهم السواد الأعظم. ناهيك عن أن هناك ملفاً يتعلق بشرذمة المثقفين، تعد وجوه في المجلس الوطني الكردي وراء إيصاله إلى هذه الحالة المزرية، كما هو، في المقابل، شأن ب ي د، الذي أراد أن يكون كل شيء مطوباً باسمه، عبرمؤسسات شكلية، طالت حتى الإعلام والثقافة، وسرقة المنظمات المدنية، والشبابية، بشراء ضمائر بعضهم، من خلال المال الحرام، بل هناك انتهاكات تنظيمية تمت في المجلس العتيد، لاسيما في بدايات تشكله، على صعيد وفوده، والاستعانة بمن هم من خارجه على حساب مؤسسيه، وهلمجرا، رغم أن من يقدم دمه رخيصاً-وهوابن الشعب الكردي وليس ملكاً لأي طرف سياسي- جدير بالانحناء لتضحياته، وعظمة روحه.
دعوة إلى مراجعة نقدية جريئة
حقيقة، إن هذه الاعتصامات والمظاهرات التي بدأت، والتي يرى بعضهم أن توقيتها غيرمناسب، لأن الأعداء على الباب، وهوماكان النظام نفسه يتشدق به في وجه من يقول له:لا، غيرأن الردالحاسم على هؤلاء هو:لم والأعداء على الباب تضعضعون قوة أهلكم، وتواصلون انتهاكاتكم، وتعدون أنفسكم ممثلين عن شعبكم، مهمشين تسعين بالمئة ممن لاتمثلونهم؟. ومن هنا، فإن هذه الاحتجاجات السلمية، الحضارية، هي ليست رسالة-فحسب- على خروج المارد من قمقمه، بل هي دعوة إلى الطرف الآخر، لإعادة النظرفي سياساته، كي تتخذ وفق إرادة أبناء المكان، لا أن تفرض من أية جهة أخرى من خارجه، بل أن تكون تحت الراية التي يؤمن بها سواد أبناء هذا المكان، بعيداً عن أية أدلجة، منفِّرة، مرفوضة.
لقد استطاع السياسي الكردي أن يحسم أمره، ويبين خياراته، بيد أن كثيرين من المثقفين الكرد ظلوا سلبيين إزاء مايجري، فهم بين مهرول للتسبيح بحمد-الحاكم الجديد- أو كاظم للغيظ، غيرفاعل، منزو بعيداً، دون أن يكون له أي موقف علني، ماخلا ما يتهامسه في المجالس الضيقة، بعيداً عن روح الرسالة المنوطة به، وقد يكون الأكثروبائية، من بين هؤلاء، من لاحلم له أبعد من ربتة من كف سياسي على كتفه، أو رتبة وهمية من لدنه عليها، أوصفقة، أوتصفيق، أومرتب، أو مكسب...!
وأخيراً، فإن ما ألنا إليه-في حقيقته- ليس عابراً البتة، بل دفعنا ثمنه-غالياً- من خلال إفراغ مناطقنا، بل إفراغ النفوس من حمولات التوادد، والتواشج، والتعاضد، والتحابب، وهي الأخطرعلى الإطلاق، لذلك، فإن المطلوب منا-جميعاً- هوإجراء مراجعات نقدية للذات، قبل الآخر، عسانا نستطيع الاهتداء إلى قواسمنا المشتركة، مادام أن مستقبلنا، بل حاضرنا مهددان بالمحو، تعالوا نقرع الأجراس.
*عودة الروح: رواية للحكيم 1933
عودة الوعي كتاب له صدرفي العام1972
جريدة"كوردستان" العدد525



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آلة الاستبداد ولذة المواجهة (شهادة ذاتية)
- جكرخوين في آخر مظاهرة له في قامشلي:
- أكون ولا تكون....!
- إلى متثاقف نطاط:
- أحد مشوهي تفجير-قامشلي الإرهابي-:أحمد خوجة صورة فوتوغرافية.. ...
- عمرحمدي: ماوراء اللوحة1
- بعد مئة عام على تأسيسه: أسئلة المشروع القومي وأخطار تقرع الب ...
- عمرحمدي: ماوراء اللوحة
- -على هامش أطروحة المنطقة العازلة-: التدخل التركي واقعاً وتحد ...
- عبدالباقي حسين كان عليك أن تنتظر أكثر..!
- بطولات جبان
- بطولة الماضي والزمن المضارع...!.
- نداء إنساني:انقذوا اللاجئين السوريين في معسكرات اللجوء البلغ ...
- دمشق/تدمر/ قامشلي:
- بيان رابطة الكتاب والصحفيين الكورد في سوريا في الانتفاضة الك ...
- على عتبة عامها الرابع: رسالة بينوسا نو الحلم والتحديات
- حوارمع الإعلامي والكاتب محمد سعيد آلوجي
- لسان حالي أمام الانتهاكات: عرض حال شخصي
- صلاح بدرالدين كاتباً :معين بسيسو كتب قصيدته عن الكرد وصلاح ا ...
- في ألمنا الشنكالي...!


المزيد.....




- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - عودة الروح في المجلس الوطني الكردي وأسئلة السياسي والثقافي