أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - نصارعبدالله - فاروق ظالما ومظلوما (2)














المزيد.....

فاروق ظالما ومظلوما (2)


نصارعبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 4995 - 2015 / 11 / 24 - 19:10
المحور: سيرة ذاتية
    


فاروق ظالما ومظلوما (2) د/ نصار عبدالله
كثيرا ما تدفعنا جهامة الحاضر إلى الهروب ، وحينئذ كثيرا ما يكون الهروب إلى الماضى أكثر إغراء من سواه..ربما لأن الماضى يرتبط فى وجداننا ـ فى جانب منه على الأقل بما هو معلوم ـ.. أما المستقبل فهو بأكمله تقريبا واقع فى نطاق المجهول ..بكل ما يمثله المجهول من مصادر للخوف وللقلق..ربما كان هذا سببا من الأسباب التى تفسر لنا تلك الموجة من الحنين إلى عصر الملكية والتى أطلقت عليها وصف الركسوتالجيا ...ومن بينها سلسلة المقالات التى يكتبها الأستاذ صلاح منتصر بعنوان فاروق ظالما أو مظلوما والتى أتابعها كما ذكرت فى العدد الماضى بشغف شديد، ..تماما مثلما أقبلت على تلقى أعمال كثيرة من قبل تناولت الملك السابق ، سواء كانت على هيئة كتب أو مقالات أو أعمال درامية، ومع كل عمل منها كنت دائما أستحضر ذكرى ذلك اليوم الذى لم يبرح ذاكرتى قط رغم أنى لم أكن إذ ذاك قد بلغت السابعة من العمر.. ...يوم عاد شقيقى الأكبر( نجيب) من خارج المنزل مهرولا واندفع إلى الداخل وهو يصيح يامّة ( يا أمى ) ...شالوا الملك يامة ...خبطت أمى بكلتا يديهاعلى صدرها قائلة ...ياكبدى ..ياكبدى ، شالوه ليه .و.يجيبعا أخى..ظباط الجيش يامة خلوه يتنازل عن العرش لابنه أحمد فؤاد ... بس شكلهم كده ناويين على حاجة تانى ...ولسه ما قالوهاش ...تجيبه أمى ربنا يستر يا زكريا ياولدى ( كان نجيب هو الإسم الرسمى لأخى، أما اسمه المتداول بيننا فهو زكريا ...) ...لم يكن مركز البدارى قد دخلته الكهرباء بعد ( والتى كان دخولها بعد ذلك بأكثر من عشرة أعوام واحدا من إنجازات ثورة يوليو) وبالتالى لم تكن هناك أجهزة راديو تعمل بالكهرباء،.. فقط كان هناك عدد محدود من الأجهزة التى تعمل بالبطارية السائلة والتى تحتاج إلى الشحن بين الحين والحين وكان استعمالها يقتصر على الصفوة من الأعيان!، أما الجهازان العموميان اللذان يستقى منهما عامة الناس الأخبار فقد كان أحدهما بنادى البلدية والآخر بمقهى "الديبة" وكانا يعملان بالبطارية السائلة أيضا، ولكن الحاج عبدالله نصار ( جدى ) أنشأ محطة كهرباء صغيرة وقام بتوصيل الكهرباء إلى منزله عبر أسلاك هوائية مثبتة على أعمدة خشبية تمتد من منطقة الجرون حيث توجد المحطة إلى أن تصل إلى المنزل، وسمح لأقاربه بأن يقوموا بعمل توصيلات لإنارة منازلهم طالما كانت تلك المنازل واقعة فى مسارات الخطوط الهوائية، وهكذا أصبح بوسع أقاربنا أن يقتنوا أجهزة للراديو تعمل بالكهرباء ..غير أن المحطة كانت تعمل من المغرب إلى الثانية عشرة مساء عندما يأوى الحاج إلى فراشه فتنقطع الكهرباء عن الجميع!! ..يوم 23يوليو حين أذبع بيان الحركة المباركة ( هكذا كانت تسمى فى البداية ) ..قرر الحاج عبدالله تشغيل المحطة طوال فترة عمل الإذاعة، وكانت وقتها تبث على فترتين: صباحية ومسائية، وذلك حتى يتاح له هو شخصيا ، ولكل من يريد أن يستمع إلى الأخبار وإلى خطابات اللواء محمد نجيب وفيما بعد خطابات جمال عبدالناصر ...فى اليوم التالى لرحيل الملك صدرت الصحف وهى تحمل صورا مؤثرة لمشهد الرحيل ..وكانت إحدى هذه الصحف وأظنها الأخبار قد قامت بتوزيع صورتين مكبرتين بالورق المقوى إحداهما لعلى باشا ماهر وتحتها بالبنط العريض : رجل الساعة ، على ماهر ، والأخرى للواء محمد نجيب ، وتحتها بالبنط العريض : "قائد الحركة المباركة "، ..وشيئا فشيئا بدأ يخفت محمد نجيب فى الصحافة والإذاعة وبدأ يسطع جمال عبدالناصر ..مازلت أذكر إلى يومنا هذا خطابه الشهير الذى ألقاه فى ميدان المنشية، وما زلت أذكر صوت الطلقات التى حملها إلينا الميكروفون بوضوح شديد والتى لم أدرك فى حينها أنها طلقات رصاص موجهة إليه ... ما زلت أذكر صوته وقد تغيرت نبراته فجأة وهو يردد : ليبق كل منكم فى مكانه .. ليبق كل منكم فى مكانه ..فى اليوم التالى جاء إلى مدرستنا الإبتدائية ..أشخاص أظنهم من هيئة التحرير ...دخلوا إلى الفصل ومعهم ناظر المدرسة الذى تبادل الحديث مع المدرس بصوت غير مسموع ...لكنه قال لنا فى النهاية .. مصر كلها النهاردة طالعة مظاهرات احتفالا بنجاة الرئيس عبدالناصر من محاولة الإغتيال الآثمة ...لكن انتو لسه سنكم صغيرة ..سيبوا المظاهرات لتلاميذ ثانوى! ..واحنا حنتجمع فى حوش المدرسة علشان نحتفل بالمناسبة مع بعض، وقد كان ..خرجنا إلى الفناء وخطب الخطباء ..ومن بينهم هؤلاء الذين أظن أنهم من هيئة التحرير ..وهتفنا طويلا لعبدالناصر ثم تركونا نعود إلى منازلنا بعد أن أوصانا الناظر ألا ننضم إلى أية مظاهرة إذا تصادف ووجدنا واحدة منها .
[email protected]



#نصارعبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاروق ظالما ومظلوما
- خليل كلفت وداعا
- حسين نصار: تسعون عاما حافلة
- أحزان على زكى
- عن رحيل على سالم
- على هامش حكاية مريم
- مكاوى : لورانس العرب !!
- يوم عادت الملكة القديمة
- كأنك يا -ابوزيت- ..ما قليت !
- رفاق الخيمة
- الذكرى ال 45
- أحمد مراد: خسارتك فى الهلس !!
- عن تأمين أبراج الكهرباء
- فى وداع الخال عبدالرحمن
- الأولى بهم أن يسكتوا
- من أجل (2) يورو
- عن الإبادة التامة لداعش
- أسيوط وسوهاج
- منتصر وعام 2015
- القصيدة التى قتلت شاعرا


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - نصارعبدالله - فاروق ظالما ومظلوما (2)