أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مريم نجمه - من الرائدات .. فدوى طوقان















المزيد.....

من الرائدات .. فدوى طوقان


مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 1364 - 2005 / 10 / 31 - 10:55
المحور: الادب والفن
    


سأبقى في فلسطين الحبيبة هذا الأسبوع يا إخوتي , بمناسبة يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني الموافق 29 - 11 - 1947 ,
لألملم من هنا وهناك .. ورود القصائد الشعرية التي تتغنّى بالقدس .. وحيفا وكل المدن الفلسطينية
وهل أحلى من عبير فلسطين , ومن نكهة الشعر وااشعراء والتراب المضمّخ بدماء الأنبياء .. والشهداء .. ؟ وخاصة نحن على أبواب الأعياد ؟
فلسطين .. شعب الشهداء ..

لا أدري لماذا ( الميناء اليافوي ) .. , قد جذب الكثير من الشعراء ليتغنّوا به ويهدوه أرقّ العواطف والأحاسيس الإنسانية الحميمية , سواء في بلاد الشتات وأوطان اللجؤ والتهجير , أو داخل الوطن .. ؟
لا أدري لماذا " يافا " بالذات .. تجمّع الشعراء عقدا حول جيدها .. , وقلادة على صدرها .. وسوارا حول معصمها .. ومرج زهر يغمر وجهها .. ؟
هل هي ( صخرة الأندرميدا ) في شاطئها ؟ أم ساعتها القديمة في وسط المدينة التاريخية ؟ أم " خزّان البرتقال " وميناء شريانها للغرب الذي صدّر البرتقال قبل 1948 . واللاجئين بعد 1948 ؟ أم لأنها كعبة الأدب .. ومنارة الصحافة سابقالا أدري ..؟ الذي يهمّني هو الإطلاع على درر الشعر والشعراء والروّاد والرائدات في هذا الأسبوع الفلسطيني و أسمائهم الخالدة

ها هي الشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان تطلّ علينا من عليائها.. لتصوّر وتنقل لنا صور العيد في " يافا " التي تغنت بها هي أيضا , كيف لا ويافاالميناء الذي يطلّ من مدينتها وسفوح جبالها " جبال نابلس ! ؟
فدوى طوقان .. إبنة مدينة " نابلس = شكيم .. الإسم الكنعاني القديم لها , - وملكها أرونا .
مدينة نابلس المشهورة بالصابون النابلسي , المصنوع من زيت الزيتون , والشهيرة بالحلويّات أيضا " النابلسية , أي كنافة بالجبن " ..

فدوى طوقان ( 1917 - 2003 )
ولدت في نابلس 1917 , وقد تعلّمت في المدرسة الفاطمية الإبتدائية , والعائشية في نابلس . ثمّ درست اللغة الإنكليزية في مدرسة مسائيّة في جمعية الشبّان المسيحيّة في القدس . عضو في مجلس أمناء جامعة النجاح في نابلس .
حصلت على عدةجوائز منها : جائزة الزيتونة الفضيّة الثقافية لحوض البحر المتوسّط . ووسام القدس .
من مؤلّفاتها :
1 - أخي ابراهيم " , يافا , المكتبة العصرية 1946 .
" وحدي مع الأيام " , القاهرة لجنة النشر للجامعيين 1952
" وجدتها , بيروت - دار الاّداب 1956
" أعطنا حبّا , بيروت دار الاّداب , 1960
أمام الباب المغلق , عكّا , دار الجليل 1968
الليل والفرسان , بيروت , دار الاّداب 1968
على قمّة الدنيا وحيدا , بيروت , دار الاّداب , 1973
ديوان فدوى طوقان , بيروت , دار العودة , 1978
تمّوز والشئ الاّخر , عمّان , دار الشروق , 1987
رحلة جبلية , رحلة صعبة , ( سيرة ذاتيّة ) , عكّا دار الأسوار , 1985 .

تتجلّى " يافا "عند الشاعرة فدوى في قصيدة لاجئة في العيد .. زمان ومكان , جغرافيا , وناس وتاريخ وذكريات . لنرى ما تقول في قصيدتها وما يجول في خاطرها في مثل هذه المناسبات الروحية " الأعياد " تجاه شعبها وأرضها ..
" مع لاجئة في العيد "
أختاه , هذا العيد رفّ سناه في روح الوجود
وأشاع في قلب الحياة بشاشة الفجر السعيد
وأراك مابين الخيام قبعت تمثالا شقيّا
متهالكا يطوي وراء جموده ألما عتيّا
يرنو إلى اللاشئ .. منسرحا مع الإفق البعيد
**
أختاه , ما لك نظرت إلى جموع العابرين
ولمحت أسراب الصبايا من بنات المترفين
من كلّ راقصة الخطى كادت بنشوتها تطير
العيد يضحك في محيّاها ويلتمع السرور
أطرقت واجمة كأنك صورة الألم الدفين ؟
**
أترى ذكرت مباهج الأعياد في ( يافا ) الجميلة ؟
أهفت بقلبك ذكريات العيد أيام الطفولة ؟
إذ أنت كالحسّون تنطلقين في زهر غرير
والعقدة الحمراء قد رفّت على الرأس الصغير
والشعر منسدل على الكتفين , محلول الجديلة ؟
**
إذ أنت تنطلقين بين ملاعب البلد الحبيب
تتراكضين مع اللّدات بموكب فرح طروب
طورا إلى أرجوحة نصبت هناك على الرمال
طورا إلى ظل المغارس في كنوز الرتقال
والعيد يملأ جوّكن بروحه المرح اللعوب ؟
واليوم ماذا اليوم غير الذكريات ونارها ؟
واليوم , ماذا غير قصّة بؤسكن ّ وعارها
لا الدار دار , ولا كالأمس , هذا العيد عيد
هل يعرف الأعياد أو أفراحها روح طريد
عان , تقلّبه الحياة على جحيم قفارها ؟
**
أختاه , لا تبكي , فهذا العيد عيد الميّتين !
.....
2 -
" لن أبكي " ..
على أبواب يافا يا احبّائي
وفي فوضى حطام الدور .
بين الردم والشوك
وقفت وقلت للعينين : ياعينين :
قفا نبك
على أطلال من رحلوا وفاتوها
تنادي من بناها الدار
وتنعى من بناها الدار
وأن القلب منسحقا
وقال القلب : ما فعلت ؟
بك الأيام يا دار ؟
وأين القاطنون هنا
وهل جاءتك بعد النأي , هل
جاءتك أخبار ؟ هنا كانوا
هنا حلموا هنا رسموا
مشاريع الغد الاّتي
فأين الحلم والاّتي وأين همو
وأين همو ؟ ولم ينطق حطام الدار
ولم ينطق هناك سوى غيابهمو
وصمت الصمت والهجران
وكان هناك جمع البوم والأشباح
غريب الوجه واليد واللسان وكان
يحوّم في حواشيها
يمدّ أصوله فيها
وكان الاّمر الناهي
وكان .. وكان ..
وغصّ القلب بالأحزان .
**
أحبائي
وها أنا يا أحبائي هنا معكم
لأقيس منكمو جمرة
لاّخذ يا مصابيح الدجى
من زيتكم قطرة
لمصباحي !
وها أنا يا أحبّائي
إلى يدكم أمدّ يدي
وعند رؤوسكم ألقي هنا رأسي
وأرفع جبهتي معكم إلى الشمس
وها أنتم كصخر جبالنا قوّة
كزهر بلادنا الحلوة
فكيف الجرح يسحقني ؟
وكيف أمامكم أبكي ؟
يمينا , بعد اليوم لن أبكي .. !
**
وتهتف بالحصان الحرّ : عدوا يا -
حصان الشعب
فأنت الرمز والبيرق
ونحن وراءك الفيلق
ولن يرتدّ فينا المدّ والغليان -
والغضب
**
أحبائي مصلبيح الدجى , يا إخوتي
في الجرح ...
ويا سرّ الخميرة يا بذار القمح
يموت هنا ليعطينا
ويعطينا
ويعطينا
على طرقاتكم أمضي
وأزرع مثلكم قدميّ في وطني
وفي أرضي
وأزرع مثلكم عيني
في درب السنى والشمس .

هكذا ترسم لنا رائدتنا و شاعرتنا الموهوبة فدوى .. شعرا ونثرا حال وطنها المغتصب والمدن السليبة , وتشرّد شعبها في الشتات والتمزّق النفسي الذي يعيشه اللاجئ أينما حلّ وارتحل .
جريمة العصر ستبقى تشغل العالم , وتشغل ضمائر الأحرار , والأجيال الفلسطينية .. والعربية
تبتدئ الشاعرة فدوى قصائدها بالحزن والألم والمعاناة .. لتختمها بوهج الأمل والمحبّة التي لا تموت للأرض والجذور ...
الشمس ستبقى تشرق كل صباح .. والغد سيحمل النصر والبشائر وألوان العيد .. في وطن فدوى طوقان .. وطن الفداء
وطن البرتقال .. والغار .. والزيتون
للشاعرة المبدعة " فدوى طوقان " .. الخلود , بكلمتها .. وشعرها .. وصدقها .. التي هي جزء من روحها
ستبقى ذكراها طيّبة في جبال نابلس .. والجليل .. وكل أرض فلسطين الفوّاحة الخيّرة التي أحبت ... !



#مريم_نجمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الرائدات .. أسمى رزق طوبي
- محطّات .. خواطر . - ولينثر الحبق -
- لا تقتلوا شعبنا مرّتين .. أيّها الجالسون في المنابر الدولية ...
- سلام لكم وتحيّة يا شغيلة الوطن .. المغيّبون عن الإعلام ؟
- زهر الشوك . محطّات
- قراءة في الأرقام .. 2000 - 2005
- مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسي تونغ . : الوطنيّة والأمميّة
- تأملات .. طبيعية . همسات
- رسائل للوطن .. صرخة الطفولة
- يا إذاعات الشرق , عفوا .. الشرق ملوّن ! ؟
- رسائل إلى الوطن .. فوق تلال الليل - مرثيّات للأرض
- من الرائدات .. نظيرة زين الدين , وكتابها : السفور والحجاب - ...
- رسائل إلى الوطن .. سبع وردات لدمشق
- من الرائدات في الغناء الأصيل .. السيّدة الفنانة فيروز .. في ...
- رسائل إلى الوطن .. محطّات , خواطر ودمعة على ضفاف دجلة
- رسائل للوطن .. محطّات
- من الرائدات .. نظيرة زين الدين .. وكتابها : السفور والحجاب . ...
- والبحيرة أزهرت ... , . على مشارف الفجر
- ستبقى المرأة العربية رائدة .. قديما وحديثا .. مهداة للسيّدة ...
- ستبقى المرأة العربية رائدة قديما .. وحديثا .. القسم الرابع


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مريم نجمه - من الرائدات .. فدوى طوقان