أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - حيّة ودرج(قصة سُريالية)














المزيد.....

حيّة ودرج(قصة سُريالية)


غالب المسعودي
(Galb Masudi)


الحوار المتمدن-العدد: 4981 - 2015 / 11 / 10 - 13:09
المحور: الادب والفن
    


حيّة ودرج(قصة سُريالية)
د. غالب المسعودي

أتذكر أيام الطفولة ,العابنا كنا نشتريها من العطار بخمسة فلوس , أجمل لعبة كانت حيّة ودرج, مطبوعة على صفحة كارتون ملوّن, النرد كنا نصنعه من الطباشير, تذكرت تلك الأيام الجميلة, غفوت على حاسبي اللوحي وأنا العب تلك اللعبة مع جهازي ,كنت أكره تلك الحية الطويلة التي تنزلني الى اسفل سافلين, أحب الدرج ولو انه مصنوع من الخشب لكنه يرفعني الى مستوى اعلى, لا أخفيكم سراً كنت (الزم زار) كونه مصنوع من الطباشير من السهل ان أتلاعب بأرقامه, لكن في نومي أستطيع أن أتلاعب بأحلامي, لكني لا استطيع التلاعب بالنرد, إنه مصنوع بدقة عالية , بأحدث اجهزة الكومبيوتر يرفعني ولا ارفعه لكن اساسيات اللعبة هي.... هي ,أعرف من الحياة البرية أن الأفعى عندما تبتلع فريسة لا تلفظها كما هي, بل تتغذى بها ولا تلفظ الا فضالاتها, لكن حيّة اللعبة تلفظني كما انا الى المربع الاول ,حاولت أن أجد مقاربة واقعية لم افلح, في أحلامي طيات من الطية الاولى الى الطيّة العاشرة بعد الالفية, في الطيّة الثانية ميليشيات وثكنات, في الطيّة الثالثة طائفية وأجندات, في الطيّة الثالثة خطوط ساخنة, في الطيّة الاخرى مصانع لطبول من جلد الحيّات, ذكرني هذا أن إحدى مصانع السيارات الثمينة تغلف مقاعدها بجلد العضو الذكري لحيوان الحوت, لا أعرف مدى ارتضاء خلفية الذين يجلسون على مقاعدها, دعك من هذا أقلب طيّات حلمي في الثلاثة والستين كنا نحتفل بهجره لم نعطه وقتا كي يكمل وصيته, في نهاية القرن الواحد والعشرين تكتمل الصفحة نحن في القاع نجتر خيبتنا ,رغم خلافاتنا نخترع ماكنة لصنع الكباب خدمة لمواكب الجائعين في طرقات العمى الازلي, عندنا البطريق يعيش في غابات الامازون والارنب حشرة والسحالي معارضة والباذنجان يفسد الانتخابات والارض بساط مكوي والعبيد خنافس, وكل محدث بدعة وكل بدعة ضلالة والضلالة في النار, ولا تعارض بين خراب وخراء ولا مؤشر على فساد الذمة وذمة الفساد, الكل يكتمل بقلب المفردات, كان لابد أن أنتقل الى حلمي في الطيّة الألف, كتل تتقاذف كتل ,كونكريتية, كتل سياسية ,اشخاص تتسلق السلم اشخاص تبلعهم الحية ,اشخاص يبلعهم قيئهم, آخرون يخرجون من فم التمساح, كيف لا أعلم....! لكن الدلائل تشير إلى أن ثمة لعبة تحت الطاولة, توافقات صورية ,أرمي نردي للمرة الأخيرة لعلي أفوز...! ,يقف النرد على الصفر, لا يوجد صفر بالنرد ,يا لخيبتي حتى انت يابروتس.....! اشعل جذوة سيكاري آخذ نفسا عميقا, ابتلعته لم يخرج دخان ابيض من رئتاي....! مثل مدخنة الفاتيكان ,عمليات نوعية تجتر خاصرتي لا يمكن السكوت عنها ,أهون .....لكن صوت قرقعة النرد يتدحرج الى اسفل يؤرقني, لا بد من برنامج يطعمني للمخدرات ,أو حاجب صوت, حالات حرجة احتلت مخيلتي ,أقفل حلمي عليها ,إنهم يلعبون معنا و علينا, صنعوا لنا أوثاناً من دخان, وادراجا من نفيات خردة ,أوهمونا أن الافاعي تصنع من البولي أثلين لا تجتر ما ابتلعته, لونونا بالأصفر والاخضر والاحمر والاسود, صنعوا لنا رايات, جندوا مصانع الورق الصحي لتنظيف عورتاهم, وسموا النرد بالصفر خلافا لكل قوانين المنظمات الدولية, سرقوا كل القارات, جعلونا نسير باتجاه واحد الى الخلف نحو عورتنا ونحن في اتم السعادة ,نزحف كالجراد نعصف بالأرض والزرع, لا استطيع الان القفز من حلمي كان جميلا اذ شاهدت التماسيح تتسلق نخل بلادي ,والشمبانزي يرش له العسل في الطرقات, امتطيت قلمي بدأت الكتابة على سطح الغيوم, لعلها تثقل, المطر يغسل شوارع وطني من قذارة الاحتلالات ,انارت شاشة حاسبي اللوحي إثر اصطدام قلمي ,توهج وسطها ضوء ساطع كأنه كتابة سومرية, يقول لي أنت في المربع الاول من لعبتك ,اصحو من حلمك, سيكارك بدأ ينفث دخانا أسود من قفاك, احذر إنه دخان أسود...........!



#غالب_المسعودي (هاشتاغ)       Galb__Masudi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلابٌ سائبة(قصة سريالية)
- حوار في ألأدب والثقافة والفن
- أوراقُ ساقطةٍ من -الكوفي شوب-(قصة سُريالية)
- تضليل
- العمى الأسود(قصة سُريالية)
- أوراقي تتمزق
- إيلان......!
- إرتياب..............!
- العودة إلى الطين
- قابالا.....!
- نصٌ متمرد
- أصابعٌ مغطاةٍ بالفستقِ الأخضر(قصة سُريالية)
- أحذية نسائية إيقونات (قصة سريالية)
- سَئِفتُ ولم أصبأ
- هكذا تمرّدَ إبن عربي
- فلسفة الصفر
- الثقافي الفاعل
- ألنص ...القاريء...؟ -جدلية نقدية
- (البسطال والكاباشينو)
- مانياري*(قصة سُريالية)


المزيد.....




- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - حيّة ودرج(قصة سُريالية)