أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - أصابعٌ مغطاةٍ بالفستقِ الأخضر(قصة سُريالية)














المزيد.....

أصابعٌ مغطاةٍ بالفستقِ الأخضر(قصة سُريالية)


غالب المسعودي
(Galb Masudi)


الحوار المتمدن-العدد: 4887 - 2015 / 8 / 4 - 14:40
المحور: الادب والفن
    


أصابعٌ مغطاةٍ بالفستقِ الأخضر(قصة سُريالية)
(بعض النّاس خطايا فادحة ياعبد الله- مظفر)

الكذبة الأولى, أتمدد على كل أبعادي, لا أعرف كيف يتثائب الناس في أحلامهم, لكني تثائبت, كانت غشاوة تقض مهجعي, تفصلني عن روحي, حجاب يصدّ ناضريّ عن جمال العالم, لم أكن مولعا بها, تعاطفت مع تجربتها المريرة, ريفية وتغتصب ,لا تستطيع البوح ,إن أخبرت أهلها تقتل فهي حامل ,وإن سكتت سيفتضح أمرها في آخر الأمر,الحقيقة هي لم تغتصب لكن هوسها الجنسي ما دفعها, ذهبت وصديقتها الى ذلك الرجل البشع في زقاق قريب من سكنها ,أخبرتها صديقتها إنه خبير وكبير في السن, مارسن معه اللهو عدة مرات لا أحد يشك ,أطفال يلهون مع زوجته ألصغيرة , بشاعته حالت دون أن يتزوج مبكراً,لكن في المرّة الأخيرة كان إنتعاضه قويا ,حشد كل طاقته ليرميها فوق هضبة ألبنات ألصغيرات, كانت حصّتها ألأكبر, بعد أن مسدت صديقتها ظهره بالزيت, رجعت لا تعرف ما تفعل, يبدو أنها شربت ماءه كله, إستقر الجنين بأحشائها, نادت على أمها تشرح لها الوضع لكن بعد فوات الأوان ,ما العمل.....؟ أمها تحبها جداً, إنها أجمل بناتها وأذاكهن ,لكن الحظ العاثر فعل فعلته ,إستدركت الأم الوضع, سافرت بها الى العاصمة ,لبثت عند أحد أقاربها, إستشارت قريبتها ,أرشدتها الى طبيب مختص بالأمور, أدخلها مستشفى, كانت باكراً لكنها حامل ,ذكرني هذا بلوحة لي عنوانها مومس وعذراء, رسمتها في الثمانيات من القرن الماضي, المهم تمت الأجراءات الضرورية ,إدعت الأم إنها مصابة بألتهاب كلوي ,عدّت الفضيحة على خير, لكنها ظلّت تعيش مأساتها ,دخلت الجامعة ,أنهت دراستها بلا مبالاة, مارست كل هواياتها تسكعت, صادقت أحبت.....؟ ميولها مضطربة , تجربتها قاسية ,جعلتها شخصية من نوع فريد ,لكن ذكائها حماها بعض الشيء من الوقوع ضحية الجنون, ظلّت تعاني الألم النفسي, راجعت عدة أطباء حاولت أن تبني علاقة عاطفية مع البعض, لكنها لم تحصل على المباركة, طوت آلامها في جعبتها, رجعت الى قراءة قصاصات الصحف والمجلات تتبابع أخبار الفنانين والفنانات, لم تكن شخصية إنطوائية لكنها تريد أن تنتقم , ظلّت صريعة خوفها ورغبتها ,حلم بلون قوس قزح أدار لي ظهره وإبتسم ,مرت الأيام والسنون , الحلم يبتسم ,أورثتها مرارتها وحالتها النفسية نوع من الفصام غير ظاهر على محياها ,لكنه موغل في النفس, كامن في روحها ,جزء من البنية العصابية ,لم تستقر على أي نوع من العلاقات ,ظلت تجرب ,لكن لكل تجربة ثمن , ظلت تدفع الاثمان نقدا وعدا , أنا أعرف أن مشكلة المرأة في مجتمعاتنا, تعاني من إضطهاد مزدوج , عندما تبني علاقة ما تريد أن تستحوذ على الشريك وبنفس الوقت تريد أن تمارس حريتها, وهذا غير ممكن لأننا شرقيون ,أوغلت في تشريح شخصيتها, أنا في حلمي وحلمي سريالي لا يمت للواقع بصلة, طويت وسادتي بطريقة مجنونة ,تابعت سير المظاهرات في مدينتي, هذا يريد الكهرباء ويعتبرها موضع الخلل وسبب تردي مشاريع البنية التحتية , الآخر يريد أن يقاضي شركات الأتصالات لانها سبب في ابتزاز المواطن, وذاك يروج لطرق التواصل عبر الشبكة العنكبوتية ,الكثير تناسى أن الفساد المجتمعي يأتي من الشخصية العصابية عندما تتحكم بمصير أمة ,أدرت ظهري لمعاناتها فهي مريضة ولست أنا المشافي ,لعلها تجد من ينقذها من محنتها ,تذكرت مثلاً شائعاً( الطيور على أمثالها تقع), أغمضت عيناي على حلم جميل ثانٍ داخل حلمي ,كأن أبواب الجنة فتحت لي, أزيحت عن صدري صخرة جلمود, كان الصيف في أعلى درجات حرارته, غطست في بركة ماء باردٍ, زلال, أنا أعرف السباحة, تلقفتني دلافين تشبه الحوريات ,طفن بي الى جزيرة وسط البركة, تظلّلها أشجار من الفاكهة المحرمة , حوريتي متكئة على سندس من حرير,تلبس جلباباً أزرق ,إحتظنتني بشفتيها العسليتين, طائري وصديقي الأثير يعزف لي من بين الأغصان الحان موسيقى زوربا, قالت لي هل نُزعَت الغشاوة عن عينيك ,ها أنا أنتظرك منذ سنين, تعال الى أحضاني, سأسقيك ما ء الكوثر والجوز بالليمون , أقداح خمر لم يذقها الأولون ,دع سُرياليتك , إرتمي بأحضاني , كأن برداً حلّ في جسدي, غفوتُ على نهديها المرمرين.



#غالب_المسعودي (هاشتاغ)       Galb__Masudi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحذية نسائية إيقونات (قصة سريالية)
- سَئِفتُ ولم أصبأ
- هكذا تمرّدَ إبن عربي
- فلسفة الصفر
- الثقافي الفاعل
- ألنص ...القاريء...؟ -جدلية نقدية
- (البسطال والكاباشينو)
- مانياري*(قصة سُريالية)
- خيالي سافرَ عني
- وليمةألحيتان(قصة سُريالية)
- الديناصورات تنتعش(قصة سُريالية)
- كأسٌ و سَجع
- ألأبل تتأمل قوسُ قزح(قصة سُريالية)
- إزدحام ......(قصة سُريالية)
- المعاريض (قصة سُريالية)
- دولةُ حمزة الأصفهاني(قصة سُريالية)
- إغواء(قصةٌ سُريالية)
- نصٌ مدهش....!
- مقدمة في مفهوم ألتجريد تشكيلياً
- فياكَرا (قصة سُريالية)


المزيد.....




- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...
- صدور العدد (26) من مجلة شرمولا الأدبية
- الفيلم السعودي -الزرفة-.. الكوميديا التي غادرت جوهرها
- لحظة الانفجار ومقتل شخص خلال حفل محمد رمضان والفنان المصري ي ...
- بعد اتهامات نائب برلماني للفنان التونسي بالتطبيع.. فتحي بن ع ...
- صحف عالمية: إنزال المساعدات جوا مسرحية هزلية وماذا تبقّى من ...
- محللون إسرائيليون: فشلنا بمعركة الرواية وتسونامي قد يجرفنا
- فيديو يوثق اعتداء على فنان سوري.. قصوا شعره وكتبوا على وجهه ...
- فيديو.. تفاصيل -انفجار- حفلة الفنان محمد رمضان
- جواسيس ولغة.. كيف تعيد إسرائيل بناء -الثقافة المخابراتية-؟


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - أصابعٌ مغطاةٍ بالفستقِ الأخضر(قصة سُريالية)