أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - كوهر يوحنان عوديش - البطاقة الوطنية خنجر اخر في خصر الاقليات غير المسلمة














المزيد.....

البطاقة الوطنية خنجر اخر في خصر الاقليات غير المسلمة


كوهر يوحنان عوديش

الحوار المتمدن-العدد: 4979 - 2015 / 11 / 8 - 11:40
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


التغيرات السياسية التي رافقت عملية تحرير/ احتلال كان لها الاثر الكبير في تدمير الوطن ( العراق ) بشكل تام بحيث زالت وبصورة نهائية كل الفرص للتفكير لتعميره او اعادة بنائه كوطن واحد يتسع لجميع مواطنيه بمختلف قومياتهم واديانهم وطوائفهم للعيش بحرية وكرامة دون استثناء احد بغض النظر عن الانتماء القومي والديني والمذهبي.
لا شك ان الشعب العراقي ككل كان متضررا من السياسة الطائفية العوجاء التي اتبعت بعد اسقاط النظام السابق عام 2003، لكن المسيحيين والايزيديين والاقليات غير المسلمة الاخرى كانوا المتضرر الاكبر وذلك لاستهدافها، وبصورة علنية في الكثير من الاحيان، بسبب معتقداتها ومبادئها الدينية المختلفة عن معتقدات والمباديء الدينية للمتحكمين بزمام الامور ومقاليد الحكم في العراق الجديد، ففجرت الكنائس وقتل الكثير واختطف الكثير الاخر وهجر من بقى منهم فاصبحت المدن الجنوبية شبه خالية منهم، ولم يقف الامر عند هذا الحد بل جرى تهميشهم واحتقارهم من قبل المتنفذين والمتسلطين الجدد في الحكومات الجديدة ( اي الحكومات التي شكلت بعد 2003 ) حتى وان منحوا بعض المناصب فكانت مناصب صورية لارضاء بضعة اشخاص انتهازيين ينتمون الى الاقليات اسميا! ومن ناحية اخرى كانت محاولة ماكرة وذكية لتجميل صورة الحكومة العراقية امام الرأي العالمي.
حتى الامس القريب كانت كل التقارير والدلائل والوقائع تشير الى خلو العراق من المسيحيين والاقليات الاخرى على المدى القريب بسبب المذابح والجرائم والفظائع والضغوطات التي مورست/ تمارس بحقهم من قبل الميليشيات المسلحة احيانا ومن قبل المسيطرين على الحكم والمتحكمين بزمام الامور في البلد احيانا اخرى، لكن اليوم وبعد سيطرة تنظيم داعش على مدينة الموصل وسنجار وبلدات سهل نينوى، وما مورس بحق المسيحيين والايزيدين من قتل جماعي وسبي للنساء كان وصمة عار ليس على جباه مرتكبي هذه الجرائم والمتعاونين معهم فقط بل على جبين الانسانية جمعاء لاتخاذها موقف المتفرج ( للاسف الشديد مرت جرائم داعش من قتل جماعي وسبي للفتيات والنساء غير المسلمات! مرور الكرام على الحكومات العربية والمؤسسات الاعلامية العربية وكأن ما يحدث لهذه الاقليات امر اكثر من طبيعي! )، سار الامر نحو الاسوأ واصبحت الهجرة نحو اوروبا وامريكا او اية دولة اخرى تضمن لهم حياة كريمة وتحفظ لهم ادنى نسبة من حقوقهم الهدف الوحيد لافراد الاقليات كي ينجو بحيواتهم ويضمنوا مستقبل اولادهم براحة بال بعيدا عن كنية كافر التي تلاحقهم اينما ذهبوا في الشرق المؤمن.
اليوم، وبعد تصويت البرلمان على قانون البطاقة الوطنية والذي ينص في مادته الـ 26 على ( اولا- يجوز لغير المسلم تبديل دينه وفقا للقانون. ثانيا- يتبع الاولاد القاصرون في الدين من اعتنق الدين الاسلامي من الابوين. ) ازداد الامر سوءا عما كان من قبل، حيث كان تشريع هذا القانون الذي يخالف الدستور العراقي! ويخالف كذلك جميع القيم والمباديء والقوانين التي سنت وتقر بحقوق الانسان وتكفل صيانتها صفعة اخرى تتلقاها الاقليات العراقية، لكن هذه المرة لم تكن من داعش او الميليشيات المسلحة او المجرمين ذوو النفوس الضعيفة بل كانت من نواب البرلمان العراقي المحترمين حماة القانون الساهرين على مصلحة الشعب وراحته، وبهذا التشريع ( هذا التشريع يسلب الاطفال الذين لم يبلغوا سن الرشد، 18 سنة ، حقهم في اختيار دينهم عند اسلمة احد الوالدين ) فان الاقليات غير المسلمة تكون قد فقدت اخر بصيص امل لها في البقاء في وطن يحتقرهم ولا يصون ادنى حقوقهم للاحتفاظ بدينهم ومعتقداتهم ومبادئهم التي يكفل بها الدستور، فالتصويت على هذا القانون واقراره كان اعلان صريح من قبل المتحكمين بمقاليد الامور في البلد على محو كل اثر مسيحي وايزيدي او باختصار كل ما هو غير مسلم من الوجود على الخارطة العراقية، وبهذا يكون البرلمان الموقر قد ثبت اخر مسمار في نعش العراقيين الاصلاء من غير المسلمين ودعاهم بكل صراحة الى ترك البلد اذا هم ارادوا حرية التفكير والاعتقاد والانتماء.

اذا كنا حتى الامس القريب نشك في خلو العراق من اصلائه من المسيحيين والايزيدين ونتمسك ببصيص امل ولو صغير جدا للبقاء والاستمرار في وطن الاباء والاجداد متمنين عودة الاحبة والاصدقاء الاقرباء والاعزاء الذين اجبرتهم الظروف على ترك البلد وتحمل الالام ومعاناة الغربة، لكن اليوم تأكدنا بصورة قطعية بان موضوع اخلاء العراق من الاقليات غير المسلمة بات امرا محتما ومسألة وقت لا اكثر ولا اقل.
صرخة:- الف شكر لكم ايها الدخلاء على الوطن لنبذنا وارغامنا على الهجرة والرحيل، فنحن الاصلاء الذين بنينا العراق واعطيناه الثقافة والحضارة يخجلنا كثيرا ان نعيش في وطننا كضيوف ثقلاء مقتادين كالخراف خاضعين لحكم الجهلاء.



#كوهر_يوحنان_عوديش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العبادي ... والمهمة المستحيلة!
- كلهم مع الاصلاحات ... اذا من دمر البلاد وشرد العباد؟
- وحدة العراق ليست اغلى من دماء ابنائه
- ارواح المسيحيين واعراضهم اغلى من كل المناصب يا سيادة النائب!
- هكذا هوى العراق
- العراق لا يبنى بالاحقاد ولا ينهض بالشعارات التجارية
- هل من مستقبل لمسيحيي الشرق في بلادهم الاصلية؟
- موقف جميل في زمن قبيح
- محمية لشعب ينقرض!
- تفجيرات اربيل الارهابية ضد من؟
- رؤسائنا متى يتعلمون ؟
- بين مضايقات الحكومة وتصريحات السيد يونادم كنا ضاع مسيحيي الع ...
- سركيس اغاجان فرصة ضيعناها!
- ما هذا كان طموحنا
- البلاد عندما يحكمها القتلة!
- عراقنا الجديد بلا تجديد!
- رسالة شكر من حمير العراق الى الجيش الامريكي
- الاعور بين العميان سلطان
- النائب الاشوري ( يونادم كنا ) ينعت المسيحيين العراقيين بالار ...
- بماذا تختلف باسكال وردة عن طارق عزيز حتى تعاتبه؟!


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - كوهر يوحنان عوديش - البطاقة الوطنية خنجر اخر في خصر الاقليات غير المسلمة