أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بير رستم - الإنتخابات التركية .. كشفت عدد من القضايا الجوهرية.














المزيد.....

الإنتخابات التركية .. كشفت عدد من القضايا الجوهرية.


بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)


الحوار المتمدن-العدد: 4972 - 2015 / 11 / 1 - 23:24
المحور: المجتمع المدني
    



إن الإنتخابات البرلمانية التركية الأخيرة _الإعادة_ والتي نالت فيها حزب العدالة والتنمية (الحاكم) ما يقارب نصف المقاعد (حوالي 49 بالمائة وبزيادة 8 بالمائة عن الإنتخابات السابقة) وذلك على حساب تراجع نسبة الأحزاب الأخرى حيث أكبر الخاسرين هما؛ حزب الشعوب الديمقراطية (الكوردي) وحزب الحركة القومية (التركي) واللذين خسر كل منهما ما يزيد عن ثلاثة بالمائة، قد كشفت عن عدد من القضايا الجوهرية في الواقع المجتمعي والسياسي في تركيا ويمكن تلخيصها بالنقاط التالية:

1- إن المجتمعات الشرقية ومنها المجتمع التركي، ما زال يرى في الإسلام الحل وذلك على الرغم من كل ما يعرف بعلمانية أتاتورك في تركيا وبالتالي وعندما شعر التيار الإسلامي _المزاجية الشعبية_ بالتهديد لنفوذها فقد أستنفرت كل قواها لتعيد العدالة والتنمية إلى سدة الحكم وبدون مشاركة الآخرين حيث أعطته "الأغلبية المطلقة" والتي تعبر عن ثقافتنا الأحادية التي لا تقبل شراكة مع الآخر.

2- أراد أن الناخب التركي أن يبدي الوفاء لما تحقق في مرحلة العدالة والتنمية من مكاسب إقتصادية تنموية ومشاريع سياسية داخلية وعلى الأخص قضية السلام وكذلك أن يعاقب الأحزاب الأخرى على غنها لم تكن في مستوى المسؤولية لتشكيل حكومة وحدة وطنية.

3- ضعف المجتمع الكوردي _في تركيا_ وإرتباطهم بالقضية حيث مع حجم التواجد الكوردي والذي يقارب ربع سكان تركيا كان من المفروض أن يتجاوز نسبة أصوات حزب الشعوب الديمقراطية ليس عتبة الـ 10% بل أن تقارب نسبة 20%، لكن وللأسف هناك الكثير من الأصوات (الكوردية) تذهب للعدالة والتنمية من خلال المفهوم الديني الإسلامي، ناهيكم عن الصراعات السياسية بين الأحزاب الكوردية والولاء لقنديل أم أربيل.

4- هذه الإنتخابات كشفت قضية أخرى؛ بأن الصوت التركي (اليساري واليميني) وعندما يكون هناك صراع إثني قومي _كوردي/تركي_ فإن تلك الأصوات التركية اليسارية واليمينية سوف تنحاز للحالة القومية التركية _حتى إن كانت إسلاموية كالعدالة والتنمية_ وبالتالي هي وفي حال الصراع الإثني لن تكون لليسار الكوردي؛ حزب الشعوب الديمقراطية، بل للتركي الإسلاموي.

5- النقطة الأخرى والتي كشفتها نتائج الإنتخابات؛ بأن الكورد _إن كانوا على المستوى العسكري أو السياسي_ ما زالوا يمارسونها بطريقة إرتجالية، مما تسبب لنا ولقضية شعبنا الكثير من الإنتكاسات والمآسي وقد رأينا ذلك من خلال التخبط والتناقض في عدد من المواقف السياسية والعسكرية الإرتجالية؛ وكمثال نورد قضية تبني مقتل الشرطيين التركيين والتي جعلتها تركيا _حكومة العدالة والتنمية_ مبرراً لها لكي تشن هجوماً عسكرياً على حزب العمال الكوردستاني، وبالتالي تجييش الشارع التركي ضد الكورد وبأنهم يمارسون الإرهاب.. مع العلم؛ أن تركيا هي التي تمارس الإرهاب بحق شعبنا وذلك عندما تحرمه من كل حقوقه الأساسية وبالتالي بات من الضوروي على قيادات العمال الكوردستاني وحزب الشعوب الديمقراطية مراجعة عدد من سياساتها الداخلية والكوردستانية والإقليمية.

6- لكن وعلى الرغم من كل تلك السلبيات التي رافقت العملية الإنتخابية وما نتج عنها وكذلك رغم دور المؤسسة الأمنية في ترهيب الشارع للتصويت لحزب العدالة والتنمية، إلا أن الحزب الحاكم أستطاع من خلال البروباغندا السياسية، أن ينجح في إقناع الشارع التركي، بأن هناك أحد الخيارين التاليين؛ إما القبول بأغلبية برلمانية أو الذهاب إلى الفوضى وربما الحرب الأهلية. وهكذا يمكننا القول: لقد أنتصرت العقلانية التركية مجتمعةً مع المزاجية الشعبوية الإسلامية، بحيث أعادت حزب العدالة والتنمية إلى أن يتسيد المجتمع (البرلمان) التركي والذي سيضع تركيا بدوره أمام أحد خيارين؛ إما المضي في مشروع دمقرطة تركيا وحل المسألة الكوردية حلاً ديمقراطياً عادلاً، أو دفع تركيا نحو دولة الخلافة الأردوغانية وزيادة الأزمات الداخلية والتي ربما تفجر وضع تركيا بحرب أهلية قادمة.

وأخيراً ما نأمله؛ هو أن ينجح المشروع الديمقراطي في تركيا وينجح العدالة والتنمية مع حكومته الجديدة في تحقيق المزيد من الخيارات الديمقراطية وحل المسألة الكوردية وكل المسائل والقضايا العالقة في تركيا حيث أعطته الناخب التركي فرصة جديدة لإستكمال ما حققه خلال السنوات الماضية من نهضة تركيا التنموية.. مع أن الخيار الآخر _أي الدخول في نفق دولة الخلافة الأردوغانية_ هو أيضاً له محركاته الثقافية والمجتمعية الفاعلة والمؤثرة، وهكذا فهل ستنجح تركيا في الخروج من فوهة البركان والوصول بالبلد إلى بر الأمان.



#بير_رستم (هاشتاغ)       Pir_Rustem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السليمانية .. هل تكون الضلع الثالث في المشروع الكوردستاني.
- الأنفال.. -فصول في الجحيم-!!
- فلسفة ..الكرسي والجاجة.
- ثورة الكورد ..في الساحل السوري.
- الشخصية الكوردية.
- كوردستان ..هو الحلم.
- حزب الإتحاد الديمقراطي؛ من الماركسية الثوروية إلى الديمقراطي ...
- كوباني.. متحف!!
- أزمة الخلافات بين بغداد وإقليم كوردستان.
- الكورد وحركة التاريخ.
- حكايات (5) الكورد.. عنصريون!!!
- كوردستان (سوريا)
- كوردستان (سوريا) ..مشروع سياسي للعمال الكوردستاني.
- نعيق الغراب.؟!!
- كوردستان؛ الدولة القومية.
- كاريزما البارزاني.
- رسالة.. للإتحاد الوطني الكوردستاني.
- حروب مذهبية  .. أم ثورات شعبية؟!!
- الكوردي.. كائن مسلوب!!
- الكوردي المتحزب


المزيد.....




- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بير رستم - الإنتخابات التركية .. كشفت عدد من القضايا الجوهرية.