أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - خالد ديمال - هذه أهمّ قيود الصّحافة الإلكترونيّة في مشروع قانون الصّحافة المغربي الجَديد














المزيد.....

هذه أهمّ قيود الصّحافة الإلكترونيّة في مشروع قانون الصّحافة المغربي الجَديد


خالد ديمال

الحوار المتمدن-العدد: 4969 - 2015 / 10 / 28 - 22:49
المحور: الصحافة والاعلام
    


تعد حرية الرأي هي مقياس الديمُقراطية، وكلما تم تقييد هذه الحرية، ضاقت الديمُقراطية وحركة المؤسسات، والتي تتحدد عبر الصحافة بشتى أنواعها النسقيّة، الورقية والسمعية البصرية إلى جانب نظيرتها الرقمية. لكن لابد من الحديث عن الصحافة، والذي ينطلق في البداية من مراحل التأسيس، وخاصة الصحافة في تمرحُلاَتِها التاريخية، حيث تعني نقل رسالة معينة (خبرية بالأساس)، من مرسِل إلى مرسل إليه. وهي تحتاج في ذلك إلى أدوات معينة، إما عن طريق رسول يحمل الرسالة بين الأقاصي النائية، بإستعمال الدواب (الخيول على سبيل المثال)، أو الطيور (كالحمام الزاجل). هذه الصحافة ستتطور في العصور الحديثة، خاصة مع الصحف الورقية التي تقتضي نقل الخبر عن طريق الطباعة التي ظهرت مع عصر النهضة الأوروبي، إلى أن وصلت إلى مرحلة إستعمال الطّابعة الكهربائية، والتي دخلت إلى المغرب على عهد الحماية. إلا أن الصفة التي ميزتها، هي الطابع الحزبي، حيث يتعذر نشر قصاصة خبرية أو أجناس أدبية معينة، إلا إذا إستندت إلى عقيدة إيديولوجية. وكانت الصحف الأكثر إنتشارا آنذاك، هي جريدة العلم لسان حال حزب الإستقلال، وجريدة المحرر الناطقة بإسم حزب الإتحاد الوطني للقوات الشعبية، ثم جريدة الإتحاد الإشتراكي فيما بعد، والناطقة بلسان حال حزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية.
هذا التأصيل التاريخي، سينطلق في عهد الإستقلال، مع مرحلة الصراع بين القصر والمعارضة اليسارية. هذا دون الحديث عن الصحف الورقية التي كانت منتشرة على نطاق واسع في مناطق الحماية، سواء تلك الخاضعة للنفوذ الإسباني، أو نظيره الفرنسي، وباللغتين معا، الإسبانية والفرنسية.. لكن بعد هذا الإنسداد الحزبي، ظهرت وكالات الأنباء، التي تقوم بتجميع الأخبار على نطاق واسع، وتوزيعها على الصحف المستقلة التي ظهرت فيما بعد على شكل مقاولات ربحية، تعتمد على الإشتراكات وعلى الإشهار من أجل الإستمرار وكذا من أجل سداد أجور الصحفيين. لكن هذه الإستقلالية التي أصبحت تنم عن مستوى من الإنفراج وحرية الرأي، صارت تضيق بها السبل بعدما أضحت عرضة للخنق من طرف صانعي القرار السياسي، بسد أنبوب الإشهار، وبالتالي دفعها نحو الإفلاس مثلما حدث مع ‘‘لوجورنال’’ و‘‘طيل كيل’’ و‘‘الصحيفة’’ وغيرها..
لكن هذا الإختناق المرتبط بعنصر الإشهار، سيضيق بدوره في وجه الدولة، عندما ظهرت ما تسمى ب‘‘المدونات الإلكترونية’’، والتي أدت إلى بروز حرية أكبر على مستوى التعبير، وسَتُعطي أول إنتفاضة، ظهرت معالمها ب‘‘سيدي إفني’’ قبل ‘‘الربيع العربي’’، لكن تعرض ناشطوها للمتابعات الأمنية، وسيُحاكم الكثير من المدونين بمقتضى القانون الجنائي عوض قانون الصحافة، لكن وبالرغم من ذلك، ستظهر الصحافة الإلكترونية بقوة أكبر، ومعها الصفحات الإجتماعية مثل ‘‘الفيسبوك وتويتر’’، والتي ستكون سببا في ظهور إنتفاضات الربيع العربي، لكن روادها سيتعرضون بدورهم، لعدد من المحاكمات بمقتضى القانون الجنائي، أو قانون الإرهاب مثلما حدث مع مدير موقع ‘‘لكم’’ علي أنوزلا، أو تلفيق تهم الحق العام كما وقع مع رئيس جمعية صحافة التحقيق ‘‘هشام المنصوري’’، وغيرهم كثير..
وتبقى من أكبر القيود التي تعوق هذه الصحافة، هي صعوبة الوصول إلى المعلومة، رغم دستور جديد ينص على ذلك، ليس فقط بالنسبة للصحفيين، بل حتى بالنسبة للمواطن العادي، حيث يبقى الموظف المعني بإعطاء هذه المعلومة، مُكبّلاً بقانون إفشاء السر المهني، وبالتالي الإعفاء من الوظيفة، حيث تكيل الدولة بمكيالين، الحرية التي يكفلها القانون في الحصول على المعلومة، والتقييد بنفس المقتضيات القانونية في شقها المتعلق بتسريب أسرار الدولة تُجاه موظفيها. لكن أبرز ما يعوز هذه الصحافة هيَ المهنية الغائبة، مما يجعلها عرضة التسيب وتصفية الحسابات الشخصية والمس بالأعراض، عوض البحث عن الخبر من مصادره، وفي حياديته وموضوعيته..
ورغم التلويح بقانون يأطر هذه الصحافة، على شاكلة تلك الورقية، فما زال لم يعرف طريقه نحو التفعيل ومصادقة البرلمان، رغم القيود التي قد تحد من حرية الصحافة الإلكترونية في مسودة مشروع هذا القانون، خاصة الشق المتعلق بالحصول على ترخيص من المركز السينمائي للتصوير مدة سنة، ثم تجديده بعد ذلك، مما سيجعل هذا الترخيص عرضة لمزاجية وأهواء المرخصين، بل هناك تخوف من أن يكون التأطير القانوني لهذه الصحافة، هو الحد النهائي من الحرية التي تتمتع بها هذه الصحافة بعدما كانت وسيلة، بل سببا في فضح الفساد الذي ترتع تحت وطأته بعض الأنظمة، بل وسببا في وقوع هّبات مثل ‘‘الربيع العربي’’ الذي قاده الشباب الذين يعدون رواد هذه الصحافة، بل والشبكة العنكبوتية في عمومها.



#خالد_ديمال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصّحافة المغربيّة وجماعاتْ الضّغط
- الصّحافة والسّياسة.. وإشكاليَة التّوظيف المرتبكْ..
- الصّحافة المغربيّة وثقافَة ‘‘العارْ’’..
- حريّة الصّحافة بالمغربْ.. الحقيقَة الغائبَة..
- الإعلامْ البديلْ بالمغرب.. أيّة آفاق؟؟..
- نقاشٌ هادئ حول مدوّنة الصحافة الجديدة بالمغربْ
- واقع المرأة بين الخصوصية والكونية: -نحو تجاوز التوظيف الإيدي ...
- واقع المرأة بين الخصوصية والكونية: -نحو تجاوز التوظيف الإيدي ...
- تشغيل المرأة بين المساواة ومقتضيات الحماية الخاصة (2/2)
- تشغيل المرأة بين المساواة ومقتضيات الحماية الخاصة (1/2)
- الديمقراطية ناظم أساسي لمسارب الثقافة
- البيدوفيليا: عندما يندغم الجنس بالإستغلال..
- القانون فكرة متعالقة بحتمية الإنصاف ومتطلبات الوجود الإجتماع ...
- ماذا بعد مدونة الأسرة الجديدة؟..
- التغيير وإشكال الهوية
- هاجس التغيير..جدلية الثقافة والسياسة.. أية علاقة؟ !..
- ندوة - مجتمع المعرفة وتحديات الحداثة والتنمية-
- الإنتخابات الجماعية بالمغرب: هل تحولت إلى أداة لقياس نبض الش ...
- في حوار مع عبد الجليل العروسي، ممثل منظمة أوكسفام أنترناسيون ...
- الإعلام وسؤال التنوير..بين التحرر الدينامي ووصاية السلطة.


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - خالد ديمال - هذه أهمّ قيود الصّحافة الإلكترونيّة في مشروع قانون الصّحافة المغربي الجَديد