أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الذهبي - يوميات خروف في العراق














المزيد.....

يوميات خروف في العراق


محمد الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 4936 - 2015 / 9 / 25 - 11:41
المحور: الادب والفن
    



لم ينم تلك الليلة فالخروف الذي جلبه كأنه يشعر انها ليلته الاخيرة، ملأ الارض ضجيجاً وصياحا، كان ينتظر الصباح بفارغ الصبر، وما ان فرغ من صلاة العيد حتى امسك الخروف من تلابيبه وذهب به الى القصاب، هذه الاضحية السابعة، لقد ضحيت عنهم جميعاً، ونذرت نذوراً كثيرة، هم هناك هاجروا الى اوربا، وانا هنا اقتل الخراف، وساستمر، هناك لاتوجد عمليات خطف او اغتصاب او قتل، ولكنني وجدت انها طريقة رائعة، ولذا ساتمسك بها، امرأة تمسك خروفاً بالقرب منه، انا نازحة من تلعفر، لي خمس بنات، كلهن خرجن من تلعفر عذارى، ولذا نذرت باني ساذبح لكل واحدة خروفاً او نعجة يقولون الانثى للانثى والذكر للذكر.
لم يغتصبهن احد، صحيح ان زوجي مات هناك ، لكني سلمت معهن، كانت الخراف تنتظر دورها، وتحدق في عيون المارة، صمت رهيب يلف المكان، ومنظر الدماء جعلها مجزرة حقيقية، هذا الكائن الذي وقع عليه وزر كبير، منذ اسماعيل وحتى الآن، لم يكن مذنبا في شيء سوى انه كان مكملاً للاختبار الذي اجراه الله لابراهيم، الحمد لله انهم لم يغتصبوا فتياتي، وهذا يتطلب الشكر، لتذهب الاموال والبيوت، الشرف يبقى هو سيد الموقف، وانتم اهل بغداد، عليكم ان تضحوا عن انفسكم وبسرعة، قبل فوات الاوان، فهم في الانبار، ولاتعلمون متى يدخلون العاصمة.
لقد اختارت اختي مدينة العمارة ونزحت اليها، قالت ان بغداد قريبة عليهم، وهي ايضا صاحبة بنات، لا ادري لمن سوزع اللحم، نحن اكثر حاجة من اي واحد سنعطيه، ولكن الشارع يقول تقسم الاضحية ثلاثة اقسام ونحن لانستطيع ان نخالف، علينا ان نفعل وبسرعة، اصدقني القول ، هل ستقوم بدفن عضام الاضحية؟، لا اعتقد فلا احد يفعل هذا، وحشر مع الناس عيد وهانحن في العيد ايامكم سعيدة، وانشاء الله السنة المقبلة انتم في بيوتكم، هذا الامر صار حلماً، لا اعتقد انه ممكن التحقيق، السنوات تمر ونحن بدأنا ننسى لهجتنا، لقد اندمجنا هنا في هذه المدينة وبالامس تقدم احدهم لخطبة احدى بناتي، لا اعتقد ان هناك عودة الى مدينتنا ، اصبح كل شيء من الماضي.
كان يسحبه بقوة فاعترضت طريقه، بهدوء ارجوك ، فهذا حيوان مسكين، اي هدوء، بعد لحظات ستفعل السكين به الافاعيل، الله انقذ اولادي من كارثة كبيرة، لقد حاصرهم الدواعش في بيجي، لكن ربك كريم، وها انذا ابدأ بالتضحية عنهم، فانا متأكد انهم سيتعرضون لذات الموقف في الايام المقبلة، فهم يعملون هناك، كان يعامله باحترام كبير، وكأنه ابنه، هذه اضحيته الخامسة، يقولون يجب ان اكمل سبع اضحيات، ابني الطبيب الشاب الذي غادر بظروف غامضة جدا، كان يتوسل القصاب ، ( على كيفك وليدي، هذه اضحية الغالي، الذي تعبت عليه كثيرا)، وكنت ارفع رأسي به عالياً، غادرني وانا الآن بامس الحاجة اليه.
هل هذه اضحية؟ كلا انه نذر، نذرته لوجه الله، فقد نجوت من موت محقق، وكان الموت قريباً، صدقني لقد اقترضت ثمنها، ولكن ماذا افعل، اخشى من القادم كثيرا، حين انفجرت السيارة لم اكن بعيداً عنها، من كان خلفي مات، ومن كان امامي مات، الا انا، سلمت وها انذا مامك، فكر ملياً بقول الرجل، نحن في العراق نقتل الخراف بكثرة، هل اولادي يحتاجون الى الاضحيات هناك في اوربا، او يحتاجون الى النذور، لا اعتقد فهم يعيشون بهدوء كبير، لاحرب ولامفخخات، وهناك الخدمات الصحية المجانية، الفقر بعيد عنهم، والاوبئة كذلك، لماذا اتعب نفسي، وازهق روح هذا المسكين، ساعود به الى الدار، واقدم له العلف والماء، واعامله كواحد من اولادي.



#محمد_الذهبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما اريد
- شاعر في آخر القائمة
- البحث عن وطن اجمل
- نزاع في مقبرة
- ابو مرة جرهم بزيك
- رحلة الى ساحة التحرير
- صور
- عالم بخرائط
- اوزع في النار وصاياي
- وطن يعبر الحدود
- انا القصبة
- الانسان الاول والانسان الاخير
- عاشق
- لم يبقَ منكِ سوى قصيدة
- كلنا بانتظار غودو
- خمّارٌ جديدْ
- ماذا سافعل بالشمال وبالجنوب وبالوسط
- الغراب الاسود في البيت الابيض
- معاناة وكيليكسية
- ولاجل حبك قد هجرت صحابي


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الذهبي - يوميات خروف في العراق