أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الذهبي - البحث عن وطن اجمل














المزيد.....

البحث عن وطن اجمل


محمد الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 4913 - 2015 / 9 / 2 - 16:57
المحور: الادب والفن
    


البحث عن وطن اجمل
محمد الذهبي
كانت تحدث صغيرها في الحافلة التي اقلتهم الى تركيا، سنبحث لكم عن حياة تليق بكم، حياة لاتحتوي على داعش، ولا على قاتل مأجور، هذه الرحلة بكاملها من اجل مستقبلكم، سنختار بلادا اصغر من بلادنا، لاتحتوي على طوائف وملل، لاسنة ولاشيعة، سنذهب لنعيش مع المسيح في تعاطفهم وحبهم للآخر، وهناك سنبني مستقبلكم بناء متينا وقويا، جميع الذين هجروا الوطن بخير في تلك الدول، الخدمات الصحية متوفرة، العمل متوفر، المساعدات متوفرة، عالم منظم لايحتاج الى البكاء والعويل، عالم تملأه الابتسامة والحب، لن اخشى عليكم القاعدة وداعش والحركات المتطرفة، ولن تكونوا مضطرين ان تنتموا لهذه الكتلة او تلك، سننظر من بعيد وربما سنبكي على حال بلادنا، لكننا لن نرى مايراه من يعيش فيها.
ابنها الصغير علي، لكزها بقوة، ماما صحيح انني لم ار صديقي حسوني بعد الآن، لاحبيبي، سنعود الى الوطن بين فترة واخرى، فقط اول مرة نعثر على بلاد ثانية، وبعدها نستطيع زيارة اهلنا واصدقائنا، هل تحب الوطن؟ ماما انا احب بيت جدي وصديقي حسوني، (ياوطن شو انتي ما ادري شلون تحجين)، ضحكت امه وربتت على ظهره، ستكون بخير، مازالت الحافلة تمخر الطريق وتمر بمدن تلو اخرى، الوجوه عابسة كانها في رحلة الى عالم مجهول، عالم لاتعرف عنه شيئاً، ربما سيحمل اكسير الحياة، وربما سيحمل الضياع، كانت سليمة تحدث نفسها: والله آني خايفه، بيتنا جان حلو، وماناقصنه شي، لكن الاحوال تزداد سوءاً، البلد مقبل على مفاجآت لاحصر لها، احمد يمتلك الحق في هذه الهجرة.
عادت اليه واعطته سندويج جلبته معها، احمد انت لم تأكل شيئاً منذ الصباح، انا لا اشتهي شيئاً، لكن هذا لايعني انني غير متفائل، ستكون حياتنا افضل هناك، صديقي على الفيس بوك شرح لي كل شيء، اهم شيء اللغة نتعلمها وتسير امورنا على مايرام، محمد الابن الاكبركان نائما، (والله ياسليمة كلها على مود ذوله خطيه، وين نخليهم يعيشون اهناك، قتل وموت ودمار وتظاهرات وسرقة)، هذا القرار لابد منه، انها رحلة ضرورية، لم يعد هناك شيء تشعر انه يوحي بالحياة، الموت يغزو الطرقات، ويدخل البيوت بيتاً تلو الآخر، انا اخشى على ابنائي، (خوما جبناهم للحياة حتى يتعذبون)، المسؤولون عوائلهم في اوربا، ولايهمهم ان يموت الجميع، وهم حيارى ماذا يفعلون، خصوصا اما اطماع الدول الكبرى.
هذه النقطة الحدودية هي الاخيرة سنصل قريباً، لنحاول ان نبدأ من هنا ، اننا مقبلون على حياة اخرى، لقد حجزت شقة لمدة سبعة ايام، وصديقي انور جاء قبلي الى تركيا، وسيستقبلنا عندما نصل، هذا الرجل نسق الامور جميعها، حتى انه يعرف بعض المهربين، سنبحث عن وطن اجمل، واناس اجمل، لم تكن مجازفة، سنعبر الحدود ويبدأ كل شيء، لا اقول ينتهي كل شيء، كما كنا نقول في الوطن، وطن يعيش التاريخ وليست له علاقة بالحاضر، حتى الناس هناك مشدودين الى الماضي بحبال متينة، لايمكن ان يقطعوها في يوم ما، نعم التاريخ هو من يوجه السياسيين من الطائفتين، ومستقبل الاجيال مجهول، ولايمكن التكهن به، المهم سنصل.
وصل الاربعة الى شقتهم وناموا نوما عميقاً بعد رحلة مضنية، واستقبلوا الصباح بوجوم شديد، لكن الاب حاول تغيير الجو فاصطحبهم برحلة الى احدى متنزهات المدينة، وتناولوا غداءهم وعادوا بنفس منشرحة تفكر بالآتي الجميل، والدي يقول انه عالم اجمل ، هل صحيح يا امي؟ نعم يا بني مازلنا نسمع عنه العجب، الناس طيبون والارض جميلة، والبنايات فارهة، لن تر كلبا سائبا، كل شيء بحساب وتحت طائلة القانون، لاتوجد الفوضى، حتى المدارس احلى واكثر ترتيبا، لن تجد معلما متجهما، او تنظر شرطياً في باب المدرسة يسلبك الشعور الذي تأتي به صباحاً.
كانت بمفردها مع ابنها علي في ذات الفندق، الحجز لم ينتهِ بعد، وغادر احمد زوجها وابنها الاكبر محمد، غرقوا قريبا من شواطىء اليونان، ونجت هي وابنها علي، وهاهي تضرب اخماساٍ باسداس، لاتدري ماذا تفعل، الدموع تسبقها بمناسبة وبدون مناسبة، انها معلقة بين عالمين العالم القبيح السابق والعالم الاجمل الذي صادر زوجها وابنها، لاتستطيع العودة الى الوراء فالحلم يجب ان يكتمل.



#محمد_الذهبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نزاع في مقبرة
- ابو مرة جرهم بزيك
- رحلة الى ساحة التحرير
- صور
- عالم بخرائط
- اوزع في النار وصاياي
- وطن يعبر الحدود
- انا القصبة
- الانسان الاول والانسان الاخير
- عاشق
- لم يبقَ منكِ سوى قصيدة
- كلنا بانتظار غودو
- خمّارٌ جديدْ
- ماذا سافعل بالشمال وبالجنوب وبالوسط
- الغراب الاسود في البيت الابيض
- معاناة وكيليكسية
- ولاجل حبك قد هجرت صحابي
- الحصان
- انكيدو في اوروك لم يمت بعد
- سافتح ازرار الوقت


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الذهبي - البحث عن وطن اجمل