أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم الحريري - شدتسوون؟!














المزيد.....

شدتسوون؟!


ابراهيم الحريري

الحوار المتمدن-العدد: 4912 - 2015 / 9 / 1 - 00:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شدتسوون! صرخ صاحبي في وجهي وقد احتقن وجهه وكادت عيناه تخرجان من محجريهما.
لعلّي طردت عزيزا علي من البيت. لعلّي كذبت على عزيز فيما يتعلق بحياتي الشخصية. بل لعلّي، لا أسامح الله، انتحلت كتابة اخي او اي شخص آخر ونشرتها بإسمي، او اي شخص آخر، و نشرتها باسمي. انني تقدمت، او لعلّي ادّعيت اني حاصل على شهادة الماجستير في الصحافة، وانا، بالكاد حصلت على دبلوم في فن الطباعة سهلت لي قنينة ويسكي للاستاذ المشرف الحصول عليه، او انني اروج بتقدمي للحصول على شهادة الدكتوراه، او امراً آخر أدّا كنت قد تبتْ عنه وعاودته، وغير ذلك من "الآثام" التي لا يعرفها سوى صديقي.
"خير؟" سألت صاحبي "هل ارتكبت خطيئة جديدة، وانا غير واع، لا اتذكر، او أدّعي انني لا اتذكر، كما يحصل معي احيانا للتهرّب من المسؤولية؟ نوّرني، نوّر الله ايامك، دنيا و آخرة".
"لا تعرف، هه!"رد صاحبي مستنكرا، و قد كشّر عن ابتسامة صفراء "وهذا الذي تفعلونه انت وأصحابك منذ اسابيع؟ تملأون الساحات والشوارع، تطالبون بالإصلاح" توقف قليلا ليسترد أنفاسه ثم عاود "البلد في حالة حرب على الأرهاب. انتم تعيقون المجهود الحربي، وتخدمون - شئتم ام ابيتم - الإرهابيين! سأشكوكم الى الله! الى المراجع!".
هكذا الأمر اذن! نحن المتظاهرون ومن يقف معهم، نناصر الإرهاب. كدت اغضب، يفلت زمامي لو لا انني تفهمت الدوافع الوطنية التي ينطلق منها صاحبي. لا بد، اذن، ان الأمر إلتبس عليه. رأيت ان اعالج الأمر برويّة.
سألته: هل رأيت في شعارات المتظاهرين ما يناصر الإرهاب او يدافع عنه؟"
"كلا" رد صاحبي على الفور.
ما الأمر،اذن؟ ما الذي تأخذه على المظاهرات؟ على الحراك الشعبي من اجل الإصلاح؟"
"لا تسيئ فهمي!"اجاب صاحبي "الأمر ليس هنا. لا إعتراض لديّ على المطالب، ولا على الإصلاح بشكل عام، بل انا من أشد المناصرين لهما، لكن التوقيت يا عزيزي" وهو يضرب كفا بكف "التوقيت! هل هذا وقته؟ اما كان بال‘مكان تأجيل الأمر حتى تنتهي المعركة على الإرهاب؟ حتى..."
لم أجد بداً من مقاطعته متسائلا "معذرة للمقاطعة، حتى تسقط اراضٍ ومدن اخرى اخرى بيد الإرهابيين؟! دعني أسالك: هل نحن الذين سلمنا الموصل والمحافظات الأخرى؟ هل نحن الذين سلمنا المتطوعين في سبايكر والصقلاوية وسجن بادوش، للدواعش ليذبحوهم ذبح النعاج؟ هل نحن من يمنع القوات المسلحة والحشد من صد هجمات الإرهابيين على بيجي ومدن اخرى؟ هل نحن من تسبب في تهجير الملايين من الناس من مدنهم وبيوتهم، وفي اغتصاب وبيع الآلاف من الفتيات؟ أ ليس بيننا من سقط شهيدا في القتال ضد الإرهابيين؟ هل قاتل احد من المتهمين بالفساد او ارسل احد ابنائه اواقاربه للقتال ضد الإرهابيين، بينما يستشهد الآلاف من الشباب بسبب جرائم من سهل للإرهابيين؟ هل سمعت ان احدا منا متورط في صفقات السلاح المشبوهة التي الغى السيد العبادي العديد منها وتسبّبت، وكان يمكن ان تتسبّبت، في هدر المليارات من الدولارات والآلاف من الأرواح، مثل صفقة اجهزة الكشف عن المتفجرات التي حُوكم من صدّرها ومن إستوردها وجرى سجنه، بينما ما تزال تستخدم هذه الأجهزة للكشف عن المتفجرات؟ هل الكشف عن كل ذلك وهو جزء يسير مما تكشف وادى الى خراب البلاد وموت العباد وإضعاف للجيش والقوات المسلحة يعرقل القتال ضد الإرهاب؟ هل ورد اسم اي واحد منا في تقريراللجنة البرلمانية للتحقيق في سقوط الموصل وما تبعها من كوارث؟
لم يحرْ صاحبي جوابا. اضفت: "لا اشك في دوافعك ولا في حرصك على العراق، لكن ينبغي ان يكون المرء عادلا، منصفا"
اراد صاحبي ان يقاطعني محتجا لولا ان عاجلته "دعني اكمل: اما تهديدك بأنك ستشكونا الى الله والمراجع، فلا اعتقد ان الله يتسترعلى الفساد والمفسدين ومن يتستر عليهم، مقدما بذلك، حاشاه، خدمة مجانية للدواعش وأشباههم الذين يرتكبون أكثر الجرائم فحشا باسمه. اما الشكوى عند المراجع والتباكي على الجهد الحربي، فلا اعتقد ان آية الله العظمى السيد السيستاني كان، حاشاه، يخدم الدواعش بتبنيه لمطالب المتظاهرين، ودعوته رئيس الوزراء الى تحقيقها والإسراع في تحقيق الإصلاح".
"لعد ليش يكَلون انه المظاهرات تعرقل المجهود الحربي ضد الإرهاب" سأل صاحبي وقد بدا عليه التشوش.
"لا ادري" اجبت. اردت ان اقول: لعل لهم مصلحة في استمرار الفساد والتستر على المفسدين. لكني آثرت ان اترك له ان يتحقق من الأمر. قلت : "لا أدري ... ليش ما تسألهم مثل ما سألتني..."



#ابراهيم_الحريري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق... حصة مَنْ؟
- البعد الوطني العراقي للمشروع المدني
- 80 عاما صحافة شيوعية عراقية / بديع عمر نظمي: شمعة متوهجة انط ...
- الصديق ابو حسين
- لا رجعة! لا للوقوف في منتصف الطريق! الى الأمام! الى الأمام!
- الجبناء
- جامعة الحسن
- إدامة التحرك الشعبي وتعظيمه ضمانةُ انتصاره
- سيناريوهات محتملة
- حكم الأغلبية والنظام الرئاسي ...ام التمهيد للدكتاتورية المال ...
- 80 عاما صحافة شيوعية عراقية / انباء الموصل - العدد الأخير
- عدنان البراك فتى الصحافة الشيوعية الجميل .. النبيل
- النازحون 9
- النازحون 6 ....ليس بالخبز وحده يحيا الانسان
- النازحون كقوة منتجة 5
- النازحون 4
- النازحون 3
- النازحون قضية سياسية ايضاً وبإمتياز
- كشف حساب - على الطريق
- في عيد الصحافة الشيوعية


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم الحريري - شدتسوون؟!