أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم الحريري - النازحون كقوة منتجة 5














المزيد.....

النازحون كقوة منتجة 5


ابراهيم الحريري

الحوار المتمدن-العدد: 4847 - 2015 / 6 / 24 - 05:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يلاحظ القارئ ان الهم الاساس لهذه السطور و ما سبقها هي تقديم بعض الأفكار , بعض المقترحات , التي تساعد النازحين و العاملين من اجلهم , على تحسين ظروف حياتهم و تفعيل دورهم في التعامل مع قضيتهم بدل تركها فريسة للسماسرة , المحليين و الأجانب , و تقديم بعض النماذج الملموسة في هذا المجال , وليس الأِكتفاء بالتقاط الصور و نشرها , هنا او هناك , للوجاهة و لأغراض لاتمت بصلة للعمل الجاد من اجل التخفيف عن النازحين .
*********
فكتوريا يلدا كَوركَيس ( ام عادل ) ناشطة شيوعية تقيم و عائلتها في مدينة دهوك . انخرطت و زوجها في مجالات نشاطٍ مختلفة . في مدن مختلفة وعانت وعائلتها كثيراً من النظام السابق , حتى انتقلت الى دهوك .
ما ان احتلت داعش الموصل و القرى و القصبات المحيطة بها حتى كرست نفسها نشاطها , هي و عائلتها لمساعدة النازحين وزعت المساعدات ( ملابس , نقود , حولت بعضها الى مكائن خياطة وزعتها , بالتعاون مع الناشطة ماجدة الجبو ري على المخيمات ) .
تفتّق ذهنها مؤخرا عن فكرة : لماذا لا تقيم ورشة لتعليم بعض النازحات فن الخياطة والتطريز؟
اتصلت بمديرية الثقافة و الشباب في دهوك التي شجعتها ووفرت لها قاعة لأقامة ورشة للخياطة .
السيدة بهار مسؤولة منظمة " ايما " زودتها بثلاث مكائن خياطة قديمة و (500 ) دولار . اتصلت ام عادل بنازحات من تلّسقف و بطنايا و قرى اخرى كانت عصابات داعش احتلتها و شردت اهلها. شرحت لهن مشروعها و عرضت عليهن الألتحاق به .فرحن ووافقن .
في أوائل هذا الشهر, حزيران/ بدات ورشة فكتوريا العمل .
لدى الورشة الآن متدربات يعرفن الخياطة و التفصيل و التطريز و صناعة الأقراط و الأساورو الحقائب , بعد ان وفرت لهم ام عادل بمساعدة بعض تجار المدينة , المواد الاولية الضرورية .
لا تكتفي ام عادل بذلك , بل هي توفر ل " بناتها " العناية الطبية و الآدوية عند الحاجة , و تزورهن و اهاليهن في محلات سكناهن . اما ابنتها التي تهيئ لعرسها خلال ايام , فتشكو عدم اهتمامها بها , و تكريسها وقتها كلّه للنازحات .
تطمح ام عادل الى اقامة ورشة كبيرة خاصة بها, و تهيئ لاقامة سوق خيرية تعرض فيها منتجات بناتها , وتتمنى ان تتوفر لها امكانية تحسين ظروف عمل البنات و لا يتطلب هذا الكثير : ربما ثلاجة و بعض العصائر ووجبات خفيفة , فهل هذا كثير ؟ ,
برغم المتاعب الصحية التي تعاني منها ام عادل , فقلبها يعمل بمساعدة بطارية الا ان فرحتها لا توصف ,لآنها تعمل في المجال الذي تحبه و طالما نشطت فيه : العمل بين الناس و من اجل الناس .
و اذا كانت هذه السطور عنيت بابراز هذه التجربة فللتدليل على انه يمكن , ببعض المبادرات , تحويل بعض النازحين الى قوة منتجة , و يتوجب تعميم هذه التجربة ليس في مجال فتح دورات وورش لتعليم الخياطة , فحسب , بل يمكن الأنتقال الى فتح دورات وورش لتعليم و لممارسة مهن اخرى كالنجارة ,و الحياكة اليدوية , و غيرها من المهن التي لا تتطلب تجهيزا آليا كثيفا , متقدما .
الجانب الآخر في هذا المشروع هو العناية بتسويق منتجات هذه الورش و افادة العاملين فيها بالعائد المادي لعملهم ما يحسن من ظروف حياتهم و يشجعهم على المواصلة , و يشجع آخرين على الِألتحاق بهذه الورش .
و لتحقيق هذا المشروع سيكون من المفيد اجراء احصاء للأختصاصات و المهارات المتوفرة بين النازحين لغرض الأستفادة منها وزجها , قدر الأمكان , في مشاريع منتجة , بدل تركها متعطلة , يتآكلها و يتآكل اصحابها الصدأ و اليأس و المرارة , و ربما مشاعر وتسلكات اخرى , سلبية , بل مضرة , خصوصا بين المراهقين و الشباب , و يمكن ,كحد ادنى ,الأستفادة من طاقات االمراهقين و الشباب في نشاطات عملية لا تتطلب قدرا كبيرا من المهارة , كالنقل و التوزيع الخ... , لقاء عائد مادي , مهما كان بسيطا , يساعدهم و يساعد عوائلهم , بدل تركهم فريسة سهلة لدعاة السوء و غواية الأنحراف بمختلف اشكاله و تلاوينه .
يمكن , بل من الأفضل , من اجل تحقيق , و التوسع في تطبيق هذا المشروع , الأِستفادة من خبرة الوكالات الأجنبية , التابعة منها للأمم المتحدة خصوصا , العاملة في مجال معونة النازحين و اللاجئين , و قد تكاثر عددهم خلال العقود السنوات و العقود الأخيرة , مع الأسف , بسبب النزاعات الداخلية , او الهجرة الأقتصادية , و مؤخرا الأرهاب , بل انه يتوجب على هذه الوكالات ان تبادر هي , و ان تشجع السلطات الأتحادية و المحلية و منظمات المجتمع المدني ,على سلوك هذا الطريق , بدل الأِكتفاء , فقط ,بتقديم المعونات الأِنسانية , على اهميتها .
واضح , مما تقدم , ان الهم الأساسي لهذه السطور , ليس العائد المادي لزج النازحين في عملية الأنتاج , مهما كانت بسيطة , اولية , بل تحويلهم , القادر منهم خصوصا , الى طاقة منتجة , ولو بقدر , كما كانوا قبل ان يجري اجتثاثهم من جذورهم , بكل ما صحب ذلك من وحشية تفوق التصور . فليس اصعب على المرء اكثر من احساسه انه مهمش , معزول , معطل عن ممارسة واحدة من اهم وظائفه : اعني بها العمل المنتج , فالعمل المنتج ليس احتياجا ماديا , فحسب , بل حاجة اجتماعية , سيكولوجية , و هو , اي , العمل المنتج , مثل الصحة في المثل المعروف , تاج على رؤوس الأصحاء , لا يحس به الا المحرومين منه , حتى لو كانو مُقْسرين على ذلك .
و تظل الخطوة الأولى من اجل تفعيل دور النازحين في كل ما يتعلق بحياتهم , هي تشكيلهم للجان المخيمات التي تساعد في تنظيم حياتهم اليومية , و تعبر عن مصالحهم .
**************
الحلقة القادمة " ليس بالخبز وحده "



#ابراهيم_الحريري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النازحون 4
- النازحون 3
- النازحون قضية سياسية ايضاً وبإمتياز
- كشف حساب - على الطريق
- في عيد الصحافة الشيوعية
- تعقيب أخير
- تعقيب على تعقيب تحرير سالم الاعتراف-.... الأَخير!”
- تعقيب على تعقيب تحرير سالم
- عن -سن الذهب- ادافع لا عن مفيد !
- الى الصديق سعدي يوسف - التفسير المادي لسن الذهب !
- أزمة كهرباء... أم أزمة حكم؟
- لم يعد السكوت ممكناً
- لم يعد السكوت ممكناً .. نقطة سطر جديد
- ضد التعذيب! لم يعد السكوت ممكنا...
- نديم
- يا عين موليتي
- حوار مع الكاتب ابراهيم الحريري
- اصداء - مناقشة هادئة للموقف الوطني


المزيد.....




- بعد تحريك ترامب لوحدات -نووية-.. لمحة عن أسطول الغواصات الأم ...
- مقبرة الأطفال المنسيّة.. كيف قادت تفاحة مسروقة صبيين إلى سرّ ...
- الوداع الأخير.. طفل يلوح لجثامين في جنازة بخان يونس وسط مأسا ...
- مستشار سابق للشاباك: حرب غزة غطاء لمخطط تغيير ديمغرافي وتهجي ...
- نفاد تذاكر -الأوديسة- قبل عام من عرضه.. هل يعيد كريستوفر نول ...
- بين الرخام والحرير.. متحف اللوفر يستضيف معرض الكوتور لسرد قص ...
- أزمة حادة بين زامير ونتنياهو بشأن استمرار الحرب على غزة
- فورين أفيرز: لماذا على تايوان إعادة إحياء مفاعلاتها النووية؟ ...
- فيديو الجندي الأسير لدى القسام يثير ضجة في إسرائيل
- بلغراد تندد بتثبيت حكم على زعيم صرب البوسنة


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم الحريري - النازحون كقوة منتجة 5