أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حميد حران السعيدي - ألعبقري....














المزيد.....

ألعبقري....


حميد حران السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4909 - 2015 / 8 / 27 - 20:19
المحور: كتابات ساخرة
    


ألأهوار هي صمام أمان الحياة العراقيه , ففي زمن إنتشارها على مساحات واسعه من أرض العراق كانت تؤمن للجميع بيئه نظيفه وهي مصدر الثروه السمكيه ومأوى الطيور المائيه المهاجره والتربه المناسبه لزراعة محصول الرز العراقي المميز (العنبر) , كانت تجود على أغنياء البلاد وفقرائها , ومن ضاقت عليه سبل توفير القوت سيجد فيها من ألأسماك الصغيره المسماة محليا (الخِشني) مايوفر له الحد ألأدنى من الغذاء , وكان هذا النوع من ألأسماك متيسرا موفور مجانا للصيادين ولسكان القرى المتاخمه للأهوار والمحاذيه للأنهار, ويباع بالحد ألأدنى من ألأسعار لفقراء المدن .
كان المرحوم (زعيبل) يمتهن العمل في البناء كعامل بسيط ممن يُسمون (كواديد عافيه) , أي من الذين يوفرون لقمة عيشهم بالتعب الجسدي المضني , وهم يتقاضون الحد ألأدنى من ألأجور التي تضمن لهم القوت البسيط حيث يغلب حضور عزيز الفقراء وصديقهم الدائم آنذاك (الخشني) على موائدهم المتواضعه , وكان المرحوم يسأل عائلته حال دخوله المنزل الطيني بعد عودته من العمل )ها بشروا شنه اليوم خشني مشني) ... إعتادت العائله على سماع هذه أللازمه كل يوم , وأصبحت موضوع تندر أصحابه عند فجر كل يوم حين يتجمعون في (مسطر العماله) بأنتظار رزقهم , بل إن بعضهم قد إستعارها وغدا يرددها عند عودته لبيته مضيفا لها (على كولة زعيبل) .
وذات يوم ذهب ثلاثه من ألعمال الى بيت أحد المعلمين لأجراء بعض الترميمات ومن بينهم (تايه) صديق (زعيبل) وجاره وبعد مرور الساعات ألأولى على عملهم جاء صاحب الدار يصحبة طفل يمسك بزجاجه بيضاء فيها سائل برتقالي اللون يرشفه الطفل بشهيه , داعبه (تايه) متسائلا (شنه هذا التشربه ؟) , رد الطفل مبتسما (مشن) , أستوقفه الجواب , وبدا شبه مشدوه وكرر السؤال على الطفل بغية التأكد فاجاب ألأب بدلا عن أبنه (مشن) , قفز الى ذهنه صديقه فردد في سره (هذا المنعول الوالدين شارب من هذا ؟ زين شلون عرفه ؟) ... لاحظ المعلم مابدا على الرجل وتصور أن ألأمر هو مجرد رغبه في تناول هذا المشروب فأرسل ولده ألأكبر ليجلب 3 زجاجات من (إكسير الحياة) الذي أذهل العامل , رشف الجميع محتوى تلك الزجاجات بتلذذ وقرر (تايه)بعد الرشفه ألأولى أن يعيد غطاء الزجاجه ويتركها جانبا لحين إنتهاء العمل , عاد من العمل وقبل دخوله البيت نادى على جاره فوجده , رفع الزجاجه بوجهه متسائلا : (تعرف هذا ؟) .. فوجيء زعيبل بالسؤال (ولعب الفار بعبه) ورد على سؤال جاره وصديقه : (لا ما أعرفه ولا شايفه والله يكفيني شره شنه يتايه كمت تشرب مُنكر؟) ... ضحك الرجل من سؤال صاحبه ثم رشف من الزجاجه رشفتين وناولها له طالبا منه أن يشرب ماتبقى , ثم قال : (الله يبعدنا عن المنكر يزعيبل ... بس يخوي تره تاهت ولكاها تايه إشرب وانا أسولفلك) ,تناول زعيبل ماتبقى تجشأ بصوت مرتفع قائلا :( والله لذيذ يتايه .. شنه هذا؟).. وهنا تطوع الجار لأضافة حرف الياء من عندياته وأجاب : (هذا العرفته أنت قبل كل الناس ... هذا مشني ) .
إستقبل (زعيبل) إعتراف الجار بسابق فضله بلا أُباليه في بداية ألأمر , وفي صباح اليوم التالي كان تايه ينشر الخبر بين جميع أهل المسطر مستشهدا برفيقيه في إثبات وجود (المشني) الذي لم يعرفه (إبن أنثى) قبل زعيبل , هنا شعر زعيبل بشيء من ألأهميه تصاعد إحساسه بها مع إنتشار خبر (سبقه المُلهم) بالتعرف على (المشني ) رديف (الخشني) , وفي اليوم الرابع كان زعيبل يمشي بين رفاق مسطر العمال بخيلاء طاووس وهو يتبجح أمام الجميع بكشفه وخطورة دوره وأهميته التاريخيه .
شاهدنا على زعيبلات هذا الوكت ... بكثر وجع البطن ... بس لاخشني ولا مشني بس مشي الطواويس عابلنه عبل .
وسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسلامتكم



#حميد_حران_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا يؤلم الجرح إلا من به ألألم
- ألعشمه..
- (طلعت ريحتكم)
- إعلام الغايات والدعايات
- محنة العبادي أَم مُهمَتُهْ ؟
- موقف المرجعيه وموقف الشعب
- لغم
- لعبها الجبوري
- رسالة أُخرى للسيد حيدر العبادي
- (حراميه) من كواكب أخرى
- صَدقتُم الوعد ... فأحذروا
- ألنهيق ..
- نحن ديموقراطيون جدا
- أبن الحرامي ... حرامي
- (ألطشت )....
- (ألشكص)....
- قاتل الله الشك
- إن كان ما حققته إيران نصرا
- (ألْعِزالْ)
- ذبح الدجاج أفضل


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حميد حران السعيدي - ألعبقري....