أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - حسين عجيب - لماذا يسحرنا المزيف؟















المزيد.....

لماذا يسحرنا المزيف؟


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 4890 - 2015 / 8 / 8 - 11:49
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


تحت هذا العنوان عقدت ندوات عديدة في جمعيات التحليل النفسي, في فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة_على مدار القرن العشرين_ ويمكن بسهولة, لمن يرغب بالتوسع في معرفة الموضوع عبر كتب من ترجمة وجيه أسعد: النرجسية, الأوديب عقدة كلية, الأنا ومراجع الشخصية, التصعيد_ دروب الابداع....على سبيل المثال.
جاذبية المزيف تعود لأسباب عديدة ومصادر متنوعة
_ يحقق المصلحة المباشرة أو الشعور الآني بالراحة, بشكل سهل وفوري ومجاني
_يحرر بصورة مؤقتة من الخوف والهم المترافقين مع عمليات النضج, كذلك مع عمليات الادراك الواقعي للقوى النفسية_ الاجتماعية وللقوانين التي تتحكم بها, والأكثر أهمية وخطورة إنكار حقيقة مرور الزمن.
_يستعيد الحنين الطفولي للقوة والرغبة والمعرفة(المطلقة). ويوهم بسهولة تحققها مع تجنب الصراعات بين الجنسين وبين الأجيال..... والضغوط المختلفة والمتلازمة معها.
_يحقق مؤقتا شعور الانتماء للجماعة المختارة والمفضلة( الدينية أو الاجتماعية أو الفكرية_ السياسية) التي تدرك الخلاص وتمنحه أيضا.
وعلى ضوء الخلاصات التي تمخضت عنها الندوات المذكورة, تقوم قراءتي لكتابين شهيرين في القرن العشرين, وما تزال شهرتهما تتصاعد مع تقدم القرن الحالي.
_ كتاب السر كنموذج للزائف.
_ كتاب العادات السبع للناس الأكثر فعالية كنموذج للمعرفي.
المفارقة_ تشابه ظاهري بين الكتابين وتناقض ضمني بالفعل.
إنكار الواقع الموضوعي, بمختلف قواه وقوانينه, في كتاب السر (الحل بدفن الرأس في الرمل). وعلى العكس (معرفة الضرورة) بالتعبير الفلسفي الكلاسيكي, في كتاب العادات السبع_ مع تقديم الدلائل المنطقية مع كل فكرة.
* * *
الحياة الانسانية بأطوارها الأربعة, من الطفولة الباكرة إلى الشيخوخة المتأخرة (مدارات ومستويات من الطاقة والوعي والمهارات المتسلسلة_ متصلة ومنفصلة بالتزامن).
1_ طور الرغبة الكلية أو الطور النرجسي, رغبة ومعرفة وقوة_ كلية. إنه طور كل شيئ أو لا شيئ.
هذا الطور الحاضنة لنماذج الأب الخصاء والأم المفترسة والأخ القاتل والزوج ة الخائن ة والابن الحاقد والمغتاظ والجار الحسود والزميل الغيور, وغيرهم من بقية الأدوار الاجتماعية المرضية.
الشخصية في هذا الطور بحالة صراع مستمر حول الماضي أو الحق خصوصا, ولا غرابة في ذلك فهو طور المطلق والسحر_ الطاقة السالبة.
2_ طور المقدرة أو الطور المنطقي. يدرك المرء في هذا الطور والمستوى التباين بين الحق والمنطق والمثل والقيم العليا( الاجتماعية أو الذاتية) وبين المصلحة الشخصية المباشرة كالسيطرة والتملك والجشع أو عدم الكفاية.
تدور حياة أغلب الناس بين الطورين, وتدل على ذلك كثرة العبارات المأثورة المشتركة, والتي تحض على الطاعة والامتثال أو على النكوص أكثر عبر التحريض على الأنانية والجشع: ضع رأسك بين الرؤوس..., أنا وأخي على ابن عمي..., الف أم تبكي..., في مدينة العوران...., مئة كلمة جبان ولا الله يرحمو...., وغيرها كثير.
3_ طور الثقة أو طور تكامل الشخصية مع إعادة توحيدها. يحتمل المرء الخسارات المادية أو الاجتماعية أو العاطفية بسهولة بعدما يختار ويقرر_ عند حدوث التعارض بين قيمه الذاتية ونماذجه الأخلاقية وبين مصالحه العميقة والجوهرية (المادية أو المعنوية). وبالمقابل يستطيع ان يحتمل تناقضاته مع مع القيم المشتركة الاجتماعية أو الانسانية أو الذاتية في حالاات خاصة ومحدودة بالطبع. كأن تتعرض حياة ابن أو حبيب أو مصيره وبقاءه الشخصي لمخاطر_ يستوجب إنقاذها التضحية بالمبادئ.
والمختلف في هذه الحالة _ الطور عن الجشع اللاشعوري وحالة عدم الكفاية, ان ذلك يحدث بفهم ووعي. وليس ضمن حالات إنفعالية كالكبت والاسقاط والانكار, مع إدراك المرء للحالة الخاصة والمؤقتة, واستعداده الواعي والارادي لتحمل مسؤولية قراراته وخياراته الخاطئة أخلاقيا(حتى بمعياره الشخصي). هذا الطور مدخل إلى النضج والحكمة_ غبطة الوجود.
4_طور الايمان_ طور الحب والمعرفة. المرحلة التي تنفتح فيها الدوائر الانسانية الثلاثة عبر تكامل الشخصية بجوانبها(دوائرها) الذاتي والاجتماعي والانساني, وتتمحور على مركز الشخصية الموحد, الذي يحتوي ضمنا على القيم الذاتية للفرد بشكل مندمج ومتسلسل, بانسجام ومرونة.
تلك الخبرة النادرة, والتي لاتخلو حياة أحد منها تماما_ مع ذلك, سوى الأشقياء والذين لم يغادروا الطور البدائي- الجنيني بعد. وهي تشرح بوضوح يقارب اليقين خيارات مرعبة لغالبية الناس, تكون دوافعها الحقيقية عمق الحب والايمان بالحياة واستمرارها_ ولفرط الثقة بالعقل وقدرته على اختيار الصواب (لا الموت الانتحاري والاجرامي حبا بالدمار والفناء ونتيجة لانحرافات العقل وشلله). المثال البارز في الحياة الانسانية المشتركة_ إلى اليوم
اختيار العلماء (الكثير منهم) للعزلة والصمت وتفضيلها على حياة السلطة والمال والأضواء, نفسه طريق بوذا والمسيح ....وأيضا كوبرنيكوس وغاليلي والحلاج وابن المقفع والمعري...ذلك كله قبل ِأن تنتصر ثقافة الموت في بلادنا وتطبق على العقل والمجتمع والدين والاعتقاد بشكل أساسي.
* * *
الطور الأول يلائم كتاب السر, ويتناسب مع ما يتضمنه من أفكار عنصرية, غاية في القسوة والعنف (وإن بشكل مضمر).
فيما الطور النهائي_ طور الاكتمال والحب يلائم كتاب العادات السبع....خاصة لجهة أخذه بالاعتبار القوانين الموضوعية المادية والتاريخية والاجتماعية والنفسية_إلى جانب الاعتراف بأهمية الوعي والارادة والتفكير الايجابي.
* * *
العالم الحالي بالنسبة لأي حيوان غير مدجن, مكان شديد الخطورة بالفعل, وموقفا الحكمة والصراع( أو الهرب) مترادفان ويشتركان بتحقيق المصلحة الجوهرية للكائن: التكاثر والبقاء (الانتاج وإعادة الانتاج).
لكن, هل يصح تعميم ذلك على الانسان المعاصر وعلى المجتمعات أيضا؟
وهل يبرر الانحياز غلى قطب الصراع والخوف, مع طمس وإهمال قطب الحب والتعاون (الايمان)؟
محاولة الاجابة على هذا السؤال تشكل المحتوى الجوهري للكتابين, ومصدر أهميتهما وخطورتهما معا.
كي لا تطول المادة, وسبب اهم لتأجيل المناقشة والقراءة التحليلية للكتابين:
أدعوك لقراءة كلا الكتابين بهدوء_ وعقل بارد. سأخصص لهما مقالات قادمة.
* * *
يتعذر فهم فكرة"أن النصوص أكثر ذكاء وعمقا وسعة من رغبة قراءها_ وكتابها أيضا" قبل خبرة القراءة التالية والمتكررة.
نسبيا_ يفسر ذلك بعض الظواهر الاجتماعية البارزة. مثل شغف الأطفال الصغار بإعادة الاستماع إلى الحكايات التي يحفظونها عن ظهر قلب_ كما يقال. كذلك شغف الجماعات البدائية بتكرار تلاوة نصوصهم المقدسة, والتي تتضاعف مع التكرار والأجيال القادمة. يفسر أيضا ما يحدث معنا نحن( العشاق_ القراء) حين نوفق بتعبير يلائم خبرة غامضة وعواطف مبهمة, لحظة السحر تلك_ التي هي بالفعل المكافئة الحقيقية للقراءة_ الكتابة. ولايفلت من شركها النرجسي سوى القلة النادرة من الكتاب_ القراء, عبر الارتقاء المتسلسل...رغبة, مقدرة, ثقة, حب وفرح وإيمان.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطبيعة البشرية_ الكرامة الانسانية ضمنا
- زيارة الطبيب النفسي_علامة صحة أم مرض؟
- اليوم التالي_ اليوم الذي يلي....
- هل توجد حروب نظيفة؟
- القراءة التالية
- تفسير الألم
- تكافؤالضدين_ وجها عملة واحدة؟
- صناعة الأعداء
- لا يوجد الحب ولا النجاح في مقبرة_ حول سراديب العقل, وظلماته
- من شام إلى يمن....الدولة الفاشلة_ مصير محتوم؟
- نظرية الذات لدى أحدنا(القدرة على إدراك النفس كموضوع اجتماعي ...
- حياة موازية_نبوءة قد تحقق ذاتها( ما يتوقعه السوريون من أنفسه ...
- مقدمة (حياة موازية_ ثورة ام مؤامرة)
- حياة موازية_ ثورة أم مؤامرة؟
- حياة موازية-بعد ألف سنة!
- الجرح النرجسي_ للفرد أم للانسان...
- لماذا غابت المعارك الثقافية عن حياتنا؟
- الس.....يون يلعبون ببرازهم
- التعلق إنعكاس لتناقص الحب وضموره
- كيف تقول_ كفتا ميزان_ماذا تقول


المزيد.....




- مصدر لـCNN: مدير CIA يعتزم زيارة إسرائيل مع استمرار مفاوضات ...
- بيروت.. الطلاب ينددون بالحرب على غزة
- أبو ظبي تحتضمن قمة AIM للاستثمار
- رويترز: مدير المخابرات الأميركية سيتوجه لإسرائيل للقاء نتاني ...
- البيت الأبيض: معبر كرم أبو سالم سيفتح يوم الأربعاء
- البيت الأبيض يعلن أنه أوعز لدبلوماسييه في موسكو بعدم حضور حف ...
- شاهد.. شي جين بينغ برفقة ماكرون يستمتع بالرقصات الفولكلورية ...
- بوتين رئيسا لولاية جديدة.. محاذير للغرب نحو عالم جديد
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لاقتحام دباباته لمعبر رفح
- بالفيديو.. الجيش الكويتي يتخلص من قنبلة تزن 454 كلغ تعود لحق ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - حسين عجيب - لماذا يسحرنا المزيف؟