أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد حسين يونس - حدث في بلاد الواق الواق .















المزيد.....

حدث في بلاد الواق الواق .


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 4884 - 2015 / 8 / 1 - 06:15
المحور: الادب والفن
    


هذه قصة خيالية من تأليفي .. عن بلاد بعيدة .. بعيدة .. بعيدة .. يمكن كمان مش علي كوكبنا الارضي . هذا تنوية واضح و محدد .. لمن في قلوبهم مرض و يتصورون أنني أكتب عن قوم معينين و أحداث بعينها .
في بلاد الواق الواق نظام سياسي غريب شوية .. إنها جمهورية ملكية .. بمعني إن الناستذهب لتنتخب الملك .. و تسلمه القيادة .. ولا تسأله أبدا عن قراراته .. و كل( م يعمل شيء) جيد اومحبط يصفقوا .. بحماس .. لغاية م يوم .. يفقدوا القدرة علي التصفيق .. فيخرجوا بمظاهرات عارمة . منادين ,, الشعب يريد تغيير القرطاس . .. ما علينا الشر برة وبعيد !!
الرئيس الملك .. عادة ما يختار بنفسه .. شهبندر التجار .. وشيخ المنسر .. ورئيس العسس .. و مقدم الجندرمة .. وعينه تظل عليهم حتي لا يلعب اى منهم بديلة فيبقي نهار أبوة أسود من قرن الخروب .. برضه ما علينا.. لله في خلقه شئون !!إحنا مالنا ومالهم كل واحد حر في عزبة أبوه .

المهم في يوم .. قررت الجمهورية الملكية واق الواق العظمي .. أن تبني صرحا ثقافيا .. خلابا .. يبهر الغادى و الرائح .. و يعبر عن أصالتها و عمق تاريخ حضارتها التي لم يشهد الكوكب مثيلا لها .
نظموا مسابقة بين المصممين .. وكانت النتيجة ..أن مكتبا معماريا غريبا عنهم من أقصي الشمال فاز بالتصميم المبهر الذى يشبه الشمس المشرقة البازغة من المحيط اللانهائي الذى تغسل بلاد الواق الواق رأسها في مياهه .
أعتقد أنني حتي الان قد نجحت في عدم الاشارة لاى مكان معروف لكم علي الكرة الارضية ..!! .

الحكاية التالية قصها علي ..(وليد ) المهندس الشاب ..الذى كان يعمل في الشركة المحلية التي نفذت هذا الصرح الحضارى الذى يشار إليه بالبنان .
وليد كان يعيش في مدينة بعيدة .. في مديرية ..( نسيت أقول لكم إن بلاد الواق الواق كانت مقسمة لمديريات .. كل مديرية يحكمها مندوب للرئيس الملك.. يختاره بنفسة أيضا ليضمن إنه لن يلعب بديلة ).. وكان علي وليد أن يسافر في نهاية أخر أيام إسبوع العمل من المديرية التي يقام بها الصرح الحضارى .. و يذهب الي المديرية التي بها منزله و عروسة .. و كان يقضي هناك .. يومي عطلة نهاية الاسبوع .. و يعود لعملة مع بداية الاسبوع التالي .. و كان وليد (فيتك ) شوبة .. فيسافر بعد منتصف النهار مبكرا .. و يعود بعد منتصف النهار متأخرا .. ولم يكن هناك .. دفتر حضور و إنصراف .. او ساعة لحساب الفترة التي يقضيها .. وكان المكان واسع و فيه ناس كتير فلم يكن ملحوظا غيابة او حضورة .. إلا أنه بمرور الوقت .. لاحظ وجود شخص ما جالس في المدخل دوما بدون عمل واضح .. ثم تبين له بعد ذلك أنة يسجل حضور و إنصراف العاملين دون أن يدروا !! .... ليه كده م عرفش .. دة نظام الجمهورية الملكية واق الواق .

ولان وليد (فتيك ) ذهب لجس نبض الجاسوس المختفي علي الباب دون عمل .. جلس بجواره و هات يا دردشه .. طلع إنه من سكان نفس المديرية .. وإنه يحمل شهادة متوسطة يسمونها هناك (دبلوم البيع و الشرا )و إنه بيدرس علشان ربنا يعلي من مراتبه و ياخد الشهادة الكبيرة .. .. وبعد سيجارتين وكبايتين شاى(علي حساب وليد ) .. و تعاطف مصطنع .. قرر الجاسوس المخفي ..إنه ميسجلش الحضور و الانصراف الفعلي ..للمهندس الشاب .. مقابل مبلغ صغير .. تعاطفا مع حالته في كونه عريسا جديدا .. وبيشتاق للجو .

و ليد بعد كده حرص علي مد حبال الود.. مع أخينا فإكتشف إنه بيورد أنفار من مديريتهم للعمل بالمشروع و بياخد اللي فيه القسمة منهم.. وإنه المسئول عن توفير الشقق للمغتربين و له حسنته .. وإنه بيتعاقد مع الميكروباصات اللي بنتقل العمال .. و اهو كله بفايدة .. و لوعملوا عزومة او تكريم لواحد مغادر .. هو اللي بيجمع التبرعات و هو اللي بيشترى الحلويات و السندويتشات .. و مفيش حد بيحاسبة و سلموا القط مفتاح الكرار .

الراجل إياه بعد شويه فهم إن وليد (فتيك ) و اللي بيدفعة .. مش قد اللي بياخده .. في قعدة صفا قاله ((شوف بقي يا باشمهندس .. الحق حق .. و مبيزعلش .. اللي بتدفعة حضرتك مش كفاية )).. وليد ..الاخبث منه .. قاله طيب عايز كام ..اخونا إياة ضاعف (الفردة) .. و وليد راح مزود عليها .. وقاله بس بالشكل دة .. نزوغ في نص الاسبوع .. بدرى .. شويه .. علشان المدام حامل و تعبانة و عايزة عناية .. و التاني وافق بدون أى إعتراض او فصال ..رزق ربنا بعته .. حنتبطر !!

في يوم الدنيا قامت و مقعدتش .. نظافه في كل مكان .. لوحات البرامج تم تعديلها .. المديرين كلهم في المشروع .. وحتي الجاسوس .. وضعوا له مكتبا امام المدخل و لبسوة زى معين .. و جلس علي كرسي بصفته (إتش . ار ) دى (بالخوجاتي) يعني الراجل المسئول عن توظيف العمالة . علي اساس إنه إقترب من الحصول علي الشهادة الكبيرة وحيشغل الوظيفه قريبا .

وليد سأل إيه الحكاية يا عمنا؟ .. وكان الجواب إن السيد نائب رئيس مجلس الادارة جاى لمتابعة أعمال المشروع ولازم كتقاليد بلاد الواق الواق .. لا يرى أى عيب او ملحوظه .. ثم وجه لوليد النقد قائلا ((إنت مش لابس مهمات الامن الصناعي ليه !!))

سيادة النائب لما شرف .. الناس كلها كانت في إستقباله .. والجميع رسم إبتسامة واسعه .. وكل واحد (حب ) يبقي في الصورة .. و يجاوب بسرعة مع اول إشاره من الباشا (هم كمان عندهم بك و باشا ) .. لكن اللي أكل الجو .. و طلع بنصيب الاسد .. كان عمنا إياه !! و طي علي إيد النائب و قبلها .. وقاله إنقذني يا باشا ..امي عيانة .. وعايزة حقنة بالشيء الفلاني .. و مش قادر أشتريها .. حضرتك عارف الماهيه م بتكفيش .. مدبر المشروع بعد أن أثني علي الجهد الذى يبذله أخونا إياه لرعاية العاملين .. طلب أن يتم تغطية نفقات مرض الام .. من الشركة .. والباشا وافق و طلب منه زيارته في مكتبة في العاصمة .. ليدبر له حلا للموضوع .

الجميع أثنوا علي كرم الباشا .. وهنئوا الرجل الغلبان الذى يسرت له الاقدار( لطيبة قلبه) مقابلة الشخصية الهامة النافذة . إلا وليد فقد كان يعرف أن الرجل قد (وقع) في اليوم السابق عقد شراء منزل اربعة أدوار في حي سكنه وذهب معه وليد بنفسه لمعاينته و التأكد من سلامته .

المهم .. بعد زيارة او إتنين للباشا .. تم نقل الرجل من المشروع .. و إنتدابة (إتش .أر ) في مشروع خارج الاقطار الواق واقوية .. و بعد مدة بسيطة يقولون أن الشركه الحكومية هناك .. تنازلت عن أغلب أعمالها لمقاول باطن رشحه أخونا إياه لهم.
ثم توالت الاحداث فقد تم نقلة .. لقطر اخر تعمل فيه نفس الشركة الام ،،،ثم اخر لثلاث او أربع مرات .. وفي كل مرة يتكرر نفس الموقف مقاول الباطن يلهف الكعكة .. و الشركه الحكومية العملاقة تعرق لها عمولة بسيطة .
بعد أربع سنوات .. كان النائب قد أصبح .. رئيسا .. و عمنا إياة أصبح (إتش .ار ) لعموم الشركة .. و كانت هناك غمزات ولمزات ..أن مقاول الباطن المحظوظ الذى دائما ما يحل محل الشركة في تعاقداتها الخارجية .. هو ... هو ... هو ..أبناء السيد الباشا النائب الذى أصبح رئيسا ..

و تدور الايام .. و تشرق شموس و تغرب أخرى .. و يرتفع نجم رئيس الشركة ليصبح شيخ منسر دولة الواق واق .. و تعلن أول حركة تعيين .. لمديرى المديريات الجدد .. فيجد وليد .. أن مدير المديرية التي يعيش فيها .. والحاكم بامره هناك مندوب الرئيس الملك ..هو نفس الشخص الذى كان يجلس امام المشروع الحضارى العملاق يسجل الدخول والخروج ويمد يده كل شهر ليأخذ المعلوم الذى يجعله يغمض العين عن التجاوزات .

إنها بلاد لعينة ،جنبنا المولي تعالي مصيرها وسيرة فسادها العكرة، الذى لا يحدث الا هناك في الجمهورية الملكية واق الواق العظمي .



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تاريخ قهر العرب للموالي .. تاريخ لعين لا نعرفه . !!
- قد لا تعرفون قيمة (مصر) .
- اللي معاه مال محيره يكتب تاريخه ويزوره
- السعودية كيان طفيلي بلا جذور.
- 23 يوليو الذى نأبي أن نتعلم دروسه .
- محاكمة وغد قديم
- النظر في مرآة مسطحة
- للكون(جينوم ) يحمل جينات الوجود
- أبناء عبد الوهاب،في معبد الكرنك .
- 5 يونيو ..سكون ..ثم للخلف در!!
- الفريق مرسي..نموذجا لازال قائما .
- هل يمكن(هكذا) أن نتعايش دون تدمير !!
- الخلل الايكولوجى في إستبعاد المسيحين.
- هل تخيلت أنك أسقطت الوزير !!
- حوارحول محنة العمل في بلدنا !!
- أوهام العداء و نصف قرن من الغفلة
- الاستاذ حسين سالم .. وأنا.
- لو حظا تعسا جعلني رئيسا للوزراء .
- العثمانيون سفاحون لم يهذبهم اتاتورك .
- حرب العصابات ودفاعات اللوياثان.


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد حسين يونس - حدث في بلاد الواق الواق .