أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حنان بديع ساويرس - إزدراء بطعم البلح !!!















المزيد.....

إزدراء بطعم البلح !!!


حنان بديع ساويرس
(Hanan Saweres)


الحوار المتمدن-العدد: 4878 - 2015 / 7 / 26 - 09:58
المحور: حقوق الانسان
    


فى الأسبوع الآخير من شهر رمضان قام بعض الشباب الأقباط بتوزيع أكياس من البلح على المَارة فى وقت الإفطار كنوع من الأخاء والمحبة والمُشاركة فى إطعام صائم كما يَحُدث عَادة فى رمضان فهذا المَشهد ليس بغريب على المصريين فقد رأيناه مِرَاراً وتِكرَاراً أقباط ومُسلمين .. فالأكثر شيوعاً نجد بعض المُسلمين يوزعون البلح والعصَائر وبعض الأطعمة الخفيفة على المَارة فى ساعة الإفطار ، وأغلبهم لا يَستثنون الأقباط أثناء توزيعهم لهذه الوجبات لكسر الصيام فيَصرون إعطاء المسيحيين منها رغم توضيح الأمر لهم أى تأكيد المَسيحى لمُوزع الوجبة بأنه مَسيحى ... وبنفس هذه الروح المُحِبَة الوَدُودَة أراد بعض الشباب المسيحى بالأسكندرية توزيع أكياس البلح على الصائمين ولكن هنا كانت الفاجعة !!!!
فقد كان مكتوب على ورقة بتلك الأكياس كلمات محبة وتشجيع !!!
فكانت الكارثة !!!
فقد ضُبط هؤلاء الشباب مُتلبسين بجسم الجريمة !!! الا وهى هذه الكلمات التى إعتبروها تبشير تارة وإزدراء للإسلام تارة !!!!
- فبالنسبة للتبشير فهو ليس بجريمة حتى يُحاكموا عليها وهذا ليس موضوعنا الآن ولكن .. السؤال الذى يطرح نفسه .. لما هذا إزدراءاً ؟!!!
- وقبل أن أتفوه بأى شئ فإليكم نص الكلمات الموجودة فى أكياس البلح أولاً .
( يستطيع المولى أن يعلم بكل ما تمر به لأن هو العليم القدير ويستطيع أن يحمل من على أكتافك كل هم وتعب وضيق ويعطيك الراحة والخير فهو يحبك جداً )
- رغم أن هذا الكلام ليس بأية نَصية من الإنجيل أوحتى أسلوب مَسيحى فى التعبير إلا أنهم أعتبروه تبشيراً !!!
- فقد تناول الشباب المسيحى ألفاظاً إسلامية بحتة حتى يتفادوا ما وصلوا إليه فى نهاية الأمر وهو إتهامهم بالتبشير والإزدراء !! ولكن أكدت هذه الواقعة كلمات السيد المسيح له كل مجد حينما قال " زمرنا لكم فلم ترقصوا .. نُحنا لكم فلم تلطموا " فلا شئ يرضى المُتعصب حتى لو كان تقديم الحب والعطاء !!! - فمثلاً لفظ " المولى " ولفظى " العليم ، القدير " كلها ألفاظ وأساليب ومُصطلحات إسلامية لا تمت لأسلوب أو ألفاظ المَسيحية بأى صلة ومع ذلك وصفوها بأنها تبشير !!
- أما باقى الجملة فهى عبارة عن وصف لله وكيف يحمل عن الإنسان أتعابه وهمومه وكيف يستطيع مُساعدة الإنسان والنهوض به لأنه يُحبه ... وأعتقد أن كل الديانات تؤمن بذلك ، أن الله قادر على مُساعدة الإنسان وإنتشاله من همومه ومن لا يؤمن بذلك فهو الذى يزدرى الله ذاته وليس إزدراءاً لدين ما !!!
- أعلم جيداً أن إزدراء دين هو السب أو القذف أو التشكيك فيه أو السُخرية منه وهذا ما لا يحدث فى تلك الواقعة ، فكيف تكون كلمات المحبة إزدراءاً !!! .. وكيف يكون العطاء إزدراءاً .. أما عن البلح فربما يكون هو الإزدراء !!!
- فإذا كانت كلمات المحبة والحث على إنتظار مراحم الله مهما كان الأمر صعب ... وتشديد وتشجيع الناس على أن الله يحبهم هو إزدراء للأديان فماذا إذن عن تكفير الآخر وقذفه وسبه وسب ديانته جهراً !!!
فالقصة على لسان أحد الشباب المُتهمين يقول أنه تلقى إتصالاً من أحد أصدقائه يخبره أنه تم إلقاء القبض عليهم أثناء قيامهم بتوزيع "بلح" على الصائمين وأن شخص يعمل مدير تحرير لإحدى الجرائد ، قام بالإبلاغ عن الشاب بدعوى التبشير، وأنه قام بالاعتداء عليه واحتجازه حتى تم نقلهم إلى نقطة سيدى بشر التابعة لقسم المنتزه أول... ويستطرد قائلا ... بأنه ذهب مع صديق آخر ليعرف ماذا حدث لصديقه الذي تم إحتجازه ، وفور وصلوهم إلى القسم جاء الشخص المُبلّغ يُعامل مُعاملة لواء فى النقطة، لدرجة إنه أخذ موبايل أحد الضباط ليتحدث فيه ويقول لصديقنا الذى تم القبض عليه " أنا مش هاسيبك وحساب القسم حاجة وحسابى معك ومع أهلك حاجة تانية" ، تمت معاملتهم بإهانة من قبل الأمناء والضباط، كما قام الشخص المدعي عليهم بفض أحراز الشنطة ، وبعد ذلك تم تحرير محضر للثلاث شباب على الرغم من كونهم غير متواجدين أثناء الواقعة بل أتوا إلى القسم للاطمئنان على صديقهم المتهم ، وعليه تم تلفيق محضر فحواه أن ثلاثة شباب أقباط يقومون بتوزيع كتب تبشيرية ، وتم تحويلهم للنيابة التى قامت بدورها بالتحقيق معهم ووجهت لهم تُهمتى إزدراء أديان وإتباع أسلوب تبشيري حديث لإستقطاب المسلمين وتم الخروج بكفالة على ذمة القضية وقدرها عشرة آلاف جنيهاً .
- من الغريب أننا بعد ثورتين نجد المشهد بنفس التعصب فالكيل مازال يُكيل بمكيالين ، فبدلاً من أن نشجع هذه النماذج من الشباب نقهرهم ونرهبهم !!
- لفت إنتباهى فى هذه الواقعة عدة ملحوظات الا وهى :
أولاً صُدمت عندما علمت بتوصيف الإتهام الا وهو إستقطاب المُسلمين بإتباع أسلوب تبشيرى حديث ... فهل من المنطق والمعقول أن يَخشى أحد على أن يترك شخص إيمانه ويَسهُل إستقطابه من أجل كيس بلح أو جملة تحث على المحبة والإقتراب لله !!!!!!
- كيف يقوم صحافى بتهدد مواطنين تحت مرأى ومسمع من رجال الأمن .. وكيف له أن يعتدى على أحدهم بالضرب والسب بل يقوم بتهديدهم بأن عقاب القانون شئ وعقابه هو لهم هم وأهلهم شئ آخر ؟!!
ولماذا يزيد الظالم من ظلمه ويستقوى بنفوذه ويتم الزج بأصدقاء الشاب الأول الذى طلبهم للأستغاثة بهم إلى أن إنضموا لمحفل الضحايا !!!
وهل مازالت هناك إنتهاكات تحدث ضد أبرياء من أشخاص لهم نفوذ أو لهم معارف مع بعض أفراد الأمن فيتم مُجاملتهم على حساب سلام الأبرياء .
هل نقول لبعض الشباب المسيحى المُحب .. قف عن محبتك للآخر لأن محبتك ستزج بك وراء القضبان !!
مع العلم أننا كأقباط نتنفس كل يوم إزدراءاً عبر مُكبرات الصوت والدعوة جهراً للإسلام فحدث ولا حر ج ... فلا يتورع أحدهم أن يدعو لديانته مسيحياً دون الحفاظ على مشاعره كمسيحى يؤمن بعقيدته ويَغار عليها .. يومياً يحدث ذلك من الإعلام المسموع والمقروء كقنوات تليفزيونية تارة ومن جرائد ومواقع إليكترونية تارة بل ومن الزملاء ورؤساء العمل ومن شخصيات عامة ، وبطرق مُباشرة أو غير مُباشرة .
فما أسهل تلفيق تهم الإزدراء للأقباط لا سيما لكسر شوكة كل من تسول له نفسه بالتبشير !! إلى أن تطورت طرق تلفيق تهم الإزدراء حتى أصبح الإزدرا ء بطعم البلح ، عفواً بل بطعم المرار ة وإنتكاسة العدل !!!



#حنان_بديع_ساويرس (هاشتاغ)       Hanan_Saweres#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يُصبح الحب والسلام فشلاً !!!!!
- حتى الطيور تُهَاجِر ولا تُهَجَر !!!
- رسالة من إيمانويل إلى الرئيس السيسى
- المرأة فى عصر النهضة
- الحلقة الخامسة عشر والآخيرة من كتاب / لو لم أكن إرثوذكسياً ! ...
- الحلقة الرابعة عشر من كتاب / لو لم أكن إرثوذكسياً !!
- الحلقة الثالثة عشر من كتاب / لو لم أكن إرثوذكسياً !!
- الحلقة الثانية عشر من كتاب / لو لم أكن إرثوذكسياً !!
- الحلقة الحادية عشر من كتاب / لو لم أكن إرثوذكسياً !!
- إلى د. نبيل العربى .. لا تتقمص دور حمامة السلام على حسابنا ! ...
- فى ذكرى زهرة الربيع مارى جورج
- الحلقة العاشرة من كتاب / لو لم أكن إرثوذكسياً !!
- الحلقة التاسعة من كتاب / لو لم أكن إرثوذكسياً !!
- الحلقة الثامنة من كتاب / لو لم أكن إرثوذكسياً !!
- الحلقة السابعة من كتاب / لو لم أكن إرثوذكسياً !!
- الحلقة السادسة من كتاب / لو لم أكن إرثوذكسياً !!
- الحلقة الخامسة من كتاب / لو لم أكن إرثوذكسياً !!
- الحلقة الرابعة من كتاب / لو لم أكن إرثوذكسياً !!
- الحلقة الثالثة من كتاب / لو لم أكن إرثوذكسياً !!
- الحلقة الثانية من كتاب / لو لم أكن إرثوذكسياً !!


المزيد.....




- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي بشبهة -رشوة-
- قناة -12-: الجنائية ما كانت لتصدر أوامر اعتقال ضد مسؤولين إس ...
- الأمم المتحدة تطالب بتحقيق دولي في المقابر الجماعية بمستشفيا ...
- مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: أعداد الشهداء بين الأبرياء ...
- لازاريني: 160 من مقار الأونروا في غزة دمرت بشكل كامل
- السفارة الروسية لدى واشنطن: تقرير واشنطن حول حقوق الإنسان مح ...
- غرق وفقدان العشرات من المهاجرين قبالة سواحل تونس وجيبوتي


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حنان بديع ساويرس - إزدراء بطعم البلح !!!