الحلقة الثالثة عشر من كتاب / لو لم أكن إرثوذكسياً !!

حنان بديع ساويرس
(Hanan Saweres)

الحوار المتمدن-العدد: 4786 - 2015 / 4 / 24 - 22:42
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    

هذا الكتاب كتبته عام 2010 رداً على أحد المُهرطقين ... وأردت اليوم نشره على حلقات

لو لم أكن أرثوذكسياً لوددت أن أكون أرثوذكسيا


*رابعاً : تعليقك على عبادة الأكليروس (رجال الدين ) فى الكنيسة الأرثوذكسية .
فأنك تقول : يصل توقير الأكليروس وعلى رأسهم البطريرك والأساقفة فى الكنيسة الأرثوذكسية الى حد العبادة بكل مظاهرها . أنك تشهد بنفسك أنه توقير وأحترام ومهما يصل هذا الأحترام والتوقير فهو لا يخرج عن هذا النطاق ولا يصبح أبدا عبادة فكن متواضعا يا عزيزى فتعلم من السيد المسيح الذى قال " تعلموا منى لأنى وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم"
أى أن التواضع وبساطة القلب سيعطيك راحة عند توقيرهم وأحترامهم بدلاً من الحقد عليهم ، فأن الكبرياء كان سبب سقطة الشيطان بعد أن كان رئيس طغمات فأن الرب بنفسه هو من سلم تلاميذه العمل الكهنوتى عندما ظهر لهم بعد القيامة وقال لهم " كما أرسلنى الآب أرسلكم أنا ولما قال هذا نفخ وقال لهم أقبلوا الروح القدس من غفرتم خطاياه تغفر له ومن أمسكتم خطاياه أمسكت " (يو 21:20-22-23 ) فالسيد المسيح هو الذى أختارهم لتعليم الشعب وأرشاده وتسليم وصاياه وهذا بداية من أختياره لتلاميذه دون غيرهم إلى إختياره لرجال الكهنوت .

وسأذكر بعض الأمثلة من الكتاب المقدس توضح توقيرهم وأحترامهم وأن الرب يخصهم بمهام غير مسموح لغيرهم القيام بها
فأن أبينا إبراهيم وهو أب جميع الآباء تبارك من ملكى صادق ( كاهن الله العلى) فيقول الكتاب " وملكى صادق ملك شاليم أخرج خبزاً وخمراً وكان كاهناً لله العلى وباركه وقال مُبارك أبرام من الله العلى مالك السموات والأرض ومبارك الله العلى الذى أسلم أعدائك فى يدك فأعطاه عشراً من كل شئ " ( تك 14: 18-19-20)
وكان الملوك فى العهد القديم يتم مسحهم على أيدى رجال الكهنوت " قال الملك داود أدع لى صادوق الكاهن .... فقال الملك لهم خذوا معكم عبيد سيدكم وأركبوا سليمان أبنى على البغلة التى لى وأنزلوا به إلى جيحون وليمسحه هناك صادوق الكاهن "( 1مل32:1 -33-34)
وأيضا مسح صموئيل لشاول " فأخذ صموئيل قنينة الدهن وصب على رأسه وقبله وقال أليس لأن الرب قد مسحك على ميراثه رئيساً " ( 1صم 1:10) وأيضاً مسحه لداود ملكاً " وأنا أعلمك ماذا تصنع وأمسح لى الذى أقول لك عنه.... فقال الرب قم أمسحه لأن هذا هو فأخذ صموئيل قرن الدهن ومسحه فى وسط إخواته وحل روح الرب على داود من ذلك اليوم وصاعداً " ( 1 صم 16 :3-11-12)
وأيضاً أعطاهم الرب يسوع سلطان الحل والربط والعقاب أحياناً لمن يستحق هذا فقال الرب يسوع عنهم فى شخص بطرس الرسول 0" فكل ما تربطه على الأرض يكون مربوطاً فى السموات وكل ما تحله على الأرض يكون محلولاً فى السموات " ( مت 16:19) ونرى هذا بوضوح فى معاقبة بطرس لحنانيا وسفيرة .
فعندما أختلس حنانيا ثمن مُلكاً باعه وأمرأته سفيرة كانت على علم بذلك فقال له بطرس " أنت لم تكذب على الناس بل تكذب على الله " ( اع 5: 4) فلما سمع حنانيا هذا الكلام وقع ومات .
وعندما جاءت سفيرة وأيدت كذب زوجها فقال لها بطرس " ما بالكما أتفقتما على تجربة روح الرب هوذا أرجل الذين دفنوا رجلك على الباب ، وسيحملونك خارجاً . فوقعت فى الحال عند رجليه وماتت " ( اع 5: 9-10-11)
وأيضاً القديس بولس الرسول مع عليم الساحر فأمتلأ بولس الرسول وأنتهر الساحر وقال له " فالآن هوذا يد الرب عليك فتكون أعمى لا تبصر الشمس الى حين ففى الحال سقط عليه ضباب وظلمه فجعل يدور ملتمساً مَن يقوده بيده " ( اع 11:13)
وعن مقارنتك لسجود كرنيليوس قائد المائة أمام بطرس الرسول بالميطانية التى تقدم أمام رجال الكهنوت .
فيقول سفر الأعمال " ولما دخل بطرس أستقبله كرنيليوس وسجد واقعا على قدميه فأقامه بطرس قائلا قم أنا أيضا إنسان (اع 10 :25 -26) فوضح الكتاب أن كرنيليوس وقع على قدمى بطرس أى أنه سجود كسجود العبادة لدرجة أن بطرس تأثر من ذلك وأقامه وقال له قم أنا أيضا إنسان فهذا يشبه ما حدث مع القديس يوحنا عندما قال (خررت لأسجد أمام رجلى الملاك ) فتعبير "خررت" وتعبير "وسجد واقعا على قدميه" يوضح أنه سجود مبالغ فيه ولكن السجود (الميطانية) أو بالأحرى انحناءة الأحترام التى تقدم لرجال الكهنوت فهى ليست عبادة لهم فأنت لا تسقط على ركبتيك أمامهم لأجل أن توصفه بالعبادة فلا داعى لهذا التهويل وهذه المبالغة .

#حنان_بديع_ساويرس (هاشتاغ)       Hanan_Saweres#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل