أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عماد علي - ارجوا ان اكون مخطئا














المزيد.....

ارجوا ان اكون مخطئا


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4877 - 2015 / 7 / 25 - 19:15
المحور: القضية الكردية
    


منذ بروز داعش في هذه المنطقة و ارتفع رصيد الكورد كاقوى مانع له و لتمدده، نتيجة لما يتمتع به الكورد و كما كان تاريخيا من البسالة و القوة العسكرية العفوية التي هي من خصلته و مسته البارزة منذ نعومة اظافره و ورثها ابا عن جد لعوامل متعددة ليس هنا موضع بحثها . و اعترف العالم بما قدمه الكورد من تضحيات ومقاومة شرسة لاعتى قوة و ايديولوجيا ظهرت الى العلن من قبل تنظيم و هو يحمل تاريخ اسلافه و افعالهم منذ اكثر من الف و اربعمئة عام .
كان دور الكورد مشهودا له كعامل مساعد و ليس رئيسي في المعادلات السياسية التي مرت نتيجة الصراعات المتعددة المختلفة بين المحاور التي تتنافس على اثبات الذات و التقدم بدور اكبر لضمان المستقبل لهم بعد طول التنافس و بداية لمرحلة جديدة تظهر في الافق و لكن الدور العسكري فرض نفسه عليه و استغله القوى الكبرى و الاقليمية بتفادي خسائر كانوا هم قبل غيرهم يتكبدوها . انهم جميعا برعوا في خداع الكورد على اعتقادهم بانهم الطرف الرئيسي ضمن الدول المتنافسة و القوى الكبرى لحد اليوم في المعادلات السياسية، و لكن اليوم ظهرت ملامح لما تكن و تحمل هذه القوى من الافكار و ما يعتمدون عليه في صراعاتهم في المنطقة على اساس المصالح الكبرى و ليس التفاصيل الصغيرة التي يقع فيها الكورد دون دراية منهم . على الرغم من حساب البعض من الملمين للكورد و خاصة في كوردستان الجنوبية على انهم عبروا مرحلة متقدمة في قضيتهم لا يمكن رجوعهم الى المربع الاول كما يعتقد المحللون الا ان احتمال العودة ليست صغيرة .
لقد قاومت تركيا كثيرا و استخدمت جميع اوراقها في صراعات المنطقة و بعضها عكس التيار لبقائها هي على صدارتها في قيادتها للمنطقة او تمكنها في اعادة امجادها ان امكن للتغلب على المحور الاخر، و استغلت كل الطرق الملتوية من استغلال داعش و القوى المتخلفة المعادية للانسانية في صراعاتها و مسيرتها السياسية و العسكرية، و بعدما تاثر داخلها نتيجة الانتخبات الاخيرة فيها اعتمدت تغيير الطريقة و توجهت الى اعادة النظر في تعاملها مع الواقع الموجود بالخنوع لامريكا من اجل اعادة التوازن اليها و استسلمت كليا لامرها و هي الان بصدد التعاون التام ومن دون شروط معها والخضوع لتعليماتها و مطالبها في صراعاتها في المنطقة والعالم و هي تعيد الاوراق بعدما ياست من تحقيق اهدافها الخاصة بعيدة عن امريكا و ضرورتها التي تفرض نفسها على حلفائها قبل اعدائها .
و منذ المكالمة القصيرة بين اوباما و اردوغان التي اعلنت تركيا و تكلمت عنها و كانها تنفست الصعداء بعد طول عناء و ادعت بانها مهمة و ناجحة فبينت على السطح مدى التوافق الذي فرض نفسه عليهما و الاحتياج المتبادل لبعضهما في امور المنطقة، و كما شاهدنا حدثت حركات مخابراتية هدفها التبرير لعمليات كبرى اتفق عليها الرئيسان و ليس القصف التركي على داعش و الحزب العمال الكوردستاني الا بداية لتطبيق نتائج تلك الاتفاقية التي حدثت بمكالمة هاتفية نتيجة نضوج عواملها . اليوم ارتفعت نسبة الاحتمال الذي تكلمنا من قبل عنه و هو تهميش الكورد لحد ما في المعادلة الجديدة بعد دخول تركيا الخط بشكل مباشر و مساند لخطط و برامج امريكا ، فانها دخلت نتيجة العوامل الكبيرة وهي اصبحت من الاطراف الاكثر تاثيرا للوصول الى نهاية اللعبة، و ها نرى دخول تركيا الخط ابعد الشك عن انخفاض دور الكورد في ما يحصل، مهما تبجحت امريكا في قول غير ذلك و هي تسير على تكرار دورها القديم الجديد و سياساتها الخبيثة المصلحية التي لا تعرف للعاطفة و الاخلاق شيء يُذكر .
و لنا ايضا ان نقول ان المرحلة التي وصل اليها الكورد في كوردستان الجنوبية بشكلها الحالي تمكٌنه ان يكون له تاثير مباشر على عدم افساح المجال للقوى ان تلعب بحرية على حساب مصالحه، و ليس اليوم بالامس بشكل مطلق و لا يمكن تنفيذ ما ياملون بسهولة، بشرط التعاون و اتحاد الداخل الكوردي و بحث القضايا بعقلانية بعيدا عن المصلحية الحزبية الشخصية الضيقة التي لا نرى الجانب الايجابي لهذه المرحلة ولو نسبة قليلة منه حتى اليوم . و عليه، لنا الحق ان نكون متشائمين في توقعنا فيما نصل اليه و ما يحصل لنا مستقبلا ان كنا بهذه الحال، و ارجوا ان اكون مخطئا فيما اذهب اليه لمستقبل الكورد في المنطقة و دوره في المعادلات و ما يمكن تهميشه في نهاية الامر، و اتمنى ان لا يخرج من المولد بدون حمص و يضيع الجهد و دماء التي سالت كما هو العادة في تاريخه، لخير غير امة متنفذة في المنطقة .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قلنا مرارا لا تثقوا بهذا الشيطان
- راي و موقف حول علمانية الدستور في اقليم كوردستان
- هل يتالق الكورد في فن الحروب فقط ؟
- تراجع الواقع الاجتماعي في اقليم كوردستان
- اشترى الدين الديموقراطية في العراق
- تركيا بين العقد الداخلية و الخارجية
- هل اللاوعي العربي مليء بالعنف ؟
- مع الماضي او الحاضر ام الاهم هو التجديد الدائم
- متى ينتهي شغف الكتابة ؟
- متى تتراجع الدخلاء في العراق ؟
- السياسة و الصحافة العراقية في مرحلة المراهقة
- مسيرة تركيا بعد فوز حزب الشعوب الديموقراطي
- الشتيمة و اشعال الفتنة في العراق
- كيف يجب ان تتعامل الحكومة الفدرالية العراقية مع نوايا استقلا ...
- متى نصل للمرحلة الانسانية في شرق الاوسط ؟
- يتهافتون لاسترضاء امريكا رغم انعاتها براس الفتنة
- ايهما الاَولى النضال القومي ام الطبقي في كوردستان
- وفيق السامرائي يريد اشعال الفتنة بين الكورد
- اخطرهم الفساد الاجتماعي المنتشر في العراق
- العراق و مراوغة الاسلام السياسي


المزيد.....




- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عماد علي - ارجوا ان اكون مخطئا