أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نبيل عودة - فلسفة مبسطة: مفهوم النسبية















المزيد.....

فلسفة مبسطة: مفهوم النسبية


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 4867 - 2015 / 7 / 15 - 09:36
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    




أول من صاغ مفهوم النسبية كان العالم جاليليو، وحسب ما قاله كل حركة بسرعة ثابتة هي نسبية. بالطبع لن ندخل في نظرية النسبية لاينشتاين، ولا هدف هنا لمعالجة الجوانب العلمية للنظرية النسبية.
قرات في كتاب فلسفي طرفة لطيفة عن نسبية المفاهيم والتي مصدرها من الرؤية المختلفة لعنصرين.
الطرفة تتحدث عن فرنسي دخل مقصفا وعلى كتفه تقف ببغاء ترتدي بدلة "توكسيدو" – التي يرتديها عادة المايسترو- قائد فرقة الأوكسترا!
أعجب البارمان بالببغاء الأنيقة ببدلتها "التوكسيدو".قال مخاطبا الفرنسي:
- ببغاء رائعة وأنيقة ، من أين حصلت عليها؟
أجابت الببغاء بسرعة، قبل ان يفتح الفرنسي فمه:
- بل أنا حصلت عليه ( وأشارت الى الفرنسي) يوجد مثله ملايين في فرنسا.
اذن من السيد؟ الببغاء ام الفرنسي؟
فيلسوف أمريكي معاصر يعتقد ان مفاهيم الإنسان، هي نسبية للغته. ويشرح بان اللغة الأم هي إطار لا يمكن الفكاك منه حتى بشكل نسبي.
رغم ان التطورات نقضت هذا الفكرة بشكل نسبي طبعا وليس بشكل مطلق، اذ نجد ان اللغة الأم لدى الأقليات تحافظ على كيانها نسبيا فقط،كنوع من التحدي، والقضاء على الانتماء اللغوي قد يستغرق مئت السنين، ونجاحه نسبية، مثلا محاولة الاستعمار الفرنسي القضاء على اللغة العربية في الجزائر ضمن المشروع الاستعماري لجعل الجزائر فرنسية. محاولة القضاء على لغة الهنود الحمر في أمريكا، محاولات لا تتوقف ضد اللغة العربية في إسرائيل، رغم انها لغة رسمية حسب القانون، السبب طبعا ان اللغة هي ضمن الهوية الوطنية، إضعافها هو طعنة للانتماء الوطني وللهوية الوطنية، بل وأكثر من ذلك، فقدان الإنسان للغته القومية او إضعافها، يخرجه من الانتماء الاجتماعي أيضا لمجموعة سكانية لها هويتها الخاصة وتاريخها الوطني الذي يميزها كمجموعة .
هنا نجد أن الأكثرية تستغل قةتها الديموغرافية والاقتصادية والقانونية لتفرض لغتها في جميع مجالات الحياة، العمل، التعليم، المؤسسات، ألأبحاث، القضاء والوظائف والكثير من المحالات الحيوية الأخرى.
هذا يطرح سؤال حول نسبية القيم التي تقف وراء تمسك الإنسان بلغته، تقاليده، ثقافته، تربيته، عقائده وغير ذلك.
الفلسفة تسميها "نسبية القيم" ويطرح سؤال: ما هي العلاقة النسبية بين القيم الثقافية والقوة الاجتماعية؟
من المعروف ان قوة القيم الاجتماعية (او العادات الاجتماعية) تقرر بناء على قوة سيطرة المجتمع على أفراده... وبالتالي قوة انتمائهم لمجتمعهم.
هل هو مجتمع مدني؟ مجتمع قبلي؟ مجتمع ديني؟ مجتمع ليبرالي؟ في كل حالة نجد اختلافات جوهرية. في الأوساط الأكثر تنورا وثقافة ، الحفاظ على الهوية القومية يتخذ أشكالا أكثر صلابة.
اذن ما هو الذي يؤثر على تطور القيم الاجتماعية؟
لا يوجد شيء ثابت. الثابت يصبح مشكلة لأتباعه ومشكلة لمعارضيه. من يقرر الاتجاه الصحيح؟
الزوجة قلقة لتأخر زوجها. اتصلت معه على تلفونه النقال تستفهم سبب تأخره. قال انه على الشارع السريع لكن السائقين أصيبوا بالجنون. لذلك يتقدم ببطء وحذر. قالت له ان نشرة الأخبار تتحدث عن سائق مجنون يسير عكس حركة السير، مما يشكل خطرا على الجميع. قال لها: مجنون واحد؟ ليذهبوا الى الجحيم، يوجد على الشارع السريع مئات المجانين يسيرون عكس حركة السير!!
اذن من المجنون؟ السائق الوحيد الذي يعتقد انه يسير بالاتجاه الصحيح ، ام المئات الذين يقول عنهم مجانين يسيرون عكس حركة السير..؟
ما هو الصحيح؟ من يقرر الاتجاه الصحيح؟
اذن نحن أمام تعدد المفاهيم النسبية بالمقارنة مع القناعات الشخصية.
من هنا تطورت نظرية فلسفية حول "النسبية المطلقة".
هناك أخطاء كثيرة من منطلق القناعة الذاتية من موقف ما دون فحصه للعمق.
مثلا الدواعش يعتقدون أنهم مطاردون بسبب دينهم وأنهم بحالة دفاع عن العقيدة وعن النفس. ضحاياهم على قناعة أنهم مجرد قتلة لا يعرفون الرحمة ويفتقدون للمشاعر الإنسانية.
اذن نحن أمام تعارض بين نسبيتين مطلقتين.
وهذا بالضبط ما حدث مع الأدميرال العربي أحمد في القصة التالية حول النسبية المطلقة:

الأميرال أحمد ( مقطع من قصة بطل من هذا الزمان)

بعد انتهاء المناورة الأخيرة وبينما البارجة تعود إلى قواعدها والأميرال أحمد يستريح فوق مقعده العريض، مغمض العينين، يفكر فيما سيحصل عليه من تكريم وهبات وشهرة، إذ بصوت مراقب البارجة يخترق أذنيه عبر الخط الأحمر الداخلي:
- سيدي القائد، هناك ضوء أمامنا لقطعة بحرية كما يبدو.. إذا واصلنا التقدم بهذا الخط سنصطدم بها.
انتفض الأميرال واقفاً، أسرع إلى مركز قيادته وأمر المراقب أن يرسل إشارات إلى مصدر الضوء ينبّههم إلى ضرورة تغيير مسارهم بعشرين درجة على الأقل تفادياً للاصطدام.
نفّذ المراقب الأمر... وتلقى جواباً وقحاً بالإشارة.. احتار هل ينقل الجواب الوقح أم يرسل إشارة أخرى؟ لكنه ملتزم بأوامر قائده.. فحسم أمره:
- سيدي الأميرال، ردوا على إشارتنا بوقاحة، يقولون لنا أن نغير نحن اتجاهنا بعشرين درجة.
غضب الأميرال أحمد، وصرخ بعصبية:
- سنقضي عليهم كما قضينا على الأعداء..
بعد أن تمالك أعصابه قال للمراقب:
- أرسل إشارة بأننا بارجة عسكرية يقودها الأميرال أحمد وأننا في مسار تصادم مؤكد وعليهم تغيير مسارهم فوراً بعشرين درجة.
نفذ المراقب الأمر وجاءه الجواب ونقله فوراً للأميرال:
- سيدي جوابهم يفيد بما يلي: أنا بحار بسيط سيدي الأميرال، أنا أناشدك أن تغير مسارك بعشرين درجة.
كان من الصعب وصف غضب الأميرال، بحار بسيط يتحداه. سوف يلقنه درساً لن تنساه البحرية خلال قرن كامل. قال للمراقب أن يرسل إشارة لذلك البحار الوقح بأننا سفينة عسكرية وأوامرنا يجب أن تطاع وإلا سينزل بهم عقاباً رهيباً.
وجاء الرد من البحار البسيط:
- سيدي الأميرال أنا مطيع لأوامرك، انا مشغل الفنار، لا أستطيع تغيير مكان الفنار، أرجو أن تنحرف عشرين درجة حتى لا تتحطم بارجتك على الصخور أمام الفنار!!
(يمكن قراءة القصة الكاملة على هذا الرابط - قصة ، بطل من هذا الزمان :http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=181847 [email protected])



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أدوات الجريمة...!!
- فلسفة مبسطة: فلسفة القانون
- فلسفة مبسطة: ما هي الفلسفة؟
- فلسفة مبسطة: فلسفة مذهب النفعية
- في ذكرى رحيل الناقد د. حبيب بولس (1948 - 2012)
- فلسفة مبسطة: الشبيحة
- بلدة بلا خطايا...!!
- فلسفة مبسطة: مفهوم حقوق الإنسان
- فلسفة مبسطة: الثورة، النظام والشعب
- فلسفة مبسطة: التفكير الانديكتيفي..!!
- فلسفة مبسطة: سنة أولى فلسفة
- كل شيء يبدأ بخطوة واحدة...
- لعبة الغولف
- خطر على المؤمنين..!!
- فلسفة مبسطة: فشل التوجه الى المرجعية
- فلسفة مبسطة: فلسفة الدحض
- الحمير تعقد قمة طارئة..!!
- فلسفة مبسطة: فلسفة الدين
- فلم وثائقي يكشف: جرائم حرب إسرائيلية في حرب 1967
- من تسجيلاتي القصصية


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نبيل عودة - فلسفة مبسطة: مفهوم النسبية