أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم عبدالله - قراءة الدكتور رعد أحمد الزُّبيدي .في ديوان ( تصاويرك تستحمّ عارية خلف ستائر مخملية ) للشاعر كريم عبدالله














المزيد.....

قراءة الدكتور رعد أحمد الزُّبيدي .في ديوان ( تصاويرك تستحمّ عارية خلف ستائر مخملية ) للشاعر كريم عبدالله


كريم عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 4864 - 2015 / 7 / 12 - 00:36
المحور: الادب والفن
    


بسم الله الرحمن الرحيم
ستبقى قصيدة النثر في واقعنا الأدبي تعاني من التجاذبات النقدية والفنية بشكل مستمر لمجموعة أسباب من أهمها :
1. تشرُّب المناخ الأدبي المَشرقي ، والذائقة العربية بحالة الإيقاع للقصيدة العربية الكلاسيكية العمودية ، ذات الإيقاع الموسيقي العميق .
2. ما تتمتع به قصيدة النثر من روح المشاكسة في بنية استقلالها الفني ، واختراقها لمساحات الأنماط الأدبية الأخرى، مثل القصة والأمثال والحكاية والشعر ، وسحب هذه التشكيلات في بنائها الفني .
الشعرية المشاكسة :
لا شكَ أنّ قصيدة النثر قد ابتعدت كثيراً عن جادة الإيقاع الشعري القديم ؛ لأسباب كثيرةٍ من أبرزها تغيَّر الذائقة ، وتغيّر البيئة ، ولربَّما قد أصاب الموضوع الشعري التغيير في تجليات التعبير ومستوياته .. لذا تميّزت خاصية قصيدة النثر بين الأجناس بأنَّها شكَّلت تناقضاً في بُنيتها الشكلية والشعرية . فهي فنٌّ بينيٌّ أثار الساحة النقدية ضجيجاً لا ينتهي ، بسبب ما تملك من استفزاز عالٍ في شعريتها الخاصة .
وقولي بانَّها فنٌّ بينيّ ؛ لأنها تشكيلٌ بين الشعر والنثر ، وبين الفكر والعاطفة ، وبين الثبات واللاثبات في شكلها .. وهكذا يتفلت هذا البناء من قبضة الثبات ، فهو ليس نصَّاً قصصياً ولا شكلاً شعرياً تقليدياً ، ولا مقالةً أو لغةً صُحفية ولكنه بينهما جميعا ، وهذه هي المشاكسة التي أعنيها في قصيدة النثر ، التي تفرض على المتلقي جهداً ووعياً ملحوظاً في المتابعة والقراءة لها .
قد لا نجدُ إيقاعاً موسيقياً هادئاً عند ضفاف قصيدة النثر ، لأنها ليست كذلك . بل نجدُ جديةً فكرية عميقةً في محاولة حلِّ شفرات التناقض في العصف اللغوي والدلالة ، والصور ، والمعاني والفكر وتزاحم الأنماط الكتابية الأخرى .. ومن طبيعة التكوين الشعري هذا تبنت قصيدة النثر بقصد أو دون ذلك شاعرية الذّهن أو الرؤى الفكرية ، ويبرز جمالُها الشعري من خلال هذه الجدية في وظيفة اللغة والشكل الأستثناءيين لديها .
إنَّ هذه المشاكسة الفنية تحتاج إلى شاعرٍ مشاكسٍ يستطيع أن يحقق خرقاً واعياً في إنجازِ نصٍّ عنيدٍ في تناقضاتهِ ومفاجأتهِ ، أو يحتاج إلى شاعرٍ قادرٍ على فهم هذه الذائقية المعاصرة في الانفتاح بين الفنون وتوظيفها . وهذا ما يتوهم به البعض من الشعراء أو النقاد حين ينظر إلى قصيدة النثر على أنَّها مجرد قطعة أسطر من العبارات المتخاصمة وحسب .
وليس من السهل أن يتوفر هذا الشاعر المشاكس إلاّ في وعي نادرٍ ، وقراءةٍ عميقة للتراث الشعري قديماً وحديثاً . فالشاعر هنا يقدّمُ عالماً من الرؤى بشاعرية مختلفة ، ولكنها شاعرية تلامس تلك الشاعرية القديمة وإن اختلفت أدوات التعبير وأشكاله .
لقد وجدتُ في ديوان ( تصاويرك .. تستحم عاريةً .. ) شيئاً من المقدرة والمجالدة في الشعرية النثرية التي تحقق هذا التناقض اليقظ في وعيه وموضوعاته وثباتها لموضوع المرأة والذات المأزومة التي امتدت على تجربة الديوان بأكملهِ . وهو ثبات يوحي بالمحافظة على قضيتهِ وحضورها كموضوع عضوي في التجربة الشعرية كاملةً دون أن تتشظى أو تتماهى في موضوعات أُخر .
تميَّز ديوان ( تصاويرك .. ) بمقدرة عالية في خلق شاعرية التناقض في لغته ، وموضوعه ، والشكل ، ولربَّما تحقق هذه الشاعرية في فكر المتلقي كدحاً ذهنياً مقلقاً .
إنَّ كريم عبد الله شاعر في بيئة عربية في ثقافتها الأدبية وموروثها الإيقاعي في الشعر ، لذا فقد انسل هذا الإيقاع التفعيلي إلى بعض قصائده كما في قصيدة ( قلم مغموس ..) في تفعيلة البحر البسيط ( مستفعلن - فاعلن .. ) وفي قصائد أخرى . ولقد امتازت لغته الشعرية بالتَّشرّب البيئي للمكان وزمانهِ ، فهي مفردات تنبض بحركة الماضي والحاضر ، الثقافي واليومي ، مع معجم يوحي بثقافة الشاعر ووعيه للغته الشعرية .
لقد كان كريم عبد الله في ديوانهِ هذا بريئاً إلاّ من صدقهِ الإنساني المبرح ، الذي لم يجد غير الشعر تعبيراً عنه ، فكان سِفراً يعبّر عن إنسانَ العصر ،وهمومهِ ، ويتحسسُ صخرته التي ورثها عن سيزيف ، وصارخاً بوجه القدر محذراً الأجيال من قسوة حملها . فهي تجربة شعرية جديرة بالقراءة والتقييم .
د. رعد أحمد الزُّبيدي .



#كريم_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سُلّمُ الأمنياتِ الملوّنة ( لغةُ المرايا والنصّ الفسيفسائي )
- مجموعة السردية التعبيرية
- وبعدَ أن تموت الأزهار... هناكَ بعضُ وفاء ( لغةُ المرآيا والن ...
- لغة المرايا و النص الفسيفسائي*
- ذاتَ نهارِ موحش
- الساعةُ تنامُ في جيبٍ هرمٍ
- الملاكُ الحزين
- قصيدة متعدد الأصوات ( بوليفونية ) تعبيرية
- دراسة نقدية في ديوان كريم عبدالله ( تصاويرك تستحمّ عارية خلف ...
- صورٌ تحمي الساحات*
- نصّ ثلاثي الأبعاد جنودُ الإله
- مناجاتٌ أخيرةٌ في ليلةِ قادمة
- تتراكضُ أحلامنا المبتورة ....
- ضجرُ الطرقاتِ العاطلة
- نكّروا الأنتظارَ ب أرشفةِ المكائد
- وتحتَ قدميكِ .... / أهفوُ الى تهويمةٍ
- نبيذُ الحروبِ الغائمة
- ب إبرِ الوهم .. يهشُّ على أسمالِ الحرائق
- أثداءُ اللصوص ... / ... تطاردُ الحلم
- طواميرٌ تتزيّنُ ... وغرابٌ رشيدٌ


المزيد.....




- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم عبدالله - قراءة الدكتور رعد أحمد الزُّبيدي .في ديوان ( تصاويرك تستحمّ عارية خلف ستائر مخملية ) للشاعر كريم عبدالله