أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أفنان القاسم - عساكر الفصل العاشر















المزيد.....

عساكر الفصل العاشر


أفنان القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 4858 - 2015 / 7 / 6 - 14:42
المحور: الادب والفن
    


ساعة فيما بعد، ذهب الرئيس إلى المطار بنفسه لاستقبال شوشو الإسرائيلي، وما أن رآه، قال له:
- ضاجعهم، شوشو.
وهو يُضَمِّن الفلسطينيين.
مرا أمام كل مطاعم الوجبات السريعة دون أن يتوقفا، وما أن اخترق شوشو البيت الأبيض من بابه العريض، حتى قال له ديك دوكر:
- ضاجعهم، شوشو.
بووي-بووي:
- ضاجعهم، شوشو.
مس رز:
- ضاجعهم، شوشو.
بركة المصري:
- ضاجعهم، شوشو.
بليرو:
- ضاجعهم، شوشو.
لكن شوشو في البيت الأبيض من أجل هدف آخر غير مضاجعة الفلسطينيين. الحق أنه يحاول منذ زمن طويل تملكهم بكل الوسائل، ولا يصل إلى ما يريد. مع ذلك، عر-عر، ألعوبة السلطة بلا سلطة، أعطاه، هو أيضًا، الإذن بلا إذن، عند لقائهما السري الأخير:
- ضاجعهم، شوشو.
- من المستحيل مضاجعتهم صُنَّاع الخراء هؤلاء! صرخ شوشو، وهو ينتش شعره.
فقال له:
- ضاجعني، شوشو.
لكنه كان مريضًا جدًا ومقرفًا لم يستطع شوشو حتى لمسه.
- إذن، شوشو الرجولي! عاتبه عر-عر. لم تعد رجوليًا!
- وأمك، أيها المغفل؟ أجاب رئيس الوزراء الإسرائيلي المتعجرف.
- ضاجعها إن شئت، بشرط أن تضاجع النانانا...شطييي...ن!
كان عر-عر يعاني من مرض باركنسون، لكن إذا تأتا، فلأنه كان خائفًا.
وعطس.
- أنت، أيها الرِّعديد، لا خُصى لك! تريدني أن أضاجعهم من أجلك.
- لتحاشي الحرب الأهلية، شو... ش... ش... ش...
- طيب، طيب، شوشو، فهمت، هذا أنا!
- أشجع الشجعان! لتجعل مني ضحية. أنت تتذكر عندما تظاهرنا بسقوط طائرتي عند قذا... ذا... ذا... ذا...
- عند قذافي، طيب، وبعدين؟
- هؤلاء الفلسطينيون القذرون، لهم قلب حساس كلهم. لما أكون في موقف الضحية، يحبونني كلهم، نعم، أنا، الشخصية المكروهة!
- كما تريد. سأقصف المقاطعة، قيادتك، بمدافع دباباتي.
- اقصفها لما أكون غائبًا، شوشو.
- هذا لا يصير، أيها المغفل! يجب أن تكون جوه. هكذا أفعل منك ضحية.
- لكن ليس جثة مع ذلك!
- طبعًا لا، أيها المغفل! أنا لم أزل في حاجة إليك.
- طَهْ.
بدا مبسوطًا لاختصار "طيب"، اختصار سيوفر عليه جهدًا جهيدًا.
- سأقيم في الجناح الجنوبي، شايف؟ الجناح المهوّد الأكثر بُعدًا عن مدافع دباباتك. وانتبه على نفسك، شو... ش... ش... ش...
- طيب، طيب، شوشو، فهمت، هذا أنا!
- أشجع الشجعان! وخلصنا بسرعة مع أولئك النانانا... شطييي...
- الناشطين.
- لأستطيع فيما بعد أن أقدم لك فلس... فلس... فلس... طي... طي... طي...
- يهوذا والسامرة.
- إذا شئت شو... ش... ش... ش...
- طيب، طيب، فهمت، هذا أنا!
- أشجع الشجعان! على طبق من فضة.
- على طبق من خراء، أيها المغفل!
- إذا شئت، شوشو.
قالها بسحبة واحدة، ودون أن ترتجف شفتاه.
- برافو، أيها المغفل!
- أنا في خدمتك، شو... ش... ش... ش...
- و... بدينا من جديد!
بعد ذلك، أقسم شوشو على ألا يسمع بعر-عر بقدر ما جعله قَرِفًا. لا هو، ولا بولوش، لن يلتقياه، وإلا شن حربه "ضد الناشطين" في كل أمريكا. طبعًا، كان في حاجة إليه لتهويد الأراضي المحتلة، لكن هذا الرِّعديد يلوح دومًا بشبح الحرب الأهلية. فكر في تبديله بذراعه اليمنى، عب-عب، شجاع لا خوف لديه من شيء ولا من أحد، لإنجاز هذا الهدف. لم يكن الظرف ملائمًا بعد. أولاً يجب إنهاء الشغل القذر مع الناشطين وكل الآخرين، يعني لشوشو، "كل حركة الخراء الوطنية". إذا لم يمش هذا، كان على عب-عب أن يتدبر أمره. هو، شوشو، سيثبت الفساد العام على صدر السلطة بلا سلطة، الذي هو في يديه حساباتها البنكية، والذي يريد إعادة النظر فيها، وهذه المهمة مستحيلة في الظروف الفوضوية الحالية، لكن سيكون ذلك للإتيان بعب-عب إلى الحكم، محاطًا بنفس الفاسدين طبعًا. وإلا كيف يمكنه القيام بحرب ضد الناشطين حتى انتصار شوشو؟ لا أحد من الفلسطينيين سيقبل بلعب مثل هذا الدور ما عدا أشباه الرجال هؤلاء، القذرين.
هذه المرة، شوشو في البيت الأبيض لأجل شيء آخر: المشاركة في الحرب ضد العراق.
- مستحيل! قال الرئيس. تريد نسف خطتي؟ ستثور البلدان العربية عليّ. لن يمكنني احتلال العراق بهدوء كما تحتل، أنت، غزة والضفة.
- يهوذا والسامرة، رئيس.
- كما تشاء، شوشو، يهوذا والسامرة. أنت مبسوط؟
ثم لنفسه:
- في أي بلد يوجد هذان الثقبان؟
- غزة والضفة، رئيس.
- قلت لنفسي هذا يقول لي شيئًا. كل هذه الضوضاء العالمية لثقبين صغيرين! لثقبين صغيرين لا شأن لهما! لكن لنعد إلى مطلبك، الذي أفهمه تمام الفهم. في وضع الأشياء الحالي، أنت لن تكون طرفًا في المعارك التي ستدور في العراق. من جهة أخرى، لن تكون هناك معارك.
- خلاص، حللت كل شيء مع صد-صد؟
- ليس تمامًا، شوشو، ليس تمامًا.
- خليني أتفضى له. سأقوم بحرب فعلية إلى جانبك، ولا بأس لو ثارت البلدان العربية عليك. أنا هنا، خوي الصغير، سأهتم بالأمر.
- لا، لا ولا، شوشو، أنت تريد أن تورطني أم ماذا؟
أقسم شوشو أنه لا يريد أن يورط أحدًا، أنه لا يطمع في النفط العراقي: نفط سيناء يكفي بكثرة الثقب الذي هو بلده، أكبر بقليل من الثقبين الآخرين، يريد فقط إشباع رغبته في إسقاط قنابله على بغداد. حلم قديم يتمنى تحقيقه، منذ ذلك الوقت الذي دمر فيه رئيس الوزراء سابق السابق السابق السابق السابق المفاعل النووي تموز. كيف الآخر فعله وهو لا. كان يعتقد أن إسقاط قنابله على بيروت سيضع حدًا لهذا الحلم. لا. حلم قديم تحول إلى كابوس. يأتي كل ليلة. الرحمة!
هذه المرة دون باقي المرات، رفض الرئيس رفضًا باتًا، رغم دموع شوشو.
دخلت مس رز المكتب البيضوي في اللحظة المناسبة، وأخذت رئيس الوزراء الإسرائيلي بتحنان، بكثير من التحنان، بين ذراعيها.
- شوشو! قالت، وهو تهدهده. هذا لأنك لا تستطيع مضاجعة الفلسطينيين أنت تبكي؟
- لا، لأني لا أجد أحدًا يضاجعني، قال بصوته المهدد.
- وأنا، هل نسيتني؟
تأملها شوشو عدة ثوان، إلا أنه أمام رجولتها التي تخيف حتى الذئاب، انفجر باكيًا من جديد. حكى الرئيس لمس رز سبب كل هذه الدموع، فنصحته لسان حاله بأن يطلب من رئيس الوزراء البريطاني تحقيق هذا الحلم لشوشو بإسقاط قنابله على أم قصر أو البصرة، فهما المكانان اللذان سيكونان تحت إمرة الإنجليز.
- أنتِ دومًا ما لك من أفكار أكثرها عبقرية، رز ولحم وتوابل! قذف الرئيس قبل أن يخابر ضيفه البريطاني.
إلا أن بليرو رفض، فبكى شوشو أيضًا وأيضًا، على صدر مس رز. غار الرئيس، وماضي الشاب المكبوت في الكلية ينبثق. صاح بلسان حاله:
- رز ولحم وتوابل، ليست دار حِضانة هنا، هذا البيت الأبيض.
- وهذا شوشو، بريزيدنت!
- وأنا ملكة الأردن، تدخلت السيدة الأردنية الأولى دافعة باب المكتب البيضوي.
وفي الحال، جفف شوشو دموعه، وراح يكرس وقته للملكة. قالت له إنها بانتظاره، بصفتها فلسطينية الأصل، لحل مسألة شعبها. وافق شوشو، واقترح عليها أن تكون ملكة على الأردن والشعب الفلسطيني.
- لكني ملكة الأردن.
فوق ذلك، اقترح عليها شوشو الكويت حيث وُلدت، فوافقت.
- بشرط أن تكون امرأتي رئيسة وزرائك، يا صاحبة الجلالة، أضاف شوشو.
- زوجتك رئيسة وزرائي؟
- افهميني، جلالتك، لزوجتي مواهب لا تحد في مادة نزع السلاح الزوجي، فيكون باستطاعتها مساعدتك على حل كل مشاكلك القادمة.
- لكن لن يكون لي أي مشكل، شوشو، بما أنني ابتداء من الآن أتخلص من زوجي، وأحكم مكانه.
- بالضبط، جلالتك، خُطَّابك سيعدون بالعشرات، بالمئات، إن لم يكن بالآلاف، وزوجك؟ هل فكرت فيما سيفعله زوجك؟ أنت تطلبين مني اجتياح الكويت لأن له ثلاث عشيقات، وهو، ماذا سيطلب مني؟ كل العالم العربي؟ أنا لا أملك بعد الوسائل. امرأتي بلى. إضافة إلى ذلك، جلالتك، زوجك صغير جدًا.
- أنا لا أرى العلاقة.
- سأوضح لك، جلالتك...
زعق بالرئيس الذي ينصت بانتباه مقربًا رأسه:
- قف في القرنة هناك، بولوش، ولا تلتفت. بليرو ورز ولحم وتوابل، في الدوش.
قفزت مس رز من الفرح:
- أنت ملاك، شوشو!
تعلقت بذراع رئيس الوزراء الإنجليزي، ودفعته نحو صالة الحمام، وشوشو يقول في ظهرها:
- وضاجعيه جيدًا من أجلي، رز ولحم وتوابل! سيعلمه هذا ألا يدعني ألقي ببعض القنابل الصغيرة على البصرة، "البريتيش" الأناني!
- كما لو حصل، شوشو! ألف شكر!
- أنتَ، خاصة لا تلتفت، قذف، وهو يحرك إصبعًا مهددة باتجاه الرئيس.
- إذن؟ طلبت الملكة الأردنية نافذة الصبر.
- زوجك صغير جدًا، لكنه جميل، هذا من اللازم قوله، جلالتك. وهو يراك مشتهاة من قِبَل كل حكام العالم، سيلجأ إلى مدلكات إسرائيليات ليكون على قدر المهمة التاريخية التي تركها له المغفور له أبوه. هكذا لن يكون في حاجة إليك، وزوجتي تعرف جيدًا كل تلك الأمازونات اللحيمات، كل تلك الصانعات للعجائب... –وطرطق لسانه. بفضلهن أنا كبير، سمين، وجميل، لكن ليس جميلاً بالقدر الذي هو عليه زوجك، جلالتك. مع زوجتي، يمكننا أن نتحالف لنحرم الملك الصغير من هذا الحظ الأخير.
وصل الملك الصغير راكضًا، والنساء الثلاث الأُوُليات من ورائه. كان قميصه ممزقًا، ووجهه ملوثًا بأقلام الحمرة. احتج على الاتفاق المعقود بين زوجته ورئيس الوزراء الإسرائيلي، فهذا الاتفاق له يعني التخلي عن المهمة الأخرى "التاريخية"، قَطْع الأمل في وريث جميل وطويل كرئيس الولايات المتحدة الأمريكية.
- بالضبط لهذا، يا صغيري، تأتي التسوية مع ملكة الأردن والكويت، ولا شيء غيرهما، فلسطين "نييت"، وإلى الأبد، قال شوشو للملك الصغير، وهو يربت على خده. لنحرمك من وريث سمين وكبير مثلي. واحترس من طرق مدلكاتنا اللحيمات وصانعات العجب العجاب... –وطرطق لسانه. امرأتي، بصفتها رئيسة وزراء صاحبة الجلالة الملكة، ستمنعهن عنك.
ثم للرئيس:
- استرح!
أراد عبدولدول 2 أن يناور، فطلب أن يتكلم أولاً مع عر-عر.
- لم يعد لعر-عر حساب، رد شوشو.
غدت ملكة الأردن مفاوضته الوحيدة، فقط لأجلها استعد لتحرير الكويت من الكويتيين، والمشكل الفلسطيني سيجد تسويته نهائيًا.
- ليس مشكلي، صاح الملك الصغير صافعًا نفسه.
كان مصعوقًا بمنطق عسكري لا يأتي من رئيس الولايات المتحدة، ويضع حدًا لنسل العمالقة الملكيين، لأن في الوقت الحالي، زوجته، مع قَوام رئيس الدولة، لم تعد تريده. أُغمي عليه، وبانت السيدات الأكثر قوة في العالم عاجزات. حاولن إيقاظه بلا جدوى، مما أرضى الملكة، وأسعد بركة. بالنسبة له، التسوية "تاريخية" أم غير "تاريخية"، المهم العشاء. والذين كانوا حول شوشو: "ضاجعهم، شوشو! ضاجعهم، شوشو!" كان الكويتيون هم المعنيين هذه المرة. وشوشو، الذي لم يحقق حلمه المجنون بقنبلة بغداد، بدا الآن نصف راض. لم يقل الرئيس شيئًا، مما أدهش الجميع. كان مع تدمير مدينة اللآلئ، لإعادة بنائها، وإثراء، أيضًا وأيضًا، شركات الرئيس الأب وأصدقائه. خرجت مس رز وبليرو من صالة الحمام، بشكل من شارك في معركة حامية الوطيس، لكن الرئيس كان خائفًا من ترك قرنته، فناداه شوشو:
- تعال، الْحَقْ بنا، خوي الصغير.
- أنت متأكد، شوشو؟
- متأكد ومتحقق.
- ألا تريد حسابًا بنكيًا ثانيًا، أنت كذلك؟
شوشو لنفسه:
- يتكلم عن ماذا، هذا المغفل؟
- لا، بريزيدنت، قالت مس رز، وهي تحاول تصفيف شعرها وترتيب هندامها. شوشو لا حاجة به إلى حساب، كل الميزانية الأمريكية تحت تصرفه.
- حقًا، أنا لا أدري لماذا أنسى ذلك دومًا.
- هل تريد أن أتكلم من أجلك مع الكونغرس، خوي الصغير؟ سأل شوشو الرئيس.
- إذا شئت. قل لهم أن يقروا ما يلزم من مال لحربي في العراق.
- كم؟
- لنقل مائة مليار.
- فقط؟
- فقط شوشو.
- هذا كما لو كانت المائة مليار في جيبك.
- شكرًا شوشو.
- عفوًا. لهذا السبب هناك لوبي متنفذ في خدمتي. ما عدا حكام العرب المغفلين أولئك، أنا أساعد الجميع. حتى رئيس الولايات المتحدة الأمريكية عندما يحتاج إليّ، يعرف أين يجدني.

بعد يومين أو ثلاثة، قَدِمَ إلى البيت الأبيض كل شيوخ الخليج في ألبستهم التقليدية، وقد مسخوا أقزامًا، ومعهم نساؤهم، قزمات كذلك، وأطفالهم، صغار جدًا. يريدون أن يتأكدوا لدن الرئيس من الإشاعة التي سمعوها. نعم أم لا شوشو يريد غزو الكويت لحساب ملكة الأردن؟
- نعم، أكد الرئيس.
- كيف هذا، نعم، يا سيادة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية؟
وبدأوا ينوحون، زوجاتهم يصفعن أنفسهن، أطفالهم يشخون في كلاسينهم: "نحن الذين فعلنا كل شيء لأجلك، نحن الذين تنازلنا عن كل شيء لك، تخلينا عن كل شيء: بترولنا، بلداننا، نساؤنا"... والنساء يصرخن من الحياء.
- ستبحثون منذ الآن عن بلد يستقبلكم الوقت الذي نحل فيه هذا المشكل الصغير مثلما كان في عام 91، أمر الرئيس.
- لكن أي مشكل؟ تباكوا. ليس هناك مشكل. أساطيلك لا تؤسطل بكل حرية؟
- بلى.
- بنكيوك لا يبنككون جيوبهم بنقودنا.
- بلى.
- مؤخراتنا ليست جاهزة لسوطها كلما ساطتك المتعة، يا سيادة الرئيس؟
- بلى.
- إذن أين المشكل؟
- هذا ما قرره شوشو.
ضرب كل واحد منهم وجهه بحذائه، وانخرس. لهذا الموقف "الشجاع" من طرفهم، شد بولوش على أيدي الأقزام، وهنأهم. قبل أن يغادرن غرف الخدم حيث نزلن، حيا من بعيد، برأسه، القزمات المتغطيات بأحجبتهن، وهو يحاذر ألا يسيء إلى عاداتهن ولا إلى تقاليدهن. فجأة، رفعت إحداهن حجابها، وكشفت عن وجهٍ بلحيةٍ قصيرة، مُرْتَجَة بابتسامة مرتجفة. احترامًا منه للتقاليد، رفض الرئيس أن يسلم عليها. وهو وحده في مكتبه، قال لنفسه إن هذا الوجه الملتحي للمرأة يذكره بواحد. في الواقع، كان عر-عر، الرئيس الفلسطيني. تخفى بين النساء ليقابل الرئيس الأمريكي، الذي، مُطَبِّقًا بالحرف الواحد تعاليم شوشو، امتنع حتى ذلك الوقت عن استقباله. حمل عر-عر على كتفيه كل خيبة العالم، وأراد الشد على يد شوشو، الذي رفض هو كذلك، حتى أنه زجره مذكرًا إياه بالتقاليد الموجبة للنساء. ألح عر-عر، وشوشو يفكر أنه لربما انتحاري، فسارع إلى الاختباء بين الذراعين الحاميتين لِمِس رز. تدخل رجال الأمن، وهم يتدرعون بكل أنواع الأسلحة، ليستنتجوا في الأخير مِنْ كل هذا، أنها امرأة، ملتحية بغرابة.


يتبع الفصل الحادي عشر



#أفنان_القاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عساكر الفصل التاسع
- عساكر الفصل الثامن
- عساكر الفصل السابع
- عساكر الفصل السادس
- عساكر الفصل الخامس
- عساكر الفصل الرابع
- عساكر الفصل الثالث
- عساكر الفصل الثاني
- عساكر الفصل الأول
- عساكر تقديم الناشر الفرنسي
- فندق شارون الفصل العاشر والأخير
- فندق شارون الفصل التاسع
- فندق شارون الفصل الثامن
- فندق شارون الفصل السابع
- فندق شارون الفصل السادس
- فندق شارون الفصل الخامس
- فندق شارون الفصل الرابع
- فندق شارون الفصل الثالث
- فندق شارون الفصل الثاني
- فندق شارون الفصل الأول


المزيد.....




- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أفنان القاسم - عساكر الفصل العاشر