أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد حسن يوسف - المثقف جيلدون.. ورؤيته الغير موفقة















المزيد.....

المثقف جيلدون.. ورؤيته الغير موفقة


خالد حسن يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4845 - 2015 / 6 / 22 - 13:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في برنامج Fagaarah الملتقى وفي اطار حلقته السابعة عشرة, والمنعقد في يونيو 2015 بمدينة منيابوليس الأمريكية, والذي يشرف عليه السيد صادق ورفى, يمثل هدف البرنامج محاولات خلق الحوار وفتح مجال النقاش بين النخب الصومالية رغم تباين مواقفها السياسية والفكرية.

وفي اللقاء المذكور شاركت أربعة شخصيات صومالية وجاء ترتيب حديثهم حسب التسلسل الأستاذ أحمد اسماعيل سمتر,الأستاذ حسين ورسمى ناجيي,السيد أحمد اسماعيل,السيد محمود علي جيلدون, وجميع المذكورين ينحدرون من محافظات شمال الصومال ويمثلون كشخصيات ثقافية وفكرية.

البرنامج جاء عنوانه "وحدويين في مواجهة الانفصاليين", كما جاء في شريط الفيديو البرنامج مسمى أرض الصومال, مبدئيا العنوان كما أراه لم يكن موفقا وكان يفترض أن يأتي بعنوان شمال الصومال لاسيما وأن القضية محل النقاش هي سياسية وحدة وانفصال, وفي اعتقادي أرى أن الشخصيات الأربعة التي تم تأكيد على أن أثنان منهما يمثلان الانفصاليين بينما يمثل كلاى الآخرين كوحدويين.

فعند استثناء السيد محمود علي جيلدون أرى أن الشخصيات الثلاثة الأخرى يمثلون كانفصاليين, وإن حاول الأستاذ حسين ورسمى ناجيي أن يحسب ذاته كممثل لتيار الوحدوي لشماليي الصومال, إذ يعتبر من تلك الشخصيات التي لا يسمح المجال لتفنيذ موقفها, وبتالي أراه من اولئك الذين يمكن القول أنهم يلعبون على الحبلين وممارسة الخداع السياسي والذي يمكن أن يستشف من حديثه وغير ذلك.

برنامج Fagaarah ال17 تحدث عن الكثير من القضايا ذات العلاقة بالصومال وتحديدا محافظات شمال الوطن, وبدوري لن أقف عند القضايا العديدة التي تناولها البرنامج, بل سأقف عند مسألة تحدث عنها السيد محمود علي جيلدون, والذي يمثل بأحد أقاربي في الحسابات العشائرية والقرابة العائلية, ناهيك عن تلاقينا في الرؤية الوحدوية ذات طابع المواطنة والمدنية.

والمسألة التي تحدث عنها السيد جيلدون, على هامش حديثه عن ما أسماه The Spirity Of The North الروح الشمالية والمميزة عن روح بقية الصوماليين!

وهذه الرؤية الموصوفة بروح الشمال المتميزة تمثل كصورة قاصرة خاصة لدى بعض النخب الصومالية التي جمعها المحتل البريطاني في جغرافية سياسية خلال الفترة 1884-1960, والسيد جيلدون يرى أن هذه الروح الشمالية اجتماعية في المقام الأول, وذكر: أن شخص فقير ويسير عاري البدن في الشارع بامكانه أن ينزع عمامة أبن الشمال الميسور في أحد الأسواق, بينما لا يجد الأخير أي غضاضة في أن يقوم الفقير بذلك ويستر بها بدنه في ظل ترحيب مواطنه الميسور".

المغزى من الاشارة هو أن أبناء شمال الصومال والذين وقعوا تحت دائرة الاحتلال البريطاني يمثلون كجمتمع سخي ومتميز عن ما دونه من الجهويات الصومالية الأخرى, وهنا يحضرنا التوقف عند قضية تزيل اللتام عن اعتقاد السيد جيلدون, وهو سؤال هل تصنع الجغرافيا الجهوية من رحم خارطة المحتل البريطاني أم أنها خلقت من رحم التقاليد الاجتماعية الصومالية؟

وإذا فرضنا أن جهوية الشمال هي تلك الاستعمارية فهذا يمهد لكون أن الاحتلال البريطاني هو الذي قد صنع العادات والتقاليد الجهوية في الصومال على المستوى الاجتماعي, وهذا بطبيعة الحال أمر مفروغ من عدم صحته.

أما إذا كنا نرى بأن العادات والتقاليد الصومالية هي من صنيعة المجتمع الصومالي, فأرى أن هناك تقاليد جامعة ما بين الصوماليين وفي الحين ذاته هناك خصوصيات جهوية وقبلية وغيرها, وتلك مسألة تتسم بها كل المجتمعات الإنسانية وليس المجتمع الصومالي حصرا.

وبتالي فإن "نظرية السيد جيلدون" تقفز هنا عن مسلمة أن الصوماليين عموما قوم سخاء تاريخيا, كما أن الخصوصية روح الشمال التي يراها كحكر لأبناء المحافظات الشمالية الذين وقعوا تحت نير الحكم البريطاني, تجمعهم مع الصوماليين في دولة الاستقلال ومع القومية الصومالية في عموم أراضيها في منطقة القرن الأفريقي تلك الروح ذاتها, وما يفنذ رؤيته أن القبائل الصومالية في شمال الصومال كدولة يتوزعون ما بين جنوبه وأراضي منها إقليم هود وما عرف بالأراضي المحجوزة Reserved Aera في نطاق الأراضي الصومالية الواقعة تحت الاحتلال الإثيوبي.

هؤلاء بدورهم يشاركون أبناء الشمال تلك الروح المشار إليها, خاصة وأن القوم هم ذاتهم ومن يتنقلون ويتواجدون في جانبي الجغرافيا الصومالية أكانت على سبيل المثال في المحافظة الشرقية في شمال شرقي الصومال والمحسوبة سابقا على منطقة النفوذ الإيطالي, حيت تجمع الخصائص ذاتها القاطنيين من قبائل الورسنجلي والمجيرتين على سبيل المثال وبين أبناء القبيلة ذاتها ورسنجلي بحكم تعدد جهوياتهم ما بين إيطاليا وبريطانيا سابقا, وينطبق الأمر ذاته على أمثالهم ممن يقبعون تحت الاحتلال الإثيوبي حاليا والشماليين وأبناء المناطق الوسطى وغيرهم من الصوماليين.وهو ما يفنذ الخصوصية المزعومة والتي حاول جيلدون حصرها في المحافظات الشمالية حاليا من جغرافيا جمهورية الصومال الاتحادية.

وهنا يأتي السؤال للبحث عن مبرر اعتقاد جيلدون في مفهوم الروح الشمالية؟ والتي لا تتميز اطلاقا عن الروح الصومالية العامة, ولقد جاءت الإجابة كما أرى في معرض حديث جيلدون ذاته, حينما قال سكنت لمدة ثمانية سنوات في السكن التعليمي مع أبناء شمال الصومال, وفي ذلك اشارة على اطلاعه ومعرفته على ضوء ذلك الاحتكاك الاجتماعي الطلابي, بمدى سخاء الشماليين, ترى أليست قناعته من وحي تجربته الشخصية؟, والتي يتطلب الأمر عند طرحها المزيد من البحث والتدقيق في هذه الروح الشمالية الحكرية!, والتأكد عن مدى حضورها أو امكانية غيابها في بقية اوساط الجهويات الاجتماعية الصومالية الأخرى؟

بغض النظر عن مدى حسن نوايا السيد جيلدون واعتقادي الشخصي أنه صاحب روح إنسانية ووطنية عالية, إلى أنني أرى أن إشاعة مثل هذه الصورة والرؤية القاصرة له, تمثل بإحدى الاشكاليات الاجتماعية والتي تسهم إلى حدا كبير في خلق الشرخ الاجتماعي والفجوات بين الصوماليين, وبمعزل عن البحث وتقديم ما يستلزم من مستمسكات لتدليل مثل هذه الرؤى القاصرة والتي تتطلب الضرورة الوطنية تجاوزها وليس تكريسها اجتماعيا, وبحيث أن لا تنتهي إلى لكي لا تصبح سندا لمن يرغبون في إيجاد حالات تمايز اجتماعي وسياسي بين الصوماليين, ولاسيما وأن هناك انفصاليين يرددون نحن نختلف ثقافيا واجتماعيا عن الجنوب الصومالي تحديد, وذلك بغية إيجاد مسوغات حضارية وثقافية تتنتهي كورقة يتم تسخيرها لتبرير الانفصال ومحاولة إيهام العالم الخارجي في أن هناك واقع تمايز عرقي وثقافي يميزهم عن بقية الصوماليين, ومن مبرر هزيل هو أن خريطة جغرافيتهم وقعت حصرا في ظل الدائرة الاستعمارية البريطانية شمالا!



#خالد_حسن_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كراهية غير موضوعية لسياد بري 2
- هل أغتال الشباب سلفادور كولمبو؟
- الانفصال يعيق الدور الإنساني
- كراهية غير موضوعية لسياد بري
- الصومال وجدل الفيدرالية والمركزية 2
- الصومال وجدل الفيدرالية والمركزية
- الحوار المتمدن وأفق العمل
- لا تنتسبوا إلى القادم إليكم..3
- هل البدوي نصف رجال؟
- وصية جون كيري في القرن الإفريقي
- الاسلام السياسي والمنطلقات الغير مشروعة2
- الاسلام السياسي والمنطلقات الغير مشروعة1
- نعم اليمن: درب البطولات
- الصومال وحرب عاصفة الحزم
- لا تنتسبوا إلى القادم إليكم..2
- سوريين وصوماليين.. يقعون فريسة التعصب!
- لا تنتسبوا إلى القادم إليكم..1
- فنانيين صوماليين.. المسيرة والاعتزال 1-2
- حوار مع الدكتور عمرو محمد عباس محجوب حول الشأن اليمني
- اليمن والأفق الديمقراطي البديل


المزيد.....




- -كيف يمكنك أن تكون حراً إذا لم تتمكن من العودة إلى بلدك؟-
- شرق ألمانيا: حلول إبداعية لمواجهة مشكلة تراجع عدد السكان
- -ريبوبليكا-: إيطاليا تعرض على حفتر صفقة لكي ترفض ليبيا العمل ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تواجه عطلا بمدرج مطار اسطنبول وتهبط ...
- الرئيس الروماني يكشف موقف بلاده من إرسال أنظمة -باتريوت- إلى ...
- -التعاون الإسلامي-: اجتياح رفح قد يوسع نطاق التوتر في المنطق ...
- مسؤول أوروبي: الاتحاد لا يتبنى موقفا موحدا بشأن الاعتراف بال ...
- الشرطة الألمانية تقمع تظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في جامعة برلي ...
- دونيتسك وذكرى النصر على النازية
- الجيش الإسرائيلي يعلن حصيلة ضحاياه منذ 7 أكتوبر


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد حسن يوسف - المثقف جيلدون.. ورؤيته الغير موفقة