أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - المعاريض (قصة سُريالية)














المزيد.....

المعاريض (قصة سُريالية)


غالب المسعودي
(Galb Masudi)


الحوار المتمدن-العدد: 4832 - 2015 / 6 / 9 - 12:50
المحور: الادب والفن
    


المعاريض (قصة سُريالية)
د.غالب المسعودي
إنما الأعمال بألنيات ولكل أمريء ما نوى والعاقبة للمتقين ,لابد من النوم بعد متابعة حلقة ممتعة على تلفزيون الحياة عن الكذب مشرعناً, نحن نعيش الآن في وهم الصدق, إستلقيت على فراشي مستمتعا بما شاهدته من مقدم البرنامج ,حجج وأحاديث تبيح لي ما كنت أنوي فعله, لكني كنت متردداً, تأنيب الضمير ,جلد الذات , أنا لاأعرف طريقاً أسوغ به أفعالي إلا ألطريق الواضح, لكني بعد متابعتي هذا البرنامج ,ذهبت في إغفاءة عميقة ,أزاحت عن كاهلي كل ما حملتني به الأيام من جور القبائل ولمعان الحضارة ,تلمست بطني لم تكن مكشوفة, الطقس يميل الى الرطوبة, بمساعدة المكيف, طورت تقنيةً في حلمي إستهدفت بها إقتصاد العالم, كي يصبح أكثر تشابكاً في الأفق الفوضوي ,تجاري متعدد الأعراق , يحتل موقعاً محترما في حاشية الوزير الأول للمدينة ,إنخفض معدل دقات قلبي الى أقل من ستين , هذا غير رسمي ,تابعت التدريب الراقي في إستعمال الأعشاب الصينية , الفنون التجارية , بائعات الهوى الأندنوسيات, قواعد الأقامة في مدن الصقيع , أنا أبتكر وصفة القنبلة............! ,هي من وحي خيالي , تركيبة سرية ,ستفقدك الوزن مهما أكلت, ستخرج كثيراً من الغازات , قبل ثلاثة قرون من إنتشاء حلمي ,جعلت اليهود أسرى في زنزانتي , هذا نموذج مبكر للكذب, تعرضّت بعدها لعزلة مبالغ فيها ,حقق فيها بعض تجار القبيلة, نجاحات لا يمكنني جنيها, لأن العاهرات يحسنّ إستغلال التخوم, رغم أن حياتهن مليئة بالتحلل ,لكن ثقافتهن أفضل من ثقافة الفاشيين المحليين, يمتلكن التاريخ القديم للعهر في تجارة الملابس الداخلية المصنوعة من الأسمال القديمة ,يستخدمن مقاولون صغار, قدرتهم مذهلة في تسويق الملابس الداخلية للجماهير, إن السبب الرئيسي لهذا الفعل هو إكتساح السوق بمال قليل ومعاريض كبيرة ,مكتب فخم ,يبرز كما تبرز الأبراج الفولاذية على طول شارع غابوتنسكي في السهل الساحلي للبحر الأبيض المتوسط , أعمدة الخراب وسط مدينتي شاهدةٌ على فساد النية, تجري المتاجرة قي اللذة أمام ناظريك, من جلد قميصك يصنعون المال, في الطابق الأرضي تجري المتاجرة ,ويوهموك إنك على أرض مقدسة ,منهمكون في التقاليد والحكايات القديمة, جوهرها المماحكة والمساومة,هم صانعوا أفلام هندية, مسرح الأحداث لديهم قبو مظلم في سراديب بيوتنا العتيقة,كسحابة محملة بالهموم إنقضّت على ذاكرتي حكاية أبو نضيف, كان عجوزاً في السبعينيات ,لأعالة نفسه, إفتتح كشكاً قبالة المدرسة الثانوية ,في حينها لم نكن نعرف مصطلحات الحداثة ,كالسندويشات والهمبركرر, العصائر بأنواعها, كنا نسميها (لفات) مع المشروب الغازي الوحيد وهو البيبسي المحلي(يطلق عليه بيبسي مريدي),كانت المناسبات كثيرة لكنها أقل بكثير من مناسباتنا الآن,كانوا يلزمون أصحاب المحلات برفع لافتات تبارك أي مناسبة , دائما يقع اللوم على الحاج ابو نضيف ,لضيق ذات اليد لم يكن قادراً على رفع لافتة خاصة لكل مناسبة, خبرته في الحياة وإقتراحات المحبين والذين يسددون بالآجل , تفتق ذهنه على كتابة لافتة تصلح لكل مناسبة ,أما عن ألعنوان, إستخدم المعاريض لغوياً, كتب عليها أنتم على حق وهم على باطل, يرفعها في كل مناسبة مذيلها بعبارة (لفات ابو نضيف) ,إستقام معه الحال الى أن وافته المنية, كانت جنيتي منتبهة إلى حلمي ,إنها حكاية من ألف ليلة وليلة...!, لمَ تستعمل التورية في كتاباتك...؟ ,أجبتها أصول الفن, نادتني بلهجة ممزقة, إنكشف جزء من غطاء سرتي, يقف عليها مارد من دخان ,يبدو أن نشوة حلمي أنستني نومي ,رحت أدخن سيكَاري ,أحرقت كل شيء, إلا سرة مدينتي ,ألأطفائيون فروا من شدة الحرارة ,الحراس ثملون بهواتفهم الذكية, آلهة الفساد تعبث بالطرقات, اليهود خرجوا من زنزانتي يقهقهون في مدن الشمال, الأرض خربة, إنتشلت نفسي من كابوسي تسلقت سلماً, أنظر الى الأفق, وجدته مكفهراً مزمجراً, تدفعه صرخات الثكالى, يصفق له الدجالون.



#غالب_المسعودي (هاشتاغ)       Galb__Masudi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دولةُ حمزة الأصفهاني(قصة سُريالية)
- إغواء(قصةٌ سُريالية)
- نصٌ مدهش....!
- مقدمة في مفهوم ألتجريد تشكيلياً
- فياكَرا (قصة سُريالية)
- مصحةٌ نفسيةٌ للكلاب(قصة سُريالية)
- لعبة (قصة سُريالية)
- عشراءُ
- متاهة ألتماسيح(قصة سُريالية)
- إنتشاء (قصة سُريالية)
- أليمنُ ألسعيد(قصة سُريالية)
- عندما تستيقظ التنانين ألزرق (قصة سُريالية)
- محاورات إفلاطون(قصة سُريالية)
- ألأفاعي لا تبتسم (قصة سُريالية)
- ألناجية(قصة سُريالية) إلى روح جيفارا في ألابدية...
- خبايا روح..............!
- درسٌ في ألحب وألغناء
- إلى رَجائي......
- أربعة مقاطع إلى جنيتي....!
- ألضفادع تتبخترُ في ألماء ألآسن(قصة سُريالية)


المزيد.....




- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - المعاريض (قصة سُريالية)