أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الصالحي - التخويف -بالتجويف- وبالفجوات.. -إمام المستضعفين- نموذجًا..














المزيد.....

التخويف -بالتجويف- وبالفجوات.. -إمام المستضعفين- نموذجًا..


طلال الصالحي

الحوار المتمدن-العدد: 4824 - 2015 / 6 / 1 - 02:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا زالت عالقة في ذاكرتي منذ الطفولة تلك الفراغات المظلمة المثيرة للرعب عندي في تلك السنوات من عمري والمثيرة للفزع بما تجمّعه منها نظراتي البريئة المستفزّة من أيّ مبهم وبالأخص تلك الفراغات المختلفة الحجوم الّتي تسكنها تلك الفراغات المتوزّعة خارج وداخل مقامات "الأئمّة" والأضرحة وما تتركه في نفسي مع كلّ زيارة يتمّ اصطحابي إليها في تلك السنوات البعيدة من العمر وبما تثيرها من هواجس مقلقة ,ودائمًا ما يعقبها بعد أن تهدأ لديّ تلك الاضطرابات النفسيّة عدّة استفسارات أكثرها إلحاحًا ذلك الصمت المعبّأ بوخمة إفرازات من أنفاس وعرق نقّعت بها ملابس "الزوّار" ,والمكان, ذلك السكون الّذي يملأ ذلك المكان "المتمتم" المربّع الأضلاع الّذي يحيط بفراغ مسكون داخل تجويف مستطيل الشكل "موحش" و "مخيف" مستطيل هو الآخر والّذي لا يقطع ذلك السكون العام بمجمله سوى هزّان ريَش مراوح الضريح السقفيّة وونين ماكنتها المحرّكة وصدى دعوات الاستغاثة ودعوات "الگيّم" بصوته الجهوري يصيح: "رحمللّه والديه الزار وخفّف" ,لم أجد لتلك الاستفسارات طيلة سنوات طويلة من عمري جوابًا واحدًا شافيًا لذلك السكون المفتعل المحفوظ بين جدران المقام وبين أجساد الزوّار المتراصّة؛ والّذي كثيرًا ما يترك آثار مدمّرة تسكن حيّزًا واسعًا من ذهني المتعب بوساوسها تتجمهر في داخله كشيء أشبه بزحام مضطرب رماديّ اللون يطوّقني عند أوقات النوم يقلّبني على سريري ذات الشمال وذات اليمي ,وساوس تترى تشتبك مع صور لتلك التجاويف المقبّبة بذلك المكان "المفزع" ما بين تجويف القبر "الضريح" وما بين تجويفات القباب وتجويفات المقرنصات الصغيرة المزجّجة المشاكسة لانعكاسات ضوء مصابيح وثريّات الممرّ الواسع حول الضريح يلهب حماسي للفرار من السرير مستنجدًا من هستيريا ضغوط تثير خيالي بمخلوقات قد تكن لها علاقة بعالم غيبي ربّما تعايشت معه قبل إتمام خلقي! لا زال يلازمني بسنوات عمري المعدودات تلك ,خيال ملحّ لا قدرة لي فيه لتفسير تلك الفراغات الموحشة الموحشة المعتمة المجهولة المكان وسط تلك التجاويف صغيرها وكبيرها المفترض مقتطعة أشكالها من شكل سماء ابن الصحراء بتلك القبّة الكبيرة يحدّد بُعدُها الدائريّ الواسع المتشكّل من انطباق الأفق عند مديات رؤية العين المجرّدة ؛حشود من شاكلة أولئك الزوّار وقد ملئوا جميع تلك التجاويف بهيئاتهم المزدحمة يتشكّلون بحسب مساحة كلّ نوع تجويف من تلك التجاويف يحشرون فيه, فإن كان تجويف صغير لمقرنصة فيبدون كنَمَش لأشكال مزدحمة متفاوتة حجم الدقّة كجسد أثيري بدا يتكثّف, وإن كان التجويف كبير بحجم قبّة الضريح فيكبرون بحجمه! تشويهات لا نهاية لها ,أفسّرها الآن على أنّها هي المكوّن الرئيسي للوساوس تبدأ مع مراحل الطفولة في مجتمعات تحمل هذا الموروث, أو هي ملازمة عند ابن الصحراء الّذي لابدّ وكان يعاني "قبل الإسلام في لا وعيه بما تركت آثارها على معماره بعد الإسلام" من تجويف كبير من الوساوس هي قبّة الصحراء الطبيعيّة الّتي لا تنتهي داخل سقفها عدد من نثّار من نجوم لا تنتهي دقيقها وكبيرها تبدو أحيانًا وسط قبّة الصحراء السوداء كأنّها عمليّة تكوّن لشكل ما بدا يتكثّف!, قد يكون عمليّة تكثّف لجسد الإله أو لآلهة؟ هكذا لابدّ ويخرج عابر الصحراء بمثل هذا الانطباع ,يجلس الموسوس يستريح لينام يتوسّع التجويف ,ينهض مفزوعًا يصغر التجويف! ..برأيي جميع الزوّار وجميع المتديّنون لكنّهم يكابرون ولا يعترفون يسكنهم ذات الهواجس الطفوليّة لتلك التجاويف من الّتي نقل صورها حتمًا الأجداد سجّلوها من حيث لا يشعرون انعكاسات نفسيّة "تقرنصت" مع مرور الزمن.. دفعني لاستفزاز ذاكرتي بهذا الكمّ من الزخّ المسجّل للماضي البعيد أستعرضه بكلّ آلامه الّتي أصبحت ألوانها أشبه بلون رماد ,ما فاجأ الكثير منّا عن تقرير ظهر قبل ثلاثة أيّام ,مقتضب ومصوّر ,يظهر فيه قبّة كبيرة الحجم مذهّبة وواسعة بتقديري من صورة القبّة لا يقلّ نصف قطرها لمحيط أسفلها عن ثلاثون مترًا, يحيط بها عدّة مآذن بمسافات متباعدة تفوق المئة متر بين مأذنة وأخرى معمولة بماء الذهب كما هو واضح ,وبمعمار يجمع ما بين طرازين معماريين, الطراز السلجوقي وبين الطراز الصفوي وبمساحة مستطيلة لصحن واسع لا تقلّ أبعاده عن أربعمائة متر مضروبة بثلاثمائة متر ..لا أطيل.. المفاجأ في الأمر كلّه أنّ هذا البناء الضخم والغاية في الفخامة من داخله ومن خارجه هو ضريح "الإمام الخميني" وبتكلفة ملياري دولار فقط!.. يا ترى كم من الّذين سيلازمهم الفزع من الأطفال من تردادهم على مثل هذه الأضرحة الباذخة! أفوجًا أفواجًا من طاقات معطّلة مليئة بالوساوس تتخرّج كلّ عام جاهزة للتعبّة الدمويّة!..



#طلال_الصالحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاولة فتح أفق يطلّ على آفاق ..قضيّة ما بعد الموت
- ( نصر من الله وفتح قريب ) إعجاز علمي أيضًا
- الى من لاحت رؤوس حرابهم تلمع بين روابي؛ رؤوسهم مختبأة خلفها, ...
- بعدما -طلعوه من ط... الچلب- ما ذاكرة الأمم عن العرب بلا هارو ...
- الطقوس ,وطوابير -الطاسة- المرعوبون من عواقب -الكيس-!
- آن لأوباما يغادر.. استعراض عسكري روسي للقوّة مُرعب وبحضور صي ...
- .. كفى ..ترجّلوا عن منابر الدولة, اصعدوا منابر مساجدكم
- أميركا هالَكَها العراق ,سعّرت في النفط لعلّ, فانتعشت قطبيّة ...
- ( وهُزّي.. ).. -الخشلوك- يُعلن -بنخلته- ؛المسيح وُلد في العر ...
- جون وأين, والمهندس وسليماني ..وتوفيق الدقن
- داعش أفضل عزيزي الطائفي أم -الاستعمار-..؟
- متحچون! -شبيكم- خايفين تگولون صدّام كان محقًّا عندما قاتل نظ ...
- انعكاسات -جثّة- كشفت هواجس من أطلقها.. -ديكارت- بهذه الثالثة
- المُهلّلون باتو مُهَلهَلون ..تركوا -الحمار- وتمسّكوا ب-الجْل ...
- فرح غامر ,فبمقتله ستنتل الكهرباء ومونرو يلعلع جمالها في -الط ...
- السعودي ,و-القناع-.. نشيّم السعودي ينزع لنا عبائته, فهل سينز ...
- المدن -لغة- عالميّة سيّد العبادي
- -القتال بالنيابة- كان الأجدى للمملكة
- -عاصفة الحزم- تدريب -حلفاء- للهجوم على سوريّا
- أدعوكم اخواني للبحث عن عراقي مفقود ,أوصافه:


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الصالحي - التخويف -بالتجويف- وبالفجوات.. -إمام المستضعفين- نموذجًا..