أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد محمد الدراجي - التقليد بين الضرورة والاستهداف.















المزيد.....

التقليد بين الضرورة والاستهداف.


احمد محمد الدراجي

الحوار المتمدن-العدد: 4818 - 2015 / 5 / 26 - 00:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التقليد من القضايا التي شغلت حيزا كبيرا في ساحات النقاش بين المسلمين (خصوصا)، دراسةً وتحليلا تأييدا أو نقدا أو طعنا، حتى وصفه البعض بالبدعة والتحجر والجمود والعبودية، ولسنا هنا بصدد إثبات مشروعية هذا المبدأ الذي لا يحتاج إلى إثبات، لأنه من القضايا التي يقر بها العقل والمنطق والفطرة والإنسانية، بل هو ضرورة أثبتها الواقع العملي الإنساني عبر مسيرته الطويلة، لأنه يدخل في كل مجالات الحياة ولا مناص منه، من حيث أن التقليد يعني ببساطة رجوع الجاهل إلى العالم، ورجوع الإنسان إلى أهل الاختصاص، ولمّا كان إلمام الفرد وتخصصه بكل العلوم أمرا مستحيلا، برزت ضرورة التقليد والرجوع إلى العالم وأهل الاختصاص، فالمكلف العامي يرجع في تحديد وظيفته العملية إلى المرجع المتخصص، وغير الطبيب يرجع إلى الطبيب لتشخيص مرضه وعلاجه...وهكذا، فالتقليد سلوك واقعي عملي ملموس يمارسه الجميع من حيث يعلم أو لا يعلم، يؤمن به أو لا يؤمن، وحتى من يدعي الثقافة والتحضر فهو يمارس التقليد في الأفكار التي يتبناها، والتي ترجع في أصلها إلى غيره، بل حتى من ينكر التقليد ويطعن به فهو لا يستطيع إقناع الآخرين برؤيته إلا من خلال التقليد لأن رجوعهم إليه وتبنيهم لفكرته هو التقليد بعينه...
تارة يكون الطعن موجه مباشرة إلى التقليد، وتارة يكون موجه إلى أمور ترتبط ارتباطا وثيقا بالتقليد، بل إن التقليد قائم على أساسها كالطعن بمبدأ الاجتهاد والطعن بعلم الأصول والطعن بعلم الرجال، فعندما ينتفي الاجتهاد والأصول والرجال فلا معنى للقول بالتقليد، والجبهات التي تنطلق منها حملات الطعن والتشكيك بهذا المبدأ الشرعي الفطري منها:
الجبهة الأولى: مَن يزعم الانتماء إلى التشيع وهؤلاء قسمان احدهما يتمثل بالحركات الضالة المنحرفة على طول الخط التي تستهدف التقليد والاجتهاد وعلم الأصول والرجال أمثال حركة ابن كاطع مدعي النيابة والسفارة والوزارة والإمامة والنبوة والإلوهية (الحلولوية) ومدعي اليماني، والقحطاني وقاضي السماء وغيرها، أما القسم الثاني فهم الأخباريون ومرجعيات السب الفاحش الذين يطعنون بعلم الأصول والرجال والذي بدوره يعد طعنا غير مباشر بالتقليد وتسويفا وتسطيحا له.
الجبهة الثانية: تمثل بعض ضعاف النفوس وبعض الجهال وبعض المدلسين وبعض أئمة الضلالة ممن يعيبون مسالة التقليد ويلصقون التهم الجزاف على المذهب ألإمامي ألاثني عشري.
الجبهة الثالثة: هم عموم المثقفين المتطفلين على الدين والمذهب حيث يعتبروه نوع من التحجر والعبودية في حين أنهم يقلدون من حيث لا يعلمون ويمارسون هذا المبدأ عمليا في كل مجالات حياتهم حتى فيما يطرحونه ويتبنونه من أفكار وثقافات والتي ترجع إلى غيرهم وهذا هو نوع من التقليد.
إن من ابرز الأسباب التي تدفع البعض باتجاه إنكار مبدأ التقليد وما يرتبط به هي:
أولا: إما لأنهم لا يمتلكون الجانب العلمي والقدرات الذهنية التي تؤهلهم لفهم وإدراك الأدلة الشرعية والعقلية والتاريخية والإنسانية والفطرية والاجتماعية والحسية والتجريبية، التي تشدد على هذا المبدأ الضروري، فضلا عن عجزهم عن امتلاك الجانب العلمي للحصول على درجة الاجتهاد والأعلمية الأمر الذي دعاهم إلى إنكار هذا المبدأ حتى لا يقعوا في حرج وضيق...
ثانيا: أو ارتباط هؤلاء باللوبي الصهيوني الماسوني الذي يستهدف الإسلام والشعوب الإسلامية بل حتى الإنسانية، بكل الوسائل، ومنها تحريكهم للطعن بهذا المبدأ، من اجل فك ارتباط المجتمع بالقيادات الرسالية الواعية المتفاعلة الحركية المعتدلة التي تؤمن بالحوار العلمي، وتدعوا إلى السلم والسلام والتعايش السلمي، واحترام حرية الرأي والفكر والمعتقد، وتنزل إلى المتجمع، وتعيش همومه ومشاكله وتتحسس آلامه ومعاناته، وتطرح الحلول الناجعة، يضاف إلى ذلك إن التقليد في الاصطلاح يعني رجوع المكلف إلى المرجع الجامع للشرائط ومن أهمها شرط الأعلمية، وهذا يعني رجوعه إلى المرجع الذي يميز الغثّ من السمين، والصالح من الفاسد، وبين الصحيح والسقيم والمدسوس والموضوع، الذي تضمنه إرثنا الإسلامي وهذا لا يخدم اللوبي الصهيوني وجنوده من قادة حركات الضلال ومرجعيات السب الفاحش وأئمة الطائفية والتكفير، لأن أهدافهم ومخططاتهم لا تتحقق إلا عندما يكون المكلف أمام تراث مبعثر عشوائي مملوء مفخخات وألغام من المدسوسات والموضوعات والمكذوبات، التي يعتاش عليها الطائفيون والتكفيريون والسبابون، ينتقي منها ما يشاء لكي يبرر انحرافه وشذوذه وطائفيته وتكفيره وتطرفه وقمعه ونهبه وسلبه، وقتله وقمعه وتهميشه من يخالفه الرأي والفكر والمعتقد، واستباحته للمقدسات والحرمات، والنيل والطعن بعرض النبي وزوجاته أمهات المؤمنين والخلفاء والصحابة "رضوان الله تعالى عليهم أجمعين"، ومن هنا يتضح السبب وراء استهداف المرجع الحقيقي الجامع للشرائط بما فيها شرط الأعلمية على طول الخط،، وكما نشاهد اليوم من حملات عدائية قمعية مستمرة استهدفت المرجع العراقي الصرخي الحسني، وعلى رأسها تلك التي تقودها إيران وأذنابها، وأيضا يتضح السبب في دفع المجتمع وربطه بمرجعيات إعلامية فارغة من الجانب والأثر والدليل العلمي والأخلاقي والمبدئي .
انتقد المحقق الصرخي الحسني بعض ممن يعيبون مسالة التقليد ويلصقون التهم الجزاف على المذهب ألإمامي الاثني عشري، حيث تناول سماحته رواية محمد بن الحسن وهو احد طلبة الإمام أبي حنيفة (رض)،عن أبي حنيفة أنه قال: « أقلد من كان من القضاة المفتين من الصحابة كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي والعبادلة الثلاثة ولا أستجيز خلافهم برأيي إلا ثلاثة نفر ..» وعلق سماحته على الرواية وعلى عبارة « أقلد من كان من القضاة المفتين من الصحابة »، بقوله: (( بعض ضعاف النفوس وبعض الجهال وبعض المدلسين وبعض أئمة الضلالة ، وحصة كلية من جهة تكفيرية، من طائفة تكفيرية، ممن تنتسب إلى طائفة تكفيرية، وعموم المثقفين الجهال الذين يتطفلون على الدين وأهل الدين، يتحدثون عن التقليد وينتقدون التقليد، وطبعا يتهمون الطائفة ويتهمون الشيعة عموما ويتهمون مذهب أهل البيت ويتهمون الشيعة الإمامية الاثني عشرية بتهمة التقليد)) وأضاف سماحته ((وكأن التقليد قد اختص وأُختص بالمذهب الأمامي ألاثني عشري))
معللا سماحته سكوت البعض عن ذلك بقوله: ((وطبعا المتصدون والعلماء والمشايخ بسبب الدفع الطائفي والحقن الطائفي والحقد الطائفي والخلفية الطائفية والنفس الطائفي يسكتون على هؤلاء!! ولا يقول نحن ايضا عندنا ونحن من أساسياتنا ومن ضرورات المنهج العملي والتطبيق العملي والسلوك العملي ومن ضروريات الفقه والتفقه ومن ضرورات الاجتهاد ومن ضرورات المذاهب الأربعة بل من أساسيات تسمية المذاهب وبقاء المذاهب ووجود المذاهب هو التقليد!! مذهب وإمام مذهب وأتباع مذهب أي مقلدو إمام المذهب!! وأبو حنيفة إمام المذهب يقول (أقلد من كان من القضاة))
جاء هذا خلال المحاضرة العقائدية الثامنة والثلاثين بتاريخ 23 آيار 2015 الموافق 4 شعبان 1436 .



#احمد_محمد_الدراجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقوط الرمادي انتكاسة تكتيكية أم ضحك على الذقون!!.
- ما بين نوح النبي ونوح العراقي .. ما أشبه اليوم بالبارحة.
- النازحون بين مواساة علي الكرار.. وانكفاء السيستاني.
- شَمَّاعات القمع في العراق...المُندَّسون أنموذجا.
- مُندَّسون أخيار...ومُندَّسون أشرار.
- تسليح الشرفاء دَرأً للخطر المهلك..أم أكذوبة المصالحة.
- نزيل السجون وقتيل الوشاية...ماضي مستمر في العراق.
- الزعامات الدينية الإيرانية وحلفاؤها..والصور الأربعة.
- عندما تظهرالعبقرية... يتآمر الأغبياء ضدها.
- التسليح وسقوط الأقنعة.
- أين السيادة... يا أصحاب السيادة؟!.
- التسليح... ودموع التماسيح.
- التلازم بين التسليح والتقسيم وهم وخداع.
- المعترضون على التسليح في قفص الإتهام.
- دمٌ يُراق بين ناظم الثِرثار والقائد الثَرثار.
- القرآن الكريم والفكر المتين... مصدر إزعاج المُفلسين.
- النتائج الكارثية شاهد على سقوط الفتوى الطائفية، جرائم تكريت ...
- مقارنة موضوعية...الخليفة الثاني والمسؤولون في العراق
- يا رئيس الوزراء، لقد حذرتكم المرجعية الرسالية ولكن...
- الطفل عامر الفلوجي يفضح الطائفين.


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد محمد الدراجي - التقليد بين الضرورة والاستهداف.