أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - القاسم المشترك بين حكومتي التحالف الشيعي ونظام صدام حسين العروبي














المزيد.....

القاسم المشترك بين حكومتي التحالف الشيعي ونظام صدام حسين العروبي


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 4809 - 2015 / 5 / 17 - 23:19
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لا يحتاج المرء ان ينفق الكثير من الجهد للتفكير كي يعرف القاسم المشترك بين الحكومات التي انبثقت من التحالف الشيعي وهي العبادي وقبلها المالكي وبين نظام صدام حسين القومي، وذلك القاسم المشترك هو العنصرية والشوفينية ضد الناطقين باللغة الكردية او بالاحرى ضد سكان كردستان. ولا يحتاج المرء ايضا ان يستنتج بشكل بسيط كيف أن التحالف الشيعي توصل الى ما توصل اليه دون ان يمضي في الحكم سنوات طويلة كي يتعلم فن سياسة لوي الاذرع للاحزاب القومية، وهو يستلهم من تراكم خبرات نظام صدام حسين الذي استخدم الحصار الاقتصادي على كردستان طوال سنوات التسعينات حتى سقوطه، لارغام نفس الاحزاب القومية الحاكمة اليوم في كردستان على تنفيذ شروطه التفاوضية وارضاخها لسياسته، ولكن كل شيء على حساب الجماهير الكادحة والمسحوقة في كردستان العراق.
حكومة المالكي السابقة استخدمت سياسة التجويع ضد جماهير كردستان عن طريق عدم دفع الرواتب لاشهر طويلة لخلافات سياسية بينها وبين حكومة اقليم كردستان، وحكومة العبادي التي استبشر بها الكثير من الحمقى من كل حدب وصوب، بأنها ستجلب الحرية والرفاه والامان والاستقرار والقضاء على الفساد وانهاء الفصل العنصري القومي والطائفي من تأريخ العراق، تحاول اليوم المضي على خطى المالكي في عدم دفع رواتب ومعاشات العمال والموظفين لاسباب خلافية مع الاحزاب الحاكمة في كردستان.
ان ذريعة امريكا في تجويع جماهير العراق ولمدة ثلاثة عشرة عام كانت بأن صدام حسين له اسلحة دمار شامل وينتهك حقوق الانسان، وكانت ذريعة صدام حسين في تجويع جماهير كردستان العراق بأن الاحزاب القومية الكردية عميلة لدول المنطقة وامريكا، وكانت ذريعة حكومة المالكي في قطع رواتب عمال وموظفي كردستان بأن حكومة اقليم كردستان تبيع النفط المستخرج من حقول كردستان لحسابها ولا ترسلها الى ميزانية بغداد، اما حكومة العبادي ما زالت لم تجد الذريعة كي تسوقها في الاعلام الرسمي والمأجور، في حين من دفع ثمن الحصار الاقتصادي على العراق والحصار الاقتصادي على كردستان وقطع الرواتب والمعاشات هم الجماهير العمالية والكادحة في العراق وكردستان.
بيد ان هذه السياسة الحقيرة والدنيئة التي اخترعتها البرجوازية العالمية بقيادة امريكا بدءا من كوبا وانتهاءا بالعراق وتعلم منها نظام صدام حسين القومي، وتمرست عليها حكومتي المالكي والعبادي لا تقف عند حدود التجويع واركاع العمال والكادحين، ولا تقف ايضا عند حدود شيوع اكثر الافكار الرجعية والمتعفنة في المجتمع، مثلما شاهدنا وعشنا مع انبعاث دولة الخلافة الاسلامية من مستنقعات التاريخ بفضل الحصار الاقتصادي على العراق، الذي عبد الطريق بشكل آمن للحملة الايمانية لصدام حسين وخرج منها ديناصور اسمه داعش، بل من شأن هذه السياسة اللانسانية، سياسة التجويع والحصار الاقتصادي وقطع المعاشات ان تعمل على تقوية الشوفينية القومية العنصرية في كلا المنطقتين، مناطق الوسط والجنوب ومناطق كردستان. ان حكومة العبادي لا يهمها ماذا سيحل بمصير ما يقارب مليون انسان ناطقين باللغة العربية هاربين من مقصلة الحرب ويعيشون في مناطق كردستان، وانهم معرضون الى تهديد من اعتداءات القوميين الشوفينيين الذين سيستغلون سياسات حكومات بغداد اللانسانية لتبرير تلك الاعتداءات.
واخيرا لنقول تكفي هذه السياسة التي مارستها امريكا من قبل ومن ثم صدام حسين وبعده المالكي واليوم العبادي، تكفي الاكاذيب والتسريبات الاعلامية غير الرسمية بأنه ليس هناك سيولة نقدية، بينما توجد تلك السيولة لانفاقها على زيارات رئيس الجمهورية ونوابه ووزير الخارجية والمسؤولين في حكومة العبادي وخارجها الذين يعودون بخفي حنين من كل زيارة، وهناك سيولة نقدية لصرف رواتب وامتيازات الرئاسات الثلاثة وموظفيهم والبرلمانيين، الذين لا يجيدون غير التفنن في الكذب وفبركة التهم والظهور كمحللين سياسيين فاشلين.
ان وضع الحد لتلك السياسات الشوفينية، لا يأتي عن طريق صحوة ضمير ولا عن طريق النصح ولا بالعزف على وتر الوطنية المهترئ... بل يأتي عن طريق تعالي اصوات القوى التحررية والشيوعية في العراق وفضح تلك السياسات. ان تجربة سياسة التجويع والحصار الاقتصادي وقطع الرواتب لا تنهك غير أنسانية العمال والكادحين واسرهم وتخرب لهم بيوتهم. ومن جهة اخرى ان تلك الاصوات من شأنها ان تفوت الفرصة على الشوفينيين القوميين من الطرفين في تحقيق اهدافهم.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنصرية وحقوق الانسان في كردستان العراق
- نحو عراق علماني موحد
- في الاول من ايار.. حقانية ماركس والشيوعية وحقانية الطبقة الع ...
- بين احضان الجمهورية الاسلامية والمظلة الامريكية
- قدم في القومية واخرى في الاسلام
- وحدة العمال فوق كل شيء
- حقوق العمال والحرب على دولة الخلافة الإسلامية
- تحريرالموصل بين داعش والميليشيات الشيعية
- الكرامة المخدوشة.. انكم لا تصلحوا حتى ان تكونوا قوميين
- القانون الجعفري والقانون الداعشي.. وجهان لعدو واحد
- عمال وزراة الصناعة.. تأريخ المرجعية يعيد نفسه
- التقويم السنوي الجديد.. الرصاصة الاخيرة في نعش حكومة العبادي
- مليشيات الدولة ودولة المليشيات
- الحقوق تنتزع ولا تمنح!
- -العراق الجديد-: لا فرق بين رئيس وزراء ورئيس للميليشيا
- رسالة الى لجنة منتسبي شركة نفط الجنوب
- الطبقة العاملة واسعار النفط
- -الربيع العربي- بين باريس وسوريا وليبيا ومصر...
- الجغرافية واللغة..ما بعد -شارلي إيبدو-
- الحرس الوطني والرصاصة الاخيرة


المزيد.....




- غروزني تشهد افتتاح معرض لغنائم العملية العسكرية الروسية
- ماذا تخفي الزيارة السرية للرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد إ ...
- ألمانيا- تأييد لتشديد القانون الجنائي لتحسين حماية السياسيين ...
- -ليس وقت الاحتفالات-.. رئيس بلدية تل أبيب يعلن إلغاء مسيرة ا ...
- روسيا.. العلماء يرصدون توهجا شمسيا قويا
- برلماني روسي: الناتو سيواصل إرسال عسكريين سرا إلى أوكرانيا
- كيم يهنئ بوتين بالذكرى 79 لانتصار روسيا في الحرب العالمية ال ...
- -في يوم اللا حمية العالمي-.. عواقب الصيام المتقطع
- اتفاقية التجارة الحرة بين الصين وصربيا تدخل حيز التنفيذ في ا ...
- للمرة الـ11.. البرلمان الأوكراني يمدد -حالة الحرب- والتعبئة ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - القاسم المشترك بين حكومتي التحالف الشيعي ونظام صدام حسين العروبي