أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - امال قرامي - داعشيات














المزيد.....

داعشيات


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 4797 - 2015 / 5 / 5 - 13:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



تُلقى محاضرة فى موضوع من المواضيع ذات صلة بالسياسة أو الاجتماع أو الدين أو الاقتصاد فتواجَه بوابل من الأسئلة حول داعش... تُدرّس مسألة فى التاريخ أو الرياضيات أو الفيزياء فيسألك التلاميذ عن داعش... تُحاور طلبة فى فضاء ثقافى حول استشراف المستقبل فيطرحون عليك أسئلة حول تنظيم داعش... تَجمع أوراق اختبار فى مادة ذات صلة بالأنتربولوجيا أو علم الأديان المقارنة أو القانون فتكتشف أنّ الموضوع الرئيس تَحوّل إلى تحليل أنشطة داعش...تُشاهد برنامجا سياسيا فتفاجأ باتهام بعضهم بأنّهم صاروا داعشيى الهوى والتفكير.

دعش فى علاقة بدعس، والدعس لغة حَشْوُ الوِعَاءِ، وهذا ينطبق على عقول أبنائنا التى شكّلت على غير المتوقع، والدعس أيضا الوطء الشديد، والدوس وهو كالدَّحْسِ فى السَّلْخِ، أَى سَلخِ الشاةِ، والدَعْسُ الطعن، وقد يُكْنَى به عن الجِماع،. أمّا الدغش فهو الظلمة، ودغشَه: هجم عليه فى الظلام ،... وهى دلالات ذات صلة بكلّ أشكال العنف المادى والنفسى والرمزى.

داعش تتسلّل إلى لغتنا فتفرض نفسها من خلال سلسلة من الاشتقاقات فيتساءل البعض: هل أنت دعشوشى؟ ويقول البعض الآخر: ها قد تدعششت... ويكتب بعضهم: ها قد امتد حبل «الدعششة» ويتساءل محلل: من دعشش أمتنا؟ وينتقد آخر «الدغششة» التى يمارسها تنظيم داعش... وتغدو داعش حاضرة فى تعاليقنا الفيسبوكية: دعشش دعشش أنت البطل...: اللهم دعشش البلاد، دعشش يدعشش تدعشيشا...

داعش تحضر فى إبداعنا من خلال الكاريكاتور، ومقاطع السخرية فى اليوتيوب: داعشيات (فتاوى داعشية...)، وعلى خشبة المسرح، وفى الأفلام، والشعر والأدب، والسياسة والدين...بل إنّ داعش تسلّلت إلى صلواتنا، ودعائنا فبات البعض يتفنّن فى ابتكار الدعوات الداعشية: فيدعو على من ظلمه: دعشش الله عيونك ، ويدعو البعض الآخر قائلا: لا دعشش الله عقولنا ... وصار الخطباء يختمون دعواتهم بـ اللهم قنا عذاب داعش و احفظ بلادنا من خطر داعش ...

داعش تهيمن على مؤتمراتنا، وندواتنا فتدفعنا إلى التحليل، والتفكيك، وتطبيق مختلف المناهج والمقاربات، وتحفزنا على تنويع آليات الفهم والنقد... فيترك البعض اختصاصه الذى أفنى عمره فى الانشغال به ويرتمى فى دراسات الإرهاب، والعنف، والأصوليات بحثا عن قراءات تسدّ الثغرات، وتثرى منظومة المعرفة... ويضحّى البعض بمشاريعه البحثية، و يعلّق طموحه العلمى إلى حين القضاء على داعش وينكبّ على دراسة الظاهرة، والبحث عن سرّ الانجذاب، وسحر الافتتان...

أخبار داعش حاضرة فى إعلامنا بشدّة تحتلّ الصدارة فنمرّر الصور، ونعلّق على أحداث القتل، والصلب، والاغتصاب، والرجم،... ونحلّل النوايا، ونتقصّى عن المبررات فى كتب الدين، والتراث، ونبحث عن الأهداف ونسعى إلى رصد الاستراتيجيات، ونستقصى أسرار الخلافة، فنتعجّب من صكّ العملة، وتعيين الولاة، وتغيير السياسات....


داعش وجع، ألم، رعشة، قشعريرة، وخز، طعنة، همّ، دمعة،... داعش استولى على مشاعرنا وهيكل عواطفنا، ودفعنا إلى التفكير فى مدى توحّش البشر، وجعلنا نطرح سؤال الهوية من جديد، ونقلّب فى الدفاتر القديمة علّنا نعثر على الأجوبة المريحة.

داعش داء لابدّ منه نتعايش معه ونقبل أن يهيمن على متلفظنا، ومتخيلنا، وأشكال تواصلنا نسمح له بأن يحضر بقّوة فى مواقع التواصل الاجتماعى: فى الفيسبوك والتغريداتhashtagTwitter ،... نتبادل الصور، والفيديوهات، والبيانات، والأخبار، ونتعامل مع التهديدات بكلّ جدّ حتى وإن كانت أضغاث أحلام، وقريبا جدّا سنجدّد برامجنا التعليمية فندرج مادة تحليل الداعشيات .

وبعد أن صرنا طيلة سنوات نعيش بالسياسية، وفى السياسة ها قد باتت داعش تُسيطر على مختلف اهتماماتنا، وتستحوذ على أفق تفكيرنا ومشاعرنا. فما هذا الهوس بداعش؟ أيعود الأمر إلى ولعنا المتأصّل بالغريب والعجيب أم إلى قدرتنا على استحضار صور الغول، والمارد فى كل زمن أم إلى مخاوف تهيمن علينا فتجعلنا منشغلين بأخبار صعود داعش؟

مع كلّ يوم تبلغنا أخبار انضمام هذا الشاب أو ذاك إلى تنظيم استحوذ على عقول فئة من الشباب فانتزعهم من أسرهم، وقطع أواصرهم، وفصلهم عن الأهل والأحباب... ونعجز عن فهم أسرار هذا الانبهار، والهوس والجنون...

يبدو أنّ أجهزة المناعة قد تخلخلت وأربكت وما عادت قادرة على حمايتنا فهل بإمكاننا أن نعالج أصل الداء؟



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب المواقع بين «رجال الدين»
- كسر أقفال المعرفة الدينية
- فى تمثّل دور رئيس الدولة
- تونس على محكّ الاختبار
- هل يمكن تشريك حزب النهضة فى الحكم؟
- هل «تمكن» حكومة «الصيد» النساء؟
- ماذا بعد الانتخابات الرئاسية؟
- السياسى العارض
- ماذا وراء استقالة حمادى الجبالى من حزب النهضة؟
- شعب النهضة
- التوافق المزعوم
- من «سردية التميّز إلى سردية وهم التغيير»
- الكلّ يغنّى على ليلاه
- هل خرجت تونس من النفق؟
- ملاحظات على هامش الانتخابات التونسية
- حالات الإحباط.. قبيل الانتخابات
- موجة خلع الحجاب .... على هامش الانتخابات
- رسالة تونس: لله درّ النهضة كم تتقن التلاعب
- لقد هزلت حتى بدا من هزالها
- السياسة كرنفال


المزيد.....




- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - امال قرامي - داعشيات