أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - حوار راكيل وعزرائيل














المزيد.....

حوار راكيل وعزرائيل


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4785 - 2015 / 4 / 23 - 18:26
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


حوار راكيل وعزرائيل
نعيم عبد مهلهل

سكننا فرح لم تألفه صباحات الأهوار في يوم ما عندما اصطحب المصور الفوتوغرافي الايطالي فالنتينو روسي زوجته الجميلة ( راكيل ) حيث يتركها تلهو بمرح مع اشارات انساء القرية لها وهن مندهشات من شعرها الاشقر وبياضها البض ومحاولتها لفظ مفردة ( عليمن ) بصورة صحيحة ، فيما اوكلت إليَّ مهمة مرافقته واختيار الامكنة التي تكون فيها الصورة عالية الجودة في دقتها وزاوية النظر ، وربما خروج الجواميس وقت شروق وعودتها في الغروب ولحظة قيام المعدان ببناء صرائفهم او وهم يقودون المشاحيف هي من اجمل اللقطات التي اختارها فالنتينو روسي لرحلة التي أتى فيها مكلفا من مجلة علمية ايطالية تعتني بالبيئات العالمية.
تستمر حياة روسي معنا لأسبوعين ، وغدا هو آخر يوم في حياتهما في القرية التي منحتها عيون راكيل شيئا جديدا من مشاعر خفية كالتي كانت الممثلة الأمريكية ( راكيل وولش ) تمنحها لنا ، وبالرغم من امتعاض معلم الاسلامية لوجودها خصوصا عندما تزور المدرسة برفقة زوجها وحجته أن راكيل أسم يهودي في اغلبه ، إلا أننا كنا نقابله بحجة ان راحيل هي من حطمت اصنام ابيها وتزوجة النبي يعقوب .
فيرد :تلك كانت راحيل زوجة النبي وليس هذه التي تأتي الينا عارية الاكتاف.
قلت : اغمض عينيك عندما تأتي .
ــ سأغمضها يا رجل ، يوم واحد و( سينقلعان ).
وبرغم من هذا فأن راكيل اكثر من تبتسم له هو معلم الاسلامية ، وكأنها تؤسس لحوار حاضرات امام خجله وهو يفتح عينيه ويغمضها.
آخر مساء لراكيل وزوجها في قريتنا ، قررت فيه أن تقوم بساعة عوم في الاهوار ، وبعيدا عن العيون اصطحبت معها أم مكسيم وذهبت الى مكان ليس فيه بشر ، وهناك انزلقت من ضفاف الطين الى الماء مثل حورية تبحث عن كنز او لقية اثرية في قاع الهور.
لم يكن زوجها يعلم برغبتها ولا أي واحد في القرية سوى أم مكسيم التي اتت الينا مفزوعة ونحن نعد امام باحة بيت السكن حفلة شواء سمك نودع بها فالنتينو وزوجته وهي تقول : المرأة غرقت ، المرأة غرقت.
استوضحنا الأمر ، وعرفنا القصة منها ، حين اختفت راكيل عن مرأى أم مكسيم التي تنتظرها على حافة الهور لتطفو الى الماء بعد نزلت بكامل جسدها فيه لكنها لم تخرج فذعرت المرأة وركضت صوبنا مولولة.
ركضنا جميعا وكان زوجها اسرعنا واكثرنا هلعا ، عندما اعتقدنا انها علقت بالقصب حين علمنا من أم مكسيم أنها سبحت وهي ترتدي ملابسها ( البنطلون الكاكي والقميص الابيض ) .
المفاجأة أننا وجدنا راكيل تنتظرنا على الضفاف الطيني وهي تبتسم ، وتقول زوجتها :اعرف ان أم مكسيم فزعت وأتت اليكم لطلب النجدة.
والقصة انني حقا علقت في القصب وكدت اغرق ،لكن عزرائيل ملك الموت اجرى معي حوارا قصيرا ،وفي النهاية اقتنع أن موتي ليس هنا لعدم وجود كنيسة في القرية .
مد يديه وخلص طرف البنطلون العالق في القصب وارتفعت لاطفوا الى سطح الماء وانا أكاد أن اختنق....!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من سماء بعاذرا الى مياه الأهوار
- الجاسوس الأكادي
- لصوص الدواب
- الجبايش وعصافير مراكش
- شيء عن غرام سارتر وبوفوار
- مقبرة القمح المكسيكي
- أطفال الأهوار ومحمد عطية الابراشي ...!
- اخيرا وصل الى السماء
- بروك شيلدز وبندقية البرنو
- الغضارة وحرب الحليب
- الثناء على معونة الشتاء
- طروادة والمْطارَدْ
- معدان دوائر التجنيد
- سفينة حنا مينه
- أقراط روزا لكسمبورغ
- لاخَبرْ وعُرسِ عَنبرْ
- تعال ايها الملك
- أيثاكا كافافيس وأيثاكا شغاتي
- جاموسة موشي دايان
- التوراة تسكن في قلعة صالح


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - حوار راكيل وعزرائيل