أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - لبنى حسن - أزمة الغد صحية















المزيد.....

أزمة الغد صحية


لبنى حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1327 - 2005 / 9 / 24 - 11:00
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


طالعتنا الصحافة مؤخرا بأخبار عن أنقسامات و خلافات و أنقلابات فى حزب الغد وراح البعض يؤكد ان الحزب فى طريقة للتجميد كما حدث مع احزاب أخرى مرت بظروف مشابهة, وتهللت الصحف المسماة "قومية" فاقامت الافراح و الاحتفالات و أستغلت الفرصة لترويج الشائعات و الاساءة للحزب و رئيسه فى محاولة لمجاملة النظام و التأثير على صعود نجم أيمن نور و تقدم حزبه صفوف المعارضة بعد أن صار منافس قوى لنجل الرئيس و معرقل لمحاولات النظام لتثبيت جيمى فى الحكم و فرضه على الشعب, فلا شك ان مشاهد التفاف الجماهير فى مختلف محافظات الجمهورية حول نور قد أثارت قلق القيادة السياسية التى اعتادت الجمود (الأستقرار!!) و الانفراد بالساحة لذا فكان على جحافل الحزب الوطنى التحرك و تسخير أجهزة الدولة لعرقلة مسيرة الحزب و اختراقه و محاولة التخلص من نور تماما كما كان يتم التخلص من كل من تزداد شعبيته و يسطع نجمه كعمرو موسى و المشير ابو غزالة و رئيس الوزراء الاسبق كمال الجنزورى و غيرهم, و لكن هذة المرة خصم النظام عنيد و قوى و مؤمن بدوره أتى فى توقيت مناسب فحصل على دعم الجماهير التى صبرت سنين فيأست فطحنت لتستيقظ على بارقة أمل تجسدت فى شاب صاحب رؤية واثقا من نفسه ملتحما بالجماهير فى الشارع, مشاركا فى المظاهرات الشعبية و منصتا لمطالب مختلف القوى الوطنية يحمل مقومات تؤهله لقيادة الاصلاح.

و المتابع لتاريخ الحزب الوليد يستطيع بسهولة رصد محاولات النظام لعرقلته فتارة تلفق قضية لرئيسه و تارة يتم الضغط على بعض اعضاءه البارزين و حثهم على الاستقاله و فى احيان أخرى يتم اغراء احد قياداته و دعمه لأفتعال المشاكل و طوال الوقت هناك محاولات لتشويه سمعة الحزب و صورة رئيسه لدرجة وصلت لتخصيص صحيفة كاملة لمهاجمته تشرف عليها لجنة السياسات بالحزب الحاكم.

اما الازمة الاخيرة المتمثلة فى الخلاف بين اربعة من أعضاء الهيئة العليا بزعامة الشيخ رجب هلال حميدة وقيادة الحزب و التى حدثت اثر عمل هؤلاء الأعضاء على تعمد اثارة القلائل و تشويه سمعة الحزب فى وسائل الاعلام و تجاوزهم لائحته الداخلية فنجم عنها قرار بفصل الاعضاء الاربع بناء على توصيات لجنة الحكماء و بتصويت باقي أعضاء الهيئة العليا, فاراها عادية و متوقعة بل و ايجابية على المدى البعيد, فمن ناحية طبيعى ان تحدث الخلافات داخل الاحزاب الليبرالية و من ناحية اخرى ساهمت طبيعة الخلاف - المفتعل- المعروض على الراى العام فى ازدياد تعاطف رجل الشارع مع الحزب بسبب الشعور ان جدية الحزب و قوة رئيسة التنافسية وراء تلك المحاولات خاصة بعد ان ساعدت شفافية الحزب على دفع المشكلة الى الضوء و مناقشتها من خلال موقع الحزب على الانترنت و جريدة الغد لسان حال الحزب , و ازداد الامر وضوحا للمتابعين بعد المواجهة التى شاهدناها على الهواء مباشرة منذ ايام قليلة بين سكرتير الحزب الحالى ايهاب الخولى و نائب رئيس الحزب المفصول رجب حميدة من خلال برنامج العاشرة مساء على قناة دريم, فبالرغم من ان الحوار اتسم بالصخب نتيجة تشنج و عصبية الأخير و تطاوله فى بعض الاحيان على ايهاب الخولى محاولا جره لاسلوب سوقى غير لائق باعضاء حزب سياسي تربع على عرش المعارضة بجدارة فى الانتخابات الاخيرة الا ان سكرتير الحزب استطاع ان يحافظ على هدوء أعصابه و بدا واثقا من نفسه و هو يفند الادعاءات و يجيب على التساؤلات مما ساعد المشاهد على التركيز واكتشاف المبالغة و الافتعال للمشاكل و الازمات من قبل العضو المفصول الذى لم يكن موفقا فى عرض مبرراته لاثارة هذة الزوبعة لان الخلاف الأساسى الذى تفضل بشرحه أثناء صراخه يدور حول تفاصيل كيفية تطبيق أحكام مواد لائحة الحزب الخاصة بموعد اقامة الجمعية العمومية و تحديد جدول اعمالها و هذا بالطبع ليس بالأمر العاجل او الخطير الذى يتطلب اقامة مهرجانات للهجوم الاعلامى و رفع دعوى قضائية امام محكمة الأمور المستعجلة و اللجوء لطلب تدخل لجنة شؤون الاحزاب, لذا فعندما ادرك حميدة ضعف موقفه قرر التطرق لأمور اخرى قد تبدوا اكثر اثارة و جذبا للتعاطف معه, فبدأ فى كيل الاتهامات للحزب و الهجوم على نور مطالبا باقالته و متهما اياه بالديكتاتورية و لولا اننى كنت من المتابعين لكتابات السيد حميدة فى جريدة الغد و التى كان يتغنى فيها بالحزب و بايمن نور شخصيا لأندهشت لمجرد انضمامه لحزب يرى فيه كل تلك السلبيات, فتحوله المفاجىء بهذا الشكل العنيف يعد موشرا واضحا على سوء النيه و يثير علامات الاستفهام حول دوافعه الحقيقية خاصة فى هذا التوقيت بالذات حيث يتم النظر فى قضيته نور كما يحلف الرئيس "المنتخب" اليمين امام مجلس الشعب فى ظل اجواء متوترة و أستعدادات لمظاهرة شعبية حاشدة.

و حتى بعيدا عن الاشارة لاى تدخل او اغراء ما من قبل الحزب الحاكم لعرقلة خطوات حزب الغد, فاثارة تلك المشكلة الان يعد فى صالح الحزب حيث يساعد على تنقيته من عناصر مخربه لا تتسق فكريا و ايدولوجية الحزب المرتكزة على الليبرالية و التعددية لان التخلص من عناصر تسعى لفرض أجندتها الخاصة و التحكم فى الحزب مثل الشيخ رجب هلال حميدة, الذى سبق و اثار الخلافات و الأنشقاقات فى حزب الاحرار و من بعده حزب العمل الذى تحول تدريجيا من حزب أشتراكى لحزب اسلامى مجمد, لم تكن ميوله ذات المرجعية الدينية تقبل التعايش مع مبدأ التعددية الفكرية لذا فالتخلص المبكر من قيادات تحمل بداخلها مفاهيم غير ليبرالية ذات خلفيات دينية يعد مكسبا للحزب على المدى الطويل وحماية من انضمام المزيد من الاعضاء الذين ينجذبون لتلك الايديولوجية و يسيرون على نفس الدرب حتى لا يتحول الحزب عن نهجه الأساسى.

لذا لا ارى ان الخلافات الاخيرة أضرت بالحزب كما يتصور البعض بل ان وضوح ضعف موقف المنشقين و تعامل الحزب بشفافية مع الرأى العام و بديمقراطية مع اعضاءة التى تمثلت فى مثول الجميع للائحة الحزب الداخلية و قرارات لجنة الحكماء و ليس بانفراد رئيس الحزب بالسلطة أدت لمزيد من الاحترام و التضامن بين اعضاء الحزب ,كما ساعدت على أنسحاب أنصار التيار الدينى المساندين للشيخ رجب و أبقت على القيادات الليبرالية المؤمنة حقا بالتعددية الفكرية و الأسس الديمقراطية.


لبنى حسن



#لبنى_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لو واحد فى المليون
- سعيد صالح...نحن نشكر الظروف
- كفاية حرام علينا
- أتخنقنا
- انتخبوا مبارك رجل الإنجازات الأول
- الأنتخابات الرئاسية و حيرة المواطن المصرى بين المشاركة و الم ...
- هنا مصر المحتلة
- القضاء على ارهاب الشرطة أولا
- عصير مرارة بالخوخ
- !احترس أمامك مخ..و بيفكر
- قانون مصادرة الحقوق السياسية
- !ابتسامة مصر.. ماتتنسيش
- كل خدعة وأنتم طيبين
- كبسولة أخبار(مصرية) بلا تعليق تحذير لمرضى الضغط
- انقلاب السحر على الساحر
- !ان اختلف معك احد انسفه
- حتى أنت يا....؟
- !مبروك جالك قلق
- النسكافية حلال و لا حرام؟
- سؤال شبه برىء


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - لبنى حسن - أزمة الغد صحية