أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - لبنى حسن - !ان اختلف معك احد انسفه














المزيد.....

!ان اختلف معك احد انسفه


لبنى حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1229 - 2005 / 6 / 15 - 12:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أستخدام الدين لأغراق المواطنين
الجزء الثانى

الفقر و البطالة و الفراغ قد تكون من اهم العوامل المساعدة على التطرف و التعصب و ازدياد ظاهرة الفضول الأجتماعى, فالمواطن بشكل عام مقهور و لذا يشعر بأرتياح حينما يستطيع قهر من يظنه اضعف منه و قد يكون هذا من نصيب الزوجة او الأبناء او اخر يختلف معه فى الرأى او الدين او حتى المذهب, فالسلوك العدوانى و أعنى هنا عدوانية اللفظ, أصبح امرا مألوفا نتعامل معه روتينيا,فالجهل و الأنغلاق على الذات هو ما يدفع الأنسان للتعصب و عدم تقبل الأخر, مثلا لا حظت ان كل من يرانى يفترض انى انتمى لنفس ديانته او طائفته و ان حدث و تحدثنا و اكتشف بعض الخلافات فى الرأى يسارع للتأكيد على ان نقاط الأتفاق اكثر و كأن مجرد الأختلاف قد يعنى العداء او على الأقل ضرورة الا بتعاد خشية التصادم, فى مجتمع لا يقدر معنى الاختلاف و ثقافة لا تعترف بالتعدودية الفكرية.

فىالصيف الماضى و فى اثناء سيرى فى شوارع الأسكندرية (مصر) استوقفنى رجل لم اره من قبل, تبدو عليه ملامح الفقر و العوذ و نظر لى بقرف شديد و قال اتحجبى بقى.........
بالطبع ليست هذه المره الأولى التى أتعرض فيها لمثل هذا الموقف و لكنها اول مرة اكمل سيرى دون اكتراث او أدنى اهتمام او محاوله لمجادلته و لما ادافع عن نفسى؟ و هل أنا متهمة ؟ و هل هو القاضى و الشارع هو ساحة المحكمة؟ و هل من المفترض ان ينصب كل شخص نفسه داعية و واعظ ,يفرض وجهة نظرة و يعمل على تعديل سلوك الأخرين وفقا لما يراه صحيح؟ و هل هو وحده محتكر الحقيقة؟ و ماذا سوف يعود عليه من ارتداءى أنا او غيرى لغطاء رأس, أسوف تتحسن حالته المادية او المعنوية او يجد وظيفة ليتخلص من الفقر و البطالة و المعاناه او هل سيتخلص الهواء و الماء من التلوث او سيصبح ما يتناوله من خضروات و فاكهة خالية من المسرطنات او ستحترم آدميته و يعامل كأنسان حر؟ و هل ستحل مشكلة الأسكان او المواصلات او التعليم او العشوائيات و ينخفض سعر الدواء ؟؟؟ لماذا ترك مشاكله التى لا حصر لها؟ ام هو هروب من الفراغ و الشعور بالقهر و محاولة لأثبات الذات من خلال ممارسة التسلط على الأخرين؟ ثم لماذا افترض انى مسلمة اصلا و انا علمانية لا ارتدى اى رمز دينى مهما صغر حجمه؟

و بالطبع لست هنا لأتطرق لأسباب رفضى لفكرة كون غطاء الراس المسمى بالحجاب فرض كما يرى الغالبية, ليس فقط لأنى لا أعرف للأسلام سوى خمس فرائض او اركان ليس من ضمنهم الحجاب و لكن لكون الكثير من العلماء و الأساتذة الأجلاء قد تفضلوا بشرح و اثبات حقيقة الحجاب كجزء من العادات و التقاليد القبلية و انه ليس جزءا من الدين من امثال المستشار سعيد العشماوى و اقبال بركة و د نوال السعداوى و جمال البنا و غيرهم من المفكرين.
فى الواقع اننا اصبحنا نعيش داخل مجتمع فضولى يهوى دس أنفه فى شؤون الغير و الوصاية على افكارهم و تصرفاتهم و كأن للحقيقة وجه واحد و طريق أ وحد, متجاهلين أختلاف التفاسير الدينية التى ادت الى تعدد الطوائف و المذاهب فى كافة الديانات السماوية بشكل عام.

المهم و اصلت سيرى ثم توقفت امام محل أحذية و لم انتبه الا و صاحب المحل - او لعله البائع - العابث الوجه ذو اللحية ينظر لى بأستياء شديد و يجرى على الكاسيت ليرفع صوت القرآن لدرجه جعلتنى لا اميز معنى الكلمات و كأنه يرانى شيطان سيطرده!!! فانا فى نظره متبرجه عاصية و شعرت حينها انه يود لو يستطيع تفجير نفسه في, ليموت شهيد و يدخل الجنة و ينول ثواب تخليص البشرية من واحدة لا تضع غطاء للشعر على رأسها, فيالها من كارثة قومية و نكبة دينية! لقد فضل التضحية بزبونة تبدو عليها ملامح الثراء و التمتع بقدرة شرائية عالية لمجرد رفضة لتقبل الأخر الذى لا يسير على نفس نهجه او يعتمد طقوسه و يتبع معتقداته الدينية.

و فى يوم اخر و اثناء سيرى فى نفس المنطقة (الأبراهيمية) رأنى قس - ايضا لم اره من قبل - فألقى على التحية دون غيرى من الماره, فبادلته التحية بأبتسامة... لقد اعتبرنى تلقائيا مسيحية... و هذا ان دل على شىء فيدل على ان الحجاب من عدمه يستخدم كشكل من اشكال التميز للحث على التعامل العنصرى و لينقسم الشارع المصرى لفريقين مسيحى و مسلم, دون ان ينعكس ازدياد مظاهر" التأسلم" على الأخلاقيات و السلوك اليومى للمواطنين بل ادى لمزيد من الكراهية و عدم تقبل الأخر فأزداد الحقد و العنف و النفور, خاصة اذا ما قارنا الحال اليوم بفترة الخمسينيات - يعنى بعد ظهور الأسلام ايضا - حيث كنا متدينون و لدينا الأزهر و الكنائس فكنا نعرف معنى التعاون و التسامح و نعيش كشعب واحد متجانس صاحب نفس الحضارة و الأنتماء لا كفريقين منقسمين.








#لبنى_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتى أنت يا....؟
- !مبروك جالك قلق
- النسكافية حلال و لا حرام؟
- سؤال شبه برىء
- من الجانى؟؟
- اخر نكتة
- حكم العسكر
- مافيش فايدة
- و مازال الحصار مستمرا
- خسارة...عادل امام
- آ لووو ريادة؟!


المزيد.....




- معظم الفلسطينيين واليهود يريدون السلام، أما النرجسيون فيعرقل ...
- معركة اليرموك.. فاتحة الإسلام في الشام وكبرى هزائم الروم
- مصر.. شهادة -صادمة- لجيران قاتل -طفل شبرا-: متدين يؤدي الصلو ...
- السعودية.. عائض القرني يثر ضجة بتعداد 10 -أخطاء قاتلة غير مع ...
- كاهن الأبرشية الكاثوليكية الوحيد في قطاع غزة يدعو إلى وقف إط ...
- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - لبنى حسن - !ان اختلف معك احد انسفه