أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - ابراهيم عودة النمر - غياب العقل الوطني ..في دهاليز أروقة السياسة...!















المزيد.....

غياب العقل الوطني ..في دهاليز أروقة السياسة...!


ابراهيم عودة النمر

الحوار المتمدن-العدد: 4762 - 2015 / 3 / 29 - 21:40
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


كثيرة هي البلدان والاوطان التي تحتل وتدمر.. والحرب العالمية الثانية خير دليل..
فألمانيا النازية احتلت معظم اوروبا ودمرت مدنها ومواطنيها ولم تعد اوروبا سوىخراب بفعل
الطيران الالماني والقنابل والصواريخ والمدفعية حتى تكاد ان تكون للناظر ليست سوى اطلال عبث بها الزمن
الا انها في النتيجة وقفت على قدميها واستطاعت ان تعيد نفسها وتعيد ثقة المواطن بنفسه عن طريق الافكار
والرؤيا الواقعية لبناء كل ما هدمته الحرب التي استمرت بحدود الستة سنوات.. وهي اليوم صرح وقوة يتباها بها العالم.
وما رواية الحرب والسلام للكاتب الروسي الكبير(تولستوي) الا ادانة دامغة للذين يبحثون عن المجد ليتحارب الملايين من البشر وليموت اكثر من نصف مليون رجل بارادة فرد واحد.. هي مهمة عسيرة ومستحيلة , ولكنها احداث تأريخية حصلت بين فرنسا وروسيا..
اذا علينا ان نتأمل التأريخ ومن ثم ننظر لحاضر مؤلم يموت فيه الناس الابرياء نتيجة نزعة السلطة والمال
وهوس الطمع والحكم والمال لا يدانيه هوس..

اما العرب.. فلقد قالها هتلر.. سيأتي يوم يتقاتلون فيما بينهم. وصدقت البوءة
ورغم كل الذي حدث في ربيعهم المشؤم وهو في الحقيقة خريف دائم لموت دائم وخراب دائم حتى
بات الاسلام الذي كان يجمع العرب مجرد اسطوانة مشروخة وبخاصة بعد ظهور موجة الاسلام المتطرف
والذي شوه كل القيم والاخلاق وهدر قيمة الانسان..وانتهك الحياة بكل صورها الجميلة.ووضع الدين في كابينة الارهاب وبأمتياز.
المهم رغم ان كل ما موجود على الساحة ينذر بالشر والتشرذم والانحلال والضعف والتخاذل والضياع وحتى العمالة.. سببه الرئيس لم يكن هناك رجال دولة يو أثرون
مصالح اوطانهم وشعوبهم ..وسمحوا للتدخل الطاريء والدخيل ان يخترق الصفوف.. ومؤتمرات القمة ليست سوى وهم يتناغم مع مصالح اسرائيل والغرب في تفتيت اللحمة العربية القومية المسلمة.وعادة ما تولد ميتة.
اما اليوم وهي تعقد في ارض الكنانة وتواجه جملة من التداعيات تشهدها الخارطة العربية والواقع العربي المتشرذم فهي هذه المره يجب ان تصحي العرب من غفوتهم لان وجودهم مهدد وعروبتهم في خطر , واسلامهم اصبح تجارة. خاسرة .!
اما عراق التغيير فهو صورة مشوهه لكل ما هو جميل.. فان معظم البلدان العربية التي عاشت الخريف المشؤم بلدان
فقيرة واقتصادها هش وشعوبها جائعة ومحرومة من كل هذا التطور الحاصل في العالم.
اما العراق فهو بلد نفطي وزراعي وقد وهبه الله نهرين عظيمين واول بلد في العالم بكثرة نخيله وسياحته الدينية منتعشة دائما الا انه لم يحظ بأيدي امينة والسياسيون الذين جاءت بهم الصدفة لم يرتقوا الى مستوى الانسانية التي تحاكي العالم
لم يرتقوا الى مستوى الضمبر او الاخلاق
احزاب دينية سيطرت على الحكم وباسناد امريكي ..عبثت بالبلد وشتته وحرم الفقراء من ابسط مستلزمات الحياة
فلا أمن ولا امان , نزوح واحتلال وسرقة اموال الفقراء الذين كانوا يتطلعون الى فجر يوم مشرق لينفضوا عنهم غبار
سنوات عجاف من الظلم والقهر والاستبداد والخوف والموت.. والذين جاءوا لم يفعلوا شيئا جديدا سوى انهم اضافوا للموت موتا جديدا وللخوف خوفا اخر وللجوع جوعا متميز وللانسان معاناة جديدة , وأكتفوا بتغير الاسماء للشوارع والجسور والدوائر وانتعاش الطائفية المقيتة حتى بتنا نتقاتل ونتجادل ونحتج ونشجب ونحاسب التأريخ على احداثه.. كل ذلك بسبب عدم اهليتهم للحكم وغياب الادارة الحكيمة بل غياب العقل واغتياله تماشيا مع الاحداث المحيطة..
واذا كان فلاسفة الاغريق في القرن الثالث ق . م اكدوا من ان الدولة يجب ان يحكمها اما فيلسوف او حكيم
فعراق اليوم يحكمه الجهل والمرض والفوضى.. بعد 2300 سنة
فصرفت المليارات على احزابهم وعلى مصالحهم الشخصية الضيقة والمنتفعون لايزيدون عن الالف ما عدا المنضوين تحت راية الاحزاب المتنفذة فشيدوا العقارات وانتعشت بنوك العالم بملايينهم وكل منهم قد حجز مكانا جديدا لحياته وحياة عائلته وليأتي الطوفان من بعدي.. او كما يقول ابو فراس الحمداني.. اذ مت ظمأنا فلا نزل القطر.....!
وكل وزراء المالية والذين تعاقبوا على الوزارة لم يكن فيهم حكيما ولا فيلسوفا ليضع استيراتيجية لمستقبل مجهول في ظل تداعيات الاحداث .. ولم تكن هناك رؤيا واضحة في أفق يكتنفه الغموض فلا وزيرا للمالية ولا وزيرا للتخطيط ولا
وزيرا للاقتصاد ..هذا فيما يخص المال العام ولا رئيسا لحكومة مسؤولة.. ولا قيادة امنية محنكة ولا تسليح ولاتدريب ولاحدود مراقبة ولا رؤية في علاج الواقع المتردي..وكأنك تعيش في دولة فوضى..
واذ ننظر كمواطنين لاناقة لنا ولاجمل في هذا الوطن سوى الانتماء الروحي, والهوية... فلا نفهم ايفاد مدرسيين من التربية الى المانيا مثلا.. لا اعلم ماذا سيقدم المدرس من بعد عودته الى المدرسة..؟ وهل سيغير طريقة التدريس ..؟ رغم اننا متخلفون اصلا في كل شيء وان مدارسنا التقليدية اكل عليها الزمن وشرب ..
ولا أفهم الحكمة من ايفاد موظف درجة عاشرة خريج ابتدائية الى بلد اوروبي ولمدة شهر.. ترى كم كلف الوزارة مصاريف ومبالغ ..وبعد عودته , ماذا قدم الاخ ..؟ او ايفاد عبعوب 40 مرة في السنة الواحدة ليجوب اجمل مدن العالم ويسكن ارقى الفنادق ويصرف بدون اي وجع كل ذالك من اجل صرف المال العام بل العبث بالمال العام واليوم نستجدي صندوق النقد الدولي ونادي باريس وتأجيل دفع فاتورات الطائرات الاميركية..! لان الدولة خاوية ومفلسة واسعار النفط الممول الوحيد للأقتصاد العراقي, في تدتي.
لم نفهم وجود الحمايات للمسؤوليين بهذا الكم ناهيك عن الاليات التي تقلهم او التي تقوم بخدمتهم

ولم افهم وجود مليون فائض من موظفي الدولة اكل عليهم الدهر وشرب وقد تجاوزت رواتبهم ال5 و4 و3 مليون وهم
لا يقدمون شيئا يذكر وخدمتهم تجاوزات الثلاثين عاما ولهم سيارات من الدولة وسواق وحتى حمايات. و ثمة قسم صغير في وزارة الكهرباء يصرف (10 )ملايين دينارشهريا فقط محروقات للعجلات.
والبطالة للشباب تعم البلد وليس من حلول.. حتى بات الذي لا حول له ولاقوة يعيش حالة يأس.
ولم افهم ضياع 1000 مليار دولار ولم يقدم احد بتهمة فساد او اختلاس او سرقة ولم نر شيئا على الواقع.. يذكر..
نتباها به الا صخرة عبعوب و التي نقلته من مدير وحدات الامانة الى رأس هرم الامانة..!
ولم افهم فتح حدود مشرعة بين العراق وسوريا لأكثر من عشرة اعوام.. دون ان يكون هناك جنديا واجدا للحراسة مع وجود مليون عسكري ورجل امن ومكافحة الارهاب والشرطة الاتحادية وسوات واحتلت الموصل وتكريت والانبار في ثلاثة ايام بلا مقاومة.. من قبل عصابة هجينة...!
ولم افهم حالة التقشف وميزانية العراق 100 مليار دولار وهي أكبر من ميزانية مصر صاحبة التسعين مليون من البشر ويقاتلون الارهاب ويقيمون المشاريع ولم يعيشوا حالة تقشف..
ولم افهم التعينات الخاصة وحالات الدمج والتي ساهمت الى حد بعيد من اننا نعيد امجاد العهد البائد بطريقة اكثر سلبية
واكثر رداءة واكثر دناءة..
الاسئلة محيرة وتبدأ دون ان تنتهي وبالاجمال ان العراق يعيش اسوأ فتراته عبر التأريخ المعاصر من الفوضى والضياع
وكثرة مصادر القرار والقوة والنفوذ وكلها لن تبني بلدا.. هذه هي الحقيقة التي نعيشها والنازحون والمهجرون والمشردون لا زالوا بلا مأوى وبلا طعام وبلا امان, والموت يحيط بهم ويطالهم الواحد تلو الاخر ولازال الحكام يحلمون
تماما كما يحلم الرئيس اليمني علي عبدالله صالح بعد (اربعة وثلاثون سنة من الحكم) لم يشبع ولم يقنع وخزينه من فتر ة حكمه تجاوزت العشرات من المليارات من الدولارات .. واخيرا أدخل الشعب المحروم.. في اتون الحر ب والخراب .
واليمن في طريقه الى التقسيم وكل اقطار الربيع العربي المزعوم الى ذات المصير والعراق مشمول بذات القرار الاسرائيلي الامريكي وما اكثر دعاة التقسيم في زمن الديمقراطية الامريكية التي حلم بها الكثيرون من دهالقة السياسة.



#ابراهيم_عودة_النمر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلد الخراب في زمن الخداع
- المعركة قادمة لاريب..ولكن .. بعد تجفيف المنابع
- ... لن أخون وطني...
- من تأريخ الأمم. شيء من تأريخ الاتحاد السوفيتي
- فلسفة الحرب.. في تحرير الارض
- القاضي النطاح
- ويعود صوت الحق ...من جديد
- وتبقى الشعوب تدفع فاتورة اخطاء السياسيين..!
- سفاح العصر
- حينما ينبض الحجر بالحياة مايكل أنجلو
- الحر ية والحياة
- على ضفاف جروحك... يا وطن... اوثق الأدانة
- الخالدون .. من العلماء .. سيجموند فرويد
- الوطن النازح.. والطفولة المذبوحة..والاستحقاقات الانتخابيه ال ...
- اللعبة القذرة...بين العرب واسرائيل والمجتمع الدولي
- هكذا تسلب ..الحياة من الحمائم المسالمه
- نازحون بلا مأوى....تائهون عن مرافيء الحياة
- اين العالم من هذه الاستباحات...المعلنة..؟
- الى متى يبقى .. نهر الحزن المتدفق بالدم ...؟
- الهجرة الى الورق


المزيد.....




- إبعاد متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين من حفل تخرج جامعة ميشيغان ...
- لقاء مع عدد من الناشطات والناشطين العماليين في العراق بمناسب ...
- صادق خان يفوز بولاية ثالثة لرئاسة بلدية لندن.. ويعزز انتصار ...
- الختان، قضية نسوية!
- جرائم الشرف، كوسيلة للإدامة بالأنظمة الإسلامية القومية في ال ...
- الرئيس السوري يؤكد أهمية المحاسبة داخل حزب البعث العربي الاش ...
- التصور المادي للإبداع في الادب والفن
- حوار مع العاملة زينب كامل
- شاهد كيف رد السيناتور بيرني ساندرز على انتقاد نتنياهو لمظاهر ...
- وثائق: تأييد عبد الناصر لفلسطينيي غزة أزعج بريطانيا أكثر من ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - ابراهيم عودة النمر - غياب العقل الوطني ..في دهاليز أروقة السياسة...!